الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج4

دَخلت يوماً على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت يا رسول الله أرى الخلق لا تصل اليه ، فقال : يا عبدا الله الج المخَدع ، فَولَجتُ المخدَع وعلي رضي الله عنه يصلي وهو يقول في سجوده وركوعه : «اَللّهُمَّ بحقِّ محمد عبَدك اغفر للخاطئين من شيعتي» .
فخَرجت حتى أخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فرأيته وهو يصلي وهو يقول : «اَللّهُمَّ بحقِّ علي بن ابي طالب عبدك اغفر للخاطئين من اُمّتي» .
قال : فأخذني من ذلك الخلع العظيم ، فأوجز النبي (صلى الله عليه وآله) في صَلاته فقال : يا ابن مسعود اكفُرٌ بعد أيمان ؟!
فقلت : حاشا وكَلا يا رسول الله ، ولكني رأيت عليّاً سأل بك ، ورأيتُكَ تسأل الله به ، فلا أعلَم أيَّكُم أفضَل عند الله ؟

قال : اجلس يابن مسعود ، فجَلَستُ بين يديه فقال لي :

اعلم اَن الله خلَقَني وعلياً من نور عظيم قبل خلق الخلق بألفي عام اِذْ لا تسبيح ولا تقديس ، ففتق نوري فخَلَق منه السماوات والارض وأنا والله أجَلُّ من السماوات والارض ، وفتق نور علي بن ابي طالب فخلَقَ العَرش والكرسي وعَلي بن ابي طالب أفضَلُ من العرش والكرسي ، وفتَقَ نور الحسن فخلَقَ منه اللوح والقلم والحَسَن والله اَجَلُّ من اللوح والقلم ، وفتَقَ نور الحسين وخَلَقَ منه الجنان والحور والحسين والله أجَلُّ من الجنان والحُور ، ثم أظلمَت المَشارق والمغارب فشَكَت الملائكة الى الله تعالى أن يكشف عنهم تلك الظلمة فتكَلّمَ الله جَلّ جَلالُه بكلمَة فخلَقَ روحاً ثم تكَلّمَ بِكَلمة فخَلقَ من تلك الكلمة الاخرى نوراً فأضافَ النور الى تلك الروح وأقامَها امام العرش ، فأزَهَرت المشارق والمغارب فهي فاطمة الزهَراء .


اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه