163 ـ وروى الصفّار عن محمد بن فلان الرافعي قال : كان لي ابن عم يقال له الحسن بن عبد الله وكان من أعبد أهل زمانه وكان يلقاه السلطان وربما استقبل السلطان بالكلام الصَّعب يعظه ويأمره بالمعروف ، وكان السلطان يحتمل له ذلك لصلاحه فلم يَزَل هذه حاله حتى كان يوماً دخل أبو الحسن موسى (عليه السلام) المسجد فرآه فأدنى اليه ثم قال له : يا علي ما أنا أحبّ الى ما أنت فيه واسرّني بك إلاّ أ نّه ليست لك معرفة فاذهب فاطلب المعرفة ، قال : جُعلت فداك وما المعرفه ؟ فقال له : اذهب وتفقّه واطلب الحديث ، قال : عمن ؟ قال : عن انس بن مالك وعن فقهاء أهل المدينة ثم اعرض الحديث عليّ . قال : فذهب وتكلم معهم ثم جاءه فقرأه عليه فأسقطه كلّه ، ثم قال له : اذهب واطلب المعرفة ، وكان الرجل معنيّاً بدينه فلم يزل مترصّداً أبا الحسن (عليه السلام) ، حتى خرج الى ضيعة له فتبعه ولحقه في الطريق ، فقال له : جعلت فداك إني احتج عليك بين يدي الله فدلّني على المعرفة .
قال : فأخبره بأمير المؤمنين (عليه السلام) وقال : كان أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخبره بأمر أبي بكر وعمر فتقبّل منه ثم قال : فمن كان بعد أمير المؤمنين (عليه السلام) ؟ قال : الحسن (عليه السلام) ثم الحسين حتى انتهى الى نفسه ثم سكت .
قال : جُعلتُ فداك فمن هو اليوم ؟ قال : إنْ أخبرتك تقبل ؟ قال : بلى جُعلتُ فداك قال : أنا هو قال : جعلت فداك فشيء استدل به .
قال : إذهب الى تلك الشجرة ـ وأشار إلى أم غيلان ـ فقل لها : يقول لك موسى بن جعفر اقبلي ، قال : فاتيتها قال : فرأيتها والله تجبّ الأرض جيوباً حتى وقفت بين يديه ، ثم أشار إليها فرجعت ، قال : فأقرّ به ثم لزم السكوت ، فكان لا يراه أحد يتكلم بعد ذلك ، وكان من قبل ذلك يرى الرؤيا الحسنة ويرى له ثم انقطعت عنه الرؤيا ، فرأى ليلة أبا عبد الله (عليه السلام)فيما يرى النائم فشكى إليه انقطاع الرؤيا فقال لا تغتم فإن المؤمن إذا رسخَ في الايمان رفع عنه الرؤيا (1) .
164 ـ وروى الصفّار (رحمه الله) بسنده عن عبد الله الكناسي عن أبي عبد الله (عليه السلام)قال : خرج الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) في بعض عمرة ومعه رجل من ولد الزبير كان يقول : بامامته ، قال : فنزلوا في منهل من تلك المناهل ، قال : نزلوا تحت نخل يابس فقد يبس من العطش ، قال : ففرش الحسن تحت نخلة وللزبيري بحذائه تحت نخلة أُخرى ، قال : فقال الزبيري : ورفع رأسه ـ لو كان في هذا النخل رطب لأكلنا منه قال ـ : فقال له الحسن (عليه السلام) : وانك لتشتهي الرطب ؟ قال : نعم .
(1) البصائر : باب 13 ص275 ح6 .