لفضلهم وكرامتهم عند النبي وعزتهم عليه واستعانته بدعائهم كما قال سبحانه : (ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) ، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
«اذا دعوت فاَمِّنوُا» كما رواه الزمخشري والرازي والبيضاوي وغيرهم ، اذ كلَّما كثر محل العناية ومنجع الاستجابة كان أدخل بالاجابة لان الاستكثار منهم اظهرُ في اعظام الله والرغبة اليه .
ولذا يستحب في الادعية كثيرة تعظيم الله بأسمائه المقدسة وشدة اظهار الخضوع لجلاله وبذلك يعلم افضلية الحسن والحسين فضلاً عن أمير المؤمنين (عليه السلام)والزهراء (عليها السلام) على جميع الصحابة وأقارب النبي (صلى الله عليه وآله) فان استعانة سيّد النبين سيَّما في الدعاء بامر الله سبحانه مع صغرهما ووجود ذوي السن من أقاربه وأصحابه لأعظم دليل على امتيازهما بالشرف عند الله وتميزهما مع صغرهما بالمعرفة والفضل .
ولذا قال : (ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) ، فجعل الحسين ممن تشمله اللعنة لو كانا من الكاذبين ، واشركهما في تحقيق دعوة الاسلام وتأييد دين الله فكانا شريكي رسول الله وأمير المؤمنين والزهراء في ذلك ممتازين على الامة كما امتاز عيسى (عليه السلام) وهو صبي على غيره .
فظهر دلالة الآية الكريمة على أفضلية الاربعة الاطهار ولاسيما أميرالمؤمنين (عليه السلام) ، لانها جعلته نفس النبي وعبَّرت عنه بالانفس بصيغة الجمع ، كما عبرت عن فاطمة بالنساء للاعلام من وجه آخر بعظمهم .
وقول (الفضل) : والمراد بالانفس ههنا الرجال باطل لوجهين :
(الاول) : ان امر الشخص نفسه ودعوته لها مُستهجن ومخالف لما ذكره الاصوليون من ان المتكلم لايشمله خطابه ، فاذا قال : ياايها الناس اتقوا الله ،