ففعل ، وسألته (أقسم بالله) ان يجعلك منّي بمنزلة هارون من موسى ، وان يشدّ بك أزري ويشركك في امري ففعل إلاّ أنه لا نبي بعدي فرضيت ، وسألته أن يزوِّجك ابنتي ويجعلك أبا ولدي ففعل .
فقال رجل لصاحبه : أرأيت ما سأل ؟ فوالله لو سأل ربّة أن ينزل عليه ملكاً يعينه على عدوِّه ، أو يفتح له كنزاً ينفقه هو وأصحابه فإن له حاجة كان خيراً لهمما سأل !
وقال الآخر : والله لصاع من تمر خيرٌ مما سأل ! !(1)
296 ـ روى الفتال النيسابوري عن أبي الحسن عليّ بن عبد الله بن أبي سيف المدائني قال : كتب معاويه الى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام): يا أبا الحسن ان لي فضائل كثيرة : كان أبي سيِّداً في الجاهلية وصرت ملكاً في الإسلام ، وانا صهر رسول الله ، وخال المؤمنين ، وكاتب الوحي !
فلما قرأ أمير المؤمنين (عليه السلام) كتابه قال : أبالفضائل يفخر عليّ ابن آكلة الأكباد ؟ ! يا غلام اكتب ، وأملى عليه عليّ (عليه السلام) :
محمّد النبي أخي وصهري***وحمزة سيِّد الشهداء عمي
وجعفر الذي يضحي ويمسي***يطير مع الملائكة ابن أمي
وبنت محمد سكني وعرسي***مشوبٌ لحمها بدمي ولحمي
وسبطا أحمد ولداي منها***فمن منكم له سهم كسهمي
سبقتكم الى الإسلام طرّاً***غلاماً ما بلَغتُ أوان حلمي
وأوجب لي ولايته عليكم***رسول الله يوم غدير خم
فلما قرأه معاوية قال : مزِّقه يا غلام لا يقرأه أهل الشام فيميلون نحو ابن أبي طالب(2) .
297 ـ ورواه في الديوان : 105 وزاد بعدها :
وأوصاني النبيّ على اختيار***لأمته رضى منكم بحكمي
ألا من شاء فليؤمن بهذا***والاّ فليمت كمدا بغمِّ
أنا البطل الذي لم ينكروه***ليوم كريهة وليوم سلم
298 ـ وفي رواية أخرى :
وأوجب لي الولاء معاً عليكم***خليلي يوم دوح غدير خم
(1) كتاب سليم بن قيس : 144 و145 ، البحار 38 : 314 ح18 .
(2) روضة الواعظين : 76 ، البحار 38 : 239 ح39 .