الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج5

وروي عن الصادق (عليه السلام) : إن الخاتم الذي تصدّق به كان وزن حلقته أربعة مثاقيل فضة ووزن فصِّه خمسه مثاقيل وهي ياقوتة حمراه ، قيمته خراج الشام . . .
وري ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : «اللهم اشرح لي صدرى ويسِّر لي أمري واجعل لي وزيراً من أهلي عليّاً أخي اشدد به ظهري ، قال أبو ذر : فوالله ما استتم الكلام حتى نزل جبرائيل فقال : يا محمد اقرأ : (إنما وليكم الله ورسوله)الآية . والمعنى : الذي يتولى تدبيركم ويلي أموركم الله ورسوله والذين آمنوا المتصفون بهذه الصفات .
وقد اشتهر في اللغة التعبير عن الواحد بلفظ الجمع للتعظيم ، ونقل أنه اجتمع جماعة من الصحابة في مسجد رسول الله في مسجد المدينة فقال بعضهم لبعض : إن كفرنا بهذه الآية كفرنا بسائرها وان آمنّا صارت فيما يقول ولكنّا نتولى ولا نطيع عليّاً فيما أمر فنزلت هذه الآية : (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها)(1) .
410 ـ وقوله : (وأولي الأمر) : الذين أمر الله بطاعتهنم في قوله : (أطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)(2) ، ففي الكافي عن بريد العجلي قال : سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قوله عزّ وجلّ : (أطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)فكان جوابه : (ألم تر الى الذين اوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا)(3) يقولون لأئمة الضلالة والدعاة الى النار هؤلاء أهدى من آل محمداً سبيلاً (اولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيراً * أم لهم نصيب من الملك) يعني الإمامة والخلافة (فإذاً لا يُؤتون الناس نقيراً) .
نحن الناس الذين عنى الله والنقير النقطة التي في وسط النواة .
(أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) نحن الناس المحسودون على ما آتانا الله من الإمامة دون خلق الله أجمعين : (فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيما) يقول : جعلنا منهم الرسل والأنبياء ، والأئمة فكيف يُقِرّون به في آل ابراهيم وينكرونه في آل محمد ؟ (فمنهم من آمن به ومنهم من صدّعنه وكفى بجهنم سعيرا) (إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً كلما نضجت جلودهم بدّلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزاً حكيماً) .

411 ـ وعن أبي الصباح الكناني قال :

قال أبو عبد الله (عليه السلام) : نحن قومٌ فرض الله عزّ وجلّ طاعتنا ، لنا الأنفال ولنا صفو المال ونحن الراسخون في العلم ونحن المحسودون الذين قال الله : (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) .

412 ـ وعن الحسين بن أبي العلاء قال :

ذكرت لأبي عبد الله (عليه السلام) قولنا في الأوصياء بأن طاعتهم مفترضة ، فقال : نعم هم الذين قال الله عزّ وجلّ :


(1) النحل : 83 ، مفاتيح الجنان : ص98 ـ 99 .
(2) النار : 59 .
(3) النار : 51 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه