الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج5

222 ـ وروى الصفّار بسنده عن الثمالي قال : سمعت أبا جعفر (عليه السلام)يقول : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ان الله تبارك وتعالى يقول : إن من استكمال حُجّتي على الاشقياء من أمتك من ترك ولاية علىّ ، واختار ولاية من والى أعداءه ، وانكر فضله وفضل الأوصياء من بعده ، فإن فضلك فضلهم ، وحقّك حقهم ، وطاعتك طاعتهم ، ومعصيتك معصيتهم ، وهم الأئمة الهداة من بعدك ، جرى فيهم روحك ، وروحهم جرى فيك من ربّك ، وهم عترتك من طينتك ولحمك ودمك ، وقد أجرى الله فيهم سُنتك وسنّة الأنبياء قبلك ، وهم خزاني على علمي من بعدك ، حقّاً عليّ لقد اصطفيتهم وانتجبتهم واخلصتهم وارتضيتهم ، ونجا من أحبّهم وولاهم وسلّم لفضلهم ، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ولقد أتاني جبرئيل بأسمائهم وأسماء آبائهم وأحبّائهم والمسلمين لفضلهم(1) .
223 ـ روى الشيخ الصدوق أعلا الله مقامه بسنده عن جابر الجعفي قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : لما أنزل الله عزّ وجلّ على نبيِّه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) : (يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الأمر منكم)(2) ، قلت : يا رسول الله عرفنا الله ورسوله ، فمن أولو الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك ؟ قال : هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين بعدي ، أوّلهم عليّ بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر ، وستدركه يا جابر ، فاذا لقيته فاقرأه مني السلام ، ثم الصادق جعفر بن محمد ، ثم موسى بن جعفر ، ثم عليّ بن موسى ، ثم محمد بن عليّ ، ثم علي بن محمد ، ثم الحسن بن عليّ ، ثم سمييّ وكنِّيي حجة الله في أرضه وبقيته في عباده ابن الحسن بن عليّ ، ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها ، ذاك الذي يغيب عن شيعته واوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بامامته الا من امتحن الله قلبه للايمان .
قال : قال جابر : يا رسول الله فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته ؟
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : أي والذي بعثني بالنبوة انهم يستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس ، وان تجلّلها سحاب ، يا جابر هذا من مكنون سِر الله ومخزون علمه ، فاكتمه إلاّ عن أهله .
قال جابر الأنصاري : فدخلت على علي بن الحسين (عليه السلام) فبينا أنا أحدثه اذ خرج محمد بن علي الباقر من عند نسائه وعلى رأسه ذؤابة وهو غلام ، فلما


(1) بصائر الدرجات : 15 و 16 ، البحار ج36 : ص249 ح66 .
(2) النساء : 59 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه