الله عز وجل نقلنا من صلب آدم (عليه السلام) في أصلاب طاهرة الى أرحام زكية فما نُقلت من صلب الا ونُقل علي معي فلم نزل كذلك حتى أستودعني خير رحم وهي آمنة ، وأستودع علياً خير رحم وهي فاطمة بنت اسد ، وكان في زماننا رجل زاهد عابد يقال له المبرم بن دعيب بن الشغبان قد عبد الله تعالى مأتين وسبعين سنة لم يسأل الله حاجة فبعث الله اليه أبا طالب ، فلما أبصره المبرم قام اليه وقبّل رأسه وأجلسه بين يديه ، ثم قال له : مَن أنتَ ؟ قال : رجل من تهامة ، فقال من أي تهامة ؟ قال من بني هاشم ، فوثَبَ العابد فقبّل رأسه ثانية ، ثم قال : يا هذا إن العلي الأعلى الهمني إلهاماً ، قال أبو طالب : وما هو ؟ قال : وَلَدْ يولد من ظهرك وهو ولي الله عز وجل ، فلما كانت الليلة التي ولدَ فيها علي أشرقت الأرض ، فخرج أبو طالب وهو يقول : أيها الناس ولِدَ في الكعبة ولي الله عز وجل .
فلما أصبح دَخل الكعبة ، وهو يقول :
يارَب هذا الغَسَق الدَجي *** والقمَرُ المُبتلج المضي
بيّن لنا من أمرَك الخفي *** ماذا ترى في اسم ذا الصبي
قال : فسمع صوت هاتف يقول :
يا أهل بيت المصطفى النبي ***خُصصتُم بالولدَ الزكي
إن اسمه من شامخ العلي *** علي أشتُق من العلي
(8) وعن الشيخ المفيد يرفعه الى أنس بن مالك قال (1) : كنت أنا وأبوذر وسلمان وزيد بن ثابت وزيد بن أرقم عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) اذ دخل الحسن
(1) البحار 36 : 140 / 301 .