الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج5

(اطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)(1) وهم الذين قال الله عزّ وجلّ : (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا)(2) .
413 ـ وقوله : (من والاكم فقد والى الله ومن عاداكم فقد عادى الله ومن أحبكم فقد أحب الله ومن ابغضكم فقد أبغض اللهومن اعتصم بكم فقد اعتصم بالله) :
والسرّ في ذلك : إن الله تعالى هو الآمر بموالاتهم ومحبّتهم والاعتصام بهم والناهي عن معاداتهم وبُغضهم فالموالي لهم موال له تعالى ، وهكذا ، وأيضاً انهم لما كانوا متخلِّقين بأخلاق الله ومتصفين بصفاته جرى لهم (عليهم السلام)حكمه تعالى في الأشياء المذكورة ونحوها كما قال تعالى : (ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم)(3) (وما ظلمونا ولكن كانوا أنفيهم يظلمون)(4)(فلما اسفونا انتقمنا منهم)(5) من أهان لي وليّاً فقد بارزني بالمحاربة .
وقوله(صلى الله عليه وآله وسلم) : من رآني فقد رأى الحق ، يا عليّ حربك حربي وحرب علي حرب الله ، وفاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى اللهونحو ذلك .
فعن حمزة بن بزيع ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى : (فلما اسفونا انتقمنا منهم) .
فقال : ان الله عزّ وجلّ لا يأسف كأسفنا ، ولكنه خلق أولياء لنفسه ، يأسفون ويرضون وهم مخلوقون مربوبون ، فجعل رضاهم رضاء نفسه ، وسخطهم سخط نفسه ، لأنه جعلهم الدعاة اليه والأدلاء عليه ، فلذلك صاروا كذلك . وليس ان ذلك يصل إلى الله كما يصل الى خلقه لكن هذا معنى ما قال من ذلك ، وقد قال : من أهان لي وليّاً فقد بارزني بالمحاربة ودعاني اليها .
وقال : (من يطع الرسول فقد أطاع الله)(6) ، وقال : (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم)(7) .
وكل هذا وشبهه على ما ذكرت لك ، والرضا والغضب وغيرهما من الأشياء مما يشاكل ذلك الحديث .

414 ـ وعن زرارة ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال :

سألته عن قول الله عزّ وجلّ : (وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)(8) قال : ان الله أعظم وأعزّ وأجل وأمنع من أن يُظلم ، ولكن خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته حيث يقول : (انما وليكم الله ورسوله


(1) النساء : 59 .
(2) المائدة : 55 .
(3) الفتح : 10 .
(4) البقرة : 57 .
(5) الزخرف : 55 .
(6) النساء : 80 .
(7) الفتح : 10 .
(8) الفتح : 10 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه