الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج5


ولاية علي (عليه السلام) أحسن الوسائل (لرفع الاختلاف)

707 ـ روى العلامة أحمد الرحماني الهمداني قال :

(1) عن سلمان الفارسي (رضي الله عنه) قال : الا يا أيها الناس اسمعوا عنّى حديثي ثم اعقلوه عني ، الا واني اوتيت علماً كثيراً ، فلو حدّثتكم بكل ما اعلم من فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) لقالت طائفة منكم هو مجنون ، وقالت طائفة أخرى : اللهم اغفر لقاتل سلمان ـ إلى أن قال : ـ أما والذي نفس سلمان بيده لو وليتموها عليّاً لأكلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم ، ولو دعوتم الطير لإجابتكم في جو السماء ، ولو دعوتم الحيتان من البحار لأتتكم ، ولما عال وليّ الله ، ولا طاش لكم سهم من فرائض الله ، ولا اختلف اثنان في حكم الله ، ولكن ابيتم فوليتموها غيره ، فأبشروا بالبلاء(1) .
708 ـ (2) عن أبي ذرّ الغفاري (رضي الله عنه) وهو آخذ بحلقة باب الكعبة :
أيها الناس من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فسأنبئه باسمي ، فأنا جندب أبو ذر الغفاري ـ إلى أن قال : ـ ألا أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيِّها ، لو قدمتم من قدّم الله ، وأخرتم من أخر الله ، وجعلتم الولاية حث جعلها الله ، لما عال ولي الله، ولما ضاع فرض من فرائض الله ، ولا اختلف اثنان في حكم من أحكام الله . . . فذوقوا وبال ما كسبتم(2) .

709 ـ (3) عن فاطمة الزهراء (عليها السلام) أنها قالت :

أما والله لو تركوا الحق على أهله ، واتبعوا عترة نبيِّه لما اختلف في الله اثنان ، ولورثها سلفٌ عن سلف ، وخلف بعد خلف حتى يقوم قائمنا التاسع من ولد الحسين، ولكن قدّموا من أخره الله ، وأخروا من قدّمه الله ، حتى إذا الحدوا المبعوث واودعوه الجدث المجدوث اختاروا بشهوتهم ، وعملوا بآرائهم ! تباً لهم . الم يستمعوا الله يقول : (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة)(3) بل سمعوا ولكنّهم كما قال الله سبحانه : (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)(4) .

هيهات بسطوا في الدنيا آمالهم ونسوا آجالهم فتعساً لهم(5) .

710 ـ وعن الحسن بن علي (عليهما السلام) قال :

أقسم بالله لو أن الناس سمعوا قول الله وقول رسوله لأعطتهم السماء قطرها والأرض بركتها ، ولما اختلف في هذه الأمة سيفان ، وما طمعت فيها يا معاوية ولكن لمّا اُخرجت سالفاً عن معدنها ، وزُحزحت عن قواعدها ، تنازعتها قريش بينها ، وترامتها كترامي الكرة .


(1) احتجاج الطبرسي 1 : 111 ط. بيروت .
(2) البحار 27 : 319 .
(3) القصص : 68 .
(4) الحج : 46 .
(5) البحار 36 : 353 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه