الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج5

لا تضل أمته ، فقال صاحبك : إن نبي الله يهجر ! فغضب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فتركها ؟

قال : بلى قد شهدته .

قال : فانكم لما خرجتم أخبرني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالذي أراد أن يكتب ويشهد عليه العامة ، فأخبره جبرئيل (عليه السلام) : إن الله عزّ وجلّ قد قضى على أمتك الاختلاف والفرقة ، ثم دعا بصحيفة فأملى عليّ ما اراد أن يكتب في الكتف ، واشهد على ذلك ثلاثة رهط : سلمان وأبو ذر والمقداد ، وسمى من يكون من أئمة الهدى الذين أمر الله بطاعتهم الى يوم القيامة ، فَسمّـا لي أولهم ثم ابني هذا ـ وأشار بيده إلى الحسن والحسين ـ ثم تسعة من ولد ابني الحسين ، اكذلك كان يا أبا ذر ويا مقداد ؟ !
فقاما ثم قالا : نشهد بذلك على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
فقال طلحة : والله لقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء على ذي لهجة أصدق ولا أبرّ عند الله من أبي ذر ، وأنا أشهد أنهما لم الشهدا الا بحق . ولأنت عندي اصدق وأكبر منهما .
ثم أقبل عليّ (عليه السلام) فقال : اتقِ الله عزّ وجلّ يا طلحة ، وأنت يا زبير ، وأنت يا سعد وأنت يابن عوف ، اتقوا الله وآثروا رضاه ، واختاروا ما عنده ، ولا تخافوا في الله لومة لائم .
ثم قال طلحة : لا أراك يا أبا الحسن اجبتني عمّا سألتك عنه من أمر القرآن ، الا تُظهره للناس ؟
قال : يا طلحة عمداً كففت عن جوابك ، فأخبرني عما كتب عمر وعثمان ، اقرآن كله أم فيه ما ليس بقرآن ؟

قال طلحة : بل قرآن كلّه .

قال : إن أخذتم بما فيه نجوتم من النار ودخلتم الجنّة ، فإن فيه حجّتنا وبيان حقّنا وفرض طاعتنا .

قال طلحة : حسبي ، أما اذا كان قرآناً فحسبي .

ثم قال طلحة : أخبرني عمّا في يديك من القرآن وتأويله وعلم الحلال والحرام إلى من تدفعه ؟ ومن صاحبه بعدك ؟
قال : إن الذي أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن أدفعه اليه ، قال : من هو ؟

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه