جواهر المطالب
في مناقب الإمام علي بن أبي طالب (ع)
ابن الدمشقي ج 1
[ 1 ]
في مناقب الامام علي بن ابي طالب عليه السلام
تأليف
شمس الدين ابي البركات محمد بن احمد الدمشقي الباعوني الشافعي
المتوفى سنة 871 هـ
الجزء الاول
تحقيق المحقق الخبير العلامة الشيخ محمد باقر المحمودي
مجمع إحياء الثقافة الاسلامية (12)
[ 2 ]
هوية الكتاب:
إسم الكتاب: جواهر المطالب في مناقب الامام الجليل علي بن أبي طالب عليه السلام - ج 1.
تأليف: محمد بن أحمد بن ناصر الدمشقي الباعوني الشافعي.
تحقيق: العلامة الخبير الشيخ محمد باقر المحمودي.
الاخراج الفني: فارس حسون كريم ومحمد آغا اوغلو.
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الاسلامية
الطبعة: الاولى 1415 ه. ق
المطبعة: دانش.
العدد 2000 نسخة.
جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لمجمع إحياء الثقافة الاسلامية ايران - قم المقدسة
ص - ب - 3677 / 37185 تلفون 730981
[ 3 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
[ 4 ]
إن كتاب جواهر المطالب من أجود الكتب.
هكذا أفاده السيد الامين قدس سره في الفصل (5) من مقدمة ما جمعه من ديوان أمير المؤمنين (عليه السلام) ص 22.
[ 5 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
قال محقق هذا الاثر القيم إن المحققين دائما ينظرون إلى بضاعة أرباب التأليف وما حواه كتبهم، وبوزن ما هو المندرج في كتبهم واشتمالها على الحقائق يعرفون وزن مؤلفيها وعظمتهم، وقلما ينظرون إلى شخصية الؤلف من ناحية الصيت والشهرة وأقوال الناس فيه من حيث المدح أو الذم، وهذا المعنى أمر فطري لارباب أهل النظر والمعرفة، وجاء الحث عليه من سيد الموحدين وباب مدينة علم الرسول، وعالم الشريعة الخالدة، الامام أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام في كلامه المشهور: " لا تنظر إلى من قال، ولكن انظر إلى ما قال ".
ولكن بما أن جل الناس بأنفسهم لا يعرفون الحقائق، ولا يميزونها من الاباطيل والسفاسف، ودائما يستفيدون عظمة شئ أو وهنه وضعته من أقوال من يعتقدون به علما وثقة أو صيتا وشهرة، من أجل هذا وولع جل قراء الكتاب إلى ترجمة المؤلف نقول: قد عقد السخاوي للمصنف ترجمة تحت الرقم: " 249 " من كتاب الضوء اللامع: ج 7 ص 114، قال: محمد بن أحمد بن ناصر بن خليفة بن فرح بن عبد الله بن عبد الرحمان، الشمس ابن الشهاب الباعوني الدمشقي الشافعي أخو إبراهيم ويوسف ولد بدمشق في عشر الثمانين وسبع مائة ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج وعرضه على جماعة.
وأخذ الفقه عن أبيه والشهاب الغزي والشمس الكفيري واشغل في
[ 6 ]
غيره أيضا.
وسمع الحديث على الشمس محمد بن محمد بن علي بن خطاب وعائشة ابنة ابن عبد الهادي وغيرهما.
وتعاني النظم فأكثر وأتى فيه بالحسن ونظم السيرة النبوية للعلاء مغلطاي وسماه " منحة اللبيب في [ نظم ] سيرة الحبيب " يزيد على ألف بيت.
وعمل تحفة الظرفاء في تاريخ الملوك والخلفاء وينابيع الاحزان في مجلد عمله بعد موت ولدله، وغير ذلك.
وكتب الكثير من كتب الحديث ونحوه بخطه.
وخطب بالجامع الناصري بن منجك المعروف بمسجد القصب وكذا بجامع دمشق.
وباشر نظر الاسى والسوار وغيرهما مدة ثم انفصل عنها وجمع نفسه على العبادة وحدث بشئ من نظمه وغير ذلك.
وممن كتب عنه أبو العباس المجد لي الواعظ ونقل ابن خطيب الناصرية في تاريخه من نظمه ووصفة بالامام الفاضل العالم.
ولقيته بدمشق فكتبت عنه من نظمه أشياء بل قرأت عليه بفض مروياته وكان مجموعا حسنا.
مات في [ شهر ] رمضان سنة إحدى وسبعين [ وثمان مائة ] ودفن عند والده خلف زاوية ابن داوود رحمه الله.
أقول: إن كتاب جواهر المطالب هذا، قد شاهده السيد الاجل السيد محسن الامين رفع الله مقامه كما ذكره في عنوان: " الكتب التي ينقل منها كثيرا " في مقدمة ما جمعه من ديوان أمير المؤمنين عليه السلام ص 22 ط 1، قال: الثالث [ من الكتب التي ننقل منها كثيرا هو كتاب ] جواهر المطالب في مناقب الامام علي بن أبي طالب [ عليه السلام ] وهو كتاب مخطوط يحتوي على ثمانين بابا في ترجمة أحوال أمير المؤمنين عليه السلام [ هو ] من أجود الكتب، مجموع من [ محتويات ] كتب مشاهير علماء الاسلام، رأيته بدمشق وقد ذهب من أوله اسم مؤلفه.
[ 7 ]
وذكر مؤلفه أن الذي حمله على تأليفه أنه وقف على كتاب الحافظ عبد الرحمان ابن الجوزي في مناقب عمر بن الخطاب، فحداه ذلك على تأليف هذا الكتاب (1).
ومن أبوابه باب في ذكر أشعاره عليه السلام وهو الباب السادس والستون...
وأيضا قال السيد الامين رحمه الله: ورأيت في الخزانة المباركة الرضوية سنة " 1353 " كتابا اسمه جواهر المطالب في مناقب الامام أبي الحسن علي بن أبي طالب تأليف الشيخ شمس الدين أبي البركات محمد الباعوني [ ظ ] الشافعي رتبه على أبواب قد ذهب عن ذهني عددها، وقال فيه: " الباب الخامس والستون في شئ من شعره، نذكره على سبيل الختصار ".
والظاهر أنه هو الكتاب الذي رأيته بدمشق، للاتفاق في الاسم والتبويب، ويمكن أن يكون الاختلاف في التعبير عن الباب المشتمل على شعره أنه الخامس والستون أو السادس والستون، حصل من النساخ، ووصف مؤلفه بالشافعي للمداراة، ويحتمل التغاير.
قال المحمودي: والظاهر أن نسختنا التي حققناها هي النسخة التي رآها السيد الامين في المشهد المقدس، وفيها اضطراب من ناحية ذكر الابواب، بالتقديم والتأخير والتكرار، ولكن لم نجد فيها مذكره السيد الامين عن الباعوني في النسخة التي شاهدها من أن السبب الذي حمله وبعثه على تأليف جواهر المطالب، هو ما كتبه ابن الجوزي في مناقب سيده عمر، ولكن يمكن أن يكون هذا الكلام ذكره الباعوني في آخر جواهر المطالب، وبما أن من نسختنا حذفت خمسة أبواب ونصف، فلا سبيل إلى نفي ما ذكره السيد الامين مما شاهده في مخطوطة جواهر المطالب (2).
(1) حداه - من باب دعا وعلى زنته - بعثه. حمله. ساقه.
(2) ثم إنا وجدنا حديثا شاهدا لما احتملناه، من أنه ربما ذكر الباعوني في آخر كتابه ما حكاه السيد الامين عنه، والشاهد هو ما ذكره شيخنا الحاج أغا بزرك الطهراني أعلى الله مقامه تحت الرقم: (1327) من مستدركات كتابه القيم الذريعة: ج 26 ص 264 من انه وجد نسخة من جواهر المطالب عند الشيخ كاظم الطريحي وفيها: أن مؤلفه ذكر واعتذر في آخره: بأني لما رأيت ابن الجوزي ألف مناقب عمر... فحداني ذلك إلى تأليف هذا الكتاب...
[ 8 ]
صورة غلاف النسخة الخطية
[ 9 ]
صورة الصفحة الاولى من النسخة الخطية
[ 10 ]
صورة الحفحة الاخيرة من النسخة الخطية
[ 11 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل قدر علي في الدارين عليا وأعطاه ذروة الشرف الباذخ وآتاه الحكم صبيا وأنأه من شجرة مباركة طيبة ما زال دمث شرفها مضيا (1) وأظهر بنور إيمانه في الاسلام ما كان خفيا، وجلا صدا الباطل بحسامه فأصبح الحق به جليا وشيد بعزمه من الملة الحنيفية ركنا قويا وأرغم به معاطس الكفر وأوردها منه موردا رديا (2) وأنهله من العناية الصمدية والعلوم النبوية منهلا هنيا وسقى أهل بدر سم سمره وبيضه فلم يدع من كماتهم كميا (3) وحصد بمناجل سيوفه دروع حياتهم حصدا وبياولم يدع بأحد أحدا إلا وأعغمد هامه حساما أو سمهريا وهزم حزب الاحزاب بعزمه وإقدامه ومازال مقداما جريا وفتح حصون خيبر خيبر فلم يدع بها شيخا ولا كهلا ولا صبيا وبارز عمرو بن عبد [ ود ] فعاد نسيا منسيا وأيد نبيه صلى الله عليه وسلم في مواطن كثيرة ولم يزل ناصرا له ووليا واتخذه صلى الله عليه وسلم أخا وصهرا وظيرا ووصيا وسلام [ الله ] عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا.
أحمده حمد من سلك من التوحيد صراطا سويا وغسل قلبه بماء الايمان فأصبح من الشك نقيا وأخلص في أقواله وأفعاله ولا يخلص لربه إلا من كان تقيا نقيا.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة لا يزال قائلها بالاخلاص مليا.
وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الذي كان نبيا وآدم منجدل في طينته ؟ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه بكرة وعشيا وسلم وشرف وكرم وعظم.
(1) كذا في أصلي، وذروة الشئ: أعلاه.
والباذخ: الرافع.
وذمث الشرف: مهده ومعقله.
(2) الصدأ - محركة -: الرين الذي يعلو الحديد بسبب الرطوبة.
والعاطس جمع معطس وهو الانف.
وأنهله: سقاه السقية الاولى.
(3) لعل هذا هو الصواب، وفي أصل: " نجابهم " بنحو الاهمال.
والكماة: جمع الكمي وهو الشجاع، أو حافظ نفسه وواقيها بأدوات الوقاية.
والمناجل: جمع منجل وهو نوع من الادوات الحديدية التي يقضب ويجز بها الزرع والنباتات وهو قسم من جنس " داس درو " بلسان أهل بلدنا.
ووبيا: أي حصيدا مميتا كمن يحصد ويستهلك بالوباء.
[ 12 ]
وبعد فإن الله أرسل محمدا بالهدى ودين الحق - رحمة شاملة لجميع الخلق والايمان قد ذوت زروعه وانقطعت ينبوعه وتهدمت ربوعه وغاض معينه وقل معينة (1) - إلى قوم ضلت أحلامهم وعزبت عنهم أفهامهم قد علقوا على عبادة أصنامهم والاستقسام بأزلامهم (2) لا يعرفون الله ولا يوحدونه / 2 / ب / ولا ينزهونه عن الشرك ولا يعبدونه، والشيطان قد أعلن بالشرك وصرح وأعضل داؤه بالقلوب وزج، والباطل قد مدت أشطانه (3) وأغواهم شيطانه وربوع الايمان قد اندرست ومعالمه قد انطمست فكشف الله به الغمة وأتم به النعمة وأكمل به الرحمة وهدى به الامة وأيده بالعصمة، وأقام به الملة الهوجاء والطريقة البلجاء وفتح به أعينا عميا، وآذانا صما (4) فقام مؤديا لرسالات ربه وجاهد في الله حق جهاده بقالبه وقلبه.
فكان أول من سعى إلى ناديه وإجابة مناديه [ هو ] ابن عمه البطل الهمام والاسد الضرغام والوافي بالزمام والحائز لجميع الخصال الشريفة على التمام ذو المناقب [ و ] الزاهد المراقب إمام البررة وقاتل الفجرة ورابع العشرة مبلغ السؤل وابن عم الرسول وزوج البتول الليث الغالب ومقصد الطالب رضي الله عنه وعن سائر الصحابة والمقربين من الاهل والقرابة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وسلم تسليما كثيرا.
(1) ذوى الزرع: ذبل ونشف ماؤه. والينبوع - بفتح الياء وسكون النون -: عين الشئ ومادته. والربوع: المنازل التي يرتبع فيها. وغاض: نضب غار. ومعينه: ظاهره الذي تراه العين، وكان جاريا بلا كلفة. والاحلام: العقول.
وعزبت: غابت.
(2) علقوا: تعلقوا. والاستقسام: طلب القسمة والنصيب. والازلام: جمع زلم - على زنة قلم - وهي القداح التي كان أهل الجاهلية يستعينون بها في مقاصدهم.
(3) وأعضل داءه بالقلوب: أغلق القلوب بدائه. وزج - على زنة مد وبابه -: طعن القلوب بدائه. والاشطان: جمع شطن: الحبل.
(4) الهوجاء: مؤنث الاهوج: المسرع نحو العالي السامية.
والبلجاء: الواضحة المشرقة، وهي مؤنث أبلج.
[ 13 ]
أما بعد فإني ما زلت لاهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم محبا، وعلى إمداحهم مكبا، نتنزه في روض بلاغتهم البديع، المزدي بأزاهر الربيع، وأتروي من مناهله الضافية فأجد به ما يجده العليل من العافية ؟ لا سيما [ من ] كلام السيد الهصور المؤيد المنصور، ابن عم إمام الهدى المنقذ من الردى القاهر للعدى المحجل بجوده لبحر الندى خير الخلائق، وبحر الحقائق، أشرف الخلق على الاطلاق، والمتخلق بأشرف الاخلاق، سيدنا محمد الوافي بعهده، والصادق في وعده، الكريم الاواصر المنتخب من أكرم العناصر، المبعوث بأكرم الفضائل، المبعوث من أكرم القبائل، المفضل على الاواخر والاوائل ؟ فرأيت كلامه هو الدر الثمين، والعذب الزلال المعين، جميعه غرر، وجواهر ودرر، حقه أن يكتب بإبر الذهب على الآماق، ويجعل جواهره / 3 / أ / قلائد تتحلى بها الاعناق ! ! ! كلامه.
فحينئد دعاني الخاطر لهذا التأليف الذي لا يرفع عني قلم التكليف، غرض اختلج في صدري وأمل اعتلج في سري أن أجمع كتابا يحتوي على نبذ من كلامه العذب المساغة، الجامع لانواع البلاغة، فقد قال بعض الادباء والفصحاء البلغاء: ما بعد كلام الله ورسوله أبلغ من كلامه، ولا أجمع لاقسام البلاغة في افتتاحه وختامه، تتناثر الدر من فيه، ويلتقط الجواهر من نثره ونظم قوافيه فاستخرت الله وأمطيت لجمع جواهره صهوة الحرم، وهززت بيعة العلم (1) وسررت أحلاف الرذكر، واعتصرت بلالة الفكر، وجمعت ما تيسر لي من [ لآلي ] أصدافه، وجواهر أحداقه وجواهر أصدافه (2) وبدائع حكمه وجوامع كلمه، وماله من نجب الخطب التي لم يقدر خطيب ينسج على منوالها، ولا يأتي بالبلاغة على مثالها، تطرب المسامع وتجري المدامع، [ و ] تتنكس لها رؤس البلغاء والخطباء، ويتصاغر عند سماعها ألباب الالباء، لو سمعها قس أياد، لما نبس، أو أكثم بن صيفي لامسك عنان البلاغة وحبس ! ! ! ثم أكر حسبه الشريف، وما حواه من المجد التليد والطريف، وكفالة رسول
(1) صهوة الشئ: قمته وأعلاه. والعلم: الراية. ولعل مراد المصنف من قوله هذا: إني هززت عزمي لانجاز هذا العزم مثل من ينجز بيعته بإهزاز الراية والسلاح لا بالقول وصفق يده على يد من يبايعه. وبلالة الفكر: ما في النداوة والجود والسخاء.
(2) الظاهر أن هذا مكرر ما قبله، كرره الكاتب سهوا كما ذكره سهوا بالقاف: " أصداقه ".
[ 14 ]
ثم أذكر حسبه الشريف وما حواه من المجد التليد والطريف كفالة رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم [ له ] حالة طفوليته ومصاهرته له وأخوته وعدم مفارقته له في أغلب أوقاته وحضوره لسائر غزواته وما له من المواقف المشهورة والماثر المأثورة وما له من الخصائص النافية لجميع النقائص وما ورد في فضله من الآثار والحاديث النبوية والاخبار وذكر مبايعته.
بالخلافة وما من الله به من المخلفة وما حدث من الاختلاف وعدم الائتلاف بعد مبايعته، ومباينته بعد مبايعته ؟ وما تجدد به بعد ذلك من الفتن وما أضمروا له من الحقد والاحن وما نقضوه من العهود بعد الابرام / 3 / ب / وما كان من محاربتهم له عليه السلام وما لقي من الاكرار والانكاد ومحاربة الاعداء والاضداد.
ثم أذكر الحروب الناشئة في خلافته وما كان من الشاق في ولايته كوقعة الجمل وصفين وحرب الخارجين عليه من المارقين وما وقع بينه وبين معاوية من الاختلاف وعدم الائتلاف والشقاق وعدم الاتفاق والمعاتبات والمراسلات والمكاتبات وما سأل الله فيه من الانتقال والقدوم عليه وما اشتمل عليه رضي الله عنه من كرم السجايا وشرف الاخلاق والمزايا من العلم والحلم والعدل والفضل والفصاحة والبراعة والاقدام والشجاعة والزهد والعبادة والشرف والسيادة ومكارم الاخلاق وطيب العراق والزهد في الاعراض وعدم وقوفه مع الاعراض ؟ وأن أذكر مدة حياته وسبب وفاته.
ثم أذكر العداوة الناشئة بين بني هاشم وبني أمية قبل الاسلام ومبعث نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وما كان من عداوتهم له بعد البعثة والرسالة وما سلكوه من سبل الشقاوة والضلاله ثم أذكر نبذا يشهد بصحة ذلك سالكا - إن شاء الله - أحسن المسالك.
ثم أذكر قصة ابن ملجم اللعين عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ثم أذكر وصيته لبنيه قبل وفاته وأفول شمس حياته وما حثهم عليه من لزوم التقوى والتمسك بسببها الاقوى والزهد في الدنيا الدنية والاعراض عنها والتقلل ما استطاعوا منها.
ثم أذكر نبذة يسيرة من أمر الحسن عليه السلام ومدة خلافته على التمام وتسليمه الامر إلى معاوية كشفا للغمة وحقنا لدماء الامة وسبب وفاة الحسن وما
[ 15 ]
ثم أذكر ما كان من معاوية من لعن علي رضي الله عنه على المنابر وأمره بسبه في المحافل والمحاضر (1) وما / 4 / أ / دار بينه وبين الحسن من الكلام وما أوجعه به من الحسب ؟ من الملام.
ثم أذكر من أنكر ذلك من الصحابة رضي الله عنهم وما سمعهم من النهي له عن السب منهم.
ثم أذكر قدوم الوافدات على معاوية بعد استقلاله بالامر وما خاطبوه من كلمات أحر من الجمر.
ثم أذكر على طريق الاختصار قتل سيدنا الحسين وتجريعهم له كؤس الحين وما عامله آل أبي سفيان، لاهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من القتل والاسر والهوان مما تقشقر منه الابدان وما لا يستحله من تدين بدين من الاديان وما قال به يزيد بن معاوية عليه اللعنة عند وضع رأسه الشريف بين يديه حين قدم به عليه وهذا قوله: ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الاسل وقال أيضا: نعب الغراب فقلت: قل أو لا تقل * فقد اقتضيت من الرسول ديوني فقال له رجل من الصحابة: ارتددت عن الاسلام يا أمير المؤمنين ! ! !: بل نستغفر الله ! ! ! وقرع ثغره الشريف بالقضيب وهو الحبيب وابن الحبيب [ و ] سبط الحبيب وكل هذا مما يدل على صريح الكفر [ أو الكفر ] الصريح والذهب القبيح.
والقيامة تجمعهم وإلى الله مرجعهم ففض الله فاه، بما نطق وفاه.
وكل ذلك ذكرته على سبيل الاختصار وأضربت عن الاكثار فاقتصرت غاية الاختصار ولو مدت طنب الاطناب لطالت الشرح واتسع الجرج.
(1) والقصة من متواترات فن التاريخ والحديث ويأتي هاهنا ما يدل عليها في الباب: (9).
ويجد الباحث لها شواهد في باب: الذم والشتم من كتاب ربيع الابرار: ج 2 ص 168 - 186، ط بغداد.
[ 16 ]
وكل ما أوردته فيه في هذا التأليف من الاحاديث الشريفة والآثار وأوردته من الاخبار والاشعار أذكر من [ طريق ] قاله ورواه من الثقاة المخبرين والرواة.
وأنا أسأل من فضل من وقف عليه أن ينظر بعين الاغضاء والستر إليه ويصلح ما وقف عليه من الخطاء والزلل والسهو الواقع فيه والخلل من الشكل وضبط أو إسقاط شئ من حروف الخط وقد ألفته والجسم عليل والخاطر كليل والقلب لشدة / 4 / ب / الحزن والهم محصور وفي قيد الافكار والغم مأسور وآثار الصحة بالاسقام مكسور فعذري في الخطاء واضح وإن كان عيبه فاضح.
وقد آن أن يناط من هذا الكتاب التمائم وينشق من أزهاره الكمائم وأن يحبس لسان الاطالة عن القول ونستعين بذي القوة والحول.
وقد بوبته ثمانين بابا وقدرت لكل باب حسابا وسميته جواهر المطالب في مناقب الامام الجليل علي بن أبي طالب وعلى الله اعتمادي وإليه تفويضي واستنادي فهو بالاجابة جدير وعلى كل شئ قدير.
[ 17 ]
ذكر التراجم لهذه الابواب وأعدادها: الباب الاول في ذكر نسبه الشريف وهو نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم الباب الثاني في أسمائه.
الباب الثالث في صفته وتاريخ مولده.
الباب الرابع في أنه أول من أسلم [ له ] حال طفوليته.
الباب السادس في كفالة رسول الله صلى الله عليه وسلم له.
الباب السابع في ذكر هجرته [ وفيه: أنه أول من يجثو للخصومة يوم القيامة ].
الباب الثامن في أنه أول من يقرع باب الجنة [ وفي ذكر حديث الطير وأنه كان أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ].
الباب التاسع في اختصاصات خصت [ به ] وأنه منه بمنزله هارون من موسى [ وأنه من النبي كمنزلة النبي من الله وأنه أقرب الناس إليه وأن له من الاجر ما للنبي وأنه مثله وأنهما كانا نورا واحدا قبل أن يخلق الخلق وأن كفهما سواء وأن الملائكة تصلى عليهما واختصاصهما بقبض أرواحهما بمشيئة الله دون ملك الموت وأن من آذاه فقد آذى النبي وأنه سيد في الدنيا والآخرة وأن من سبه فقد سب النبي ومن فارقه فقد فارق النبي صلى الله عليه وسلم ].
الباب العاشر في اختصاصه ب [ أخوة ] النبي صلى الله عليه الباب الحادي عشر في أن ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلبه.
الباب الثاني عشر [ في ] أنه مولى من النبي صلى الله عليه وسلم مولاه [ وذكر جملة من خصائصه صلوات الله عليه ](1).
(1) وليلاحظ ما يأتي في ص 74 / / من الاصل، وفيه: " الباب الثاني عشر في أنه ذائد الكفار عن =
[ 18 ]
الباب الثالث عشر [ في ] أنه ولي كل مؤمن بعده. وأنه منه.
الباب الرابع عشر في [ وجوب ] حقه على كل مسلم واختصاصه بأن جبرئيل عليه السلام منه واختصاصه بتسليم الملائكة عليه وتأييد الله له.
الباب الخامس عشر في اختصاصه بالتبليغ عن النبي صلى الله عليه وسلم.
الباب السادس عشر [ في ] إقامة النبي صلى الله عليه وسلم إياه مقام نفسه الشريفة وإشراكه إياه في هديه والقيام على بدنه.
الباب السابع عشر [ في ] اختصاصه بمغفرة الله [ له ] يوم عرفة.
وأنه لا يجوز أحد على الصراط إلا من كتب له علي الجواز.
الباب الثامن عشر [ في ] أنه عليه السلام سيد العرب [ وحث النبي الانصار على حبه ].
الباب التاسع عشر [ في ] اختصاصه بالوصاية والارث.
الباب عشرون في اختصاصه برد الشمس عليه.
الباب الحادي والعشرون في اختصاصه بتزويج فاطمة رضي الله عنها.
الباب الثاني العشرون [ في ] أنه هو وزوجته وأولاده أهل البيت [ دون غيرهم ].
الباب الثالث والعشرون [ في ] أنه [ أي النب صلى الله عليه وآله وسلم ] حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم.
الباب الرابع والعشرون في اختصاصه بإدخال النبي [ إياه ] معه في ثوبه يوم مات.
الباب الخامس والعشرون في إعطائه الراية يوم خيبر.
الباب السادس والعشرون في اختصاصه بحمل لواء الحمد يوم القيامة [ ولبسه ثياب الصيف في الشتاء وثياب الشتاء في الصف ووقوفه بين إبراهيم والنبي في ظل العرش وإنه يكسى إذا كسي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ].
= حوض النبي ".
[ 19 ]
الباب السابع والعشرون في سد [ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ] الابواب الشارعة إلى المسجد إلا بابه الباب الثامن والعشرون في تنويه الملائكة باسمه يوم بدر وأنه إذا سار في سرية سار جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله، واختصاصه بحمل راية النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر والمشاهد كلها.
الباب التاسع العشرون في اختصاصه بالقتال على تأويل القرآن (1).
الباب الثلاثون [ في ] مدينة العلم، وأكثر الامة علما.
الباب الحادي والثلاثون في إحالة جميع الصحابة عما يسألون [ عنه ] عليه.
الباب الثاني والثلاثون [ في ] أنه أقضى المة ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم [ حين أرسله إلى اليمن ].
الباب الثالث والثلاثون فيما خص به من الاختصاصات التي لم يختص بها أحد سواه ووقايته للنبي صلى الله / 5 / ب / عليه وسلم بنفسه ولبسه لثوبه ونومه مكانه.
الباب الرابع والثلاثون فيما نزل فيه من الآي [ الذكر الحكيم والقرآن الكريم ].
الباب الخامس والثلاثون في أفضليته.
الباب السادس والثلاثون في شهادة النبي صلى الله عليه وسلم [ له ] بالجنة.
الباب السابع والثلاثون [ في ] أنه ذائد المنافقين عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم وذكر نبذ من فضائله ومنزلته من النبي صلى الله عليه وسلم
(1) وكان هاهنا في الاصل إضافة كلمة: " واختصاصه " فحذفناها.
وفي الكتاب في الباب: " 29 " إضافة " وإختصاصه بسد الابواب الشارعة في المسجد إلا بابه ".
[ 20 ]
الباب الثامن والثلاثون في منزلته من النبي صلى الله عليه وسلم وشفقته عليه ورعايته له ودعائه له (1).
الباب التاسع والثلاثون في الحث على محبته والزجر عن بغضه وتعميم النبي صلى الله عليه وسلم له بيده.
الباب الاربعون في شوق أهل السماء والانبياء الذين هم في السماء [ إليه ] وذكر مباهاة الله به حملة عرشه وما أخبر به المصطفى [ من ] أنه مغفور له وعلمه وفقهه.
الباب الحادي والاربعون في ذكر كراماته وشجاعته وشدته في دين الله ورسوخ قدمه في الايمان وتعبده وأذكاره وأدعيته عليه السلام.
الباب الثاني والاربعون في كرمه وزهده وما كان فيه من ضيق عيشه.
الباب الثالث والاربعون في شفقته على أمة محمد صلى الله عليه وسلم وما جمع الله فيه من المحاسن والصفات الجميلة في [ أيام ] الجاهلية والاسلام إسلام همدان على يده.
الباب الخامس والاربعون في بيعته ومن تخلف عنها.
الباب السابع والاربعون في ذكر حاجبه ونقش خاتمه وابتداء شخوصه من المدينة وما / 6 / أ / رواه أبو بكر وعمر " رض " وقالا في حقه صرحا به من فضله وخصائصه.
الباب الثامن والاربعون في ذكر شئ من مواعظه.
(1) وليراجع ما يأتي في الاصل في الورق 185 وفيه: (الباب: " 38 " في أنه ذائد المنافقين).
[ 21 ]
الباب الخمسون في كتبه إلى معاوية وإلى عماله وأجوبة معاوية له وفيما أوصى به من وصاياه النافعة، وكلماه الجامعة.
الباب الحادي والخمسون في ذكر خلافته وصورة ما وقع فيها.
الباب الثاني والخمسون في نكث طلحة والزبير بيعته بعد ما بايعاه وما اتفق بينهم.
الباب الثالث والخمسون في وقعة الجمل وما كان فيها وما آلت إليه.
الباب الرابع والخمسون في أيام صفين وما اتفق فيها من الوقائع والمحن وما آلت الامر إليه مفصلا وذكر مقتل سيدنا عمار رضي الله عنه [ وخبر عمرو بن العاص ].
الباب الخامس والخمسون فيما كان من أمر الحكمين، وما كان منهما بعد ذلك.
الباب السادس والخمسون في خروج الخوارج عليه واحتجاجهم وما أنكروه من التحكيم وما اتفق لاهل النهروان.
الباب السابع والخمسون في خروج عبد الله بن عباس مغاضبا لعلي رضي الله عنهم.
الباب الثامن والخمسون في مقتل الامام الجليل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وذكر قاتله ابن ملجم [ عليه ] لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
الباب التاسع والخمسون في ذكر وصيته عليه السلام.
الباب الستون في غسله وكفنه والصلاة عليه والاختلاف في مكان قبره وذفنه وإخفائه.
الباب الحادي والستون في ذكر أزواجه وأسمائهم وما ولدن له.
الباب الثاني والستون في ذكر عماله عليه السلام.
الباب الثالث والستون في عدله وفي أحكامه وقوته وشدته وإنصافه.
الباب الرابع والستون في / 6 / ب / جوده وكرمه.
الباب الخامس والستون في ذكر شئ من شعره.
[ 22 ]
الباب السادس والستون فيما ورد عنه من الكلمات المنثورة والحكم المأثورة والوصايا الجامعة والمراعظ النافعة.
الباب السابع والستون في تبريه من دم سيدنا عثمان وبطلان ما نسب إليه مما اختلقه عليه بنو أمية.
الباب الثامن والستون في خلافة الحسن عليه السلام.
الباب التاسع والستون في تاريخ مولد الحسن ووفاته وشبهه بجده عليه السلام.
الباب السبعون فيما وقع بين الحسن ومعاوية حين نال من علي عليه السلام وما أسمعه الحسن من الكلام.
[ الباب الحادي والسبعون فيما وقع بين الحسن وبين معاوية وأصحابه وما أفحمهم به من الجواب ].
الباب الثاني والسبعون فيما اعتمده معاوية وسنه من لعن علي [ عليه السلام ] على المنابر.
الباب الثالث والسبعون فيما وقع بين الحسن وأصحاب معاوية و إفحامهم بجوابه لهم عليه السلام.
الباب الرابع والسبعون في مقتل سيدنا وابن سيدنا سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته وابن ابنته وما اعتمده آل أبي سفيان في أمره عاملهم الله بما يستحقونه.
الباب السادس والسبعون في عداوة بني أمية وبني عبد شمس لعلي بن أبي طالب والاسباب الموجبة لذلك وانحراف الناس عنه وميلهم لغيره.
الباب السابع والسبعون في وصية أبي طالب عند وفاته بالنبي صلى الله عليه وسلم.
الباب الثامن والسبعون فيما كان من قريش بعد وفاة أبي طالب.
[ 23 ]
الباب التاسع والسبعون فيما دار بين عمر بن الخطاب وبين ابن عباس من الخطاب رضي الله عنهم ؟ ! الباب الثانون - وهو خاتمة هذا الكتاب - في أدعية شريفة جعلتها له خاتمة، ولانواع الادراء حاسمة.
[ 25 ]