بعض مع اشتمال المؤاخاة على حكم كثيرة اخر ، قال في السيرة الحلبية : (1) قال الحافظ ابن حجر : «وهذا رد للنص بالقياس وبعض المهاجرين كان اقوى من بعض بالمال والعشيرة ، فآخى بين الاعلى والادنى ليرتفق الادنى بالاعلى وليستعين الاعلى بالادنى . ولهذا تظهر مؤاخاته (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) ، لانه كان هو الذي يقوم بأمره قبل البعثة . وفي الصحيح في عمرة القضاء ان زيد بن حارثة قال : ان بنت حمزه بنت أخي اي بسبب المؤاخاة» انتهى ، وهو كلام حسن سوى ان مؤاخاة النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي ليست للارتزاق لغنى علي (عليه السلام) حينئذ بالغنائم وغيرها ، وبلوغه منزلة يعول بها ولايعال به ، وانما الغرض من مؤاخاته لعلي تعريف منزلته وبيان فضله على غيره لان النبي (صلى الله عليه وآله) كان يؤاخي بين الرجل ونظيره كما دلّ عليه بعض الاخبار ، لان ذلك اقرب الى التعاون والتعاضد ، وأوجب للتأليف ، فيكون أمير المؤمنين (عليه السلام) ، هو النظير لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ، كما جعلته آية المباهلة نفسه وذلك رمز لامامته ، ولذا احتج به أمير المؤمنين (صلى الله عليه وآله) يوم الشورى ، كما أشار رسول الله (عليه السلام) الى ذلك بقوله في كثير من هذه الأحاديث : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لانبي بعدي» ، وقوله : «أنت أخي ووارثي» فقال علي : وما أرث منك ؟ قال : ما ورّث الانبياء قبلي ، قال : وما ورّثوا ؟ قال : كتاب الله وسنن أنبيائه ، كما سبق في الآية الثانية والثلاثين ـ آية الاخوة ـ فأن علياً (عليه السلام) ، اذا ورث مواريث الانبياء كان من خُلفائهم وامام الامة ، اذ ليس الامام الا مَن كان كذلك .
ويشهد لذلك وصف علي (عليه السلام) ، بالاخوة في عرض وصف النبي (صلى الله عليه وآله)بالرسالة فيما هو مكتوب على باب الجنة كما في الخبر الذي حكاه المصنف