الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج5

النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال : يا محمد ان الله تعالى يقرؤك السلام ويخبرك انه خصك بالنبوة وفضلك على جميع الأنبياء ، ويقرأ وصيّك السلام ويخبرك أنه خصّه بالوصيّة وفضلّه على جميع الأوصياء ، قال : فبعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اليه فدعاه وأخبره بما قال جبرئيل ، قال : فبكى علي (عليه السلام) بكاءً شديداً ثم قال : أسأل الله أن لا يسلبني ديني ولا ينزع مني كرامته ، وأن يُعطيني ما وعدني .
فقال جبرئيل : يا محمد حقيق على الله أن لا يعذب عليّاً ولا أحداً تولاه !
فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : يا جبرئيل على ما كان منهم ، أو كلهم ناج ؟
فقال جبرئيل : يا محمد نجا من تولى شيثاً بشيث ونجا شيث بآدم ونجا آدم بالله ، ونجا من تولى ساماً بسام ونجا سام بنوح ونجا نوح بالله ، ونجا من تولى آصف بآصف ونجا آصف بسسليمان ونجا سليمان بالله ، ونجا من تولى يوشع بيوشع ونجا يوشع بموسى ونجا موسى بالله ، ونجا من تولى شمعون بشمعون ونجا شمعون بعيسى ، ونجا عيسى بالله .
ونجا من تولى عليّاً بعلي ونجا عليّ بك ونجوت أنت بالله ، وانما كلّ شيء بالله .
وان الملائكة والحفظة ليفخرون على جميع الملائكة لصحبتها أياه .
قال : فجلس علي (عليه السلام) ويسمع كلام جبرئيل ولا يرى شخصه .
قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : جُعلت فداك ما الذي كان من حديثهم اذا اجتمعوا ؟
قال : ذكر الله تعالى فلم تبلغ عظمته ، ثم ذكروا فضل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وما أعطاه الله من علمه وقلّده من رسالته ، ثم ذكروا أمر شيعتنا والدعاء لهم وختمهم بالحمد والثناء على الله .
قال : قلت : جُعِلتُ فداك يا أبا عبد الله وان الملائكة لتعرفنا ؟
قال : سبحان الله وكيف لا يعرفونكم وقد وكِّلوا بالدعاء لكم والملائكة حافّين من حول العرش يسبِّحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا ، ما استغفارهم الاّ لكم دون هذا العالم(1) .
655 ـ روى الإمام الفاضل أبو بكر بن مؤمن الشيرازي المتوفي سنة 388 في «رسالة الاعتقاد» على ما في مناقب الكاشي ، باسناده عن النبي (صلى الله عليه وآله) : من أراد منكم النجاة بعدى والسلامة من الفتن فليستمسك بولاية علي بن أبي طالب ، فانه الصديق الأكبر ، والفاروق الأعظم ، وهو امام كل مسلم بعدي من اقتدى به في الدنيا ورد على حوضي ، ومن خالفه لم يره ولم يرني فاختلج دوني ، وأخذ ذات الشمال الى النار(2) .
656 ـ روى فرات الكوفي بسنده عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يزال يخرج لهم حديثاً في فضل وصيّه حتى نزلت عليه هذه السورة ، فاحتج عليهم علانية حين أعلم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بموته ونعيت اليه نفسه


(1) تفسير فرات : 136 و137 ، البحار 38 : 141 ح 104 .
(2) احقاق الحق 4 : يز 331 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه