المناقب - الموفق الخوارزمي - ص 37 :

الفصل الأول في بيان أساميه وكناه وألقابه وصفاته عليه السلام الأسامي :

اسمه الذي اشتهر به " علي " وجاء فيه يوم بدر حين أحسن البلاء : لا سيف إلا ذو الفقار * ولا فتى إلا علي ( 1 )

قال ( رض ) ومن مقالاتي فيه :

ان علي بن أبي طالب * خير الورى والغالب الطالب
يا طالبا " مثل علي وهل * في الخلق مثل للفتى الطالبى
فتوى رسول الله أن لا فتى * إلا علي بن أبي طالب
وذو الفقار العضب لم يحكمه * سيف وان السيف بالضارب
( 2 )

وجاء في أساميه أسد وحيدرة . لما أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد زين الأئمة أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي ، أخبرنا الشيخ قاضي القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ أخبرنا والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، قال اخبرني أبو عبد الله الحافظ ، قال أخبرني أبو بكر ابن نالويه . حدثنا إبراهيم بن إسحاق حدثنا مصعب بن عبد الله قال : كان اسم على أسدا ولذلك يقول : أنا الذي سمتني أمي حيدرة ( 3 )

  ( 1 ) الحديث بطوله في تاريخ الطبري 2 / 197 - وورد في مناقب ابن المغازلي / 197 - ذخائر العقبى / 68 و 74 .
( 2 ) العضب : السيف القاطع .
( 3 ) انظر إلى تفصيل ذلك في تاريخ ابن عساكر ، ترجمة الإمام على 1 / 30 - ح / 29 ورواه الحاكم في
المستدرك 3 / 108 .  
 
 

- ص 38 -

قال ( رض ) ومن مقالاتي فيه رضي الله عنه :

أسد الإله وسيفه وقناته * كالظفر يوم صياله والناب
جاء النداء من السماء وسيفه * بدم الكماة يلج في التسكاب
لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى * إلا علي هازم الأحزاب
( 1 )

الكنى : وكناه : أبو تراب ، وأبو الحسن ، وأبو الحسين ، وأبو محمد .

 6 - وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين البيهقي هذا ، أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، اخبرنا أبو الفضل ابن إبراهيم ، حدثنا أحمد بن سلمة ، حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم [ عن ابي حازم ] ، عن سهل بن سعد قال : استعمل على المدينة رجل من آل مروان قال فدعا سهل بن سعد فأمره ان يشتم عليا قال فأبى سهل فقال له : أما إذ أبيت فقل : لعن الله ابا تراب . فقال سهل : ما كان لعلي أسم أحب إليه من أبي تراب وان كان ليفرح إذا دعي به .

فقال له أخبرنا عن قصته لم سمى أبا تراب ؟ فقال جاء رسول الله صلى الله عليه وآله إلى بيت فاطمة عليها السلام فلم يجد عليا " في البيت فقال لها : أين ابن عمك ؟ فقالت : كان بينى وبينه شئ ، فغاضبني فخرج فلم يقل ( 2 ) عندي . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لانسان : أنظر أين هو ؟ فجاء فقال : يا رسول الله هو في المسجد راقد ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه ، فأصابه تراب ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله يمسحه عنه ويقول : قم أبا تراب قم أبا تراب ( 3 )

  ( 1 ) اظنه من بائيته الآتية ورواه أيضا الجويني في فرائد السمطين 1 / 258 وفيه : أسد الإله وسيفه وقناته * كالصقر يوم صياله والناب والاصوب ما في المتن لأنه على سبيل اللف والنشر المرتب ، فالظفر مقابل السيف ، والناب في مقابل القناة .
( 2 ) من قال يقيل قيلولة : نام في منتصف النهار - النهاية .
( 3 ) صحيح مسلم 7 / 123 باب فضائل الصحابة - صحيح البخاري 1 / 92 و 5 / 18 و 19 - ورواه
احمد بن حنبل في مسنده 4 / 263 عن عمار .  [ * ]
 
 

- ص 39 -

أخرجه أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري وأبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري عن قتيبة بن سعيد .

 7 - أنبأني سيد القراء أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار [ الهمداني ] ، قال أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقري ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني ، حدثنا محمود بن محمد المروزى ، حدثنا حامد بن آدم المروزي ، حدثنا جرير ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : لما آخى النبي صلى الله عليه وآله بين أصحابه وبين المهاجرين والأنصار فلم يواخ بين علي بن أبي طالب وبين أحد منهم ، خرج علي عليه السلام مغضبا " حتى أتى جدولا من الأرض فتوسد ذراعه وسفت ( 1 ) عليه الريح ، فطلبه النبي صلى الله عليه وآله حتى وجده فوكزه برجله فقال له : قم ، فما صلحت إلا أن تكون أبا تراب ، أغضبت علي حين وآخيت بين المهاجرين والأنصار ولم أواخ بينك وبين أحد منهم ؟ أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى إلا انه ليس بعدى نبي ، ألا من أحبك حف بالأمن والايمان ; ومن أبغضك أماته الله ميتة جاهلية ، وحوسب بعمله في الإسلام ( 2 ) .

 8 - وأخبرني الإمام الحافظ زين الدين شهردار بن شيرويه الديلمي فيما كتب الي من همدان . أخبرني أبو علي الحسن بن أحمد الحداد . أخبرني الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني . قال أخبرت عن الحسين بن الحكم الحبرى . حدثني حسن بن الحسين العرني ، حدثني عيسى بن عبد الله

  ( 1 ) وفي [ و ] : تسفى .
( 2 ) كنز العمال 11 / 607 و 13 / 159 - ونظيره في تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام 1 / 126 - ح 152 - وورد نظيره أيضا في مجمع الزوائد 9 / 111 وأيضا نظيره في فضائل الصحابة لابن حنبل 2 / 656 - ح / 1118
 .
 
 

- ص 40 -

بن عمر بن علي عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام قال : ما سماني الحسن والحسين يا أبة حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وآله . كانا يقولان لرسول الله صلى الله عليه وآله يا أبة ، وكان الحسن يقول لي يا ابا الحسين وكان الحسين يقول لي يا أبا الحسن ( 1 ) .

قال العباس بن عبد المطلب يمدح عليا " عليه السلام حين بويع لأبي بكر :

ما كنت أحسب أن الامر منحرف * عن هاشم ثم عنها عن أبي حسن
أليس أول من صلى لقبلتكم * وأعلم الناس بالآثار والسنن
واقرب الناس عهدا " بالنبي ومن * جبريل عون له في الغسل والكفن
من فيه ما في جميع الناس كلهم * وليس في الناس ما فيه من الحسن
ماذا الذي ردكم عنه فعرفه * ها أن بيعتكم من أول الفتن
( 2 )

الألقاب : أمير المؤمنين ، ويعسوب الدين ، والمسلمين ، ومبير الشرك ، والمشركين ، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، ومولى المؤمنين ، وشبيه هارون ، والمرتضى ، ونفس الرسول ، وأخوه ، وزوج البتول ، وسيف الله المسلول ، وأبو السبطين ، وأمير البرره ، وقاتل الفجرة ، وقسيم الجنة والنار ، وصاحب اللواء ، وسيد العرب والعجم ، وخاصف النعل ، وكاشف الكرب ، والصديق الأكبر ، وأبو الريحانتين ، وذو القرنين ، والهادي ، والفاروق ، والواعي ، والشاهد ، وباب المدينة ، وبيضة البلد ، والولي ، والوصي ، وقاضي دين الرسول ، ومنجز وعده .

قال " رض " وانا أقول في ألقابه : هو أمير المؤمنين ، ويعسوب الدين ، وغرة المهاجرين ، وصفوة الهاشميين ،

  ( 1 ) مقاتل الطالبيين / 24 مع اختلاف يسير .
( 2 ) مستدرك الصحيحين 3 / 114 نسبها إلى خزيمة بن ثابت والاستيعاب نسبها إلى الفضل بن عباس بن عتبة بن ابى لهب 3 / 1133
 . [ * ] 
 
 

- ص 41 -

وقاتل الكافرين والناكثين والقاسطين والمارقين ، والكرار غير الفرار ، فصال فقار كل ختار بذي الفقار ، صنو جعفر الطيار ، قسيم الجنة والنار ، مقعص ( 1 ) الجيش الجرار ، لاطم وجوه اللجين والنضار ( 2 ) بيد الاحتقار ، وأبو تراب ، مجدل ( 3 ) الأتراب معفرين ( 4 ) بالتراب ، رجل الكتيبة والكتاب والمحراب [ والحراب ] والطعان والضراب ، والحبر الحساب بلا حساب ، مطعم السغاب بحفان كالجواب ، راد المعضلات بالجواب الصواب ، مضيف النسور والذئاب بالبتار الماضي الذباب ، هازم الأحزاب ، وقاسم الأسلاب ، وقاصم الأصلاب ، جزار الرقاب ، باين القراب ، مفتوح الباب إلى المحراب عند سد أبواب سائر الأصحاب ، جديد الرغبات في الطاعات ، بالى الجلباب ، رث الثياب رواض الصعاب ، معسول الخطاب ، عديم الحجاب والحجاب ، ثابت اللب في مدحض الألباب ، شقيق الخير ، رفيق الطير ، صاحب القرابة والقربة ، وكاسر أصنام الكعبة ، مناوش الحتوف ، قتال الألوف ، المخرق الصفوف ، ضرغام يوم الجمل ، المردود له الشمس عند الطفل ( 5 ) تراك السلب ، ضراب القلل ، حليف البيض والأسل ( 6 ) شجاع السهل والجبل ، زوج فاطمة الزهراء سيدة النساء ، مذل الأعداء ، معز الأولياء ، اخطب الخطباء ، قدوة أهل الكساء ، إمام الأئمة الأتقياء ، الشهيد أبو الشهداء ، وأشهر أهل البطحاء ، مضمخ ( 7 ) مردة الحروب بالدماء ، الخارج عن بيت المال صفر اليدين عن الصفراء والحمراء والبيضاء ، مثكل الكفرة ، ومفلق هامات

  ( 1 ) من القعص : الموت السريع .
( 2 ) اللجين على وزن التصغير : الفضة ولا مكبر له ، والنضار : سبيكة الذهب لسان العرب .
( 3 ) المجدل : الصارع ، والاتراب ، جمع ترب بالكسر : المثل .
( 4 ) المعفر : من لصق وجهه بالتراب .
( 5 ) الطفل : الليل ، الشمس قرب الغروب .
( 6 ) البيض : جمع الابيض : السيف ، الاسل : الرمح .
( 7 ) المضمخ : الملطخ
. [ * ] 
 
 

- ص 42 -

الفجرة ، ومقوى اعضاد البررة ، وثمرة بيعة الشجرة ، وفاقئ عيون السحرة ، وداحي ارض الدماء ، ومطلع شهب الأسنة في سماء القترة ، المسمى نفسه يوم الغبرة بحيدرة ، خواض الغمرات ، حمال الألوية والرايات ، مميت البدعة ، ومحيى السنة ، وكاتب جواز أهل الجنة ، ومصرف الأعنة ، واللاعب بالأسنة ، ساد انفاق النفاق ، شاق جماجم ذوى الشقاق ، سيد العرب ، وموضع العجب ، المخصوص بأشرف النسب ، الهاشمي الأم والأب ، المفترع أبكار الخطب ، نفس رسول الله صلى الله عليه وآله يوم المباهلة ، وساعده المساعد يوم المصاولة ، وخطيبه المصقع ( 1 ) يوم المقاولة ، وخليفته في مهاده ، وموضع سره في اصداره وايراده ، وملين عرائك اضداده ، وابو أولاده ، وواسطة قلادة الفتوة ، ونقطة دائرة المروة ، وملتقى شرفي الأبوة والبنوة ، ووارث علم النبوة ، وسيف الله المسلول ، وجواد الخلق المأمول ، ليث الغابة ، وأقضى الصحابة ، والحصن الحصين ، والخليفة الأمين ، أعلم من فوق رقعة الغبراء وتحت أديم السماء ، المستأنس بالمناجاة في ظلمة الليلة الليلاء : هذى المكارم لا قعبان من لبن * شيبا بماء فعادا بعد أبوالا راقع مدرعته والدنيا بأسرها قائمة بين يديه حتى استحيى من راقعها [ منزه ] نفسه النفيسة عن الدنيا الدنية ومصارعها ، ومنبطها بلجام تقواه عن مطامعها وفاطمها بتهجدها عن وثير ( 2 ) مضاجعها ، أخو رسول الله صلى الله عليه وآله وابن عمه ، وكاشف كربه وغمه ، ومساهمه في طمه ورمه ( 3 ) وبغضه بغض البتول ، وولده ولد الرسول ، هو من رسول الله صلى الله عليه وآله ، دمه دمه ، ولحمه لحمه ، وعظمه عظمه ، وعلمه علمه ، وسلمه سلمه وحربه حربه وفرعه فرعه ونبعه نبعه ونجره نجره وفخره فخره وجده جده ، وأنهار

  ( 1 ) المصقع على وزن منبر : البليغ .      ( 2 ) الوثير : اللين .      ( 3 ) الطم : الهدم ، والرم : الإصلاح - لسان العرب . [ * ]   
 

- ص 43 -

الفضائل في الدنيا من بحور فضائله ، ورياض التوحيد والعدل من بساتين خطبه ورسائله ، كبش أهل العراق والشام والحجاز ، وشجا حلوق الأبطال عند البراز ، وابن عم المصطفى ، وشقيق النبي المجتبى ، ليث الشرى ( 1 ) وغيث الورى ، حتف العدى ، مفتاح الندى ، قطب رحى الهدى ، مصباح الدجى ، جوهر النهى ، بحر المنى ( 2 ) سعار الوغى ، قطاع الطلا ( 3 ) شمس الضحى ، أبو القرى ( 4 ) في أم القرى ، المبشر بأعظم البشرى ، مطلق الدنيا مؤثر الآخرة على الأولى ، رب الحجى ، بعيد المدى ، ممتطى صهوة العلى ، مسند الفتوى ، مثوى التقى ، نديد هارون من موسى ، مولى كل من [ كان ] له رسول الله مولى ، كثير الجدوى ، شديد القوى ، سالك الطريقة المثلى ، المعتصم بالعروة الوثقى ، الفتى الذي أتى فيه " هل أتى " ، أكرم من ارتدى ، واشرف من احتذى ، وأعلم من اهتدى ، أحبى من احتبى ( 5 ) أفضل من راح واغتدى ، اشجع من ركب ومشى ، أهدى من صام وصلى ، مكافح من عصى وشق في دين الله العصا ، ومراقب حق الله ان امر أو نهى ، الذي ما صبا في الصبا ، وسيفه عن قرنه مانبا ، ونور هديه ماخبا ، ومهر شجاعته ماكبا ، دعاه رسول الله صلى الله عليه وآله إلى التوحيد فلبى ، وجلا ظلم الشرك وجلى ، وسلك المحجة البيضا ، وأقام الحجة الزهرا ، قد جنيت ثمار النصر من علمه ، والتقطت جواهر العلم من قلمه ، ونشأت ضراغم المعارك في أجمه ، دياس ( 6 ) كيوان اقدام هممه ، ومدحه جبريل من قرنه إلى قدمه ، ومحرم أهل الحرمين بحرمه ، واخضرت ربى الآمال من ديم كرمه .

  ( 1 ) شرى بنفسه عن قومه : تقدم بين ايديهم فقاتل عنهم - المنجد .
( 2 ) في [ و ] : بحر اللهى .
( 3 ) الطلي بضم أوله جمع طلية بالضم : صفحة العنق - لسان العرب .
( 4 ) القرى بكسر الأول : الإحسان إلى الضيف وغيره - لسان العرب .
( 5 ) أي اسخى العرب
.
( 6 )
من داس : وطأ . [ * ] 
 
 

- ص 44 -

نعم ، هو أبو الحسن ، القليل الوسن ، الذي لم يسجد للوثن ، هو عصرة المنجود ( 1 ) ، هو من الذين أحيوا أموات الآمال بحياء الجود ( 2 ) هو من الذين : " سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ " ( 3 )

هو محارب الكفرة والفجرة بالتنزيل والتأويل ، هو الذي ذكره في التوراة والانجيل ، هو الذي كان للمؤمنين وليا " حفيا " وللرسول في نسائه وصيا ، وآمن به صبيا ، هو الذي كان لجنود الحق سندا " ولانصار الدين يدا " وعضدا " ومددا " ولضعفاء المسلمين مجيرا " ، ولأقوياء الكافرين مبيرا " ولكؤس العطاء على الفقراء مديرا " ، الذي نزل فيه وفي أهل بيته : " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا " .

" وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا " ( 4 ) هو علي العلي ، الوصي الولي ، الهاشمي المكي المدني ، الابطحي الطالبي الرضي المرضي المنافي العصامي ( 5 ) ، الاجودي ، القوي الجري اللوذعي ( 6 ) ، الاريحي ( 7 ) المولوي الصفي الوفي الذي بصره الله بحقايق اليقين ، ورتق به فتوق الدين ، الذي صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وصدق ، وبخاتمه في ركوعه تصدق الذي اعتصب بالسماحة وبالحماسة تطوق ، ودقق في علومه وحقق ، وذكرنا بقتل الوليد بدرا وبقتل عمرو الخندق ، ومزق من أبناء الحروب ما مزق ، وغرق في لجة سيفه من أسود المعارك من غرق ، وحرق بشهاب صارمه من شياطين الهياج من حرق ، حتى استوثق الإسلام واتسق ، هو أطول بني هاشم باعا ، وأمضاهم زماعا ، وأرحبهم ذراعا ، وأغزرهم سماعا " وأكثرهم أشياعا ، وأخلصهم اتباعا ،

  ( 1 ) العصرة : الملجأ ، والمنجود : المغموم - المنجد .
( 2 ) الحياء : المطر .
( 3 ) الفتح : 29 .
( 4 ) الأحزاب : 33 والدهر : 8 .
( 5 ) العصامي : من شرف بنفسه لا بآبائه ومن المثل كن عصاميا ، لا عظاميا اي اشرف بنفسك كعصام آبائك الذين صاروا عظاما

( 6 )
اللوذعي الذكي .
( 7 ) الاريحي : الواسع الخلق ، النشيط إلى المعروف المنجد
. [ * ] 
 
 

- ص 45 -

وأشهرهم قراعا ، واحدهم سنانا " ، وأعربهم لسانا " ، وأقواهم جنانا " ، إن اعترض قرنه قطه ، وان اعتلاه قده ، وان أتى على حصن هده هو حيدر وما أدراك ما حيدر [ ثم ما أدراك ما حيدر ] هو الكوكب الأزهر ، هو الضرغام المصدر [ هو الباهر المنظر ] هو الطاهر المخبر ( 1 ) هو الصمصام المذكر ( 2 )

هو صاحب براءة وغدير خم وراية خيبر ، وكمي احد وحنين والخندق وبدر الأكبر ، هو ساقي وراد الكوثر يوم المحشر ، هو أبو السبطين ، وقايد أفاعي العراقين ، ومصلى القبلتين ، الضارب بالسيفين ، الطاعن بالرمحين ، اسمح كل ذي كفين ، وأفصح كل ذي شفتين ، وأهدى كل من تأمل النجدين ، هو صارع كل مارد للجران واليدين ، هو راسخ القدمين بين العسكرين ، انسب من في الاخشبين ( 3 ) ، واعلم من في الحرمين .

الصفات عن أبي إسحاق قال : لقد رأيت عليا " عليه السلام أبيض الرأس واللحية ضخم البطن ربعة من الرجال عليه السلام ( 4 ) .

وذكر ابن مندة : إنه كان شديد الادمة ، ثقيل العينين عظيمهما ، ذا بطن ، أصلع [ ووجه يسطع ] وهو إلى القصر أقرب ، أبيض الرأس واللحية ( 5 ) .

وزاد محمد بن حبيب البغدادي صاحب المحبر الكبير في صفاته : آدم اللون ، حسن الوجه ، ضخم الكراديس ( 6 ) والباقي سواء ( 7 ) .

  ( 1 ) المخبر : الباطن .
( 2 ) المذكر : القتال .
( 3 ) الاخشبان : الجبلان المطيفان بمكة وهما : أبو قبيس والأحمر - لسان العرب .
( 4 ) انساب الأشراف 2 / 116 ح / 66 .
( 5 ) فضائل الصحابة لابن حنبل 2 / 555 - ح 934 مع اختلاف يسير وانساب الأشراف 2 / 126 .
( 6 ) الكراديس : المفاصل .
( 7 ) وللمزيد من البيان انظر وقعة صفين / 233
 . [ * ] 
 
 
 

مكتبة الشبكة

الصفحة التالية

الصفحة السابقة

فهرس الكتاب