شيئاً اكتمه !
قال (عليه السلام) : فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خبّرني به في حياته ، ثم أخبرني به ليلة مات أبوك في منامي . ومن رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مناماً فقد رآه .
قال : فما أخبرك به ؟
قال (عليه السلام) : فأنشدك بالله يا بن عمر لئن أخبرتك به لتصدّقن ؟
قال : اذاً اسكت . قال : فإنه قال لك حين قلت له : فما يمنعك أن تستخلفه ؟ قال : الصحيفة التي كتبناها بيننا والعهد في الكعبة ، فسكت ابن عمر فقال : أسألك بحق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما سكت عني .
قال سليم : فرأيت ابن عمر في ذلك المجلس خنقته العبرة وعيناه تسيلان ، وأقبل أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) على طلحة والزبير وابن عوف وسعد ، فقال : والله لئن كان أولئك الخمسة أو الأربعة كذبوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما يحلَّ لكم ولايتهم ، وان كانوا صدقوا ما حلّ لكم أيها الخمسة أو الأربعة أن تدخلوني معكم في الشورى ، لأن ادخالكم إياي فيها خلاف على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وردّ عليه .
ثم أقبل على الناس فقال : اخبروني عن منزلتي فيكم وما تعرفوني به ، أصادق أنا فيكم أم كاذب ؟ !
قالوا : بل صدِّيق صَدوق ، لا والله ما علمناك كذبت قط في الجاهلية ولا الإسلام .
قال : فوالله الذي اكرمنا أهل البيت بالنبوة وجعل منا محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم)واكرمنا بعده بأن جعلنا أئمة للمؤمنين لا يبلِّغ عنه غيرنا ، ولا تصلح الإمامة والخلافة إلاّ فينا ، ولم يجعل لأحد من الناس فيها معنا أهل البيت نصيبا ولا حقّاً ، أما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فخاتم النبيّين ليس بعده نبي ولا رسول ، ختم برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الانبياء الى يوم القيامة وجعلنا من بعد محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)خلفاء (من بعده في ارضه وخلفاء على خلقه ، وفرض طاعتنا في كتابه ، وقرننا بنفسه فيى كتابه المنزل ، وبيّنه في غير آية من القرآن ، فالله عزّ وجلّ جعل محمّداً نبيّاً وجعلنا خلفاء من بعده في خلقه ، وشهداء على خلقه ، وفرض طاعتنا في كتابه وقرننا بنفسه في كتابه المنزل .
ثم إن الله عزّ وجلّ امر نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ان يبلِّغ ذلك أمّته فبلّغهم كما أمره الله . فأيهما أحق بمجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومكانه ، وقد سمعتم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين بعثني ببراءة ، فقال : لا يبلِّغ عني إلاّ رجل مني ، أنشدتكم بالله ، أسمعتم ذلك من