الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج6

فقال النبي (صلى الله عليه وآله): هذا يحزنكم ؟ قالوا نعم يا رسول الله .
فقال : بالله عليكم هل علمتم من الكتب المتقدمة أن ابراهيم الخليل ذهب أبواه وهو حمل في بطن أمهِ مخافة عليه من النمرود بن كنعان لعنه الله، لأنه كان يبقر بطن الحوامل فجائت به فوضعته بين أثلاث بشاطىء نهر يتدفق يقال له جرزان ما بين غروب الشمس الى اقبال الليل ، فلما وضعته واستقر على وجه الأرض قام من تحتها يَمسَح وجهه ورأسه ويكثر من الشهادة بالوحدانية ثم أخذ ثوباً فاتشَحَ به وأمه ترى ما يصنع وقد ذُعرت منه ذُعراً شديداً، فهرول من بين يديها مادّاً عينيه الى السمآءِ ، فكان من قوله ما قصه الله تعالى لما رأى الكوكب ثم القمر ثم الشمس .
وعلمتم أن موسى (عليه السلام) ، كان فرعون لعنه الله في طلبه يبقر بطون النساء ويذبح الأطفال طلباً لموسى ليقتله ، فلما ولدته أمهُ أوحى الله تعالى اليها أن ارضعيه فاذا خفتِ عليه فالقيهِ في اليم ، بقيت حيرانه لا تدري كيف تلقيه في اليم حتى كلمها موسى (عليه السلام) فقال : يا أمه أنبذيني في التابوت وألقيني في اليم ، فقالت وهي ذعِرة من كلامه : يا بُنَي أخاف عليَكَ الغَرَق ، فقال لها : لا تحزني أن الله تعالى يردني أليكِ ، ففعَلَت ذلك فبقي التابوت في اليم مدة لا يطعم ولا يشرب الى أن أقدمه الله تعالى الى الساحل وكان من أمره ما كان .
وعلمتم قصة عيسى (عليه السلام)وقوله تعالى (فناداها من تحتها الا تحزني)الآية ، فكلم أمه وقت ولادته وقال لها : ( وهزي اليكِ)الآيتين ، وقال حين أشارت أليه فقال قومها : (كيف نكلم)الآية فقال : (إني عبد الله)الآية ، فتكلم (عليه السلام)وقت ولادته وأعطي الكتاب والحكم والنبوة وأوصى بالصلاة والزكاة في ثلاثة أيام من مولده ، وكلم القوم في اليوم الثاني منه .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه