الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج4

محمد والذي بعثك بالحقّ لقد دخل السرور على جميع الملائكة باستخلاف الله عَزّوجَلّ لك ابن عمك ، ورأيتُ حملة العرش قد نكسوا رؤوسهم الى الارض ، فقلت : يا جبرئيل لم نكس حملة العرش رؤوسهم ؟ فقال : يا محمد ما من ملك من الملائكة الا وقد نظر الى وجه علي بن ابي طالب (عليه السلام)استبشاراً به ما خلا حملة العرش فانهم استأذنوا الله عَزّوجَلّ الساعة فأذن لهم أن ينظروا الى علي بن ابي طالب (عليه السلام) فنظروا اليه فلمّا هبطت جعلت أخبره بذلك وهو يخبرني به ، فعَلِمتُ انّي لم أطَأ موطئاً الا وقد كشف لعلي عنه حتى ينظر اليه .
قال ابن عباس : فقلت : يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أوصني ؟
فقال : عليك بمودة علي بن ابي طالب ، والذي بعثني بالحَقِّ نبيّاً لا يقبل الله من عبد حسنة حتى يَسئَلهُ عن حبّ علي بن ابي طالب وهو تعالى أعلم ، فاِنْ جاء بولايته قبل عمله على ما كان منه ، وان لم يأت بولايته لم يَسألَهُ عن شيء ثم أمر به الى النار .
يابن عباس والذي بَعثَني بالحَقِّ نبيّاً ان النار لأشَدُّ غَضَباً على مبغبض علي منها على من زعم أن لله وَلَداً .
يابن عباس لو ان الملائكة المقرّبين والانبيّاء المرسلين اجتمعوا على بُغضه ولن يفعَلوا لعذّبهم الله بالنار .

قلت : يا رسول الله وهل يبغضه أحد ؟

قال : يا بن عباس نعم ، يبغضه قومٌ يذكرون أنهم من اُمّتي لم يجعل الله في الاسلام نصيباً .
يا بن عباس ، ان من علامة بُغضهم له تفضيلهم من هو دونه عليه ، والذي بَعَثني بالحَقِّ نبيّاً ما بَعَثَ الله نبيّاً اكرَم عليه منّي ، ولا وصيّاً اكرم عليه من وصَيّي .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه