[ 223 ]
في [ بيان ] أفضليته [ عليه السلام ]
قد أجمع أهل السنة من السلف والخلف والفقه والاثر أن عليا أفضل الناس بعد عثمان [ و ] هذا مما لم يختلفوا فيه (2) وإنما الاختلاف في علي وعثمان.
واختلف أيضا بعض السلف في علي وأبي بكر ذكره أبو عمر ابن عبد البر في كتاب الصحابة (3) ولكن الذي عليه أهل السنة ما ذكرناه من فضل أبي بكر عليه ! ! !
(1) كذا في أصلي امخطوط هاهنا، وفي مقدمة المصنف من مخطوطي: الباب الخامس والثلاثون في أفضليته (2) لو كان المصنف بدلا من هذا الكلام قال: " قد أجمع أتباع معاوية وبني مروان وبني العباس على أفضلية الشيخين ثم عثمان على علي وأن عليا أفضل الناس بعد عثمان " لكنا نجاري معه بعد حمل كلامه على التسامح في التعبير، إذ بعض الامويين والمروانيين والعباسيين لا يقولون بذلك، ولكن كيف يمكن المداراة والمجاراة مع المصنف في كلامه هذا، ولازمه خروج أمير المؤمنين عليه السلام وحواريه وعدد كبير من التابعين عن دائرة أهل السنة والفقه والاثر، ولا أظن المصنف وأهل البصر والبصيرة يرضون بذلك ويقبلونه ! ! ! لان خيار الصحابة مثل سلمان وأبي ذر وعمار بن ياسر وجابر بن عبد الله الانصاري وأبي سعيد الخدري والمقداد بن الاسود وخباب بن الارت وزيد بن أرقم وكثيرون آخرون وفي رأسهم أمير المؤمنين عليه السلام كلهم يرون أفضلية علي عليه اللام بعد رسول الله على كافة الصحابة وأولي الفضل والوجاهة، وأنه لا يوازيه في الفضل أحد، وأكثر المعتزليين وبعض الاشعريين أيضا قائلون بأفضلية علي عليه السلام على جميع الصحابة بلا استثناء فهل يرى المصنف ومن على نزعته من الامويين أن هاؤلاء خارجون من السلف وأهل السنة والفقه ؟ ! فليقل الامويون ما يريدون، لانهم سلب منهم الحياء قبل الدين، ولكن كيف يصح للمصنف القول بذلك، مع شهادة كثير من محتويات كتابه هذا، على أفضلية علي عليه السلام على جميع البشر، وأنه تالي النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الفضيلة، سبحان الله هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ؟ ! ! ! (3) ذكره ابن عبد البر في أول ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب الاستعاب بهامش الاصابة: ج 3 ص 27 قال: =
[ 224 ]
وجاء في بعض طرق حيثه (1) قال: قال رجل لابن عمر: يا أبا عبد الرحمان فعلي ؟ قال: علي من أهل البيت ولا يقاس بهم، علي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في درجته والله سبحانه يقول (والذين آمنوا وأتبعناهم ذرياتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم) [.
2 / الطور: 52 ] (2) فاطمة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في درجته وعلي مع فاطمة.
والذي عليه إجماع أهل السنة أن أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب (رض) وإنما وقع [ الخلاف في ] التفاضل بين عثمان وعلي (رض) فطائفة - وهم الاكثر - على تقديم عثمان عليه (3) وطائفة قدموا عليا عليه قال [ به ] الحسن البصري وجماعة من السلف.
= وروي عن سلمان وأبي ذر والمقداد وخباب وجابر وأبي سعيد الخدري وزيد بن أرقم أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أول من أسلم، وفضله هاؤلاء على غيره... ورواه أيضا المحب الطبري في فضائل علي عليه السلام من كتاب الرياض النضرة: ج 2 ص 208.
(1) رواه الحافظ الحسكاني في تفسير الآية: (20) من سورة الطور، في كتاب شواهد التنزيل: ج 2 ص 197، ط 1.
(2) قال أمين الاسلام الطبرسي رفع الله مقامه في تفسير الآية الكريمة من مجمع البيان قرأ أبو عمرو: (وأتبعناهم) بالنون والالف [ و ] (ذرياتهم) بالالف وكسر التاء و [ قوله تعالى ]: (ألحقنا بهم ذرياتهم) كذلك.
وقرأ أهل المدينة: (واتبعتهم) بالتاء ووصل الهمزة [ و ] (ذريتهم) بالرفع.
[ وقوله تعالى: (ألحقنا بهم ذرياتهم) على الجمع.
وقرأ ابن كثير وأهل الكوفة (واتبعتهم ذرياتهم ألحقنا بهم ذريتهم) كذلك [ أي على الافراد ].
وقرأ ابن عامر ويعقوب وسهل: (واتبعتهم ذرياتهم) [ على ] الجمع.
[ و ] (ألحقنا بهم ذرياتهم) أيضا [ على الجمع ].
(3) من هذا وأمثاله مما لا يحصى يستفاد استفادة على أنهم ليسوا من سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في شئ وإنما هم على سنة معاوية ! ! ! سبحان الله هل يستوي من فتح عينيه في حجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفتح لسانه في أول ما فتح بقول: " لاإله إلا الله، محمد رسول الله " ومن كان أربعين سنة يعبد الاصنام ؟ وينطق لسانه بالاشراك، ويتقرب بأعماله إلى الاوثان ! ! ! سبحان الله هل يستوي رئيس المؤمنين وأميرهم وشريفهم مع من يشك كثير من المؤمنين في إيمانه ؟ سبحان الله هل يسوى بين من كان في جميع أيام حضوره في غزوات النبي قائدا وأميرا وبين من =
[ 225 ]
= كان في أكثر زمان حضوره فيها تحت قيادة غيره من شباب المسلمين وأحداثهم ؟ ! ! ! سبحان الله هل يسوى بين من باهى الله ملائكة السماء به وبمنامه على فراش النبي وجعل نفسه وقاية وقربانا له، وبين من لم ينزل الله عليه السكينة حين أنزلها على نبيه وهو معه ؟ ! ! ! سبحان الله هل يسوى بين من جعله الله تعالى نفس النبي وجعله برهان نبوته وتحدى به وبزوجته وابنيه، وباهل بهم النبي مردة أهل الكتاب، وبين من هو وزوجته وبنيه وبناته مع حضورهم محرومين عن ذلك ؟ ! ! ! سبحان الله هل يستوي زوج سيدة نساء المؤمنين وأبي سيدي شباب أهل الجنة والشجرة الطيبة الباقية من ذرية رسول الله في أمته، ومن سلالته المهدي الذي يملؤ الدنيا عدلا وقسطا بعدما ملئت ظلما وجورا، والذي هو زوج أم رومان - وقصص فضله رومان - وبنته أول امرأة ركبت البعير وخرجت لمحاربة خليفة النبي الذي انعقدت خلافته بالنص وإجماع أهل الحل والعقد من المهاجرين والانصار ؟ ! ! سبحان الله هل يستوى بين من جعل النبي حبه إيمانا وبغضه نفاقا، وبين من لا يكون لحبه وزنا سبحان الله هل يسوى بين من جاء غداة الطير، فرجع محروما، وبين من أضحى النبي يدعو الله تعالى كي يأتيه ويتناول معه من الطير المشوي، فجاء محبورا وتناول معه الطير ثم رجع مرزوقا مسرورا ؟ ! ! سبحان الله هل يستوي من ينادي في أندية المسلمين من المهاجرين والتابعين وبقول: " سلوني عن طرق السماء فإني أعلم بها من طرق الارض " وبين من لم يعرف " الاب " وقد كان يعرفه كل حيوان أهلي ووحشي ؟ ! ! ! والخصائص العلوية التي تفضل عليا عليه السلام على جميع أهل الفضل والكمال كثيرة، وأكثرها مروي من طريق شيعة آل أبي سفيان، وموضع وفاق بين المسلمين، وقد أشرنا إلى نزر يسير منها.
وهذا الكتاب بنفسه كاف لمن يريد الحق إذا تأمله حق التأمل، والمصنف في هذا الباب قال ما قال، تقليدا لسلفه، ولم يأت لمدعاه ببينة وبرهان، وربما قال ما قال، تقية من معاصريه من أتباع معاوية وذنابة بني أمية.
وإني أناشد كل من يحب الاسلام وأهله أن لا يتنفروا من تصريحي بالحق، وأن يباشروا بأنفسهم للبحث والتحقيق، ولا يقلدوا أحدا في مثل هذه المسائل المهمة التي الجهل بها يوجب الخلود في النار، فإن في زماننا هذا مؤنة البحث والتفتيش أصبحت خفيفة، لانتشار كثير من مصادر القدماء التي كانت تحت حصر الامويين، ولحصول قوة التفكير وتيسير القرائة والبحث والتحقيق لاكثر الناس، فمن يريد أن يتجلى له الحق، ويعرف أن أهل البيت في جميع مدارج الكمال مقدمون على غيرهم فليراجع بدقة وإمعان نظر كتاب خصائص أمير المؤمنين علي عليه السلام لحافظ النسائي =
[ 226 ]
= من أعلام القرن الثالث، ومؤلف أحد الصحاح الست، وكتاب شواهد التنزيل للحافظ الحسكاني من أعلا القرن الرابع، وكتاب مناقب علي عليه السلام لمحمد بن سليمان الكوفي من أعلام القرن الثالث والرابع، وكاب ترجمة أمير المؤمنين علي عليه السلام للحافظ ابن عساكر الدمشقي من أعلام القرن الخامس، أو كتاب عبقات الانوار، للسيد مير حامد حسين الهندي أو كتاب الغدير للعلامة الاميني، والكتب المؤلفة في الامامة كثيرة ومراجعة ما ذكرناه تغني الباحث عن غيره.
[ 227 ]
في شهادة النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة
وعن زيد بن أبي أوفى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي وأنت أخي ورفيقي ثم تلا عليه الصلاة والسلام: (إخوانا على سرر متقابلين) [ 47 / الحجر: 15 ].
أخرجه الامام أحمد في المناقب (2).
وعن ابن عمر عن أبيه (رض) قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: يا علي يدك في يدي تدخل معي الجنة حيث أدخل.
أخرجه الحافظ الدمشقي في [ كتابه ] الاربعين الطوال (3(.
وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجنة تشتاق إلى ثلاثة: علي وعمار وسلمان.
أخرجه ابن السري (4).
(1) كذا في أصلي المخطوط هاهنا، ولكن في مقدمة المصنف عند تعداده أبواب الكتاب هكذا: الباب السادس والثلاثون ؟ (2) كما في الحديث: " 207 " و " 259 " من فضائل علي عليه السلام من كتاب الفضائل - ولكن برواية عبد الله بن أحمد، والقطيعي - ص 142، و 184، طبعة قم.
(3) وأيضا رواه ابن عساكر في الحديث: " 846 " من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2 ص 337 ط 2.
وأيضا رواه المحب الطبري عن ابن عساكر في أربعينه كما في كتاب ذخائر العقبى ص 89، والرياض النضرة: ج 2 ص 209.
ورواه أيضا محمد بن سليمان الكوفي من أعلام القرن الثالث والرابع في الحديث: " 109 " في الجزء السابع من كتابه مناقب أمير المؤمنين عليه السلام الورق 219 / ب / وفي ط 1: ج 2 ص 581.
(4) لم أظفر بعد على كتب ابن السري ولا على ترجمته، ولكن لحديثه هذا أسانيد ومصادر، يجد الباحث كثيرا منها في مستدرك الحديث: (666) من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2 ص 178 - 182، ط 2.
[ 228 ]
وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن بنو عبد المطلب سادات أهل الجنة / 32 / أ / أنا وحمزة وعلي وجعفر والحسن والحسين والمهدي.
خرجه ابن السري (1).
وعن علي رضي الله عنه قال: دخل رسول الله صلى الله عيه وسلم وأنا [ نائم ] على المنامة فاستسقى الحسن - أو الحسين - قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة لنا بكي فحلبها فدرت فجاء الحسن فنحاه فقالت فاطمة رضي الله عنهم كأنه أحبهما إليك ؟ قال: لا ولكنه استسقى قبله ثم قال: إني وإياك وهذين وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة.
أخرجه الامام أحمد في المناقب (2).
= وأيضا لحديثه شواهد في تعليق الباب: " 55 " من السمط الاول من كتاب فرائد السمطين: ج 1، ص 293 ط 1.
ورواه أيضا محمد بن سليمان في الحديث: " 154 " في الجزء الثاني من كتابه القيم مناقب علي عليه السلام الورق 53 / ب / وفي طبعة 1: ج 1، ص 236.
وليراجع أيضا الحديث: " 1010 - 1020 " وكذا الحديث: " 1060 " في الجزء السابع من الكتاب المذكور، الورق 202 / ب / - 207 / ب / و 213 / ب / وفي ط 1: ج 2 ص...
(1) وللحديث أسانيد ومصادر، وقد رواه ابن ماجة القزويني في عنوان: " باب خروج المهدي " تحت الرقم: " 4087 " في كتاب الفتن من سننه: ج 2 ص 1368.
ورواه أيضا الحاكم وصححه في باب مناقب جعفر بن أبي طالب عليهما السلام من كتاب المستدرك ج 3 ص 211.
ورواه أيضا مسندا عبد الرحمان الخزاعي النيسابوري في الحديث الثالث من أربعينه.
ورواه أيضا ابن المغازلي في الحديث: (81) من كتابه مناقب علي عليه السلام ص 48.
ورواه أيضا الثعلبي كما رواه عنه الحموئي في الباب: من السمط الثاني من كتاب فرائد السمطين: ج 2 ص 32 ط 1.
ومثله رواه ابن البطريق في الحديث: " 900 " من كتاب العمدة.
(2) رواه أحمد في مسند علي عليه السلام تحت الرقم: " 792 " من كتاب المسند: ج 1، ص 101، ط 1.
وأيضا رواه أحمد في الحديث: (306) من باب فضائل علي عليه السلام من كتاب الفضائل وقد أورد الحافظ ابن عساكر الحديث بأسانيد تحت الرقم: (149 - 151) من ترجمة الامام الحسين عليه السلام من تاريخ دمشق ص 111 - 113، ط 1.
[ 229 ]
وعن عبد الله (رض) قال: بينا أنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وجميع المهاجرين ؟ والانصار - إلا من كان في سرية - إذ أقبل علي يمشي وهو مغضب فقال [ النبي ]: من أغضبه فقد أغضبني.
فلما جلس قال له: مالك يا علي ؟ قال آذوني بنو عمك ! ! ! قال: يا علي أما ترضى أنك معي في الجنة والحسن والحسين وذريتنا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذرياتنا وأشياعنا عن أيماننا وشمائلنا ؟.
أخرجه الامام أحمد في المناقب (1).
وعن أبي سعد في [ كتاب ] شرف النبوة عن عبد الله بن ظالم قال: جاء رجل إلى سعيد بن زيد فقال: إني أحببت عليا حبا لم أحبه أحدا قط [ ظ ].
قال [ سعيد ]: نعم ما رأيت لقد أحببت رجلا من أهل الجنة.
خرجه الامام أحمد في المناقب (2).
وخرجه [ أيضا ] الحضرمي.
وعن علي رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي إن لك كنزا في الجنة وإنك ذو قرنيها فلا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الاولى وليست لك الآخرة.
خرجه الهروي في غريبه (3) وقال في تفسير " قرنيها " أي طرفيها يعني الجنة.
(1) وهاهنا في نسختي قد اختلط حديث بحديث آخر، الاول منهما رواه أحمد في مسند عبد الله بن ربيعة أو أبي سفيان بن الحارث من مسنده: ج 1، ص 165، ط 1.
وأما الحديث الثاني المذكور هاهنا في الذيل فإلك لفظه على ما جاء في الحديث: (190) من فضائل علي عليه السلام من كتاب الفضائل - تأليف أحمد بن حنبل - ص 128، طبعة قم، قال: [ حدثنا ] محمد بن يونس قال: حدثنا عبيد الله ابن عائشة قال: أخبرنا إسماعيل بن عمرو عن عمر بن موسى عن زيد بن علي بن حسين عن أبيه عن جده: عن علي بن أبي طالب قال: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم حسد الناس إياي ! ! ! فقال: أما ترضى أن تكون رابع أربعة: أول من يدخل الجنة أنا وأنتا والحسن والحسين وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا، وذرارينا خلف أزواجنا، وشيعتنا من ورائنا.
ورواه الخطيب البغدادي في ترجمة عبد الله بن أحمد تحت الرقم: " 505 " من تاريخ بغداد: ج 9 ص 434 فراجعه كي تعرف أئمة الخطيب ومن يقتدي به ! ! ! وليراجع أيضا تفسير آية المودة - للخفاجي - الورق 44 / أ / وفي ط 1، ص... (2) رواه أجمد في الحديث: (86) من فضائل علي عليه السلام من كتاب الفضائل، ص 57 طبعة قم.
وأما الحضرمي فلم نطلع على كتبه بعد.
(3) والحديث رواه أحمد تحت الرقم: " 150، و 223 " من فضائل علي عليه السلام من كتاب الفضائل، ص 99 و 155، ط قم.
=
[ 230 ]
وعنه قال: كنت أمشي في بعض طرق المدينة مع النبي صلى الله عليه وسلم فمررنا على حديقة فقلت: يا رسول الله ما أحسن هذه الحديقة ! قال: لك في الجنة أحسن منها.
ثم أتينا على حديقة أخرى فقلت: يا رسول الله ما أحسنها ! قال: لك في الجنة أحسن منها.
أخرجه الامام أحمد في المناقب (1).
وفي رواية أخرى: فلما خلا له [ ظ ] الطريق اعتنقني وأجهش باكيا / 32 / أ / فقلت: يا رسول الله ما يبكيك ؟ قال: ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك إلا من بعدي.
فقلت: في سلامة من ديني ؟ قال: في سلامة من دينك (2).
وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اله صلى الله عليه وسلم: يا علي لك في الجنة مالو قسم على أهل الارض لوسعهم (3) وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي يزهر بأهل الجنة كما يزهر كوكب الصبح بأهل الدنيا.
خرجه القزويني (4).
وعن علي قال:
= وأيضا رواه أحمد في مسند علي عليه السلام تحت الرقم: " 1369، و 1373 " من كتاب المسند: ج 1، ص 159، ط 1.
ورواه الحافظ ابن عساكر بسندين تحت الرقم: " 839 " وتاليه من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2 ص 327 ط 2.
وللحديث مصادر كثيرة أشرنا إلى أكثرها في تعليق الحديث المشار إليه، من تاريخ دمشق.
(1) رواه عبد الله بن أحمد في الحديث: (231) من فضائل علي عليه السلام من كتاب الفضائل ص 164، طبعة قم.
وأشار الطباطبائي دام عزه في تعليقه إلى مصادر كثيرة للحديث.
(2) قال في جل الروايات جاء هكذا، كما يراه جليا كل من يراجع ما رواه الحافظ ابن عساكر تحت الرقم: (834) وما بعده من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2 ص 322 - 327 ط 2.
(3) العهد لي بالحديث على هذا النسق.
(4) رواه القزويني في الباب السابع من كتابه الاربعين المنتقى.
ورواه عنه الحموئي في الباب: (55) من السمط الاول من كتاب فرائد السمطين: ج 1، ص 295.
ورواه أيضا ابن المغازلي في الحديث: (184 - 185) من كتابه مناقب علي عليه السلام ص 149.
[ 231 ]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما أسري بي إلى السماء أخذ جبرديل بيدي وأقعدني على درنوك (1) من درانيك الجنة وناولني سفرجلة فكنت أقلبها إذ انفلقت فخرجت منها حوراء لم أر أحسن منها فقالت: السلام عليك يا محمد.
قلت: وعليك السلام من أين أنت ؟ قالت: أنا الراضية المرضية خلقني الجبار من ثلاثة أصناف أعلاي من عنبر ووسطي من كافور وأسفلي من مسك عجنني بماء الحيوان، وقال: كوني.
فكنت قد خلقني الله لاخيك وابن عمك علي بن أبي طالب.
خرجه الامام علي بن موسى الرضا (2).
وعن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا وإن قصري في الجنة وقصر إبراهيم متقابلان وصر علي بن أبي طالب بين قصري وقصر إبراهيم فياله من حبيب بين خليلين.
خرجه الحاكمي (3).
ورواه سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة ضربت لي قبة حمراء عن يمين العرش وضرب لابراهميم قبة من ياقوتة خضراء عن يسار العرش وضرب فيما بيننا لعلي بن أبي طالب قبة من لؤلؤة بيضاء فما ظنكم بحبيب بين خليلين.
أخرجه الحاكمي (4).
(1) وهو على زنة عصفور: نوع من البسط أو الثياب له خمل.
(2) صحيفة الرضا ح 29، وعنه الصدوق في عيون أخبار الرضا 1 / 29 ح 7 باب 31، والطبري في الرياض النضرة 1 / 279 وذخائر العقبى 90، والزمثشري في ربيع الابراب 1 / 286، وابن المغازلي في المناقب 401، والخوارزمي في المناقب ص 295 ح 288، والحموئي في فرائد السمطين باب 16 ج 1 ص 88 ط 1.
(3) وهو أبو الخير الطالقاني القزويني روى الحديث في الباب (30) من كتابه الاربعين المنتقى.
(4) رواه أبو الخير الطالقاني في الباب: (36) من كتابه الاربعين المنتقى.
[ 233 ]
[ في ] أنه ذائد المنافقين عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم وذكر ما فيه يوم القيامة وذكر نبذ من فضائله ومنزلته من رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي لك / 32 / ب / [ يوم القيامة ] عصا من عصي الجنة تذود بها المنافقين عن الحوض.
خرجه الطبراني (2).
وعنه عليه السلام [ قال: ] لأذودن بيدي هاتين القصيرتين عن حوض رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم رايات الكفار والمافقين كما يذاد غرائب الابل عن حياضها (3).
وعن أنس قال: قال رسول الله عليه وسلم: لعلي يوم القيامة ناقة من نوق الجنة فتركبها وركبتك مع ركبتي وفخذك مع فخذي حتى تدخل الجنة. أخرجه الامام أحمد في المناقب (4).
(1) كذا في أصلي هاهنا، وفي مقدمة المصنف: " الباب السابع والثلاثون [ في ] أنه ذائد المنافقين... ".
(2) أخرجه الطبراني في ترجمة شيخه محمد بن زيدان من كتاب المعجم الصغير: ج 2 ص 89.
وأيضا رواه الطبراني في الحديث: (...) من المعجم الاوسط: ج.. ص....
ورواه عنه الهيثمي في فضائل علي عليه السلام من مجمع الزوائد: ج 9 ص 135.
ورواه أيضا أبو القاسم الحرفي في المجلس العاشر من أماليه كما رواه عنه الطباطبائي في تعليق الحديث: (279) من كتاب الفضائل تأليف أحمد بن حنبل ص 201.
(3) هكذا جاء في ذيل الحديث: (279) من فضائل علي عليه السلام من كتاب الفضائل ص 201 طبعة قم.
وقد أشار محققه إلى مصادر وشواهد كثيرة للحديث عن عدة من الصحابة، فليراجع.
وليراجع أيضا الحديث: (329) وتعليقه من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 1، ص 290 ط 2.
(4) هكذا جاء في الحديث: (169) من فضائل علي عليه السلام من كتاب الفضائل ص 115، ط قم.
[ 234 ]
وقد تقدم ذكر نبذ من فضائله وأنه أول من صلى القبلتين، وهاجر وشهد مشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كبدر وأحد والحديبية وبيعة الرضوان والمشاهد كلها غير تبوك فإنه استخلفه فيها على المدينة وأنه أبلى ببدر وأحد والخندق وحنين بلاءا عظيما وأنه أغنى في تلك المشاهد وقام فيها المقام العظيم.
وكان صاحب لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواطن كثيرة منها يوم بدر - على خلاف فيه (1) - ولما قتل مصعب بن عمير يوم أحد وكان لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده دفعه إلى علي.
وقد تقدم في خصائصه [ عليه السلام ] أن لواء رسول الله صلى عليه وسلم كان بيده في كل زحف فيحمل ذلك على الاكثر.
وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشهادة في حديث تحرك حراء وكان [ صلى الله عليه وآله وسلم ] إذا لم يغز لم يعط سلاحه إلا لعلي أو لأسامة (2).
وقد تقدم ذكر منزلته في الاخوة والمصاهرة والقرابة وشدة المحبة فالخصوصية به ؟ وأنه آخا بين أبي بكر وعمر وادخر عليا لنفسه وخصه بذلك فيالها من معجزة وفضيلة ! ! ! وقد روي أن معاوية قال لضرار الصدائي: صف لي عليا.
قال: اعفني قال:
= وهكذا رواه ابن عساكر في الحديث: (847) من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2 ص 338 ط 2.
(1) هكذا يزعمه حفاظ آل أمية.
(2) هكذا رواه الحافط ابن أبي شيبة في الحديث: (44) من مناقب علي عليه السلام من كتاب الفضائل تحت الرقم: (12156) من كتاب المصنف ج 12، ص 73 ط 1، وفي مخطوطة منه: الورق 159 / أ /.
ورواه أيضا أحمد بن حنبل في الحديث: (44) من فضائل علي عليه السلام من كتاب الفضائل ص 57 ط قم.
وأخرجه أيضا الطبراني في مسند جبلة تحت الرقم: (2194) من المعجم الكبير: ج 2 ص 322 ط 1.
وأورده أيضا القاضي المحاملي في الجزء الرابع من أماليه الورق 51 / أ / بإسناد آخر عن جبلة، وفيه: (أو زيد) بدل أسامة، وهو الصواب.
ورواه أيضا أبو يعلى وأبو نعيم وابن عساكر، كما في مسند جبلة من كتاب جمع الجوامع - للسيوطي -: ج 2 ص 342، وكما في تهذيب تاريخ دمشق - للبدران -: ج 2 ص 399، كما في تعليق الطباطبائي على كتاب الفضائل.
[ 235 ]
لتصفنه.
فقال إذ لا بد من وصفه ف [ إنه ]: قد كان والله بعيد المدى شديد القوى يقول فصلا ويحكم عدلا يتفجر العلم من جوانبه وينطق الحكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا وزهرتها / 33 / ب / ويأنس إلى الليل ووحشته ! ! ! وكان غزير العبرة طويل الفكرة يعجبه من اللباس ما قصر ومن الطعام ما خشن ؟ ! ! وكان فينا كأحدنا يجيبنا إذا ناديناه ويعطينا إذا سألناه ويبين لنا إذا استبيناه.
ونحن والله مع تقريبه إيانا وقربه منا لا نكاد نكلمه هيبة له وأجلالا ! ! ! [ كان ] يعظم أهل الدين ويقرت المساكين لا يطمع القوي في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله ! ! ! وأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغابت نجومه ؟ قابضا على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين ويقول: يا دنيا غري غيري أ إلي تعرضت ؟ أم إلي تشوفت ؟ هيهات هيهات قد طلقتك قد طلقتك طلاقا ؟ لا رجعة فيه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق ! ! ! فبكا معاوية وقال: رحم الله أبا حسن كان والله كذلك فكيف حزنك عليه يا ضرار ؟ قال: حزن من ذبح واحدها في حجرها ! ! ! أخرجه الدولابي وأبو عمر وصاحب الصفوة (1).
(1) للكلام مصادر كثيرة جدا، وقد رواه جماعة من القدماء مسندا، كما أن أكثر المتأخرين رواه مرسلا.
وقد رواه مسندا ابن أبي الدنيا في الحديث: (93) من كتابه مقبل أمير المؤمنين عليه السلام - من النسخة المنقوص الاول - ص 120، ط 1، بتحقيقنا.
أما الدولابي فلم أقف بعد على مورد روايته، وأما أبو عمر فقد تقدم أنه أورده في أواسط ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب الاستيعاب: ج 3 ص 107، ط القاهرة.
وأما صاحب الصفوة وهو ابن الجوزي المتوفى عام: (597) فإنه أخرجه مسندا في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب صفوة الصفوة ج 1، ص 315، كما أخرجه بنفس السند في فضائل علي عليه السلام من كتاب التبصرة ص 444 ط دار إحياء الكتب العربية.
ورواه أيضا محمد بن سليمان من أعلام القرن الثالث والرابع في الحديث: (539) في أول الجزء الخامس من كتابه مناقب علي عليه السلام والورق 125 / ب / وفي ط 1: ج 2 ص 51.
وأيضا رواه مسندا الحافظ أبو نعيم في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب حلية الاولياء: ج 1، ص 84.
وأيضا رواه مسندا محمد بن علي الفقيه في المجلس: (91) من أماليه ص 371، وفي ط ص 499.
[ 236 ]
وعن الحسن البصري وقد سئل عن علي رضي الله عنه [ ف ] قال: كان والله سهما صائبا من مرامي الله على عدوه ورباني هذه الامة وأفضلها وأسبقها وأقربها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن بالنؤمة عن أمر الله عز وجل ولا بالملومة عن دين الله عز وجل ولا بالسروقة لمال الله أعطى القرآن عزائمه ففاز منه برياض مونقة ذاك والله علي بن أبي طالب.
خرجه القلعي (1).
وقال الامام أحمد رحمه الله والقاضي إسماعيل بن إسحاق (2): لم يرو في فضل أحد من الصحابة بالاسانيد الحسان ما روي في فضل علي بن أبي طالب.
وقال الامام العارف بالله [ و ] احد المشايخ أبو نعيم في كتاب حلية الابرار (3) في عد فضائله [ في أول ترجمته عليه السلام من كتاب المذكور ]: وهو سيد القوم [ محب ] المشهود ومحبوب المعبود وباب مدينة العلم والحكم والعلوم
= وأيضا رواه مسندا القالي في أماليه: ج 2 ص 143.
وأيضا رواه مسندا السيد المرشد بالله في أماليه كما في فضائل علي عليه السلام من ترتيب أماليه: ج 1 ص 142.
وأيضا رواه مسندا أبو عمر ابن عبد البر في أواخر ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب الاستيعاب بهامش الاصابة: ج 3 ص 43.
ورواه أيضا المسعودي في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب مروج الذهب: ج 3 ص 433.
وأيضا رواه السيد الرضي رفع الله مقامه في المختار: (77) من قصار نهج البلاغة.
وأيضا رواه أبو الفتح الكراجكي من أعلام القفرن الخامس في كتابه القيم كنز الفوائد، ص 270.
وللحديث مصادر أخر ذكرنا بعضها في تعليق المختار: (77) من الباب الثالث من نهج البلاغة.
(1) والكلام من مشاهير كلم الحسن البصري رواه عنه، جماعة كثيرة، بعضهم في تعليق الحديث (1270) من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 3 ص 252 ط 2.
(2) وهذا الكلام عن أحمد وإسماعيل بن إسحاق القاضي رواه جماعة من حفاظ القوم، ذكرنا كثيرا منهم في تعليق الحديث: (1117) من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 3 ص 83 ط 2.
وكلام أحمد ومتابعوه قياساته معه، فليراجع المنصفون إلى ما حفظه الله تعالى من التلف والضياع، من مناقب أمير المؤمنين عليه السلام، فإن كثيرا منها متواتر، وغير المتواتر منها أيضا أرجح من حيث السند مما رواه القوم في شأن غيره من الصحابة.
(3) وهو المسمى بحلية الاولياء: ج 1، ص 86 / أو ما حولها.
[ 237 ]
ورأس المخاطبات ومستنبط الاشارات وآية المهتدين ونور المطيعين وولي المتقين / 33 / ب / وإمام العادلين أقدمهم إجابة وإيمانا وأقومهم قضية وإيقانا [ و ] أعظمهم حلما وأعدلهم حكما وأغزرهم علما.
وقال فيه أيضا: علي بن أبي طالب قدوة المتقين وإمام العادلين أقدمهم إجابة وإيمانا العالم بحقائق التوحيد والمشير إلى لوامع التفريد صاحب القلب العقول واللسان السؤل والاذن الواعي والعهد الوافي فقأ عيون الفتن والمتجرع [ ب ] أنواع المحن قاتل الناكثين [ والقاسطين ] ومدمغ المارقين الاخشن في الله الممسوس في ذات الله.
وقال أيضا: المحققون بموالاة العترة الطيبة هم الذبل الشفاه المفترشوا الجباه الاذ [ لا ] ء في نفوسهم العناة المفارقون لمؤثري الدنيا من الطغاة (1) [ و ] هم الذين خلعوا الراحات وزهدوا في لذيذ اشهوات وأنواع الاطعمة وألواه الاشربة قد درجوا على منهاج المرسلين والاولياء الصديقين ورفضوا الزائل الفاني ورغبوا في الزائد الباقي في جوار المنعم المفضال ومولى اليادي والنوال.
وقال بعض واصفيه: يا علي علوتا بنسبك وسموت بحسبك أول دخولك إلى الوجود وعرفت المعبوت وفهمت المقصود فبادرت بالسجود وعدلت عن الجحود سبق في القدم أنك من خواص الخدم من أول القدم فانتبهت للخدمة ولم تنم فلذلك لم تذكر بعبادة الوثن بل [ نويت ] من بطن أمك لمبايعة ابن عمك ومن صدق محبتك لمشاهدة ربك ؟ تعرف إليك فعرفته وأولاك معروفه فشكرته حبيب لا يدرك بالحواس ؟ ولا يوصف بالقياس ليس كمثله شئ وهو السميع البصير.
= وانظر ذيل الحديث: (44) من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب معرفة الصحابة.
وليلاحظ أيضا ذيل الحديث: (352) في أواخر الباب: (70) من السمط الاول من كتاب فرائد السمطين: ج 1 ص 422 طبعة بيروت.
(1) هذا هو الظاهر المذكور في حلية الاولياء ج 1، ص 87، وفي مخطوطة جواهر المطالب: " الفارقون لمؤثر الدنيا من الطعام... ".
هذه الاوصاف التي ذكرها أبو نعيم الحافظ لامير المؤمنين عليه السلام مأخوذة من أحاديث كثيرة مذكورة في مصادر عديدة من حفاظ الحديث والتاريخ وأجمعها لجمع الشتات كتاب مناقب أمير المؤمنين لمحمد بن سليمان، وشواهد التنزيل للحاكم الحسكاني وترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق، للحافظ ابن عساكر.
والفقرتان الاخيرتان إشارة إلى ما رواه جماعة منهم ابن إسحاق، وأحمد بن حنبل وابن جرير، =
[ 238 ]
= والبيهقي في دلائل النبوة الورق 68 / أ / من نسخة قيمة استنسخت بعد وفاءة البيهقي بتسعة سنوات، وفي ط 1: ج 3 ص 399.
ورواه عنه وعن غيره الحافظ ابن عساكر في الحديث: (492) من تاريخ دمشق: ج 1، ص 418 ط 2.
وإليك لفظ ابي نعيم في ترجمة أمير المؤمنين من كتاب حلية الاولياء: ج 1 ص 68، قال: حدثنا أبو بكر ابن خلاد، حدثنا أحمد بن علي الخزاز، حدثنا عبد الرحمان بن حفص الطنافسي حدثنا زياد بن عبد الله، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن عبد الرحمان بن معمر عن سليمان - يعني ابن محمد بن كعب بن عجرة - عن عمته زينب - وكانت عند أبي سعيد -: عن أبي سعيد الخدري قال: شكى الناس عليا فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال: يا أيها الناس لا تشكوا عليا فوالله إنه لاخيشن في ذات الله عز وجل.
ورواه الذهبي مرسلا عن أبي سعيد الخدري كما في أواسط فضائل علي عليه السلام من كتاب تاريخ الاسلام: ج 4 ص 246 ط بيروت، ثم قال: رواه سعد بن إسحاق، وابن عمه سليمان بن محمد [ بن كعب بن عجرة ] أبو كعب، عن عمتهما [ زينب بنت كعب بن عجرة - وكانت عند أبي صعيد الخدري - عن أبي سعيد... ].
والفقرة الاخيرة إشارة إلى ما رواه الطبراني في مسند كعب بن عجرة من كتاب المعجم الكبير: ج 19، ص 148، ط بغداد، قال: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، حدثنا سفيان بن بشر الكوفي حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن يزيد بن أبي زياد: عن اسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ أيها الناس ] لا تشكوا عليا [ ظ ] فإنه كان ممسوسا في ذات الله عز وجل.
هذا هو الصواب، وكان في وكان في أصلي: " لا تسبوا عليا.. ".
وأشار في هامشه أن الحديث رواه الطبراني أيضا في المعجم الاوسط.
ولكن لم يتسر لي مراجعته.
[ 239 ]
في منزلته من النبي صلى الله عليه وسلم ومحبة الله ورسوله له وشفقته عليه ورعايته ودعائه وطروقته إياه ليلا يأمره بالصلاة وكسوته الثوب الحرير
[ عن ] عبد الله بن الحارث قال: قلت لعلي بن أبي أبي طالب رضي الله عنه أخبرني بأفضل منزلتك من رسول الله عليه وسلم ؟ قال: بينا أنا نائم عنده / 34 / ب / وهو يصلى فلما فرغ من صلاته قال: يا علي ما سألت الله عز وجل لي شيئا من الخير إلا سألت لك مثله وما استعذت من الشر إلا استعذت لك مثله ! ! ! خرجه المحاملي (2).
وعن بريدة قال: قال رسول الله عليه وسلم: إن الله أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم.
قيل يا رسول الله سمهم لنا قال: علي منهم.
- يقول ذلك ثلاثا - وأبو ذر وسلمان والمقداد [ و ] أمرني بحبهم وأخبرني أنه يحبهم.
[ وقريبا منه ] أخرجه الامام أحمد [ في أواسط مسند البريدة من مسنده: ج 5 ص 357 وفي الحديث: " 304 " من فضائل علي عليه لسلام من كتاب الفضائل ].
و [ رواه أيضا ] الترمذي [ - واللفظ له - في مناقب علي من كتاب المناقب تحت الرقم: " 3718 " من سننه ج 5 ص 636 ] وقال هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك (3).
(1) كذا في أصلي هاهنا، وفي مقدمة المصنف: الباب الثامن والثلاثون من منزلته.
(2) رواه القاضي أبو عبد الله الحسين المحاملي في أواخر المجلس الثالث من الجزء الثاني من أماليه الورق 96 / ب /.
ورواه عنه وعن غيره الحافظ ابن عساكر، في الحديث: (806) وما حوله من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2 ص 275 ر وما حولها، ط 2.
ورواه قبله محمد بن سليمان منت أعلام القرن الثالث والرابع في الحديث: (458) من كتابه مناقب أمير المؤمنين عليه السلام الورق 110 / ب / وفي ط 1: ج 1، ص 517.
(3) أما الترمذي فروى الحديث في مناقب أمير المؤمنين عليه لاسلام من كتاب المناقب تحت الرقم: (3718) من سننه ج 4 ص 636. =
[ 240 ]
وعن ابن عباس (رض) [ قال: ] إن عليا دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقام إليه وعانقه وقبل ما بين عينيه فقال العباس: أتحب هذا يا رسول الله ؟ فقال: يا عم والله [ لله ] أشد حبا له مني.
خرجه أبو الخير القزويني (1).
وعن عبد الرحمان بن أبي ليلى وقد ذكروا عنده عليا وقول الناس فيه فقال عبد الرحمان: جالسناه وجاريناه وواكلناه وشاربناه وقمنا له على الاعمال فما سمعته يقول ما يقولون ألا يكفيكم أن يقولوا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبيبه وأخوه وصهره وشهد بيعة الرضوان.
أخرجه الامام أحمد في المناقب (2).
* (الهامش) * = وأما أحمد، فرواه في أواسط مسند بريدة من كتاب المسند: ج 5 ص 351 و 356 ط 1.
وأيضا رواه أحمد في الحديث: (299 و 304) من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب الفضائل ص 173، وص... وأيضا رواه عبد الله بن أحمد، في الحديث: (225) من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب الفضائل ص 156، ط قم.
ورواه أيضا محمد بن سليمان في الحديث: (126) في الجزء الثاني من كتابه مناقب علي عليه السلام الورق: 45 / ب / وفي ط 1: ج 1، ص 206.
وللحديث مصادر كثيرة قيمة، علقنا أحاديث كثيرة منها على الحديث: (666) من ترجمة أمير المومنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2 ص 172 ط، 2.
(1) رواه أبو لخير الطالقاني في الباب: (26) من فضائل علي عليه السلام من كتابه الاربعين المنتقى.
ورواه أيضا الخطيب البغدادي في ترجمة محمد بن أحمد تحت الرقم: (206) من تاريخ بغداد: ج 1، ص 316.
ورواه بسند عنه ابن عساكر، تحت الرقم: (646) من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2 ص 159، ط 2.
(2) رواه أحمد في الحديث: (106) من فضائل علي عليه لاسلام من كتاب الفضائل ص 71 ط قم.
ورواه أيضا ابن أبي شيبة في الحديث: (32) من فضائل علي عليه السلام من كتاب الفضائل تحت الرقم: (12144) من المصنف: ج 12، ص 72 ط 1.
ثم أنه لم يذكر في الحديث ما الذي كانوا يقولون في علي حتى لم يرتضه ابن أبي ليلى وقال لهم: (أولا يكفيكم أن تقولوا: ابن عم رسول الله...) وربما لم يكن فيما كان الناس يقولون في علي غلواولا عدولا عن الحق، ولكن التقية من أخبث الاولين والآخرين حجاج بن يوسف، حملته على ذلك حقنا لعرضه ودمه، لان الشقي الحجاج كان من قبل بني أمية واليا على الكوفة، وابن أبي ليلى كان من قاطنيها.
[ 241 ]
وعن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة بن رافع الانصاري عن أبيه عن جده قال: أقبلنا من بدر فقدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنادت الرفاق بعضها بعضا: أفيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ [ فوقفوا حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي فقالوا: يا رسول الله فقدناك ؟ قال: إن أبا حسن ] وجد مغصا في بطنه فتخلفت عليه.
خرجه أبو عمر [ في أواسط ترجمة علي عليه السلام من كتاب الاستيعاب بهامش الاصابة: ج 3 ص 38 ] (1).
وعن أم عطية قالت: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا فيهم علي بن أبي طالب قالت: فسمعته يقول - وهو رافع يديه - اللهم لا تمتني حتى أرى عليا.
خرجه الترمذي وقال: حسن غريب (2).
وعن علي رضي الله عنه قال: كنت شاكيا فمر بي رسول الله صلى الله علين وسلم وأنا أو قول اللهم إن كان أجلي قد حضر فأرحني وإن كان متأخرا فارفع عني ؟ وإن كان بلاءا فصبرني.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف قلت ؟ فأعدت عليه، فضربني برجله / 35 / أ / وقال: اللهم عافه واشفه.
فما اشتكيت وجعى ذاك بعدها (3).
* (الهامش) * (1) ورواه أيضا الحلواني في كتاب مقصد الراغب، كما رواه أيضا الخفاجي في تفسير آية المودة الورق 74 / أ / وفي ط 1 ص 312.
(2) رواه الترمذي في آخر مناقب علي عليه السلام من كتاب المناقب تحت الرقم: (3837) من سننه: ج 5 ص 307.
وللحديث مصادر وأسانيد أخر يجدها الطالب تحت الرقم: (867) وتعليقه من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2 ص 359 ط 2.
(3) وللحديث مصادر وأسانيد، وقد أوردنا بعضها في تعليق الحديث: (810) من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2 ص 279 ط 2.
ورواه أيضا ابن حبان كما في باب فضائل علي عليه السلام تحت الرقم: (2209) من كتاب موارد الظمآن: ج 3 ص 545 - قال: أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا بندار، حدثنا يحيى ومحمد قالا: حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي... ورواه أيضا محمد بن سليمان الكوفي اليمني في الحديث: (314) في الجزء الثالث من مناقب علي عليه السلام الورق.......
وفي ط 1: ج 1، ص....
ورواه أيضا أبو بكر ابن أبي شيبة في كتاب الطب تحت الرقم: (3622) من المصنف: ج 8 ص
[ 242 ]
وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم طرقه ليلا فقال: ألا تصلون ؟ فقلت: يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا.
[ قال: ] فانصرف حين قلت ذلك فسمعته وهو مدبر يضرب فخذه وهو يقول: (وكان الانسان أكثر شئ جدلا) [ 54 / الكهف: 18 ].
أخرجه مسلم والنسائي والترمذي (1).
* (الهامش) * = 46 طبعة الهند.
وأيضا رواه ابن أبي شيبة في كتاب الدعاء في الحديث: (9548) من المصنف: ج 10، ص 316، ط 1.
ورواه أيضا أحمد بن حنبل في فضائل علي عليه السلام تحت الرقم: (314) من كتاب الفضائل ص... وأيضا رواه أحمد في مسند علي عليه السلام تحت الرقم: (673 - 638 و 841 و 1057) من كتاب المسند: ج 2 ص 54 و 151، و 234 ط 2.
(1) أما مسلم فرواه في الحديث (17) وما بعده من الباب الثاني من كتاب اللباس والزينة من سننه: ج 3 ص 1644.
ورواه أيضا البخاري - وهو من كبار تلاميذ حريز الحمصي - كما سيصرح به المصنف في ذيل الحديث التالي - فإنه لا عجاب بالحديث أورده أربع مواضع من جامعه المسمى بالصحيح ؟ ! فرواه في الباب الخامس من كتاب التهجد، كما في شرح الكرماني على البخاري: ج 5 ص 188، وتفسير سورة الكهف من كتاب التفسير: ج 18، ص 188 وفي أواسط كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة: ج 25 ص 73 وباب المشئة والارادة من كتاب التوحيد: ج 25 ص 169.
وأيضا يجد الطالب الحديث: مشروحا تحت الرقم: (1127) في الباب الخامس من كتاب التهجد من فتح الباري: ج 3 ص 10 وكذلك في الباب: (31) وهو " باب في المشيئة والارادة " من كتاب التوحيد: ج 13، ص 446.
كما يجده الباحث بلا شرح في تفسير الآية: (54) من سورة الكهف من كتاب التفسير، منه: ج 8 ص 407.
وأيضا يجده الطالب مشروحا في الباب: (18) من كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة: ج 13، ص 314.
وفي جميع الموارد من مصادر الحريزيين السند ينتهي إلى ابن شهاب الزهري من المنقطعين إلي طواغيت بني أمية، المفارقين عن أولياء الله اختلقها لهم حينما كان مولعا باللصوق بهم ومنهوما بلحس أوانيهم وجر ما لديهم من أموال الفقراء والمساكين وما اغتصبوه من ذوي القربى وذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان في أكثر أيامه ملازما لهم مواتيا بما يحبونه.
ولذا منعت أخته من الاخذ عنه والرواية منه، كما رواه الحافظ ابن عساكر، في الحديث: (564) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج 2 ص 65 ط 2 قال: قال جعفر بن إبراهيم الجعفري [ المترجم في لسان الميزان: ج 2 ص 106 ]: كنت عند الزهري =
[ 243 ]
= أسمع منه، فإذا عجوز قد وقفت علي فقالت: يا جعفري لا تكتب عنه فإنه مال إلى بني أمية وأخذ جوائزهم ! ! فقلت [ للزهري ] من هذه ؟ قال: [ هي ] أختي رقية خرفت.
قالت: [ بل ] خرفت أنت كتمت فضائل آل محمد، وقد حدثني محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.
[ ثم قالت: ] وحدثني محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله ؟ ! والحديث الثاني هذا رواه أحمد بسنده عن البراء بن عازب في أواسط مسنده من كتاب المسند: ج 4 ص 286، وأوائل مسند أبي ذر ج 5 ص 146.
ورواه عنهم الغزالي والفيض في إحياء العلوم: ج 2 ص 174، والمحجة البيضاء: ج 3 ص 287 و 291.
وأيضا الزهري نفسه قد صدق ما قالته أخته قولا وعملا، أما تصديقه العملي فإنه كان من مشيدي أمراء بني أمية ومشاوريهم ومن قضاتهم ومرتزقتهم وكان من تلامذة عروة بن الزبير الذي ورث بغض أهل البيت عن كلاله وكانا ينالان من علي الذي حبه إيمان وبغضه نفاق بصريح الاثر المقطوع الصدور عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم المذكور في صحاح آل أمية: " يا علي لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق ".
فليراجع ترجمة الزهري من تاريخ دمشق: ج 15، ص 975 - 1027، ومختصره: ج 23 ص 227 سير أعلام النبلاء: ج 5 ص 326 - 350.
وأما اعترافه قولا فأنه أخبر معمرا [ أنه حدثه ] عكرمة عن عبد الله بن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله عز وجل منع بني إسرائيل قطر السماء بسوء رأيهم في أنبيائهم واختلافهم في دينهم وإنه آخذ هذه الامة بالسنين ومانعهم قطر السماء ببغضهم علي بن أبي طالب ؟ ! ! قال معمر: حدثني [ به ] الزهري في مرضة مرضها، ولم أسمعه يحدث عن عكرمة قبلها - أحسبه ولا بعدها - فلما بل من مرضه ندم فقال لي: يا يماني اكتم هذا الحديث واطوه دوني فإن هؤلاء - يعني بني أمية - لا يعذرون أحد في تقريظ علي وذكره ! ! [ قال معمر: ف ] قلت [ له ]: فما بالك أو عبت مع القوم وقد سمعت الذي سمعت ؟ قال: حسبك يا هذا إنهم شركونا في لهاهم فانحططنا لهم في أهوائهم ! ! ! هذا موجز ما رواه الحافط ابن المغازالي في الحديث: (186) من كتاب مناقب أمير المؤمنين.
وصدر الحديث - بسند آخر عن عبد الرزاق، عن معمر - رواه كل من ابن عدي والذهبي وابن حجر في ترجمة الحسن بن عثمان التستري من كتاب الكامل والميزان ولسانه.
=
[ 244 ]
وعنه قال: كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة سيراء فخرجت بها فرأيت الغضب في وجهه فشققتها بين نسائي.
أخرجاه (1).
وفي رواية أن أكيدر دومة أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم حلة مسيرة بحرير إما سداها وإما لحمتها فبعث بها إلي فقلت: يا رسول الله ما أصنع بها ؟ قال: لا أرضى لك شيئا أكرهه لنفسي اجعلها خمرا بين الفواطم.
= وراوه الديلمي بسند آخر عن عبد الرزاق، عن معمر عن الزهري... كما في أواسط مناقب علي عليه السلام من اللآلي المصنوعة: ج 1، ص 368 ط دار المعرفة بيروت.
وإذا انكشف بطلان الحديث بطل جميع ما فرعه عليه تلاميذ حريز وتلاميذ تلاميذه، ومن أراد المزيد فعليه بشرح المختار: (57) من نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 4 ص 101 ط مصر، وكتاب الامامة الكبرى: ج 1 ص 48 - 53.
والغدير ج ص (1) هذا السياق من روايات تلميذ حريز الحمصي ومن على نزعته، ورواه مسلم في كتاب اللباس والزينة من جامعه ج 3 ص 1644.
وهذا السياق باطل قطعا لانه على فرض خروج علي عليه السلام في الحلة المذكورة لا يخلو الامر والواقع من وحهين: الاول أن يكون خروجه عليه السلام فيها بعد نهي النبي وتصريحه على أن لا يلبس، ولا يظن بمؤمن أن يصدق على أن عليا خالف النبي بلبسه الحلة، بعد ما نهاه عنه النبي عليه السلام، لان عليا كان أطوع للني من ظل النبي صلى الله عليه وآله وسلم له.
الوجه الثاني أن يكون خروج علي عليه السلام في الحلة المذكورة قبل نهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن لبسها، وعليه فلا مورد لغضب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لانه لا عتاب قبل البيان كما لا عقاب قبل البيان، فالحديث بهذا السياق من مفتريات تلاميذ حريز أرادوا منه، أن يشوهوا سمعة أمير المؤمنين عليه السلام كما سعوا في تشويه سمته الميمونة باختلاق الحديث السالف، وحديث خطبة ابنة أبي جهل، وغيرها ! ! ! نعم إن كان للحديث أصل، فلا بد أن يكون على سياق الحديث التالي الذي له مصارد جمة.
وأخرجه أيضا أحمد بن حنبل في مسند علي عليه السلام تحت الرقم: (1077) من كتاب المسند: ج 1، ص 130، ط 1.
وأيضا قريب منه رواه في الحديث: (273) من فضائل علي عليه السلام من كتاب الفضائل ص 194، ط قم.
وقريبا منه أخرجه أيضا أبو بكر ابن أبي شيبة في الحديث: (24) من فضائل علي عليه السلام من كتاب المناقب تحت الرقم: (12135) من المصنف ج 12 ص 69 ط 1.
وقريبا منه أخرجه عنه وعن غيره ابن أبي عاصم في فضائل علي عليه السلام من كتاب الآحاد والمثاني الورق 14 / ب /.
[ 245 ]
[ قال: ] فشققت منها أربعة أخمرة خمارا لفاطمة بنت أسد أم علي وخمارا لفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم وخمارا لفاطمة بنت حمزة وذكر فاطمة أخرى.
أخرجه ابن الضحاك (1).
(1) أي حفيده وهو أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل الضحاك بن مخلد بن مسلم بن رافع بن رفيع بن ذهل بن شيبان الشيباني المترجم في أخبار اصبهان: ج 1، ص 100، وسير أعلام النبلاء: ج 13، ص 430.
وأبوه عمرو بن أبي عاصم مترجم في تهذيب التهذيب: ج 8 ص 55.
والحديث أورده أحمد بن عمرو هذا في فضائل علي عليه السلام من كتاب الآحاد والمثاني الورق 14 / ب / وفي ط 1: ج 1، ص....
ولكن لم يذكر فيه أن أكيدر أهاداها إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأظن لفظ المصنف مأخوذ من ترجمة فاطمة بنت أسد، أو فاطمة بنت حمزة سلام الله عليهما من كتاب الآحاد والمثاني: ج 5 ط 1، ولم يتيسر لي الرجوع إليه.
وللحديث أسانيد ومصادر كثيرة جدا كما في تعليق الحديث: (887) في ترجمة فاطمة بنت حمزة من المعجم الكبير: ج 24 ص 357 ط 1.
أو أواسط الجزء السابع.
ورواه أبو بكر الدينوري قبيل آخر الجزء: (47) وهو آخر كتاب المجالسة.