اتفاق ، فانه لم يفر قط ، وثبت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى نزلت : (رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه) (1) ولم يقل كل المؤمنين (فمنهم من قضى نحبه) يعني حمزة وجعفر وعبيدة (ومنهم من ينتظر) يعني علياً .
? ثم ان الله تعالى قال : (وآتاهم فتحاً قريباً) (2) يعني فتح خيبر ، وكان على يد علي بالاتفاق .
وقد وجدنا النكث في اكثرهم ، خاصة في الاول والثاني لما قصدوا في تلك السنة الى بلاد خيبر ، فانهزم الشيخان ، ثم انهزموا كلهم في يوم حنين فلم يثبت منهم تحت راية علي الا ثمانية من بني هاشم ، ذكرهم ابن قتيبة في المعارف . قال الشيخ المفيد في «الارشاد» (3) : وهم العباس بن عبد المطلب عن يساره وابو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب مُمسك بسرجه عند بغلته ، وأمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام) بين يديه يقاتل بسيفه ، ونوفل بن الحارث ابن عبد المطلب وربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب ، وعتبة ومعتب ابنا أبي لهب بن عبد المطلب حوله .
وقال العباس :
نصرنا رسول الله في الحرب تسعة *** ومن فرّ قد فرّ منهم فأَقشعوا
(1) الاحزاب : 23 .
(2) الفتح : 18 .
(3) ص64 / 65 .