الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج6

والحسين (عليها السلام)فقبّلهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقام أبو ذر فانكب عليهما وقبّل أيديهما ، ثم رجع فقعد معنا ، فقلناله سرّاً:ياأباذر أنت رجل شيخ من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)وتقوم الى صبيّن من بني هاشم فتنكب عليهما وتقبّل أيديهما ؟!
فقال : نعم لو سمعتم ما سمعت فيهما من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لفعلتم بهما أكثر مما فعلت أنا، فقلنا : وماذا سمعت فيهما من رسول الله ياأباذر ؟
قال : سمعته يقول لعلي (صلى الله عليه وآله) ولهما : ياعلي والله لو أن رجلا صلى وصام حتى يصير كالشن البالي إذاً ما تنفعه صلاته ولا صومه الا بحبّك. ياعلي مَن توسل الى الله بحبكم فحق على الله أن لايردّه ، ياعلي مَن أحبكُم وتمسكَ بكم فقد تمسك بالعروة الوثقى.
قال : ثم قام أبوذر وخرج ، وتقدمنا الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقلنا : يارسول الله أخبرنا أبوذر عنك بكيت وكيت ، فقال : صدق أبوذر ، والله ماأظلتِ الخضراء ولا اُقلتِ الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر .
ثم قال (صلى الله عليه وآله) : خلقني الله تبارك وتعالى وأهل بيتي من نور واحد قبل أن يخلق آدم بسبعة آلاف عام ، ثم نُقلنا الى صُلب آدم ، ثم نقلنا من صلبه الى أصلاب الطاهرين والى أرحام الطاهرات .

قلت : يارسول الله فأين كنتم ؟ وعلى أي مثال كنتم ؟

قال : كنا أشباحاً من نور تحت العرش ، نسبح الله ونقدسه ونمجده .
ثم قال (صلى الله عليه وآله) : لما عرج بي الى السماء وبلغت سدرة المنتهى ودعني جبرئيل (عليه السلام)قلت: حبيبي جبرئيل في هذا المكان تفارقني؟ فقال أني لا اُجوزه فتحترق أجنحتي ثم زخ بي في النور ما شاء الله ، وأوحى الله اليّ يامحمد أني اطلعت الى الأرض أطلاعة فأخترتك منها فجعلتك نبياً ، ثم اطلعت ثانياً فاخترت

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه