(صلى الله عليه وآله وسلم) : «لا اله إلا الله» ، فقال له : اكتب ما أحبّ انا «محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)» فلما جاء به الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وجد عليه ثلاثة اسطر ، فقال : يا علي امرتُك أن تكتب عليه سطراً واحداً فكتبت عليه ثلاث أسطر ؟
فقال (عليه السلام) : وحقّك يا رسول الله ما أمرته أن يكتب عليه الا ما أحببت «لا إله إلا الله» وما احببت أنا «محمد رسول الله» .
فهبط جبرئيل الأمين (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال : رب العزة يقول : كتبتَ ما تحب «لا اله إلاّ الله» وعليّ كتب ما يحب «محمد رسول الله» ، وأن كتبت ما أحب «علي ولي الله»(1) .
745 ـ 17 ـ عن جابر بن عبد الله (عليه السلام) قال :
سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن ميلاد علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، فقال : لقد سألتني عن خير مولود ولد في شبه المسيح (عليه السلام) ، إن الله تبارك وتعالى خلق عليّاً من نوري ، وخلقني من نوره ، وكلانا من نور واحد ، ثم ان الله عزّ وجلّ نقلنا من صلب آدم (عليه السلام) الى أصلاب طاهرة وارحام زكية ، فما نقلت من صلب الا ونقل علي معي ، فلم نزل حتى استودعني خير رحم وهي آمنة ، واستودع عليّاً خير رحم وهي فاطمة بنت أسد .
وكان في زماننا رجل زاهد عابد يقال له : مبرم ، قد عبد الله تعالى مائتين وسبعين سنة ، لم يسأل الله حاجة ، فبعث الله اليه أبا طالب ، فلما أبصره المبرم قام اليه وقبّل رأسه وأجلسه بين يديه ، ثم قال له : من أنت ؟ فقال : رجل من تهامة ، فقال : من أي تهامة ؟ فقال : من بنى هاشم ، فوثب العابد فقبّل رأسه ثانية ، ثم قال : إن العلي الأعلى الهمني الهاماً ، قال أبو طالب : وما هو ؟ قال : ولد يولد من ظهرك وهو وليّ الله عزّ وجلّ .
فلما كانت الليلة التي ولد فيها عليّ أشرقت الأرض ، فخرج أبو طالب وهو يقول : أيها الناس ولد في الكعبة ولي الله(2) .
746 ـ 18 ـ عن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) قال :
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : لما خلق الله آدم (عليه السلام) نفخ فيه من روحه فعطس آدم فقال : الحمد لله ، فأوحى الله اليه أن يا آدم ، حمدتني يا عبدي ، وعزتي وجلالي لولا العبدان اللذان أريد أن أخلقهما ما خلقتُك في دار الدنيا .
قال : الهي فيكونان مني ؟
قال : نعم ، يا آدم ارفع رأسك فانظر ، فرفع رأسه فاذا مكتوب على العرش : «لا اله الا الله ، محمد رسول الله نبي الرحمة ، علي ولي الله مقيم الحجة لله على عباده ، من عرف حقّه زكى وطاب ، ومن انكر حقّه كفر وخاب ، أقسمت بعزتي اني أُدخل النار من عصاه وان اطاعني والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته»(3) .
747 ـ تذييل : في اقوال الفقهاء حول اقتران الشهادتين بالشهادة بالولاية في الأذان :
(1) الأربعين للحافظ بن أبي الفوارس ص50 ، احقاق 4/ 143 .
(2) كفاية الطالب : الباب 7 ص406 .
(3) الأربعين للحافظ بن أبي الفوارس ـ احقاق الحق 4 : 133 .