الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج6

وقد علمتم جميعاً أن الله تعالى خلقني وعلياً نوراً واحداً ، واودعنا صلب آدم (عليه السلام)نسبح الله تعالى ثم لم يزل نورنا ينقل في أصلاب الطاهرين وأرحام الطاهرات يسمع تسبيحنا في البطون والظهور في كل عصر، الى أن أودعنا عبد المطلب فان نورنا كان يظهر في وجوه آبائنا وأمهاتنا ، فلما قسم الله نورنا نصفين : نصفاً في عبد الله ونصفاً في أبي طالب ، كان يسمع تسبيحنا في ظهورهما ، وكان عمي وأبي اذا جلسا في ملأ من الناس ناغى نوري نور علي في أصلاب آبائينا ، الى أن أخرَجنا من الأصلاب والبطون .
ولقد هبط علىّ جبرئيل في وقت ولادة علي وقال لي : ياحبيب الله إن الله يقرأ عليك السلام ويُهنيك بولادة علي ويقول لك : قد قرب ظهور نبوتك وكشف رسالتك ، وقد أيدتك بأخيك وخليلك وشددت به عضدك (أزرك) وأعلنت به ذكرك .
فقمت مبادراً فوجَدتَ فاطمة أم علي (عليه السلام) بين النسآء والقوابل حولها .
فقال لي جبرئيل (عليه السلام) : سجف بينهما وبين النساء سجفاً فاذا وضَعَت فتلقه بيدك ففعلت ما أمرني به ، ثم قال : أمدُد يدك اليمنى فخذبها علياً فانه صاحب اليمين ، فمددت يدي اليمنى نحو أمه ، واذا بعلي مايلا على يدي واضعاً يده اليمنى في اذنه اليمنى يؤذن ، ثم اثنى الي وسَلَم علي وقال : يا رسول الله أقرأ؟ فقلت وما تقرأ ؟ فو الذي نفسي بيده لقد ابتدأ بالصحف الذي انزلها الله تعالى على آدم وحفظها شيث ، فتلاها حتى لو حضر شيث لاقرله بانه لها أحفظ ، ثم تلا صحف نوح وصحف ابراهيم وزبور داود وتوراة موسى وأنجيل عيسى ، حتى لو حضر أصحابها لاقروا بأنه أحفظ لهم منهم ، ثم أنه خاطبني وخاطبته بما يخاطب به الأنبياء الاولياء ، ثم سكت وحصل في طفولية ، وهكذا من ولده أن يفعل كُل واحد

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه