الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج5

رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟

قالوا : اللهم نعم ، نشهد أنا سمعنا ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين بعثك ببراءة . فقال أمير المؤمنين (صلى الله عليه وآله وسلم) : لا يصلح لصاحبكم أن يبلِّغ عنه صحيفة قدر أربع اصابع ، وانه لا يصلح أن يكون المبلّغ عنه غيري ، فأيهما أحق بمجلسه ومكانه : الذي سُمِّي بخاصته انه من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)أو من حضر مجلسه من الأمة ؟ !
فقال طلحة : قد سمعنا ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ففسِّر لنا كيف لا يصلح لأحد أن يُبلِّغ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) غيرك ؟ ! ولقد قال لنا ولسائر الناس : ليبلِّغ الشاهد الغائب ، فقال بعرفة فى حجة الوداع : نضّر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها ثم بلّغها غيره ، فرب حامل فقه لا فقه له ، ورب حامل فقه الى من هو أفقه منه ، ثلاث لا يغل عليهن قلب امرىء مسلم : إخلاص العمل لله عزّ وجلّ ، والسمع والطاعة والمناصحة لولاة الأمر ولزوم جماعتهم ، فإن دعوتهم محيطة من ورائهم ، وقال في غير موطن : ليبلِّغ الشاهد الغائب !
فقال علي (صلى الله عليه وآله وسلم) : إن الذي قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم غدير خمّ ويوم عرفة في حجّة الوداع ويوم قبض ، في آخر خطبة خطبها حين قال : اني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسّكتم بهما : كتاب الله تعالى وأهل بيتي ، فإن اللطيف الخبير قد عهد إليّ انهما لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض كهاتين الاصبعين ، ولا أقول كهاتين ـ فأشار الى سبابته وابهامه ـ لأن أحدهما قدَّام الآخر فتمسّكوا بهما لا تضلَّوا ولا تزلّوا ، ولا تقدموهم ولا تخلّفوا عنهم ، ولا تعلِّموهم فانهم أعلم منكم ، والله إنما أمر العامة جميعاً أن يُبلِّغون من لقوا من العامة ايجاب طاعة الأئمة من آل محمد عليه وعليهم السلام وايجاب حقهم ، ولم يقل ذلك فى شيء من الأشياء غير ذلك ، وانما أمر العامة أن يُبلِّغوا العامة حجة من لا يبلغ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)جميع ما يبعثه الله به غيرهم .
الا ترى يا طلحة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لي وانتم تسمعون : يا أخي إنه لا يقضي عني ديني ولا يُبرئ ذمّتي غيرك ، تبرئ ذمّتي وتؤدّي ديني وغراماتي وتقاتل على سنتي ؟
فلما ولي أبو بكر قضى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عدائه ودينه ؟ فاتّبعتموه جميعاً ؟ فقضيت دينه وعدائه ، وقد أخبرهم إنه لا يقضي عنه دينه وعداته غيري ، ولم يكن ما أعطاهم أبو بكر قضاءً لدينه وعداته ، وانما كان الذى قضى من الدين والعدة هو الذي أبرأه منه ، وانما بلّغ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جميع ما جاء به من عند

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه