الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج5

قال : نعم وكانت طاعته واجبة على الناس في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وبعد وفاته ، ولكنه صمت ولم يتكلم مع النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وكانت الطاعة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)على أمته وعلى عليّ معهم في حال حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وكان عليّ حكيماً عالماً (1) .
293 ـ وقد مرّ في باب كتابة أسمائهم(عليهم السلام)على السماوات والأرضين وغيرهما عن القاسم بن معاوية ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال : إذا قال أحدكم : «لا اله إلاّ الله محمد رسول الله» فليقل : «عليّ أمير المؤمنين وليّ الله»(2) .
294 ـ روى ثقة الإسلام الكليني باسناده عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : من قال : «لا اله إلاّ الله» تفتحت له أبواب السماء ، ومن تلاها بـ «محمد رسول الله» تهلل وجه الحق سبحانه واستبشر بذلك ، ومن تلاها بـ «علي ولي الله» غفر الله له ذنوبه ولو كانت بعدد قطر المطر(3) .
295 ـ في كتاب سليم بن قيس : قال أبان : قال سليم : سألت المقداد عن عليّ (عليه السلام) ، قال : كنّا نسافر مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل أن يأمر نساءه بالحجاب وهو يخدم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليسَ له خادم غيره ، وكان لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لحاف ليس له لحافٌ غيره ومعه عائشة ، فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)ينام بين عليّ وعائشة ليس عليهم لحاف غيره ، فاذا قام رسول الله من الليل يصلّي حَطّ بيده اللحاف من وسطه بينه وبين عائشة حتى يسن اللحاف الفراش الذي تحتهم ، ويقوم رسول الله فيصلي ، فأخذت عليّاً (صلى الله عليه وآله وسلم)الحمى ليلة فأسهرته ، فسَهر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بسهره ، فبات ليله مرّة يصليّ ومرة يأتي عليّاً (عليه السلام) يُسلّيه ، وينظر اليه حتى أصبح ، فلمّا صلى بأصحابه الغداة قال : اللهم اشفِ عليّاً وعافه ، فإنه قد أسهرني مما به من الوجع ، فعوفي فكأنما نشط من عقال ما به من علّة .
ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : أبشر يا أخي ـ قال ذلك وأصحابه حوله يسمعون ـ فقال علي (عليه السلام) : بشرك الله بخير يا رسول الله وجعلني فداك .
قال : إني لم أسأل الله الليلة شيئاً إلاّ أعطانيه ، ولم أسأل لنفسي شيئاً إلاّ سألت لك مثله ، إني دعوت الله أن يؤاخى بيني وبينك ففعل ، وسألته أن يجعلك وليّ كل مؤمن بعدي ففعل ، وسألته إذا ألبسني ثوب النبوة والرسالة أن يلبسك ثوب الوصيّة والشجاعة ففعل ، وسألته أن يجعلك وصيّي ووارثي وخازن علمي


(1) البحار 38 : 318 ح26 .
(2) المصدر السابق .
(3) الروضة : 6 ، البحار 38 : 319 ح27 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه