الحمويني حديثين بأسانيدهم عن ابن عباس وابن عمر وحذيفة وأنس وزيد بن أرقم وزيد بن أبي أوفى ، وأبي امامة وغيرهم . وقد مرّ في الآية الثالثة والعشرين الأحاديث في قول أمير المؤمنين (عليه السلام) : أنا عبد الله وأخو رسوله .
ونقل في «كنز العمال» أيضاً (1) عن العدني عن أبي يحيى قال : سمعت علياً (عليه السلام) يقول : أنا عبد الله وأخو رسوله لا يقولها بعدي الا كاذب ، فقالها رجل فاصابته جُنَّة .
ويشهد لصحة أخبار المؤاخاة بين المهاجرين ما رواه البخاري في باب (كيف يكتب هذا ما صالح فلان بن فلان من كتاب الصلح) ، وفي باب عمرة القضاء من كتاب المغازي ، انه اختصم علي وجعفر وزيد بن حارثة في كفالة ابنة حمزة لما تبعت النبي (صلى الله عليه وآله) وتناولها علي (عليه السلام) ، فقال علي (عليه السلام) : أنا أخذتها وهي بنت عمي ، وقال جعفر : هي أبنة عمي وخالتها عمتي ، وقال زيد : ابنة أخي .
ومثله في مستدرك الحاكم (2) ، اذ لامعنى لقول زيد ابنة أخي ومنازعته لأمير المؤمنين (عليه السلام) وجعفر وهما هما مع رحمهما الماسة بابنتي عمهما لولا المؤاخاة التي عقدها النبي (صلى الله عليه وآله) بين حمزة وزيد وهما مهاجريان .
لكن ابن تيمية انكر المؤاخاة بين المهاجرين وبين النبي (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) قال : لان المؤاخاة بين المهاجرين والانصار لارفاق بعضهم ببعض ولتأليف قلوب بعضهم ببعض فلا معنى لمؤاخاة مهاجري لمهاجري .
(وفيه) : ان الأرفاق والتأليف أيضاً مطلوبان بين المهاجرين بعضهم مع
(1) (ج 6 ص 396) .
(2) (ج 3 ص 120) .