الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج6

بالامامة من حيث كان دالا على عظم منزلته وقوة فضله .

والامامة هي اعلى منازل الدين بعد النبوة ، فمن كان افضل في الدين واعظم قدراً فيه واثبت قدماً في منازله فهو اولى بها ، وكان من دلّ على ذلك من حاله قد دلّ على امامته ; ويبيّن ذلك ان بعض الملوك لو تابع بين اقوال وافعال طول عمره وولايته ما يدل في بعض أصحابه على فضل شديد واختصاص وكيد وقرب منه في المودة والنصرة لكان ذلك عند ذوي العادات بهذه الافعال مرشحاً له لاعلى المنازل بعده ، وكالدال على استحقاقه لافضل الرتب ، وربما كانت دلالة هذه الافعال اقوى من دلالة الاقوال ، لان الاقوال يدخلها المجاز الذي لايدخل هذه الافعال ، وقد دللنا على ان الامام لابد ان يكون الافضل ، وانه لايجوز ان يكون مفضولا ، والمؤاخاة من جملة تلك الافعال التي تدل على غاية الفضل والاختصاص .
ثم قال بعد ردّ اعتراضات أوردت على ذلك : والذي يدل على أن هذه المؤاخاة كانت تقتضي تفضيلا وتعظيماً وانهالم تكن على سبيل المعونة والمواساة تظاهر الخبر عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في غير مقام يقوله مفتخراً متبجّحاً : «أنا عبد الله وأخو رسوله لا يقولها بعدي الا كذاب مفتر» فلولا ان في الاخوة تفضيلا عظيماً لم يفتخر بها ، ولا اَمَسك معاندوه عن انه لامفخرَ فيها ، ويشهد أيضاً ان هذه المؤاخاة ذريعة قوية الى الامامة ، وسبب وكيد لاستحقاقها ، انه يوم الشورى لما عدّد فضائله ومناقبه وذرائعه الى استحقاق الامامة ، قال في جملة ذلك : «افيكم أحد آخى رسول الله بينه وبين نفسه غيري» ؟
ويشهد أيضاً باقتضاء المؤاخاة الفضيلة الباهرة والمزية الظاهرة ما رواه عيسى بن عبد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أمير

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه