المناقب - الموفق الخوارزمي - ص 264
: - |
|
الفصل السابع عشر في بيان ما
نزل من الآيات في شأنه
246 - أخبرنا الإمام الأجل شمس
الأئمة سراج الدين أبو الفرج محمد بن أحمد المكي -
أدام الله سموه - أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد أبو محمد
إسماعيل بن علي بن إسماعيل ، حدثنا السيد الأجل الإمام
المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله ،
أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي المؤدب المعروف بالمكفوف
بقراءتي عليه - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن
جعفر ، أخبرني الحسين بن محمد بن أبي هريرة ، حدثنا
عبد الله بن عبد الوهاب ، حدثنا محمد بن الاسود ، عن
مروان بن محمد ، عن محمد بن السائب ، عن أبي صالح ، عن
ابن عباس رضي الله عنه قال : أقبل عبد الله بن سلام
ومعه نفر من قومه ممن قد آمنوا بالنبي صلى الله عليه
وآله فقالوا : يا رسول الله ان منازلنا بعيدة وليس لنا
مجلس ولا متحدث دون هذا المجلس ، وان قومنا لما رأونا
آمنا بالله ورسوله وصدقنا رفضونا وآلوا ( 1 ) على
أنفسهم أن لا يجالسونا ولا يواكلونا ولا يناكحونا ولا
يكلمونا ، فشق ذلك علينا ، فقال لهم النبي صلى الله
عليه وآله : " إِنَّمَا
وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ
الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ " ( 2 )
ثم ان النبي صلى الله عليه وآله خرج إلى المسجد والناس
بين قائم وراكع ، وبصر بسائل فقال له النبي
|
( 1 ) آلو : حلفوا واقسموا . |
( 2 )
المائدة : 55 . [ * ]
|
|
|
صلى الله عليه وآله : هل
أعطاك احد شيئا ؟ قال : نعم ، خاتما " من ذهب . فقال
النبي صلى الله عليه وآله : من اعطاك ؟ قال : ذلك
القائم وأومئ بيده إلى علي عليه السلام ، فقال النبي
صلى الله عليه وآله : على أي حال أعطاك هو ؟ قال :
إعطاني وهو راكع فكبر النبي صلى الله عليه وآله ، ثم
قرأ : " وَمَن يَتَوَلَّ
اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ
حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ " ( 1 ) ( 2 ) فانشأ حسان بن ثابت
يقول في ذلك :
أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي * وكل بطئ في
الهدى ومسارع
أيذهب مدحيك والمحبر ضائعا " * وما المدح
في حب الإله بضائع ( 3 )
فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعا
* فدتك نفوس القوم يا خير راكع
فانزل فيك الله خير
ولاية * فبينها في محكمات الشرائع ( 4 ) .
247 - وأخبرني
سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار
الديلمي - فيما كتب إلي من همدان - أخبرنا أبو الفتح
عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني اجازة ، عن
الشريف أبي طالب المفضل بن محمد بن طاهر الجعفري - رضي
الله عنه وأرضاه في داره باصبهان في سكة الخوز -
أخبرنا الشيخ الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه
بن فورك الأصبهاني ، حدثنا أحمد بن محمد بن السري ،
حدثنا المنذر بن محمد بن المنذر ، حدثني أبي ، حدثني
عمي الحسين بن سعيد ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن زياد
البزاز ، عن إبراهيم بن مهاجر ، حدثني يزيد بن شراحيل
الأنصاري - كاتب علي عليه السلام - قال : سمعت عليا
عليه السلام يقول : حدثني رسول الله صلى الله عليه
وآله وأنا مسنده إلى صدري فقال : أي علي الم تسمع قول
الله
|
( 1 ) المائدة : 56 . ( 2 ) تفسير
الطبري 6 / 186 و 187 . ( 3 ) في
فرائد السمطين في جنب الاله . .
( 4 ) رواه الحاكم الحسكاني في شواهد
التنزيل 1 / 181 - وفرائد السمطين للجويني 1 / 189 -
تفسير الدر المنثور 2 / 293 - وللمزيد انظر
العمدة
لابن البطريق من تحقيقنا / 119 إلى 125
. [ * ] |
|
|
تعالى : "
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ " ( 1 ) أنت
وشيعتك ، وموعدي وموعدكم الحوض إذا جثت الأمم للحساب
تدعون غرا " محجلين ( 2 ) .
248 - وأخبرنا الشيخ
الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي ، أخبرنا القاضي
الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا
والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو
عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد
الله الصفار ، حدثنا أبويحيى عبد الرحمان بن سلم
الرازي الأصبهاني ، حدثنا يحيى بن حريش ، حدثنا يحيى
بن عبد الله بن عمر ، قال حدثني أبي ، عن أبيه ، عن
جده علي بن أبي طالب قال : نزلت هذه الآية على رسول
الله صلى الله عليه وآله : "
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ
آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ
الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ " فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله ودخل
المسجد والناس يصلون ما بين راكع وقائم ، وإذا سائل ،
قال له : يا سائل أعطاك احد شيئا " ؟ قال : لا ،
إلا
هذا الراكع لعلي أعطاني خاتما ( 3 ) .
249 - وأنبأني
أبو العلاء الحافظ الحسن بن أحمد العطار الهمداني اجازة ، أخبرنا الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد ،
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحافظ ، حدثنا محمد بن
عمر بن غالب ، حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خيثمة ،
حدثنا عباد بن يعقوب ، حدثنا موسى بن عثمان الحضرمي ،
عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : قال رسول
الله صلى الله عليه
|
( 1 ) البينة : 7 .
(
2 ) شواهد التنزيل للحسكاني 2 / 356 -
تفسير الدر
المنثور 6 / 379 وكفاية الطالب / 246 .
( 3 ) حديث
مشهور وله مصادر كثيرة منها : تفسير الثعلبي المخطوط
الورق / 74 - مناقب ابن المغازلي / 311 -
تاريخ ابن
عساكر ترجمة الإمام علي عليه السلام 2 / 409 . [ * ] |
|
|
وآله : ما أنزل الله آية فيها
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُواْ " إلا وعلي رأسها وأميرها ( 1 )
.
250 - وأخبرني الشيخ الإمام أبو محمد العباس بن محمد
بن أبي منصور الغضارى الطوسي - فيما كتب إلى من
نيسابور - أخبرنا القاضي أبو سعيد محمد ابن سعيد بن
محمد بن الفرخزادي ، أخبرنا الإمام أبو إسحاق أحمد بن
محمد ابن إبراهيم الثعلبي ، أخبرنا الشيخ أبو محمد
الحسن بن أحمد بن محمد الشيباني العدل ، أخبرنا أبو
حامد أحمد بن محمد بن الحسن بن الشرقي ، حدثنا أبو
محمد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الخوارزمي - ابن
عم الأحنف بن قيس - حدثنا أحمد بن حماد المروزي ،
حدثني محبوب بن حميد البصري - وسأله عن هذا الحديث روح
بن عبادة - بن حامد - [ حدثني القاسم بن بهرام ، عن
ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس : قال الإمام أبو إسحاق
أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي ، وأخبرنا أيضا عبد
الله بن حامد أخبرني ( 2
) ] أحمد بن عبد الله
المزني ، حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن سهيل بمن
علي بن مهران الباهلي بالبصرة ، حدثنا أبو مسعود عبد
الرحمان بن فهر بن هلال ، حدثني القاسم بن يحيى ، عن
أبي علي العنزي ، عن محمد بن السائب ، عن أبي صالح ،
عن ابن عباس في قوله تعالى : "
يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ
شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا " ( 3 ) قال : مرض الحسن والحسين
فعادهما جدهما محمد صلى الله عليه وآله ومعه أبو بكر
وعمر ، وعادهما عامة العرب ، فقالوا : يا أبا الحسن لو
نذرت على ولديك نذرا " - وكل نذر لا يكون له وفاء فليس بشئ - فقال علي عليه السلام : إن برئ
ولداي مما بهما ،
صمت لله ثلاثة أيام شكرا " . وقالت فاطمة : إن برئ
ولداي مما بهما ، صمت لله ثلاثة أيام شكرا " ،
|
( 1 ) حلية
الأولياء 1 / 64 - شواهد التنزيل
للحاكم الحسكاني 1 / 51 - فضائل الصحابة 2 / 654 -
تاريخ ابن عساكر ترجمة
الإمام علي عليه السلام 2 / 409
.
( 2 ) ما بين المعقوفتين موجود في [ و ] . (
3 ) الإنسان : 7 . [ * ] |
|
|
وقالت جارية يقال لها فضة :
إن برأ سيداي مما بهما ، صمت ثلاثة أيام شكرا " ،
فألبس الغلامان العافية وليس عند آل محمد صلى الله
عليه وآله قليل ولا كثير ، فانطلق علي عليه السلام إلى
شمعون بن جابا الخيبري - وكان يهوديا - فاستقرض منه
ثلاثة اصوع من شعير .
251 - وفي حديث المزني عن ابن
مهران الباهلي : فانطلق علي عليه السلام إلى جار له من
اليهود يعالج الصوف ، يقال له شمعون بن جابا ، فقال :
هل لك أن تعطيني جزة من صوف تغزلها لك بنت محمد صلى
الله عليه وآله بثلاثة اصوع من شعير ؟ قال : نعم ،
فأعطاه ، فجاء بالشعير والصوف فاخبر فاطمة عليها
السلام بذلك فقبلت وأطاعت ، قالوا فقامت فاطمة إلى صاع
فطحنته واختبزت منه خمسة أقراص لكل واحد منهم قرصا
وصلى علي مع النبي صلى الله عليه وآله المغرب ، ثم أتى
المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فوقف
بالباب فقال : السلام عليكم
يا أهل بيت محمد ، مسكين من
مساكين المسلمين ، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة
، فسمعه علي رضي الله عنه فبكى فانشأ يقول :
فاطم ذات
المجد واليقين * يا بنت خير الناس أجمعين
أما ترين
البائس المسكين * قد قام بالباب له حنين ( 1 )
يشكو
إلى الله ويستكين * يشكو إلينا جائعا " حزين
كل امرئ
بكسبه رهين * وفاعل الخيرات يستبين
موعده جنة عليين *
حرمها الله على الضنين
وللبخيل موقف مهين * تهوى به
النار إلى سجين
شرابه الحميم والغسلين
فأنشأت فاطمة
عليها السلام تقول :
|
( 1 ) حن حنينا " : صوت لا يسما عن
طرب أو حزن
. [ * ] |
|
|
أمرك يابن عم سمع وطاعة * ما
بي من لؤم ولا ضراعة
غذيت من خبز له صناعة * أطعمه ولا
أبالي الساعة
أرجو إذا أشبعت ذا مجاعة * ان ألحق
الأخيار والجماعة
وادخل الخلد ولى شفاعة
قال : فأعطوه
الطعام باجمعه ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئا
الا الماء القراح ، فلما ان كان اليوم الثاني قامت
فاطمة عليها السلام إلى صاع فطحنته واختبزته ، وصلى
علي عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وآله ، ثم اتى
المنزل فوضع الطعام بين يديه فأتاهم يتيم فوقف بالباب
فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد ، يتيم من اولاد
المهاجرين ، استشهد والدي يوم العقبة ، أطعموني أطعمكم
الله على موائد الجنة ، فسمعه علي عليه السلام فانشأ
يقول :
فاطم بنت السيد الكريم * بنت نبي ليس بالزنيم
قد جاءنا الله بذا اليتيم * من يرحم اليوم فهو رحيم
موعده في جنة النعيم * قد حرم الخلد على اللئيم
يزل في
النار إلى الجحيم
*
شرابه الصديد ( 1 )
والحميم
قال فأنشأت فاطمة عليها السلام تقول :
إني
لأعطيه ولا أبالي * وأوثر الله على عيالي
أمسوا جياعا
" وهم أشبالي * أصغرهما يقتل في القتال
بكر بلا يقتل
باغتيال * للقاتل الويل مع الوبال
تهوى به النار إلى سفال * مصفد اليدين بالأغلال
كبوله زادت على الأكبال (
2 )
|
( 1 ) الصديد : هو الدم والقيح الذي
يسيل من الجسد - لسان العرب . ( 2 ) الكبول : القيود
. [ * ] |
|
|
قال : فاعطوه الطعام ومكثوا
يومين وليلتين لم يذوقوا شيئا الا الماء القراح ، فلما
كان في ( 1 ) اليوم الثالث قامت فاطمة عليها السلام
إلى الصاع الباقي فطحنته واختبزته ، وصلى علي عليه
السلام مع النبي صلى الله عليه وآله ثم اتى المنزل
فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم أسير ، فوقف بالباب
فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد ، تأسروننا وتشدوننا
ولا تطعموننا ، أطعموني فاني أسير محمد أطعمكم الله
على موائد الجنة ، فسمعه علي عليه السلام فانشأ يقول :
فاطم يا بنت النبي أحمد * بنت نبي سيد مسود
هذا أسير
للنبي المهتد * مكبلا " في غله مقيد
يشكوا إلينا الجوع
قد تمرد * من يطعم اليوم يجده في غد
عند العلى الواحد
الموحد * ما يزرع الزارع سوف يحصد
فاطعمي من غير من
أنكد * حتى تجازى بالذي لا ينفد
قال فأنشأت فاطمة
عليها السلام تقول :
لم يبق مما جئت غير صاع * قد دميت
كفى مع الذراع
ابناي والله من الجياع * أبوهما للخير
ذو اصطناع
يصطنع المعروف بابتداع * عبل الذراعين طويل
الباع ( 2 )
وما على رأسي من قناع * إلا قناع نسجه من
صاع ( 3 )
قال فأعطوه ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم
يذوقوا شيئا إلا الماء القراح ، فلما كان في اليوم
الرابع وقد قضوا نذرهم ، اخذ علي عليه السلام بيده
اليمنى الحسن وبيده اليسرى الحسين عليه السلام واقبل
نحو رسول الله صلى الله عليه
|
( 1 ) كذا في الأصلين ولكن " في " زائدة .
( 2 ) عبل الذراعين :
طويلهما الباع : قد رمد اليدين ، طويل الباع : كريم
مقتدر .
( 3 ) هذا هو الصحيح وفي المخطوط : " نسجه النساع " ومعناه غير واضح وان
أمكن حمله على معنى صحيح
. [ * ] |
|
|
وآله وهم يرتعشون كالفراخ من
شدة الجوع ، فلما بصر به النبي صلى الله عليه وآله قال
: يا أبا الحسن ما اشد ما يسوءني ما أرى بكم ؟ انطلق
إلى ابنتي فاطمة فانطلقوا إليها وهي في محرابها تصلى
وقد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع ، وغارت عيناها ،
فلما رآها النبي صلى الله عليه وآله قال : واغوثاه
بالله ، أهل بيت محمد يموتون جوعا ! فهبط جبرئيل عليه
السلام فقال : يا محمد خذ هنأك الله في اهل بيتك ، قال
: وما آخذ يا جبرئيل ؟ فاقرأه "
هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ
"
إلى قوله : " إِنَّمَا
نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ
جَزَاء وَلَا شُكُورًا " إلى آخر السورة .
وزادني ابن مهران الباهلى في هذا الحديث : فوثب النبي صلى الله عليه
وآله حتى دخل على فاطمة ، فلما رأى ما بهم ، انكب
عليهم ثم قال : انتم منذ ثلاث فيما أرى وأنا غافل عنكم
! فهبط جبرئيل بهذه الآيات : "
إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ
مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا
*
عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ
يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا " ( 1 ) قال : هي عين في دار النبي
صلى الله عليه وآله تفجر إلى دور الأنبياء والمؤمنين (
2 ) .
252 - أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ سيد الحفاظ
أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي - فيما
كتب الي من همدان - أخبرنا الشيخ الإمام عبدوس بن عبد
الله بن عبدوس الهمداني اجازة ، أخبرنا الشريف أبو
طالب المفضل بن محمد بن طاهر الجعفري في داره باصبهان
في سكة الخوز ( 3 ) ، أخبرنا الشيخ الحافظ أبو بكر
أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك
|
( 1 ) الدهر
- 6 - 8 .
( 2 ) لاحظ مناقب ابن المغازلي
/ 272 - 274 - أسد الغابة
5 / 530 خاليا " عن ذكر الأشعار - ورواه الحافظ
الحسكاني في شواهد التنزيل
2 / 299 عن علي عليه السلام أوجز من ذلك .
( 3 ) سكة الخوز محلة كانت باصبهان ، قال في
معجم البلدان ج 2 ص 495 ( خوز ) والخوزيون محلة
باصبهان
نزلها قوم من الخوز فنسب
إليهم فيقال لها : درخوزيان .
. [ * ] |
|
|
الأصبهاني ، حدثنا محمد بن
أحمد بن سالم حدثني إبراهيم بن أبي طالب النيشابوري ،
حدثنا محمد بن النعمان بن شبل ، حدثنا يحيى بن أبي زوق
الهمداني ، عن أبيه ، عن الضحاك ، عن ابن عباس في قوله
تعالى : " وَيُطْعِمُونَ
الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا
وَأَسِيرًا " قال نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب عليه
السلام وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ، ظلا
صائمين حتى إذا كان آخر النهار واقترب الإفطار قامت
فاطمة عليها السلام إلى شئ من طحين كان عندها فخبزته
قرص ملة ( 1 ) وكان عندها نحي ( 2 ) فيه شئ من سمن
قليل فأدمت القرصة الملة شئ من السمن ينتظران بها
إفطارهما ، فأقبل مسكين رافع صوته ينادى : المسكين
الجائع المحتاج ، فهتف على بابهم فقال علي عليه السلام
لفاطمة : عندك شئ تطعمينه هذا المسكين ؟ قالت فاطمة :
هيأت قرصا وكان في النحي شئ من سمن ، فجعلته فيه انتظر
به إفطارنا ، فقال لها علي عليه السلام آثري به هذا
المسكين الجائع المحتاج ، فقامت فاطمة عليها السلام
بالقرص مأدوما " فدفعته إلى المسكين فجعله المسكين في
حضنه وخرج به متوجها من عندهما يأكل من حضن نفسه ،
فأقبلت امرأة معها صبى صغير تنادي : اليتيم المسكين
الذي لا أب له ولا أم ، ولا أحد ، فلما رأت المرأة
التي معها اليتيم المسكين يأكل من حضن نفسه ، أقبلت
باليتيم فقالت : يا عبد الله اطعم هذا اليتيم المسكين
مما أراك تأكل ، فقال لها المسكين : لا لعمرك والله ما
كنت لأطعمك من رزق ساقه اله تعالى [ إلي ] ، ولكني
أدلك على من أطعمني ، فقالت : فأدللني عليه ؟ فقال لها
: أهل ذلك البيت الذي ترين ، وأشار إليه من بعيد فان
في ذلك المنزل رجلا وامرأة اطعمانيه ، قالت المرأة :
فان الدال على الخير كفاعله ، قال المسكين وإني لأرجو
أن يطعما يتيمك كما أطعماني ، فأقبلت باليتيم حتى
|
( 1 ) الملة : الجمرة والرماد
الحارة وخيز
الملة الخبز التي يخبز فيها . |
( 2 ) النحي : بكسر
النون زق السمن
. [ * ]
|
|
|
ضربت على علي ونادت : يا أهل
المنزل اطعموا اليتيم المسكين الذي لا أب له ولا أم ،
من فضل ما رزقكم الله ، فقال علي عليه السلام لفاطمة :
عندك شئ ؟ فقال : فضل طحين عندي فجعلته حريرة وليس
عندنا غيره ، وقد اقترب الإفطار فقال لها علي : آثري
به هذا المسكين اليتيم " وما عند الله خير وابقي " ( 1
) فقامت فاطمة عليها السلام بالقدر بما فيه فكبتها في
حضن المرأة ، فخرجت المرأة تطعم الصبي اليتيم مما في
حضنها ، فلم تجز بعيدا " حتى اقبل أسير من أسراء
المشركين ينادي : الأسير الغريب المسكين الجائع ، فلما
نظر الأسير إلى المرأة تطعم الصبي من حضنها ، اقبل
إليها فقال : يا أمة الله أطعميني مما أراك تطعمينه
هذا الصبي ، قالت المرأة : لا لعمرك والله ما كنت
لأطعمك من رزق ، رزق الله هذا اليتيم المسكين ، ولكني
أدلك على من أطعمني كما دلني عليه سائل قبلك ، قال لها
الأسير : وأن الدال على الخير كفاعله ، فقالت له : أهل
ذلك المنزل الذي ترى فيه رجلا وامرأة ، اطعما مسكينا
سائلا وهذا اليتيم ، فانطلق الأسير إلى باب علي وفاطمة
عليهم السلام فهتف بأعلى صوته : يا أهل المنزل ،
اطعموا الأسير الغريب المسكين من فضل ما رزقكم الله
تعالى ، فقال على لفاطمة : أعندك شئ ؟ قالت : ما عندي
طحين أصبت فضل تميرات فخلصتهن من النوى وعصرت النحي
فقطرته على التمرات ودققت ما كان عندي من فضل الاقط ،
فجعلته حيسا " ( 2 ) فما فضل عندنا شئ نفطر عليه غيره
، فقال لها علي عليه السلام : آثري به هذا الأسير
المسكين ، الغريب ، فقامت فاطمة إلى ذلك الحيس فدفعته
إلى الأسير ، وباتا يتضوران على الجوع من غير إفطار ،
ولا عشاء ولا سحور ، ثم أصبحا صائمين حتى أتاهما الله
سبحانه برزقهما عند الليل ، فصبرا
|
( 1 ) القصص : 60 . ( 2 ) الحيس : تمر واقط وسمن تخلط وتعجن
وتسوى كالثريد
- المعجم الوسيط
. [ * ] |
|
|
على الجوع ( 1 ) فنزل في ذلك
" ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما "
وأسيرا " "
أي على شدة شهوتهم له " مسكينا " " قرص ملة ، " ويتيما
" حريرة ، " وأسيرا " " حيسا " ، " انما نطعمكم " يخبر
عن ضميرهما " لوجه الله " يقول ارادة ما عند الله من
الثواب " لا نريد " ( منكم ) في الدنيا ( جزاء ) يعنى
ثوابا " ولا شكورا " " يقول ثناء يثنون به علينا " انا
نخاف " يخبر عن ضميرهما " من ربنا يوما عبوسا "
قمطريرا " " قال العبوس : تقبض ما بين العينين من
أهواله وخوفه ، والقمطرير : الشديد ، " فوقهم الله شر
ذلك " يقول خوف ذلك " اليوم ، ولقيهم نضرة " يقول
بهجات الجنة ، " وسرورا " " يقول سرهما من قرة العين
بالجنة " وجزاهم " يقول وأثابهم " بما صبروا " على
الجوع حتى آثروا بالطعام لإفطارهم اليتيم والمسكين
والأسير ، حيسا " وحريرا " " متكئين فيها على
الأرائك
" الأرائك : الأسرة المرمولة ( 2 ) بالدر والياقوت
والزبرجد في عليين مضروبة عليها الحجال " لا يرون فيها
شمسا " يوذيهم حرها ، " ولا زمهريرا " " يقول لا
يؤذيهم برده ، و " دانية " قريبة " عليهم ظلالها وذللت
[ قطوفها ] " يقول قربت الثمار منهم " تذليلا " "
يأكلونها قياما وقعودا " ومتكئين ومستلقين على ظهورهم
، ليس القائم باقدر عليها من المتكى ، وليس المتكى
باقدر عليها من المستلقى ، " ويطوف عليهم ولدان " من
الوصفاء " مخلدون " قال مسورون باسورة الذهب والفضة ،
وقال مخلدون لم يذوقوا طعم الموت قط ، وانما خلقوا
خدما لأهل الجنة ، " إذا رأيتهم حسبتهم " من بياضهم
وحسنهم " لؤلؤا منثورا " " لكثرتهم ، فشبه بياضهم
وحسنهم باللؤلؤ ، وكثرتهم بالمنثور . المراسيل : 253 "
قال رضي الله عنه " قوله تعالى : "
فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ
مِنَ الْكُفَّارِ
|
( 1 ) في [ و ] : على غير افطار . ( 2 )
الأسرة كالأجنة : وزنا " : جمع سرير ،
والمرمولة : المزينة
. [ * ] |
|
|
يَضْحَكُونَ
*
عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ "
( 1 ) قيل نزلت في أبي جهل والوليد بن المغيرة والعاص
بن وائل وغيرهم من مشركي مكة ، كانوا يضحكون من بلال
وعمار وأصحابهما ( 2 ) .
254 - وقيل ان علي بن أبي
طالب عليه السلام جاء في نفر من المسلمين إلى رسول
الله صلى الله عليه وآله فسخر به المنافقون وضحكوا
وتغامزوا ثم قالوا لأصحابهم : رأينا اليوم الأصلع
فضحكنا منه فانزل الله هذه الآية قبل ان يصل إلى النبي
صلى الله عليه وآله ( 3 ) عن مقاتل والكلبي .
255 - "
قال رضي الله عنه " قيل لما نزلت قوله : "
قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ
أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى " ( 4 )
قالوا هل رأيتم أعجب من هذا يسفه أحلامنا ويشتم آلهتنا
ويرى قتلنا ويطمع أن نحبه فنزل : "
قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ
أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ " ( 5 ) أي ليس في ذلك اجر لأن منفعة
المودة تعود اليكم وهو ثواب الله تعالى ورضاه .
256 -
وروى أبو الأحوص عن أبي إسحاق
في قوله تعالى : "
وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم
مَّسْئُولُونَ " ( 6 ) يعنى عن ولاية علي ( 7 ) .
257 -
قوله تعالى : " أًمْ
حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن
نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء
مَا يَحْكُمُونَ " ( 8 ) قيل : نزلت في قصة بدر
في علي وحمزة وعبيدة بن الحارث لما برزوا لقتال عتبة
وشيبة والوليد . ف " الذين آمنوا " حمزة وعلي وعبيدة
، " والذين اجترحوا السيئات " عتبة وشيبة والوليد ( 9
) .
|
( 1 )
المطففين : 34 - 35 .
( 2 ) روى نظيره الحاكم الحسكاني في
شواهد التنزيل 2 / 327
في تفسير الآية / 29 .
( 3 ) تفسير الكشاف للزمخشري 3
/ 323 .
( 4 ) الشورى : 23 . ( 5 ) سبأ : 47 . ( 6 )
الصافات : 24 . ( 7 ) رواه الحاكم الحسكاني في
شواهد
التنزيل 2 / 106 .
( 8 ) الجاثية : 21 . ( 9 ) نظيره
في شواهد التنزيل 2 /
168 . [ * ] |
|
|
258 - قوله تعالى : "
لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ
يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ " ( 1 ) نزلت
في أهل الحديبية ، قال جابر : كنا يوم الحديبية ألفا "
وأربعمائة فقال لنا النبي صلى الله عليه وآله : أنتم
اليوم خيار أهل الأرض ، فبايعنا تحت الشجرة على الموت
فما نكث الاجد بن قيس وكان منافقا ، وأولى الناس بهذه
الآية علي بن أبي طالب عليه السلام لأنه قال [ تعالى ]
: " وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا
قَرِيبًا " " - يعنى فتح خيبر - وكان
ذلك على يد علي بن أبي طالب عليه السلام ( 2 )
259 -
قال رضي الله عنه : روى السيد أبو طالب باسناده عن
جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وآله لعلى : من احبك وتولاك ، اسكنه الله معنا ثم تلا
رسول الله صلى الله عليه وآله : "
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي
جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ *
فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ " ( 3 )
.
260 - قوله
تعالى : " وَالسَّابِقُونَ
السَّابِقُونَ " ( 4 ) ، قيل : هم الذين
صلوا إلى القبلتين ، وقيل : السابقون إلى الطاعة ،
وقيل إلى الهجرة ، وقيل إلى الإسلام وإجابة الرسول ،
وكل ذلك موجود في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه
السلام ( 5 ) .
261 - قوله تعالى : "
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ
يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً "
( 6 ) قيل سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وآله
فأكثروا ، فأمروا بتقديم الصدقة على المناجاة ، فلم
يناجه إلا علي بن أبي طالب عليه السلام قدم دينارا "
فتصدق به ، ثم نزلت رخصة ( 7 ) .
|
( 1 )
الفتح : 18 .
( 2 ) رواه أيضا " الكنجي في
كفاية
الطالب / 247 وأورده ابن هشام في
السيرة النبوية 3 /
315 .
( 3 ) القمر : 54 - 55 . ( 4 )
الواقعة : 10 . (
5 ) ورد نظيره في شواهد التنزيل 1 / 256 . ( 6 )
المجادلة : 12 .
( 7 ) للحديث مصادر كثيرة منها :
صحيح
الترمذي 5 / 406 - خصائص النسائي / 276
مناقب ابن المغازلي /
325 وما بعدها - تفسير الطبري
28 / 14 .
[ * ] |
|
|
262 - وعن علي عليه السلام :
ان في كتاب الله لآية ، ما عمل بها احد قبلى ولا يعمل
بها احد بعدي [ وهي ] "
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ
الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ
صَدَقَةً " [ عملت
بها ] ثم نسخت ( 1 ) وقيل عمل بها أفاضل الصحابة منهم
علي والأول أظهر .
263 - وعن ابن عمر انه قال : ثلاث
لعلي وددت أن تكون لي واحدة منهن كانت أحب إلي من حمر
النعم : تزويجه فاطمة ، وإعطاؤه الراية يوم خيبر وآية
النجوى ( 2 ) .
264 - قوله تعالى : "
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ
يُبَايِعْنَكَ " ( 3 ) روى الزبير ابن
العوام قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يدعو
النساء إلى البيعة حين نزلت هذه الآية ، فكانت فاطمة
بنت أسد أم علي بن أبي طالب عليه السلام أول امرأة
بايعت ( 4 ) .
265 - وعن جعفر بن محمد : ان فاطمة بنت
أسد أول امرأة هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
من مكة إلى المدينة على قدميها ، وكانت ابر الناس
برسول الله صلى الله عليه وآله ( 5 ) . وسمعت رسول
الله صلى الله عليه وآله يقول : ان الناس يحشرون يوم
القيامة عراة فقالت : واسوأتاه ، فقال لها : إني اسأل
الله ان يبعثك كاسية ، وسمعته يذكر ضغطة القبر ، فقالت
: وأضعفاه ، فقال : إني أسأل الله ان يكفيك ذلك .
|
( 1 ) لهذا الحديث أيضا "مصادر كثيرة منها :
تفسير الطبري 28 / 14 وتفسير الكشاف 3 / 210 والدر
المنثور للسيوطي 6 / 187
( 2 ) الحديث ليس في الأصلين ، ولكن موجود في المطبوع بالنجف .
( 3 ) الممتحنة : 12 .
( 4 ) و ( 5 ) شرح نهج البلاغة لابن
أبي الحديد 1 / 14 . [ * ] |
|
|
266 - قال روى أبو صالح ، عن
ابن عباس : ان عبد الله بن أبي وأصحابه خرجوا
فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله
، فقال عبد الله بن أبي لأصحابه : انظروا كيف أرد ابن
عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسيد بني هاشم ، خلد
( 1 ) رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال علي عليه
السلام : يا عبد الله اتق الله ولا تنافق ، فان
المنافق شر خلق الله فقال : مهلا يا أبا الحسن والله
إيماننا كإيمانكم ، ثم تفرقوا ، فقال عبد الله بن أبي
لأصحابه : كيف رأيتم ما فعلت ؟ فأثنوا عليه خيرا ،
ونزل على رسول الله صلى الله عليه وآله : "
وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ
آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى
شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا
نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ " ( 2 ) فدلت الآية على
إيمان علي عليه السلام ظاهرا " وباطنا " ، وعلى قطعه
موالاة المنافقين وإظهاره عداوتهم والمراد بالشياطين
رؤساء الكفار ( 3 ) .
267 - قوله تعالى : "
أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ
وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ " ( 4 ) قال ابن عباس
: هو علي عليه السلام شهد للنبي صلى الله عليه وآله
وهو منه ( 5 ) .
268 - قوله [ تعالى ] : "
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا " " ( 6 )
. قال ابن عباس : هو علي بن أبي طالب عليه السلام ( 7
) .
269 - وروى زيد بن علي ، عن آبائه ، عن علي رضي
الله عنه قال : لقيني رجل فقال : يا أبا الحسن أما
والله إني لأحبك في الله ، فرجعت إلى رسول الله
|
( 1 ) الخلد ، بالتحريك : من أسماء النفس -
لسان العرب ، وخلد الرسول صلى الله عليه وآله نفسه
بحكم آية المباهلة ويؤيده الروايات.
( 2 ) البقرة :
14 . ( 3 ) انظر نظيره في
شواهد التنزيل للحاكم
الحسكاني 1 / 72 .
( 4 ) هود : 17 . ( 5 ) رواه الحاكم
الحسكاني في شواهد التنزيل 1 / 275 إلى 282 .
( 6 ) مريم : 96 . ( 7 )
شواهد التنزيل 1 / 64 - الدر المنثور 4 /
287 - مناقب ابن المغازلي /
327 . [ * ] |
|
|
صلى الله عليه وآله فأخبرته
بقول الرجل ، فقال رسول الله : لعلك يا علي اصطنعت
إليه معروفا " ؟ قال : فقلت : والله ما اصطنعت إليه
معروفا " ، فقال رسول الله : الحمد لله الذي جعل قلوب
المؤمنين تتوق إليك بالمودة ، قال فنزل قوله تعالى : "
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا
" ( 1 ) .
270 - قال الله تعالى : "
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ
صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم
مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا
بَدَّلُوا تَبْدِيلًا " ( 2 ) قيل : نزل قوله تعالى
: " فَمِنْهُم مَّن قَضَى
نَحْبَهُ " في حمزة وأصحابه ، كانوا
عاهدوا الله لا يولون الأدبار ، فجاهدوا مقبلين حتى
قتلوا ، [ و ] " وَمِنْهُم
مَّن يَنتَظِرُ " علي بن أبي طالب
عليه السلام مضى على الجهاد ولم يبدل ولم يغير .
الآثار :
271 - أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ زين الأئمة
أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي ، أخبرني
القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ ،
أخبرنا والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين
البيهقي ، أخبرنا أبو سعيد الماليني ، أخبرنا أبو أحمد
بن عدى ، أخبرنا أبو يعلى ، حدثنا إبراهيم بن الحجاج
قال حدثنا حماد - يعنى ابن سلمة - عن الكلبي ، عن أبي
صالح عن ابن عباس : ان الوليد بن عقبة قال لعلي بن أبي
طالب عليه السلام : أنا ابسط منك لسانا " واحد منك
سنانا " واملا منك حشوا " في الكتيبة ، فقال له علي
عليه السلام : على رسلك ، فانك فاسق ، فانزل الله
عزوجل : " أَفَمَن كَانَ
مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ "
( 3 ) يعنى عليا [ المؤمن ] والوليد الفاسق ( 4 )
272
- وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا أبو
الحسين بن الفضل
|
( 1 ) انظر تفصيل ذلك في
شواهد التنزيل 1 / 359 . . . ( 2 )
الأحزاب : 23 . ( 3
) السجدة : 18 .
( 4 ) تفسير الطبري 21 / 68 -
تاريخ
بغداد 13 / 321 وذكره الزمخشري في الكشاف 2 /
525 . [ * ] |
|
|
القطان ، حدثنا علي بن عبد
الرحمان بن ماتى الكوفي ، أخبرنا أحمد بن حازم ، ابن
ابن أبي غرزة ، أخبرنا عقبة بن مكرم ، عن عيسى بن راشد
، عن علي بن بذيمة ، عن عكرمة ، عمن ابن عباس قال : ما
انزل الله عزوجل في القرآن آية يقول فيها "
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ " إلا كان علي بن أبي طالب شريفها وأميرها
( 1 ) .
273 - وأنبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد
العطار الهمداني اجازة أخبرنا الحسن ابن أحمد المقري ،
أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ أخبرنا محمد بن أحمد
بن علي بن مخلد أخبرنا محمد بن عثمان حدثنا إبراهيم بن
محمد بن ميمون ، حدثنا محمد بن مروان ، عن محمد بن
السائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس [ في قوله تعالى ]
: " اتَّقُواْ اللّهَ
وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ " ( 2 ) قال هو علي
بن أبي طالب عليه السلام ( 3 ) .
274 - وأنبأني أبو
العلاء الحسن بن أحمد هذا ، أخبرنا الحسن بن أحمد
المقري ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرنا
محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ، حدثنا محمد هو ابن
عثمان بن أبي شيبة ، أخبرنا منجاب بن الحارث ، حدثنا
حسين بن أبي هاشم ، حدثنا حيان بن علي ، عن محمد بن السائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله تعالى : "
وَارْكَعُواْ مَعَ
الرَّاكِعِينَ " ( 4 )
إنها نزلت في رسول الله
صلى الله عليه وآله وعلى خاصة وهما أول من صلى وركع (
5 )
|
( 1 ) للحديث مصادر كثيرة منها :
حلية الأولياء لأبي نعيم 1 / 64 -
شواهد التنزيل
للحاكم الحسكاني 1 / 51 - فضائل الصحابة 2 / 654 . ( 2
) التوبة : 119 .
( 3 ) شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني
1 / 259 - تفسير الدر المنثور 3 / 290 .
( 4 ) البقرة
: 43 . ( 5 ) شواهد التنزيل 1 / 85
. [ * ] |
|
|
275 - وأخبرني شهردار بن
شيرويه بن شهردار الديلمي - فيما كتب إلي من همدان -
أخبرنا عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة ،
أخبرني الشيخ أبو بكر بن حمويه ، حدثنا أبو بكر
الشيرازي ، حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن عمران ،
حدثنا أبو حفص عمر بن محمد حدثنا أبو سعيد الأشج ،
حدثنا ابن يمان ، عن عبد الوهاب بن مجاهد ، عن أبيه
قال : كان لعلى عليه السلام أربعة دراهم ، فأنفق واحدا
" ليلا ، وواحدا " نهارا " وواحدا " سرا " وواحدا "
علانية ، فنزلت قوله : ( 1 ) "
الَّذِينَ يُنفِقُونَ
أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا
وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ
وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
" ( 2 ) .
ولبعضهم في حق علي
عليه السلام :
أو في الصلاة مع الزكاة أقامها * والله
يرحم عبده الصبارا
من ذا بخاتمه تصدق راكعا * وأسره في
نفسه إسرارا
من كان بات على فراش محمد * ومحمد يسرى
يؤم الغارا
من كان جبريل يقوم يمينه * فيها وميكال
يقوم يسارا
من كان في القرآن سمى مؤمنا " * في تسع
آيات جعلن كبارا
|
( 1 ) البقرة : 274 .
(
2 ) أسد الغابة 4 / 25 -
تفسير الدر المنثور 1 / 363 -
الصواعق المحرقة / 78 -
نور الأبصار للشبلنجي / 70 -
فرائد السمطين للجويني 1 / 356
مناقب ابن المغازلي /
280 . [
* ] |
|
|
|