الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج7

رجل يمضي مع السقاة فياتينا بالماء اضمن له على الله الجنة ؟ فمضى رجل من بني سليم وهو يرتجز :

أمن عزيف ظاهر نحو السلم ***ينكل من وجهه خير الامم

من غير ان يبلغ آبار العلم *** فيسقي والليل مبسوط الظلم

ويامن الذم وتوبيخ الكلم ***فلماوصلوا الى الحس رجعوا وجلين

فقال النبي (صلى الله عليه وآله) هل من رجل يمضي مع السقاة الى البئر ذات العلم فيأتينا بالماء اضمن له الجنة ؟ فلم يقم احد ، واشتد بالناس العطش وهم صيام ، ثم قال لعلي (عليه السلام): سر مع هؤلاء السقاة حتى ترد بئر ذات العلم وتستقي وتعود انشاء الله ، فخرج علي قائلا :

اعوذ بالرحمان ان اميلا *** من عزف جن اظهروا تأويلا

واوقدت نيرانها تغويلا *** وقرعت مع عزفها طبولا

قال : فداخلنا الرعب ، فالتفت علي الينا وقال : اتبعوا اثري ولا يفزعنكم ما ترون وتسمعون فليس بضائركم انشاء الله ، ثم مضى ، فلما دخلنا الشجر فاذا بنيران تضطرم بغير حطب واصوات هائلة ورؤوس مقطعة لها ضجة وهو يقول : اتبعوني ولا خوفٌ عليكم ولا يلتفت احد منكم يميناً ولا شمالا ، فلما جاوزنا الشجرة ووردنا الماء فادلى البراء ابن عازب دلوه في البئر فاستقى دلواً او دلوين ثم انقطع الدلو فوقع في القليب ، والقليب ضيق مظلم بعيد القعر ، فسمعنا من اسفل القليب قهقهة وضحكاً شديداً ، فقال علي : من يرجع الى عسكرنا فيأتينا بدلو ورشاء ؟ فقال اصحابه : لن نستطيع ذلك ، فأتزر بميزر ونزل في القليب وما تزداد

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه