المناقب - الموفق الخوارزمي - ص 259
: - |
|
القاضي الإمام شيخ القضاة
إسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي شيخ السنة أبو
بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو بكر محمد بن
الحسين بن فورك " ره " ، أخبرني أبو عبد الله بن جعفر
الاصبهاني ، حدثنا يونس بن حبيب ، حدثنا أبو داود ،
حدثنا القاسم بن الفضل ، حدثنا أبو نصر ، عن أبي سعيد
: إن النبي صلى الله عليه وآله قل : تكون فرقة بين
طائفتين من أمتي تمرق بينهما مارقة يقتلها أولى
الطائفتين بالحق ( 1 ) رواه مسلم في الصحيح .
242 -
وبهذا الأسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا محمد بن
عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو محمد المزني ، أخبرنا
علي بن محمد بن عيسى ، حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب
، عن الزهري ، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمان : ان
أبا سعيد الخدري قال : بينا نحن عند رسول الله صلى
الله عليه وآله وهو يقسم قسما ، أتاه ذو الخويصرة وهو
رجل من بني تميم ، فقال
: يا رسول الله اعدل ، فقال
: ويحك ومن يعدل إذا لم اعدل ، لقد خبت وخسرت ان لم
أكن اعدل ، فقال عمر بن الخطاب : يارسول الله إئذن لي
في ضرب عنقه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله :
دعه فان له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاته ، وصيامه
مع صيامه ، يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من
الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، ينظر إلى نصله فلا
يوجد فيه شئ ثم ينظر إلى رصافته فلا يوجد فيه شئ ، ثم
ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شئ قد سبق الفرث والدم ،
آيتهم رجل اسود وإحدى ثدييه مثل ثدي المرأة ومثل
البضعة ( 2 ) تدردر ( 3 ) يخرجون على خير فرقة من
الناس .
قال أبو سعيد : فاشهد أنى سمعته من رسول الله
صلى الله عليه وآله
|
( 1 ) صحيح مسلم
الجزء الثالث كتاب الزكاة ص 113 -
كنز العمال 11 / 202
و 196 - فردوس الأخبار 2 / 63 ، ح / 3358
صحيح أبي
داود 4 / 217 - ح 4667 - شرح نهج البلاغة لابن أبي
الحديد 2 / 267 .
( 2 ) في [ و ] - البيضة . ( 3 ) تدردر : أصله - تتدردر ، معناه : تضطرب وتذهب وتجئ .
النهاية
. [ * ] |
|
|
واشهد ان علي بن أبي طالب
عليه السلام قاتلهم وأنا معه فأمر بذلك الرجل فالتمس
فأتى به حتى نظرت إليه على نعت رسول الله صلى الله
عليه وآله الذي نعته ( 1 ) .
243 - وبهذا الاسناد عن
أحمد بن الحسين هذا ، أخبرني أبو عبد الله الحافظ ،
أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي الشيباني بالكوفة من أصل
كتابه ، حدثنا أحمد بن حازم ، عن أبي عروة ، حدثنا أبو
غسان ، حدثنا عبد السلام بن حرب ، حدثنا الأعمش ، عن
إسماعيل بن رجاء ، عن أبيه ، عن أبي سعيد ، حدثنا ابن
أبي غرزة ، حدثنا عبيدالله بن موسى أخبرنا فطر بن
خليفة ، عن إسماعيل بن رجاء ، عن أبيه ، عن أبي سعيد
قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله فانقطعت
نعله فخلف عليا عليه السلام يصلحها ، فمشى قليلا ثم
قال : ان منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت
على تنزيله ، فاستشرف لها القوم وفيهم أبو بكر وعمر ،
فقال أبو بكر ، أنا هو
؟ قال لا ، قال عمر : أنا
هو ؟ قال لا ، ولكن خاصف النعل يعنى عليا عليه السلام
فأتيناه فبشرناه فلم يرفع برأسه كأنه كان قد سمعها من
رسول الله صلى الله عليه وآله ( 2 ) .
244 - وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو الحسين بن
الفضل القطان ببغداد ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن
درستويه ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثنى موسى بن مسعود
، حدثنى عكرمة بن عمار ، عن سماك ابن زميل الدؤلي وقد
كان يهوى نجدة قال : قال ابن عباس : لما اعتزلت
الخوارج دخلوا دارا وهم ستة آلاف ، واجمعوا على ان
يخرجوا على علي بن أبي طالب عليه السلام وأصحاب النبي
صلى الله عليه وآله [ معه ] يعنى مع
|
( 1 ) صحيح البخاري الجزء الرابع / 200 وصحيح مسلم الجزء
الثالث كتاب الزكاة / 112 كنز العمال 11 / 307 -
شرح
نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2 / 265 -
خصائص النسائي
/ 305 .
( 2 ) فضائل الصحابة لابن حنبل 2 / 637 -
أسد
الغابة 4 / 32 مع اختلاف يسير -
مستدرك الصحيحين 3 /
122 - ونظيره في حلية الأولياء
لأبي نعيم 1 / 67 . [ * ] |
|
|
علي عليه السلام قال وكان لا
يزال يجئ إنسان فيقول : يا أمير المؤمنين ان القوم
خارجون عليك ، فيقول : دعوهم فاني لا أقاتلهم حتى
يقاتلوني وسوف يفعلون ، فلما كان ذات يوم أتيته قبل
صلاة الظهر فقلت له : يا أمير المؤمنين ابرد بالصلاة (
1 ) لعلى ادخل على هؤلاء القوم ، فأكلمهم فقال : إني
أخافهم عليك ، فقلت : كلا وكنت رجلا " حسن الخلق لا
أوذي أحدا " فأذن لي فلبست حلة من أحسن ما يكون من
اليمنية وترجلت ودخلت عليهم نصف النهار فدخلت على قوم
لم أر قوما " قط أشد منهم اجتهادا " ، جباههم قرحة من
السجود وأيديهم كأنها ثفن الإبل ، وعليهم قمص مرخصة
مشمرين ، مهشمة وجوههم من السهر ، فسلمت عليهم فقالوا
مرحبا يابن عباس ، ما جاء بك قلت أتيتكم من عند
المهاجرين والأنصار من عند صهر رسول الله صلى الله
عليه وآله علي وعليهم نزل القرآن وهو أعلم بتأويله
منكم ، فقالت طائفة منهم لا تخاصموا قريشا " فان الله
عزوجل قال : " بَلْ هُمْ
قَوْمٌ خَصِمُونَ " ( 2 ) قال اثنان أو
ثلاثة لنكلمنه ، فقلت هاتوا ما نقمتم على صهر رسول
الله صلى الله عليه وآله والمهاجرين والأنصار وعليهم
نزل القرآن وليس فيكم منهم احد وهم اعلم بتأويله منكم
، قالوا ثلاثا " ، قلت هاتوا ، قالوا اما إحداهن فانه
حكم الرجال في أمر الله وقد قال الله عزوجل : "
إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ " ( 3 ) فما شأن الرجال والحكم بعد قول
الله عزوجل ، فقلت هذه واحدة ، فما [ الثانية ] ؟
قالوا اما الثانية فانه قاتل ولم يسب ولم يغنم ، فلئن
كانوا مؤمنين ما حل لنا قتالهم وسباهم ؟ فقلت : وماذا
الثالثة ؟ قالوا انه محا نفسه من أمير المؤمنين فان لم
يكن أمير المؤمنين فانه لأمير الكافرين ، قلت هل عندكم
غير هذا ؟ قالوا كفانا هذا ، قلت لهم : اما قولكم حكم
الرجال في أمر الله فانا اقرأ عليكم في كتاب الله
عزوجل ما ينقض قولكم ، أترجعون ؟
قالوا : نعم ، قلت فان الله
قد
|
( 1 ) أي خفف الصلاة .
( 2 ) الزخرف : 58 .
( 3 ) الأنعام : 57 - يوسف : 40 و
67 . [ * ] |
|
|
صير من حكمه إلى الرجال في
ربع درهم ثمن أرنب ، وتلا هذه الايه : "
لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ
وَأَنتُمْ حُرُمٌ " إلى قوله "
يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ
مِّنكُمْ "
( 1 ) وقال في المرأة وزوجها : "
وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ
بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ
وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا " ( 2 ) الآية :
فناشدتكم الله هل تعلمون حكم الرجال في إصلاح ذات
بينهم وفي حقن دمائهم أفضل أم حكمهم في أرنب وبضع
امرأة ، فايهما ترون أفضل ؟ قالوا : بل هذه ، قلت خرجت
من هذه ؟ قالوا : نعم ، قلت : واما قولكم قاتل ولم يسب
ولم يغنم افتسبون أمكم عائشة ؟ فوالله ان قلتم ليست
بأمنا ، لقد خرجتم من الإسلام ، والله ولئن قلتم
نسبيها ونستحل منها ما نستحل من غيرها لقد خرجتم من
الإسلام وانتم بين ضلالتين ، ان الله عزوجل قال : "
النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم " ( 3
) فان قلتم ليست بأمنا لقد خرجتم من الإسلام ، أخرجت
من هذه ؟ قالوا : نعم ،
قلت واما قولكم محى نفسه من
أمير المؤمنين فأنا آتيكم بما ( 4 ) ترضون ان النبي
صلى الله عليه وآله يوم الحديبية كاتب المشركين أبا
سفيان بن حرب وسهيل بن عمرو وقال يا علي : اكتب " هذا
ما صالح عليه محمد رسول الله " فقال المشركون : والله
ما نعلم أنك رسول الله ، ولو نعلم أنك رسول الله ما
قاتلناك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أللهم
انك تعلم إني رسولك ، امح يا علي ، اكتب " هذا ما كاتب
عليه محمد بن عبد الله " فوالله لرسول الله خير من على
، فلقد محى نفسه ، قال فرجع منهم ألفان وخرج سائرهم
فقتلوا ( 5 ) .
245 - وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين
هذا ، أخبرنا أبو بكر محمد بن
|
( 1 ) المائدة : 95 . ( 2 ) النساء : 35 . ( 3 )
الأحزاب : 6
. ( 4 ) في المخطوطتين : عن ترضون .
( 5 ) مستدرك
الصحيحين 2 / 150 - تاريخ ابن عساكر ترجمة
الإمام علي
عليه السلام 3 / 191 - خصائص النسائي /
326 . |
|
|
الحسين بن علي بن المؤمل ،
أخبرنا أبو أحمد الحافظ ، أخبرنا أبو عروبة ، حدثنا
إسماعيل بن يعقوب ، حدثنا عقبة بن مكرم ، حدثنا عبد
الله بن عيسى ، حدثنا يونس بن عبيد ، عن محمد بن سيرين
، عن عبيدة السلماني : ان عليا " عليه السلام خطب أهل
الكوفة فقال : يا أهل الكوفة لولا أن تبطروا ( 1 )
لحدثتكم بما وعدكم الله على لسان نبيه صلى الله عليه
وآله الذين تقتلونه ، منهم المخدج اليد وهو صاحب
الثدية ، فوالله لا يقتل منكم عشرة ولا يفلت منهم عشرة
، فاطلبوه فطلبوه فلم يقدروا عليه ثم قال : اطلبوه
والله ما كذبت ولا كذبت ، فطلبوه فوجدوه منكبا " على
وجهه في جدول من تلك الجداول ، فأخذوا برجله فجروه
فأتوا به أمير المؤمنين رضي الله عنه فكبر وحمد الله
وخر ساجدا " ومن معه من المسلمين ( 2 )
|
( 1 ) البطر : التجبر وشدة النشاط
.
( 2 ) فضائل الصحابة
2 / 612 - تاريخ بغداد 11 / 118 وفي 1 / 174 روى جزأ
منه مسند احمد 1 / 113 و 121 و 122 - خصائص النسائي /
322 - كنز العمال 11 / 296 مع اختلاف
. [ * ] |
|
|
|