قال : وصييّ وأولى الناس بعدي بالناس ابني الحسن ثم يدفعه ابني الحسن إلى ابني الحسين ، ثم يصير الى واحد بعد واحد من ولد الحسين حتى يرد آخرهم على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حوضه ، هم مع القرآن لا يفارقونه والقرآن معهم لا يفارقهم ، أما أن معاوية وابنه سيليانها بعد عثمان ، ثم يليها سبعة من ولد الحكم بن أبي العاص واحد بعد واحد تكملة اثني عشر إمام ضلالة ، وهم الذين رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)على منبره يردّون الأمّة على أدبارهم القهقرى ، عشرة منهم من بني أميّة ورجلان أسسا ذلك لهم ، وعليهما مثل جميع أوزار هذه الأمّة الى يوم القيامة(1) .
156 ـ روى الشيخ المفيد (رحمه الله) بسنده عن أبي سعيد الخدري قال : رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسمعته يقول : يا عليّ ما بعث الله نبيّاً إلاّ وقد دعاه إلى ولايتك طائعاً أو كارها (2) .
 |
ولاية علي (عليه السلام) على الشجر |
 |
157 ـ روى المفيد (رحمه الله) بسنده عن قنبر مولى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : كنت عند أمير المؤمنين (عليه السلام) إذ دخل رجل فقال : يا أمير المؤمنين أنا اشتهي بطيخاً ، قال : فأمرني أمير المؤمنين (عليه السلام) بشراء بطيخ ، فوجهت بدرهم فجاؤونا بثلاث بطيخات ، فقطعت واحدة فاذا هو مرّ ، فقلت : مُرّ يا أمير المؤمنين ، فقال : إرم به من النار والى النار . قال : وقطعت الثاني فاذا هو حامضٌ ، فقلت : حامض يا أمير المؤمنين ، فقال : ارم به من النار والى النار .
قال : فقطعت الثالث فاذا مدوّدة ، فقلت : مدوّدة يا أمير المؤمنين ، فقال : ارم به من النار إلى النار .
قال : ثم وجهت بدرهم آخر فجاؤونا بثلاث بطيخات فوثبت على قدمي ، فقلت : اعفني يا أمير المؤمنين عن قطعه ـ كأنه تأشم (تشأم) بقطعه ـ فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) : اجلس يا قنبر فانها مأمورة ، فجلست فقطعت واحدة فاذا هو حلو ، فقلت : حلو يا أمير المؤمنين ، فقال : كُل واطعمنا ، فأكلت ضلعاً وأطعمته ضلعاً واطعمت الجليس ضلعاً .
فالتفت إليّ أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال : يا قنبر إن الله تبارك وتعالى عرض ولايتنا على أهل السماوات وأهل الأرض من الجن والأنس والثمر وغير ذلك ،
(1) البحار 31: 432 ـ 446 ح2،اكمال الدين 1:274 ـ 275، كتاب سليم بن قيس: 111 ـ 125 .
(2) الاختصاص 3 : 343 ، البحار 31 : 343 .