معَاشِرَ الناس ، أنْذِركم أنْي رسولُ اللهِ قد خلت من قبلي الرُّسلُ ، أفأن مت أو قُتلتُ انقلبتم على أعقابكم ؟ (وَمَنْ يَنْقلِبْ عَلَى عَقِبيّهِ فَلَنْ يَضُرّ اللهَ شيئاً وسيجزي الله الشاكرين الصَّابرين) . ألا و إنّ عليّاً هو الموصوف بالصبر والشكر ، ثم من بعده ولدي من صُلبه .
معَاشِرَ الناس ، لا تمنُّوا عليّ بإسْلامكم ، بل لا تمنّوا على الله فيحبط عملكم ويسخط عليكم ويبتليكم بشواظ من نار ونحاس ، إن ربّكم لبالمرصاد .
معَاشِرَ الناس ، إن الله وأنا بريئان منهم .
معَاشِرَ الناس ، إنهم وأنصارهم وأتباعهم وأشياعهم في الدرك الأسفل من النار ولبئس مثوى المتكبِّرين ، ألا أنهم أصحابُ الصحيفة ، فلينظر أحدكم في صحيفته .
قال : فذهب على الناس ـ إلاّ شرذمة منهم ـ أَمر الصحيفة .
معَاشِرَ الناس ، إني أدَعها إمامةً ووراثةً في عقبي إلى يوم القيامة ، وقد بلّغتُ ما امرتُ بتبليغه حجةً على كل حاضر وغائب وعلى كلِّ أحد ممن شهد أو لم يشهد ، ولد أو لم يولد ، فليبلِّغ الحاضر الغائب والوالد الولد إلى يوم القيامة .
وسيجعلون الإمامة بعدي ملكاً واغتصاباً ، ألا لعَنَ الله الغاصبين المغتصبين ، وعندها سيفرغ لكم أيها الثقلان من يفرغ ويُرسلُ عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران .
معَاشِرَ الناس ، إن الله عزّ وجلّ لم يكن ليذركم على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيِّب ، وما كان الله ليطلعكم على الغيب .
معَاشِرَ الناس ، إنه ما من قرية إلاّ والله مهلكها بتكذيبها قبل يوم القيامة وممِّلكها الإمام المهدي والله مصدِّق وعده .
معَاشِرَ الناس ، قد ضلّ قبلكم أكثر الأولين ، والله لقد أهلك الأولين ، وهو مهلك الآخرين ، قال الله تعالى : (ألَم نهْلِكِ الأولين * ثم نتبعهم الآخرين * كذلك نفعل بالمجرمين * ويلٌ يومئذ للمكذبين) .
معَاشِرَ الناس ، إن الله قد أمرني ونهانى ، وقد أمرت عليّاً ونهيته بأمره ، فعلِمَ الأمر والنهي لديه ، فاسمعوا لأمره تسلِموا وأطيعوه تهتدوا ، وانتهوا لنهيه ترشدوا ، وصيروا إلى مراده ، ولا تتفرّق بكم السُبُل عن سبيله .
معَاشِرَ الناس ، أنا صِراط الله المستقيم الذي أمركم باتِّباعه ، ثم عليٌّ من بعدي ، ثم وُلْدِي مِنْ صُلبِهِ أئمة الهُدى ، يهدون إلى الحقِّ وبه يعدلون .