405 ـ ذكر العلامة السيّد عبد الله شبّر (قدس سره) في شرحه للزيارة الجامعة قال :
(وأولياء النعم) : الظاهرة والباطنة والدنيوية والأخروية ، فإن بهم تنزل البركات وتمطر السماوات ومنهم النعم الحقيقية من العلوم والكمالات والمعارف الربانية . عن الأصبغ بن نباتة قال : قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :
ما بال أقوام غيّروا سنة رسول الله وعدلوا عن وصيته لا يتخوّفون أن ينزل بهم العذاب ، ثم تلا هذه الآية : (ألم تر إلى الذين بدّلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار جهنم . . .)(1) ثم قال : نحن النعمة التي انعم الله بها على العباد ، وبنا يفوز من فاز .
406 ـ وروي في تفسير قوله تعالى : (فبأي الآء ربكما تكذِّبان)(2) أي أبالنبي أم بالوصي .
407 ـ وعن أبي يوسف البزاز قال :
تلا أبو عبد الله (عليه السلام) هذه الآية : (واذكروا الآء الله)(3) قال : أتدري ما آلاء الله ؟ قلت : لا، قال : هي أعظم نعم الله على خلقه وهي ولايتنا .
408 ـ وعن عبد الرحمن بن كثير قال :
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ : (ألم تر إلى الذين بدّلوا نعمت الله كفرا) الآية قال : عنى بها قريشاً قاطبة الذين عادوا رسول الله ونصبوا له(4) .
409 ـ وفي قوله (والسادة الولاة) :
(الولاة) جمع والي فإنهم «أولى بالمؤمنين من انفسهم» كما قال تعالى : (النبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم)(5) . روي عن الباقر (عليه السلام) أنها نزلت في الاِمرة يعني الأمارة ، أي هو أحق بهم من انفسهم حتى لو احتاج الى مملوك لأحد هو محتاج اليه جاز أخذه منه .
وفي الحديث : النبيّ أول بكل مؤمن من نفسه ، وكذا عليّ من بعده .
وبيان ذلك : أن الرجل ليست له على نفسه ولاية إن لم يكن له مال وليس له على عياله أمر ولا نهي إذا لم يجر عليهم النفقة ، والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي (عليه السلام) ومن بعدهما من الأئمة لزمهم هذا ، فلذا صاروا أولى بهم من أنفسهم .
وقال تعالى : (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤلون الزكاة وهو راكعون)(6)نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام) عند المخالف والمؤالف حين سأله سائل وهو راكع في صلاته فأومى اليه بخنصره اليمنى فأخذ السائل الخاتم من خنصره .
(1) إبراهيم : 28 .
(2) الرحمن : 13 .
(3) الأعراف : 74 .
(4) الأنوار اللامعة في شرح الزيارة الجامعة : ص 57 .
(5) الأحزاب : 6 .
(6) المائدة : 55 .