الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج5

قال : إني أراك تقول أنّ صاحبك أولى الناس بها ـ يعني عليّاً (عليه السلام) ـ ؟
قلت : أجل والله ، إني لاقول ذلك في سابقته وعلمه وقرابته وصهره .
قال : انه كما ذكرت ، ولكنه كثير الدعابه ! وفي رواية : فيه دعابة .
وفي رواية : لله درّهم إن ولّوها الأصلع ، كيف يحملهم على الحق ، ولو كان السيف على عنقه .

فقلت : أتعلم ذلك منه ولا توليّه ؟ !

قال : إن لم أستخلف وأتركهم تركهم من هو خيرٌ منّي .

قلت : فعثمان ؟ قال : والله لو فعلت لجعل بني أبي معيط على رقاب الناس يعملون فيهم بمعصية الله حتى يقتلوه ، والله لو فعلت لفعل ، ولو فعل لفعلوا فوثب الناس إليه فقتلوه .
وفي رواية : كَلِفٌ بأقاربه . قلت : طلحة بن عبد الله ؟ قال : الأكنع ، هو أزهى من ذلك ، ما كان الله ليراني أولّيه أمر أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) على ما هو عليه من الزهو . وفي رواية قال : فيه نخوة ، يعني كبراً .
قلت : الزبير بن العوام ، قال : إذن كان يلاطم الناس في الصاع والمُدّ . وفي رواية : كافر الغضب مؤمن الرضا . قلت : سعد بن أبي وقّاص ؟ قال : ليس بصاحب ذاك ، ذلك صاحب مقتب يقاتل به . وفي رواية : صاحب مقتب خيل .
قلت : عبد الرحمن بن عوف ؟ قال : نعم الرجل ذكرت ، ولكنّه ضعيف عن ذلك . وفي رواية : ذلك الرجل ليّن أو ضعيف .
وفي رواية : ذاك الرجل لو وليته جعل خاتمه في إصبع امرأته ، والله يا بن عبّاس ، ما يصلح هذا الأمر إلاّ للقوي في غير عنف ، والليِّن في غير ضعف ، والجواد في غير سرف ، الممسك في غير بُخل ؟(1)
343 ـ روى أبو الهذيل عن عمر لمّا طعنَ دخل عليه عبد الله بن عبّاس قال : فرأيته جزعاً ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، ما هذا الجزع ؟
فقال : يا ابن عبّاس ، ما جزعي لأجلي ولكن جزعي لهذا الأمر من يليه بعدي !

قلت : ولها طلحة بن عبيد الله .


(1) البحار 31 : ح18 ص363 ، العدد القوية في المخاوف اليومية : 251 ـ 253 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه