الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج5

أبصرته ارتعدت فرائصي وقامت كل شعرة على بدني ، ونظرت اليه وقلت : يا غلام أقبل فأقبل ، ثم قلت : أدبر فأدبر ، فقلت : شمائل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وربّ الكعبة ، ثم دنوت عليه وقلت : ما اسمك يا غلام ؟ قال : محمد ، قلت : ابن مَن ؟ قال : ابن علي بن الحسين ; قلت : يا بني فدتك نفسي فأنت إذاً الباقر ؟ فقال : نعم ، فابلغني ما حمْلَكَ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
فقلت : يا مولاي إن رسول الله بشرني بالبقاء الى أن القاك فقال لي : إذا لقيته فاقرأه مني السلام ، فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقرأ عليك السلام .
قال أبو جعفر (عليه السلام) : يا جابر وعلى رسول الله السلام ما قامت السماوات والأرض وعليك السلام كما بلّغت السلام ، وكان جابر بعد ذلك يختلف اليه ويتعلّم منه .
فسأله محمد بن عليّ (صلى الله عليه وآله وسلم) عن شيء فقال له جابر : والله لا دخلت في نهي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقد أخبرني أنكم الأئمة الهداة من أهل بيته من بعده ، وأحكم الناس صغاراً ، وأعلمهم كباراً ، وقال : لا تعلِّموهم فهم أعلمُ منكم .
فقال أبو جعفر (عليه السلام) : صدق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، والله إني لأعلم منك بما سألتك عنه ، ولقد أوتيت الحكم صبيّاً ، كل ذلك بفضل الله علينا ورحمته لنا أهل البيت(1) .
224 ـ روى العلامة ابن شهرآشوب (رحمه الله) بسنده عن عيسى بن أحمد ، عن أبي الحسن عليّ بن محمد العسكري ، عن آبائه (عليهم السلام) قال : قال عليّ صلوات الله عليه :
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : من سرّه أن يلقى الله عزّ وجلّ آمناً مطهّراً لا يحزنه الفزع الأكبر فليتولك وليتول ابنيك الحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمد بن عليّ وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمداً وعليّاً والحسن ثم المهدي وهو خاتمهم ، وليكونن في آخر الزمان قومٌ يتولوّنك يا عليّ يشنأهم الناس ولو أحبَّوهم كان خيراً لهم لو كانوا يعلمون ، يؤثرونك وولدك على الآباء والامهات والأخوة والأخوات وعلى عشائرهم والقرابات ، صلوات الله عليهم أفضل الصلوات ، اولئك يُحشرون تحت لواء الحمد يتجاوز عن سيئاتهم ويرفع درجاتهم جزاءً بما كانوا يعملون(2) .
225 ـ روى ثقة الإسلام الكليني (قدس سره) بالاسناد يرفعه الى الرضا ، عن آبائه ، عن


(1) كمال الدين : 146 ، كفاية الأثر : 7 و 8 ، البحار ج36 : ص67 ح250 .
(2) مناقب آل أبي طالب 1 : 28 ، الغيبة للطوسي : 98 ، البحار ج39 : ص77 ح258 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه