الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج5

رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)قال : الصلاة عمود دينكم . قال : قلت : ثم الذي يليها في الفضل ؟ قال : الزكاة لأنه قرنها بها وبدأ بالصلاة قبلها ، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : الزكاة تذهب الذنوب . قلت : والذي يليها في الفضل ؟ قال : الحج ، قال الله عزّ وجلّ : (وَللهِ عَلَى النّاسِ حِجْ البَيْتِ مَن استطاع إليهِ سَبيلاً ومَن كَفَرَ فإنّ اللهَ غَنيٌ عن العَالَمين)وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لحجة مقبوله خيرٌ من عشرين صلاة نافلة ، ومن طاف بهذا البيت طوافاً أحصى فيه اسبوعه وأحسن فيه ركعتيه غفر الله له ، وقال في يوم عرفة ويوم المزدلفة ما قال . قلت : فماذا يتبعه ؟ قال : الصوم ، قلت : وما بال الصوم صار آخر ذلك أجمع ؟ قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : الصوم جُنّة من النّار . قال : ثم قال : ان أفضل الأشياء ما إذا أنت فاتك لم تكن منه توبة دون أن ترجع اليه فتؤدّيه بعينه ، إنّ الصلاة والزكاة والحج والولاية ليس يقع شيء مكانها دون ادائها ، وان الصوم إذا فاتك أو قصّرت أو سافرت فيه أدّيتَ مكانه ايّاماً غيرها وجبرت (جزيت) ذلك الذنب بصدقة ولا قضاء عليك ، وليس من تلك الأربعة شيء تجزيك مكانه غيره . قال : ثم قال : ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الاشياء ورضى الرحمن الطاعة للإمام بعد معرفته ، إن الله عزّ وجل يقول : (مَن يُطعِ الرَّسُولَ فَقَد أطاعَ الله ومَن توَلى فما ارسَلناكَ عَليَهمْ حَفيظاً)أما لو أن رجلاً قام ليله وصام نهاره وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره ولم يعرف ولاية وليّ الله فيواليه ، ويكون جميع أعماله بدلالته إليه ، ما كان له على الله عزّ وجل حق في ثوابه ولا كان من أهل الإيمان ، ثم قال : اولئك المحسن منهم يدخله الله الجنة بفضل رحمته(1) .
28 ـ روى ثقة الإسلام الكليني (قدس سره) بسنده عن أبي أميّة يوسف بن ثابت ابن أبي سعيدة عن أبي عبد الله (عليه السلام) انهم قالوا حين دخلوا عليه : انما احببناكم لقرابتكم من رسول الله (عليه السلام) ولما أوجب الله عزّ وجلّ من حقكم ما أحببناكم للدنيا نصيبها منكم إلاّ لوجه الله والدار الآخرة وليصلح لأمره منا دينه . فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : صدقتم صدقتم . ثم قال : مَن أَحَبّنا كان معنا يوم القيامة هكذا ـ ثم جمع بين السبابتين ـ ثم قال : والله لو ان رجلاً صام النهار وقام الليل ثم لقي الله عزّ وجلّ لغير ولايتنا أهل البيت للقيه وهو عنه غير راض أو ساخط عليه ، ثم قال : وذلك قول الله عزّ وجلّ : (وَمَا منَعَهُم أنْ تُقبَل منهم نفقاتهم إلاّ أنهم كفَروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلاّ وهم كسالى ولا يُنفقون إلاّ وهم كارهون فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم انما يُريدُ الله لِيُعَذِّبهم بها في الحياةِ الدنيا وتزَهَقَ أنفسهم وهم كافِرون) . ثم قال : وكذلك الايمان لا يضر معه العمل وكذلك الكفر لا ينفع معه العمل . ثم قال : ان تكونوا وحدانيين فقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وحدانياً يدعو الناس فلا


(1) جامع أحاديث الشيعة 1: 434 ح 979 ، المحاسن : 286 ، الكافي 1: 185 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه