الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج5

الى أهله فمن عمى عليه من عمله شيء لم يكن علمه مني ولا سمعه فعليه بعلي ابن أبي طالب (عليه السلام) فانه قد علّمته ظاهره وباطنه ومحكمه ومتشابهه وهو يقاتل على تأويله كما قاتل على تنزيله ، وموالاة أولياء الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وذرِّيته والأئمة خاصة ، ويتولى من والاهم وشايعهم والبراءة والعداوة لمن عاداهم وشاقهم كعداوة الشيطان الرجيم والبراءة ممن شايعهم وتابعهم ، والاستقامة على طريق الإمام ، اعلموا اني لا أقدّم على علي (عليه السلام) أحداً . (الى أن قال) : فهذه شروط الإسلام وقد بقي أكثر . قالوا : سمعنا وأطعنا وقبلنا وصدَّقنا ونقول مثل ذلك ، ونشهد لك وعليك ونشهدك على أنفسنا بالرضا به أبداً حتى نقدم عليك آمنّا بسرِّهم وعلانيتهم ورضينا بهم أئمة وهداة وموالي ، قال : وأنا معكم شهيد . ثم قال لهم : وتشهدون أن الجنة حق وهي محرمة على الخلائق حتى أدخلها قالوا : نعم . قال : وتشهدون أن النار حق وهي محرمة على الكافرين حتى يدخلها أعداء أهل بيتي والناسبون لهم حرباً وعداوة ، وان لاعنيهم ومبغضيهم وقاتليهم كمن لعنني وأبغضني وقاتلني هم في النار ، قالوا : شهدنا على ذلك وأقررنا . قال : وتشهدون أن عليّا (عليه السلام) صاحب حوضي والذائد عنه وهو قسيم النار يقول ذلك لكِ فاقبضيه ذميماً وهذا لي فلا تقربيه فينجو سليماً . قالوا : شهدنا على ذلك ونؤمن به ، قال : وانا على ذلك شهيد(1) .
130 ـ وروى السيد ابن طاووس (رحمه الله) عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جدِّه (عليهم السلام) قال : لما كانت الليلة التي أصيب حمزة في يومها دعا به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)فقال : يا حمزة يا عم رسول الله يوشك ان تغيب غيبة بعيدة ، فما تقول لو وردت على الله تبارك وتعالى وسئلك عن شرايع الإسلام وشروط الإيمان . فبكى حمزة وقال : يأبي أنت وامي ارشدني وفهمني . فقال : يا حمزة تشهد أن لا إله إلاّ الله مخلصاً وأني رسول الله بعثني بالحق . فقال حمزة شهدت ، قال : وان الجنة حقّ وان النار حقّ وان الساعة آتية لا ريب فيها والصراط حقّ والميزان حقّ ومن يعمل مثقال ذرّة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره وفريق في الجنة وفريق في السعير ، وأن علياً (عليه السلام)أمير المؤمنين . قال حمزة : شهدت وأقررت وآمنت وصدّقت . قال : الأئمة من ذريّة ولده الحسن والحسين وفي ذرِّيته . قال حمزة : آمنت وصدّقت . وقال : فاطمة سيِّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين . قال : نعم صدقت . قال : وحمزة سيّد الشهداء وأسد الله وأسد رسوله وعمّ نبية ، فبكى حمزة وقال : نعم صدقت وبررت يا رسول الله ، وبكى حمزة حتى سقط على


(1) جامع أحاديث الشيعة 1: 484 ح 1075 ، طرف ابن طاووس : 11 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه