الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج5

رسول الله أخاصّة في رسول الله أم عامة في جميعهم ؟ فأمر الله عزّ وجلّ نبيّة أن يُعلمهُم ولاة أمرهم وأن يفسِّر لهم من الولاية ما فَسَّر لهم من صلاتهم وزكاتهم وحجِّهم ونصبني للناس بغدير خمّ ثم خطب ، فقال : أيها الناس ان الله أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس يكذّبوني فأوعدني لأبلّغها أو ليعذّبني ، ثم أمر بالصلاة جامعة ثم خطب فقال : أيها الناس أتعلمون ان الله عزّ وجلّ مولاي وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : قم يا عليّ فقمت ، فقال : من كنتُ مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعادِ من عاداه ، فقام سلمان فقال : يا رسول الله ولاية ماذا ؟ فقال : ولاء كولائي ، من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه ، فأنزل الله تعالى ذكره : (اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) فكبّر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : الله أكبر تمام نبوّتي وتمام دين الله ولاية علي بعدي ، فقام أبو بكر وعمر فقالا : يا رسول الله هؤلاء الآيات خاصة في علي (عليه السلام) ؟ قال : بلى فيه وفي أوصيائي الى يوم القيامة ، قالا : يا رسول الله بيِّنهم لنا ، قال : عليّ أخي ووزيري ووارثي ووصيي وخليفتي في أمتي ، ووليّ كل مؤمن بعدي ، ثم ابني الحسن ثم الحسين ثم تسعة من ولد ابني الحسين واحد بعد واحد ، القرآن معهم وهم مع القرآن لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا على الحوض ، فقالوا كلهم : اللهم نعم قد سمعنا ذلك وشهدنا كما قلت سواء . . الحديث(1) .
644 ـ روى العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم المتوفي سنة 568 باسانيده عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه (عليهم السلام)قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : نزل علىّ جبرئيل (عليه السلام) صبيحة يوم فرحاً مسروراً مستبشراً ، فقلت : حبيبي مالي أراك فرحاً مستبشراً ؟ فقال : يا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وكيف لا أكون فرحاً مستبشراً وقد قرّت عيني بما أكرم الله أخاك ووصيّك وامام امتك علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقلت : وبم أكرم الله أخي ووصيي وامام امتي ؟
قال : باهى الله عبادته البارحة ملائكته وحملة عرشه وقال : ملائكتي انظروا الى حُجتي في أرضي بعد نبيي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقد عفّر خدّه في التراب تواضعاً لعظمتي، اشهدكم على أنه امام خلقي ومولى بريتي(2) .
645 ـ روى الشيخ في أماليه بسنده عن المفضلّ ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : إن الله جعل عليّاً علماً بينه وبين خلقه ليس بينهم علم غيره ، فمن اقرّ بولايتنا كان مؤمناً ، ومن جحد كان كافراً ، ومن جهله كان ضالاً ، ومن نصب معه كان مشركاً ، ومن جاء بولايته دخل الجنّة ، ومن أنكرها دخل النار(3) .
646 ـ روى الخوارزمي قال : وبسنده عن سعد بن طريف عن الأصبغ قال : سئل سلمان الفارسي عن على بن أبي طالب وفاطمة (عليهم السلام) . فقال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : عليكم بعلي بن أبي طالب فإنه مولاكم فأحبوه وكبيركم فأكرموه وعالمكم فاتبعوه ، وقائدكم إلى الجنّة فعززوه ، اذا دعاكم فأجيبوه واذا أمركم فأطيعوه ، أحبوه بحبي ، واكرموه بكرامتي ، ما قلتُ لكم في علي إلاّ ما أمرني به ربي جلّت عظمته(4) .
647 ـ وروى المفيد (رحمه الله) بسنده عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : إن جبرئيل نزل عليّ وقال : إن الله يأمرك أن تقوم بتفضيل علي بن أبي


(1) احقاق الحق 5 : 35 ، عن فرائد السمطين .
(2) احقاق الحق 4 : 93 ، والمناقب : ص 253 ط. تبريز .
(3) أمالي الشيخ : 261 ، البحار 38 : 117 ح56 .
(4) احقاق الحق 4 : 222 ، مقتل الحسين (عليه السلام) للخوارزمي : ص 41 ط. الغري ، ورواه الحمويني في فرائد السمطين : ص65 ط. مطبعة النعمان بالنجف،احقاق الحق 15:127 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه