المناقب - الموفق الخوارزمي - ص 12 :

حياة مؤلف الكتاب :

وممن قام بالتأليف في هذا المجال الحافظ الموفق بن أحمد بن أبي سعيد إسحاق بن المؤيد المكي الحنفي المعروف بأخطب خوارزم .

فقد سجل كتابه هذا له ذكرا " خالدا " فترجمه أصحاب المعاجم ، وان لم يستوفوا حقه ولكن فيما نذكره من أقوالهم في حق الرجل تسليط لبعض الضوء على شخصيته العلمية والأدبية والحديثية ومشايخه وتلامذته ونذكر نصوصهم حسب الترتيب التاريخي :

 1 - قال ابن عساكر في ترجمة الحسن بن سعيد بن عبد الله بن بندار أبو علي الديار بكري : فمما أنشدني لنفسه مما كتب به إلى خطيب خوارزم أحمد بن مكي وكان مشهورا " بالفضل ، جوابا له عن أبيات كتبها إليه ثم ذكر جواب الحسن أولا "

  ( 1 ) كفاية الطالب طبع النجف تحقيق محمد هادي الأميني ، ص 12 . [ * ]  
 

- ص 13 -

وأبيات الخطيب ثانيا " وإليك أبيات الخطيب :

هدى علم الدين المفخم شأنه * له في عظامي والعروق دبيب
تشوقني الذكرى إليه فأنثني * وأيسر ما بين الضلوع لهيب
أحن إليه حنة كلما دعت * شئابيب دمع العين فهي تجيب
بعيد إذا قلبت طرفي نازح * وإن لحظته فكرتي فقريب
يشيم لكشف الغامضات مهندا " * يطبق في أوصالها ويطيب

ويظهر مما أجاب به الحسن بن سعيد ( 1 ) ، كون المجيب خاضعا لفضله ومقامه فقد عرفه بقوله :

 إمام له في الفضل أشرف رتبة * إذا رامها خلق سواه يخيب
إذا ما على صدر الأئمة منبرا * فقس عليه بالبيان خطيب
( 2 )

 1 - قال " القفطي " : " الموفق بن أحمد بن محمد المكي الأصل ، أبو المؤيد خطيب خوارزم أديب فاضل ، له معرفة تامة بالأدب والفقه يخطب بجامع خوارزم سنين كثيرة وينشئ الخطب به . أقرء الناس علم العربية وغيره ، وتخرج به عالم في الآداب . منهم أبو الفتح ناصر بن أبي المكارم المطرزي الخوارزمي وتوفى الموفق بخوارزم في حادي عشر صفر سنة ثمانية وستين وخمسمائة " ( 3 ) .

 2 ونقل " ابن الفوطي " نثرا " للمؤلف في وصف أستاذه الزمخشري : " قال صدر الأئمة الموفق ابن أحمد المكي في وصفه : خوارزم كانت قبل فخرها بأبي بكرها ، صادقة في زهوها به سن بكرها ، تعده لغرائبه من رغائبها وتعده لرغائبه عن غرائبها الخ . . " ( 4 )

  ( 1 ) وللشاعر ( الحسن بن سعيد ) ترجمة في " مجمع الآداب في معجم الألقاب " الجزء الرابع، القسم الأول لابن الفوطي ، ص 575
( 2 ) التاريخ الكبير لابن عساكر المتوفى عام 571 طبع الشام عام 1332 ، ج 4 ص 177 - 178 .
( 3 ) إنباه الرواة على أنباه النحاة . تأليف جمال الدين القفطي المتوفى سنة 646 : ج 3 ص 232 - رق الترجمة 779 طبع القاهرة عام 1377 .
( 4 ) تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب تأليف كمال الدين أبو الفضل عبد الرزاق المعروف
بابن الفوطي الشيباني الحنبلي ت 642 م 723 تحقيق الدكتور مصطفى جواد وفي التعليقة ترجمة للخطيب على نحو الإجمال . [ * ] 
 
 

- ص 14 -

 3 - وقال عبد القادر القرشي : " الموفق بن أحمد بن محمد المكي خطيب خوارزم أستاذ ناصر بن عبد السيد صاحب المغرب أو المؤيد المطرزي مولده في حدود سنة أربع وثمانين وأربعمائة ذكره القفطى في " أخبار النحاة " . ثم ذكر عبارة القفطي التي نقلناها آنفا ( 1 ) .

 4 روى الذهبي عن هذا الكتاب في " ميزان الاعتدال " في ترجمة " الحسن بن غفير المصري العطار " كما روى عنه في لسان الميزان في ترجمة الحسن أيضا ( 2 ) .

 5 - وقال " الفاسي المكي " : " الموفق بن أحمد بن محمد المكي أبو المؤيد العلامة خطيب خوارزم كان اديبا فصيحا " مفوها " خطب بخوارزم دهرا وأنشأ الخطب وأقرأ الناس وتوفي بخوارزم في صفر سنة ثمان وستين وخمسمائة وذكره هكذا الذهبي في تاريخ الإسلام ( 3 ) وذكره الشيخ محيي الدين عبد القادر الحنفي في " طبقات الحنفية " ثم نقل ما ذكره القفطي في " أخبار النحاة " وأضاف في آخره : من مؤلفاته مناقب الإمام أبي حنيفة " ( 4 ) .

 6 - وقال الحافظ جلال الدين السيوطي : " الموفق بن أحمد بن أبي سعيد اسحاق أبو المؤيد المعروف بأخطب خوارزم . قال الصفدي : كان متمكنا " في العربية غزير العلم فقيها " فاضلا اديبا " شاعرا " قرأ على الزمخشري وله خطب وشعر . قال القفطي : وقرأ عليه ناصر المطرزي . ولد في حدود سنة أربع وثمانين وأربعمائة

  ( 1 ) الجواهر المضية في طبقات الحنفية : للشيخ عبد القادر ابن أبي الوفاء ت 696 م 775 ، ج 2 ص 188 ،طبع الهند، عام 1335
( 2 ) ميزان الاعتدال : ج 1 ، ص 517 طبع الحلبي - مصر ولسان الميزان طبع الهند ج 2 ص 243 .
( 3 ) قال محقق الكتاب : هذه السنة من السنوات الساقطة من نسخة تاريخ الإسلام للذهبي المخطوطة بدار الكتب
المصرية .
( 4 ) العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين لتقي الدين محمد بن أحمد الحسني الفاسي المكي : ج 7 ص 310 تحقيق فؤاد سيد - القاهرة - طبع 1387
 . [ * ]
 
 

- ص 15 -

ومات سنة ثمان وستين وخمسمائة " ( 1 ) .

 7 - وقال محمد بن عبد الحي اللكنوي الهندي : " أحمد بن محمد موفق الدين خطيب خوارزم مولده في حدود سنة أربع وثمانين وأربعمائة وكان أديبا " وفاضلا " له معرفة تامة بالفقه أخذ عن نجم الدين عمر النسفي وأخذ علم العربية عن جار الله محمود الزمخشري وأخذ عنه ناصر الدين صاحب المغرب . مات سنة ستمائة وعشرة قال الجامع ذكره السيوطي في " بغية الوعاة " في من اسمه الموفق وقال : ثم ذكر نص السيوطي الذي عرفت " ( 2 ) .

 8 - وقال " الخوانساري " : " وأما الأخطب فهو لقب الشيخ المحدث المتقن المتبحر صدر الائمة عند العامة أخطب خوارزم ، والخوارزمي أو ابن خوارزم موفق بن أحمد المكي وغيره " ( 3 ) .

 9 - وقال العلامة " الأميني " : " الحافظ أبو المؤيد وأبو محمد موفق بن أحمد بن أبي سعيد إسحاق ابن المؤيد المكي الحنفي المعروف بأخطب خوارزم ، كان فقيها غزير العلم ، حافظا " طائل الشهرة محدثا " كثير الطرق ، خطيبا طائر الصيت متمكنا في العربية خبيرا " على السيرة والتاريخ ، أديبا شاعرا " له خطب وشعر مدون " ( 4 ) .

 10 - وقال السيد محمد رضا الموسوي الخرسان في مقدمته على الطبعة الثانية من هذا الكتاب : " الإمام الأجل الصدر ضياء الدين شمس الإسلام ، ناصح الخلفاء مفتى الأمة مقتدى الفريقين ، صدر الأئمة وفاء بالوعد أخطب الخطباء الحافظ الموفق بن أحمد بن

  ( 1 ) " بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة " للحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي المتوفى عام 911 ، ج 2 ص 308 تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ، طبع مصر .
( 2 ) " الفوائد البهية في تراجم الحنفية " لأبي الحسنات محمد بن عبد الحي اللكنوي الهندي ألفه عام 1291 .
( 3 ) روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات - تأليف محمد باقر الموسوي الخوانساري ، ج 1 ، ص 64 - في التعليقة و 289 - 290 في المتن نشر مكتبة اسماعيليان ، قم - ايران .
( 4 ) الغدير : ج 1 ، ص 398 الطبعة الثالثة - بيروت
. [ * ] 
 
 

- ص 16 -

محمد البكري المكى الحنفي فروعا " والأشعري أصولا " المعروف بأخطب إلى أن قال تخرج به عالم في الآداب من الأفاضل الأكابر فقها " وأدبا " والأماثل الاكارم حسبا " ونسبا " " ( 1 ) .

هذا بعض ما وقفت عليه من النصوص حول المترجم له وقد طرحه غير هؤلاء من أصحاب المعاجم بالثناء والاطراء ولا أرى حاجة لنقل كلماتهم ومن أراد التوسع فليرجع إلى التعليقات ( 2 )

  ( 1 ) المناقب للخوارزمي - طبع النجف - المقدمة ص 16 .
( 2 ) هدية العارفين ج 2 ص 482 - ريحانة الأدب ج 1 ص 47 - دائرة المعارف للأعلمي ج 3 ص 311 - معجم المطبوعات ج 2 ص 1817 - العبقات ، ج 6 ص 578 . نقلا " عن العماد الأصفهاني والمجلد الثاني من مجموعة رسائل رشيد الدين الوطواط ففيها قصيدتان في مدح المؤلف كل ذلك يعرب عن مكانة المؤلف العلمية وسمو مقامه وشهرته الطائلة التي دفع أصحاب المعاجم إلى التنويه باسمه وكتبه ومشايخه وتلامذته وإن لم يستوفوا حقه وسيوافيك أسماء مشايخه والرواة عنه .
 
 
 

مكتبة الشبكة

الصفحة التالية

الصفحة السابقة

فهرس الكتاب