الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج5

خليلين .

ياأعرابي حُبَّ علي حقّ حُبّه ، فان الله يحبه في قصر واحد .

فعند ذلك قال الاعرابي : سمعاً وطاعة لِله ورسوله ولابن عمّك علي رضي الله عنه(1) .
706 ـ روى العلامة الكراجكي رحمه الله عن عبدالله بن مسعود قال :
دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسلمت وقلت : يا رسول الله أرني الحق أنظر اليه بياناً ، فقال : يا ابن مسعود لج المخدع فانظر ماذا ترى ؟
قال فدخلت فاذا علي بن أبي طالب (عليه السلام) راكعاً وساجداً وهو يخشع في ركوعه وسجوده ويقول : اللهم بحق نبيك محمد الا ما غفرت للمذنبين من شيعتي ، فخرجت لأخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فوجدته راكعاً وساجداًوهو يخشع في ركوعه وسجوده ويقول : اللهم بحق علي وليّك الا ما غفرت للمذنبين من أمتي !!
فاخذني الهلع ، فأوجز (صلى الله عليه وآله وسلم) في صلاته وقال : يا ابن مسعود اكفراً بعد ايمان ؟ ! فقلت : لا وعيشك يا رسول الله غير أني نظرت الى علي وهو يسأل الله تعالى بجاهك ، ونظرت اليك وأنت تسأل الله بجاهه ، فلا أعلم أيّكما أوجه عند الله تعالى من الآخر ؟
فقال : يا ابن مسعود ، ان الله تعالى خلقني وخلق علياً والحسن والحسين من نور قدسه ، فلما أراد أن ينشي خلقه فتق نوري وخلق منه السموات والأرض ، وأنا والله أجل من السموات والأرض ، وفتق نور علي وخلق منه العرش والكرسي، وعلي والله أجل من العرش والكرسي وفتق نور الحسن وخلق منه الحور العين والملائكة ، والحسن والله أجل من الحور العين والملائكة ، وفتق نور الحسين وخلق منه اللوح والقلم ، والحسين والله أجل من اللوح والقلم ، فعند ذلك أظلمت المشارق والمغارب .
فضجت الملائكة ونادت : الهنا وسيِّدنا بحق الأشباح التي خلقتها الا ما فرجّت عنا هذه الظلمة ، فعند ذلك تكلّم الله بكلمة أخرى فخلق منها روحاً ، فاحتمل النور الروح ، فخلق منه الزهراء فاطمة فأقامها امام العرش ، فأزهرت المشارق والمغارب ، فلأجل ذلك سمِّيت الزهراء .
يا ابن مسعود ، اذا كان يوم القيامة يقول الله عزّ وجلّ لي ولعلي : أدخلا الجنّة من أحببتما وألقيا في النار من أبغضتما ، والدليل على ذلك قوله تعالى : (ألقيا في جهنم كل كفّار عنيد) .

فقلت : يا رسول الله ومن الكفّار العنيد ؟

قال : الكفّار من كفر بنبوّتي والعنيد من عاند علي بن أبي طالب(2) .


(1) احقاق 5 : 85 ص 77 عن در بحر المناقب : ص107 .
(2) البحار 36 : 74 ح24 ، عن كنز جامع الفوائد للكراجكي .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه