الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج5

قال : رجل له حدّه ، كان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يعرفه فلا أولّي أمور المسلمين حديداً .
قال : قلت : ولِّها زبير بن العوام ، قال : رجل بخيل رأيتهُ يُماكس امرأته في كُبّة من غزل فلا أوَلّي امُور المسلمين بخيلاً .

قال : قلت : ولِّها سعد بن أبي وقّاص .

قال : رجل صاحب فرس وقوس وليس من أحلاس الخلافة .

قال : قلت : ولِّها عبد الرحمن بن عوف .

قال : رجل ليس يُحسنْ أن يكفي عياله .

قال : قلت : ولِّها عبد الله بن عمر ، فاستوى جالساً ثم قال : يا بن عبّاس ، ما الله أردت بهذا ، أُوَلّي رجلاً لم يُحسن أن يُطلّق امرأته ؟ !

قلت : ولِّها عثمان بن عفّان .

فقال : والله لئن ولّيته ليحملنّ آل أبي معيط على رقاب المسلمين ، وأوشك ـ أن فعلها ـ أن يقتلوه ، قالها ثلاثاً ، ثم سكت لما أعرف من معاندته لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال لي : يا بن عبّاس اذكر صاحبك .

قال : قلت : فولِّها عليّاً .

قال : فوالله ما جزعي إلاّ لِما أخذنا الحق من أربابه ، والله لئن ولَّيته ليحملنّهم على المحجة العظماء ، وان يُطيعوه يُدخلهم الجنّة . . فهو يقول هذا ، ثم صيّرها شورى بين السنّة ، فويل له من ربِّه . . الحديث(1) .

أَنَس وولاية عليّ (عليه السلام)

344 ـ روى الشيخ الصدوق (رحمه الله) بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : خطبنا عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال :
أيها الناس إن قدّام منبركم هذا أربعة رهط من أصحاب محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)منهم أنس بن مالك والبرّاء بن عازب الأنصاري والاشعث بن قيس الكندي وخالد بن يزيد البجلي . . . الى قوله ، ثم أقبل علي (صلى الله عليه وآله وسلم) بوجهه على أنس بن مالك ، فقال : يا أنس إن كنتَ سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : «من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه» ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله حق يبتليك ببرص لا تُغطّيه العمامة ، وأما أنت يا أشعث ، فان كنت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وهو يقول : «من


(1) البحار 31 : 354 ، الاحتجاج 2 : 150 ـ 154 ط. النجف و2 : 382 ـ 385 ط. ايران .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه