[ 121 ]

الباب الواحد والستون

في ذكر أزواجه، وأسمائهن، وما ولدن (له عليه السلام)

أولهن فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليهما وسلم، ولم يتزوج عليهما حتى توفيت عنده.

 وكان له منها الولدين الحسن والحسين عليهما السلام.

 وقيل: كان له منها ابن آخر يقال له: محسن مات وهو صغير (1).

 فزينب الكبرى وأم كلثوم الكبرى.

 


(1) الاحاديث مستفيضة على أنه كان لعلي وفاطمة - صلواة الله عليهما - ابن ثالث كان يسمى محسنا، كما أورد الحافظ ابن عساكر عدة أحاديث بهذا المعنى تحت الرقم: (19 - 20) من ترجمة الامام الحسن عليه السلام من تاريخ دمشق ص 16، ط 1.

 وأيضا أورد أحاديث أخر بهذا اللسان في الحديث: (19) وما بعده من ترجمة الامام الحسين عليه السلام من تاريخ دمشق ص 16، ط 1.

 وأيضا أورد أحاديث أخر بهذا اللسان في الحديث (19) وما بعده من ترجمة الامام الحسين من تاريخ دمشق، ص 17، ط 1.

 والمذكور في تلك الاحاديث انه ولد في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتوفي في زمانه.

 وفي عنوان: " ولد علي... " تحت الرقم: " 234 " من أنساب الاشراف: ج 2 ص 189، ط 1: ولد علي بن أبي طالب الحسن والحسين، ومحسن، درج صغيرا.

 ومثله معنى ذكره اليعقوبي في ختام ترجمة أمير المؤمنين من تاريخه: ج 2 ص 203.

 وذكره أيضا الطبري في عنوان: " ذكر الخبر عن أزواج امير المؤمنين وأولاده " في أواخر سيرة امير المؤمنين من سيرته من تاريخه: ج 5 ص 153، قال: ويذكر أنه كان لها (أي لفاطمة) منه (يعني من علي) ابن آخر يسمى محسنا توفي صغيرا... ومثله في تاريخ الكامل: ج 3 ص 397.

 وروى ابن أبي دارم المحدث أن عمر رفس فاطمة حتى أسقطت بمحسن كما في ترجمة أحمد بن محمد 


[ 122 ]

ثم تزوج بعدها أم المؤمنين (1) بنت حرام بن الوحيد بن كعب بن عامر فولدت له العباس وجعفر وعبد الله وعثمان قتلوا مع الحسين رضي الله عنهم بالطف ولا عقب لهم (غير العباس) (2).

 وتزوج (أيضا) ليلى بنت مسعود بن خالد / 99 / أ / بن مالك بن زيد مناة بن تميم فولدت له عبد الله وأبا بكر قتلا مع الحسين (عليهم السلام) بالطف.

 وتزوج (أيضا) أسماء بنت عميس الخثعمية فولدت له يحيى ومحمد الاصغر ولا عقب لهما.

 قال الواقدي: وولدت له محمد الاصغر قتل مع الحسين (عليه السلام).

 وله (عليه السلام) من الصهباء بنت زمعة بن ربيعة علقمة بن الحارث بن عتبة بن سعيد - وهي أم ولد له - عمر ورقية بنت علي وعمر عمر حتى بلغ خمسا وثمانين سنة " ومات ببقيع ؟ و (أيضا) تزوج أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن (عبد) مناف - وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم - فولدت له محمد الاوسط.

 وله (عليه السلام) محمد الاكبر، وهو محمد بن الحنفية، وأمه خولة بنت جعفر بن قيس بن سلمة بن يربوع (3).

 


بن السري برقم: (552) من كتاب ميزان الاعتدال: ج 1، ص 139، ومثله في كتاب لسان الميزان: ج 1، ص 268.

 وذكره أيضا الزبيدي وضبطه مثقلا وقال: " (ومحسن) كمحدث (هو) محسن بن علي بن أبي طالب " كما في آخر مادة " حسن " من تاج العروس 9 ص 178.

 وذكره أيضا ابن قتيبة المتوفى سنة (276) في كتاب المعارف ص 92 ط القاهرة تحقيق ثروت عكاشة، قال: إن محسنا فسد من ضرب قنفذ العدوي.

 ورواه عنه السروي في مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 358 والبحراني في ترجمة أم الائمة فاطمة من كتاب العوالم ص 302 ط 1.

 (1) ظاهر كلام المصنف أن عليا عليه السلام تزوجها بعد وفاة فاطمة عليها السلام، وهذا خلاف الواقع، والظاهر أن أول امرأة تزوجها علي بعد وفاة فاطمة عليهما السلام هي امامة بنت زينب ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم أسماء بنت عميس رضوان الله عليها.

 (2) هذا هو الصواب المذكور في تاريخ الطبري: ج 5 ص 153، ط القاهرة وفي أصلي تصحيف.

 (3) هذا هو الصواب، وفي أصلي: " وله (عليه السلام) محمد الاكبر وهو محمد بن الحنفية وأما خولة بنت 


[ 123 ]

وتوفي (محمد بن الحنفية) بالطائف، وصلى عليه ابن عباس رضي الله عنهما.

 وتزوج (أيضا) أم سعيد عروة بن مسعود فولدت له أم الحسن ورملة الكبرى.

 وكانت له (عليه السلام) بنات من أمهات شتى منهن أم هانئ وميمونة وزينب الصغرى وأم كلثوم وفاطمة وأمامة وخديجة وأم الكرام وأم سلمة وأم جعفر وجمانة ونفيسة.

 وهؤلاء أمهاتهن أمهات أولاد.

 وتزوج (أيضا) محياة بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس فولدت له جارية هلكت وهي صغيرة.

 قال الواقدي: كانت تخرج وهي جارية (صغيرة) فيقال لها: من أخوالك ؟ فتقول: وه وه - تعني كلبا -.

 قال (الواقدي): فجميع ولد علي عليه السلام أربعة عشر ذكرا وسبعة عشر امرأة (1).

 


جعفر بن قيس ابن سلمة بن يربوع فولدت له يحيى ؟ وتوفي بالطائف، وصلى عليه ابن عباس رضي الله عنهما.

 أقول: محمد بن الحنفية توفي بالمدينة - أو بين المدينة والشام كما في مختصر تاريخ دمشق: ج 23 ص 109 - كما في ترجمة محمد بن الحنفية من الطبقات الكبرى: ج 5 ص 116، ط بيروت، وفي أنساب الاشراف: ج 2 ص 200، وآخر ترجمة ابن الحنفية من تاريخ دمشق، من النسخة الاردنية: ج 15، ص 744.

 ثم إن الذي توفي بالطائف هو ابن عباس وصلى عليه محمد بن الحنفية لا العكس، كما في ترجمة ابن عباس في كتب التاريخ غير الطبري 5 ص 154، وفي ترجمة محمد بن الحنفية من سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 119.

 وليلاحظ ما أورده ابن أبي الدنيا في الحديث: (109) وما بعده من مقتل أمير المؤمنين عليه السلام ص 115، ط 1.

 وليراجع أيضا ما ذكره البلاذري في عنوان: " ولد علي... " في الحديث: (234) من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من أنساب الاشراف: ج 2 ص 189، ط 1.

 (1) وذكرهن وأمهماتهن وأزواجهن - ابن أبي الدنيا في الحديث: (118) وما بعده من مقتل أمير المؤمنين ص 121.

 


[ 124 ]

(وروى الطبري في عنوان: " ذكر الخبر عن أزواجه وأولاده " في أواخرر ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخه ج 5 ص 155، قال): وحدثني الحارث بن (محمد بن أبي أسامة التميمي قال: حدثني ابن) سعد عن الواقدي رحمه الله، قال: النسل من ولد علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - خمسة: الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية وعباس بن الكلابية وعمر ابن التغلبية والله أعلم.

 


ومثله ذكره الطبري في أواخر أمير المؤمنين في عنوان: " ذكر الخبر عن أزواجه وأولاده " من تاريخه: ج 5 ص 153 - 155، ط مصر.

 وجميع ما ذكر هنا - مع الحديث التالي - أورده ابن سعد ولكن قال: " وتسع عشرة امرأة " كما في أول ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من الطبقات الكبرى: ج 3 ص 19، ط بيروت.

 وأنهى محمد بن سليمان عدد أولاد أمير المؤمنين عليه السلام إلى (16) ذكرا و (19) أنثى كما في الحديث: (538) من كتابه مناقب أمير المؤمنين عليه السلام: ج 2 ص 48.

 وذكرهم الشيخ المفيد، وقال: فأولاد أمير المؤمنين صلوات الله عليه سبعة وعشرون ولدا ذكرا وأنثى ثم سماهم إلى أن قال: وعلى قول من قال: إن فاطمة أسقطت محسنا فهم (28) نفرا كما في آخر سيرة أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب الارشاد، ص 354.

 ونقل الاربلي عن محمد بن طلحة الشافعي أنه عد الذكور من أولاد أمير المؤمنين (14) ذكرا والاناث (19) نفرا ثم سماهم كما في خاتمة سيرة امير من كتاب كشف الغمة: ج 1، ص 441.

 


[ 125 ]

الباب الثاني والستون

في ذكر عماله، (وحاجبه) عليه السلام

كان واليه على البصرة عبد الله بن عباس، وعلى اليمن عبيد الله / 99 / ب / بن عباس.

 وكان عامله على الطائف ومكة قثم بن العباس، وعلى المدينة أبو أيوب الانصاري.

 ومن عماله وولاته سهل بن حنيف وكان واليا على البصرة قبل ابن عباس (1).

 و (من) عماله زياد بن أبيه وكان عاملا على فارس وما والاها من البلاد (2).

 ومحمد بن أبي بكر (كان) عاملا على مصر وأعمالها.

 و (كان) قنبر مولاه وحاجبه.

 


(1) كذا في أصلي، والصواب أن عثمان بن حنيف كان والي أمير المؤمنين على البصرة قبل ابن عباس.

 (2) والصواب: أن ولاية زياد على " فارس " كانت من قبل ابن عباس والي البصرة.

 


[ 127 ]

الباب الثالث والستون

في عدله (عليه السلام) في أحكامه، وقوته في الله، وإنصافه

(روى الطبري في آخر سيرة علي عليه السلام من تاريخه: ج 5 ص 156، قال): حدثنا يونس بن عبد الاعلى (1) قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني ابن أبي ذئب عن عباس بن الفضل مولا لبني هاشم جده أبي رافع (2) أنه كان خازنا لعلي بن أبي طالب على بيت المال، قال: فدخل يوما (و) وجد زينب بنته (محلاة) بلؤلؤة من بيت المال (3) كان قد عرفها، فقال رضي الله عنه: من أين (لها) هذه اللؤلؤة ؟ لله علي أن أقطع يدها.

 قال (أبو رافع): فلما رأيت الجد منه في ذلك قلت: أما والله (إن) زينب بنت أخي أخذتها فحليتها (بها) وإلا فمن أين تقدر هذه على أخذها لو لم أعطها.

 قال الشعبي: وجد (علي عليه السلام) درعه عند يهودي (أو) مع رجل نصراني (4) فأقبل به إلى القاضي شريح يخاصمه فلما جاء جلس إلى جنب شريح وقال:


(1) كذا في أصلي، وفي تاريخ الطبري: حدثني يونس.. قال: أخبرنا وهب... (2) كذا في أصلي وفي طبعة القاهرة من تاريخ الطبري تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم: عن عباس بن الفضل مولى بني هاشم، عن أبيه، عن جده، ابن أبي رافع ؟ وعباس هذا ذكره ابن حجر بعنوان التمييز في تهذيب التهذيب: ج 5 ص 128، قال: عباس بن الفضل بن أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

 روى عن أبيه، (و) روى عنه ابن أبي ذئب.

 (3) كذا في أصلي، وفي تاريخ الطبري: فدخل يوما وقد زينت ابنته فرأي عليها لؤلؤة.

 (4) لفظة: " أو " الموضوعة بين المعقوفين لابد منه، إذ المصادر مختلفة فجاء في بعضها: أن عليا عليه السلام وجد درعه عند نصراني، وفي بعضها: أنه عليه السلام وجده بيد يهودي كما يلاحظ الطالب في الحديث: (1262) وتعليقه من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج 3 ص 344.

 


[ 128 ]

يا شريح لو كان خصمي مسلما لما جلست إلا إلى جنبه ولكنه نصراني وقد قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم: إذا كنتم وإياهم في طريق فاضطروهم إلى مضائقه.

 ثم قال: هذا درعي (لم) أبع ولم أهب.

 فقال النصراني: ما الدرع إلا درعي وما أمير المؤمنين بكاذب.

 فالتفت شريح وقال: يا أمير المؤمنين هل من بينة ؟ فضحك علي وقال: أصاب القاضي ما لي بينة.

 فقضى (شريح) بها للنصراني.

 فمشى النصراني خطوات ثم رجع (و) قال: أما أنا فأشهد (أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله و) أن هذه أحكام الانبياء الدرع والله يا أمير المؤمنين درعك اتبعت الجيش وأنت منطلق إلى صفين فطرحت (ظ) من بعيرك الاورق (فأخذته) فقال له (علي عليه السلام): أما إذا أسلمت فهي لك.

 وحمله على فرس (1).

 وأما قوته (عليه السلام) في الله فذكر ابن إسحاق في السيرة عن أبي رافع / 100 / أ / مولى رسول الله (ص) قال: خرجنا مع علي حين بعثه رسول الله (ص) برايته (إلى حصن خيبر) فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من يهود فطرح ترسه من يده فتناول علي بابا كان عند الحصن فتترس به فلم يزل بيده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه ثم ألقاه من يده حين فرغ فلقد رأيتني في نفر سبعة أنا ثامنهم نجهد (على) أن نقلب ذلك الباب فلا نقدر على قلبه (2) (ورواه ابن عساكر في الحديث: " 268 " من ترجمة علي عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 1، ص 224، وأبو الخير القزويني في الباب " 38 " من كتاب الاربعين المنتقى والحموئي في الباب: " 58 " من السمط الاول من فرائد السمطين: ج 1، ص 261 ط بيروت).

 


(1) وفي بعض المصادر ومنها تاريخ دمشق زيادة عما هنا وهذا لقطها: قال الشعبي: فأخبرني من رآه و (أنه) يقاتل مع علي يوم النهروان.

 (2) أي على تقليبه، وقلب الشئ تحويله عن وجهه أو من حالته.

 جعل ظاهره باطنه والقلب على زنة الضرب، مصدر " قلب " على زنة ضرب وبابه.

 


[ 129 ]

الباب الرابع والستون

في جوده وكرمه (عليه السلام)

روى الحافظ ابن عساكر (في الحديث 1331 من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 3 ص 301 ط 2 بسند) يرفعه إلى الاصبغ (بن نباتة) قال: جاء رجل إلى علي رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين إن لي إليك حاجة قد رفعتها إلى الله قبل أن أرفعها إليك فإن قضيتها حمدت الله وشكرتك وإن لم تقضها حمدت الله وعذرتك.

 (ف‍) قال (له) علي رضي الله عنه: اكتب حاجتك على الارض فإني أكره أن أرى ذل السؤال على وجهك.. فكتب (الرجل): إني محتاج.

 فقال علي: (علي) بحلة.

 فأتي بها فأخذها الرجل ولبسها وقال: كسوتني حلة تبلى محاسنها فسوف أكسوك من حسن الثنا حللا إن نلت حسن ثنائي نلت مكرمة ولست تبغي بما قد قلته بدلا إن الثناء ليحيي ذكر صاحبه كالغيث يحيي نداه السهل والجبلا لا تزهد الدهر في خير تواقعه فكل شخص سيجزى بالذي عملا فقال علي: (علي) بالدنانير.

 فأتي بمائة دينار فدفعها إليه، قال الاصبغ: فقلت: يا أمير المؤمنين حلة ومائة دينار ؟ ! قال: نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول: انزلوا الناس منازلهم وهذه منزلة هذا الرجل عندي (1).

 


(1) ورواه الشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين الفقيه بزيادة في ذيله في الحديث: (10) من المجلس: (46) من أماليه، وقال في ذيله: (ثم قال أمير المؤمنين:) إني لاعجب من أقوام يشترون المماليك بأموالهم ولا يشترون الاحرار بمعروفهم ؟ ! !.

  


[ 131 ]

الباب الخامس والستون

في ذكر شئ من شعره (عليه السلام) يذكر على سبيل الاختصار

قال أبو بكر بن دريد كتب معاوية إلى الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: يا أبا الحسن (إن) لي فضائل كثيرة كان أبى سيدا في الجاهلية والاسلام وصرت ملكا في الاسلام (و) صهر رسول الله (ص) وخال المؤمنين وكاتب الوحي (1).

 فقال علي: أعلي يفتخر ابن آكلة الاكباد ورأس الاحزاب ؟ اكتب يا غلام: محمد النبي أخي وصهري وحمزة سيد الشهداء عمي وجعفر الذي يمسي ويضحي يطير مع الملائكة ابن أمي وبنت محمد سكني وعرسي منوط لحمها بدمي ولحمي وسبطا أحمد ولداي منها فأيكم له سهم كسهمي سبقتكم إلى الاسلام طرا (2) صغيرا ما بلغت أوان حلمي


(1) ورواه ابن عساكر في الحديث: (1329) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق ج 3 ص 299 ط 2.

 ورواه المتقي - نقلا عن ابن عساكر - في الحديث: (349) من فضائل أمير المؤمنين من كنز العمال ج 15، ص 120، ط 3.

 (2) هذا هو الصواب المذكور في الحديث: (1328) - المنقول عن ابن دريد - من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج 3 ص 298، والحديث رواه ابن دريد في كتاب المجتنى ص 49 ط الهند.

 ولكن لم يك بمتناولي حين تحقيق هذا المقام.

 وفي أصلي: " سبقتكم إلى الاسلام طفلا... ".

 وللحديث مصادر كثيرة يجد الباحث بعضها فيما علقناه على الحديث المتقدم الذكر من تاريخ دمشق.

 


[ 132 ]

فقال معاوية: اخفوا هذا الكتاب وإياكم أن يطلع عليه (أهل) الشام فيفتتنون علي بن أبي طالب (1).

 وعن جابر بن عبد الله قال: سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه ينشد ورسول الله يسمع هذه الابيات: أنا أخو المصطفى لا شك في حسبي معه ربيت وسبطاه هما ولدي جدي وجد رسول الله منفرد وفاطم زوجتي لا قول ذي فند صدقته وجميع الناس في بهم من الضلالة والاشراك والنكد فالحمد لله شكرا لا شريك له البر بالعبد والباقي بلا أمد فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: صدقت يا علي.

 وروى الخطيب البغدادي في تاريخه (1) قال: ومن شعر علي بن أبي طالب قوله: إذا اشتملت على اليأس القلوب وضاق لما به الصدر الرحيب وأوطنت المكاره واستقرت وأرست في أماكنها الخطوب ولم تر لانكشاف الضر وجها ولا أغنى بحيلته الاريب أتاك على قنوط منك غيث يمن به اللطيف المستجيب وكل الحادثات إذا تناهت فموصول بها فرج قريب


(1) وفي تاريخ دمشق: فقال معاوية: اخفوا هذا الكتاب لا يقرأه أهل الشام، فيميلون إلى ابن أبي الخطاب.

 وللابيات مصادر كثيرة يجد الباحث بعضها في تعليق الحديث المتقدم الذكر من تاريخ دمشق.

 (2) ورواه ابن عساكر بسنده عن الخطيب في الحديث: (1332) من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 3 ص 302 ط 2.

 وأيضا رواه ابن عساكر - من غير رفع إلى أمير المؤمنين - بسنده عن ابن دريد، في ترجمة علي بن أبراهيم بن عباس من تاريخ دمشق من النسخة الاردنية: ج 11، ص 859 وفي مختصره: ج 17، ص 195، ط 1.

 وأشار محققه في هامشه أن القالي رواها في أماليه: ج 2 ص 303 والبغدادي في شرح ابيات المغني ج 4 ص 193، وبما أن علي بن إبراهيم العلوي المترجم كان على نزعة النواصب - كما يعلم جليا من ترجمته - وأن أبا حاتم كان ممن أخذ معلوماته عن البخلاء المعاندين فلا ينهض حديثه لمعارضة ما رواه غيره لا سيما إذا لا حظنا عدم نسبته الابيات إلى أحد ؟ !.

 


[ 133 ]

ومما ينسب (إليه عليه السلام) قوله: ولا تصحب أخا الجهل وإياك وإياه فكم من جاهل أردى حكيما حين واخاه يقاس المرء بالمرء إذا ما هو ما شاه وللشئ على الشئ دلالات وأشباه (1) وسمع (عليه السلام) ناقوسا يضرب فقال: أتدرون ما يقول هذا الناقوس قالوا: لا قال: فإنه (يقول): إن الدنيا (قد غرتنا) فاستهوتنا واستذلتنا واستبلتنا لسنا ندري فيها إلا لو قدمنا واستبدلنا دارا تبقى - جهلا منا - دارا تفنى يا بن الدنيا زن بالدنيا وزنا وزنا وزنا يابن الدنيا تفني الدنيا قرنا قرنا (قرنا قرنا) (2)


(1) رواه أبو طالب المكي في الفصل (44) من كتاب قوت القلوب: ج 2 ص 56.

 ورواه أيضا ابن عساكر في الحديث: (1338) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج 3 ص 304 ط 2.

 (2) وقريبا منه رواه الشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين الفقيه رفع الله مقامه في الحديث الثالث من المجلس: " 40 " من أماليه ص 187 كما رواه أيضا في باب " معنى قول الناقوس " من كتاب معاني الاخبار، ص 230، ورواه عنه المجلسي رحمه الله في الحديث من الباب: " 35 " من كتاب العلم من بحار الانوار: ج 2 ص 321: (قال الصدوق): حدثنا صالح بن عيسى بن أحمد بن محمد العجلي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن علي قال حدثنا أبو نصر الشعراني في مسجد حميد قال: حدثنا سلمة بن الوضاح عن أبيه عن أبي إسرائيل عن أبي إسحاق الهمداني عن عاصم بن ضمرة: عن الحارث الاعور قال: بينا أنا أسير مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في الحيرة إذا نحن بديراني يضرب الناقوس، قال: فقال علي بن أبي طالب عليه السلام: يا حارث أتدري ما يقول هذا الناقوس ؟ قلت: الله ورسوله وابن عم رسوله أعلم.

 قال: إنه يضرب مثل الدنيا، وخرابها ويقول: لا إله إلا الله حقا حقا صدقا صدقا إن الدنيا قد غرتنا وشغلتنا واستهوتنا واستغوتنا يا ابن الدنيا مهلا مهلا يا ابن الدنيا دقا دقا يا ابن الدنيا جمعا جمعا تفني الدنيا قرنا قرنا 


[ 134 ]

ومما أنشده الصولي للامام علي رضي الله عنه (قوله عليه السلام): (ألا فاصبر على الحدث الجليل وداو جواك بالصبر الجميل) (1) ولا تجزع وإن أعسرت يوما فقد أيسرت في الزمن الطويل ولا تظنن بربك غير خير فإن الله أولى بالجميل فإن العسر يتبعه يسار وقول الله أصدق كل قيل فلو أن العقول تجر رزقا لكان الرزق عند ذوي العقول فكم من مؤمن قد جاع يوما سيروى من رحيق سلسبيل وعن عمرو بن العلاء عن أبيه قال: وقف علي بن أبي طالب على قبر فاطمة فبكى طويلا ثم أنشد متمثلا: ذكرت أبا أروى فبت كأنني برد الهموم الماضيات كفيل لكل اجتماع من خليلين فرقة وكل الذي قبل المماة قليل وإن افتقادي واحدا بعد واحد دليل على أن لا يدوم خليل (ومما ينسب إليه عليه السلام أنه قال:) حقيق بالتواضع من يموت ويكفي المرء من دنياه قوت


ما من يوم يمضي عنا إلا أوهت ركنا منا قد ضيعنا دارا تبقى واستوطنا دارا تفنى لسنا ندري ما فرطنا فيها إلا لو قدمنا ! ! ! قال الحارث: يا أمير المؤمنين النصارى يعلمون ذلك ؟ قال: لو علموا ذلك لما اتخذوا المسيح إلها من دون الله.

 قال (الحارث): فذهبت إلى الديراني فقلت له: بحق المسيح عليك لما ضربت الناقوس على الجهة التي تضربها، قال: فأخذ يضرب وأنا أقول (ما فسره أمير المؤمنين عليه السلام) حرفا حرفا حتى بلغ إلى موضع: " إلا لو قد متنا " فقال: بحق نبيكم من أخبركم بهذا ؟ قلت: هذا الرجل الذي كان معي أمس.

 فقال: وهل بينه وبين النبي من قرابة ؟ قلت: هو ابن عمه.

 قال: بحق نبيكم أسمع هذا من نبيكم ؟ قلت: نعم.

 فأسلم ثم قال لي: والله إني وجدت في التوراة أنه يكون في آخر الانبياء نبي وهو يفسر ما يقول الناقوس.

 (1) ما بين المعقوفين مأخوذ مما رواه السيد الامين عن هذا الكتاب، فيما جمعه من ديوان أمير المؤمنين عليه السلام ص 74.

 


[ 135 ]

فما للمرء يصبح ذا هموم وحرص ليس يدركه النعوت صنيع مليكنا حسن جميل وما أرزاقنا عنا تفوت فيا هذا ؟ سترحل من قريب إلى قوم كلامهم سكوت ومن شعره (عليه السلام) بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: غر / 101 / أ / جهولا أمله يموت من جا أجله ومن دنا من حتفه لم تغن عنه حيله وما بقاء آخر قد غاب عنه أوله والمرء لا يصحبه في القبر إلا علمه (1) وله أيضا رضي الله عنه: من جاور النعمة بالشكر لم يجسر على النعمة مغتالها (2) لو شكروا النعمة زادتهم مقالة لله قد قالها لئن شكرتم لازيدنكم لكنما كفرهم غالها والكفر بالنعمة يدعو إلى زوالها والشكر أبقى لها ومن حكمه عليه السلام أفادتني القناعة كل عز وهل عز أعز من القناعة فصيرها لنفسك رأس مال وصير بعدها التقوى بضاعة تحز ربحا وتغنى عن بخيل (3) وتنعم في الجنان بصبر ساعة وله أيضا كرم الله وجهه: (اصبر على مضض الادلاج بالسحر وبالرواح إلى الحاجات بالبكر) لا تجزعن ولا يدخلك مضجرة فالنجح يهلك بين العجز والضجر (إني رأيت وفي الايام تجربة للصبر محمودة الاثر


(1) والابيات رواها أيضا ابن أبي الحديد في شرح المختار: " 42 " من نهج البلاغة: ج 2 ص 320 ط الحديث بمصر (2) كذا في الديوان جمعه السيد الامين، ص 109، وفي أصلي: " يحسن على النعمة معنى لها ".

 (3) هذا هو الصواب المذكور في حرف العين من ديوان أمير المؤمنين - جمع السيد الامين - ص 91 ط 1 وفي مخطوطة جواهر المطالب: " تحزن حين يغني عن بخيل ".

 


[ 136 ]

فقل نم جد في شئ يطالبه فاستصحب الصبر إلا فاز بالظفر (1)) وله عليه السلام: دواؤك منك وما تشعر وداؤك فيك وتستنكر (2) وتزعم أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الاكبر وله رضوان الله عليه: إذا شئت أن تستقرض المال منفقا على شهوات النفس في زمن العسر فسل نفسك الانفاق من كنز صبرها عليك وإنظارا إلى زمن اليسر فإن سمحت كنت الغني وإن أبت فكل منوع بعدها واسع العذر (3) وله كرم الله وجهه: اصبر على حسد الحسود فإن صبرك قاتله


(1) رواها أيضا ابن عساكر في الحديث: (1347) من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 3 ص 38 ط 2 وما بين المعقوفين منه.

 رواها أيضا بسند ابن الجوزي وفي أواخر الباب: (6) من تذكرة الخواص ص 126.

 (2) كذا في أصلي المخطوط، ورواه السيد الامين عنه في حرف الراء من ديوان أمير المؤمنين وفيه: دواؤك فيك وما تشعر وداؤك منك وما تبصر وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الاكبر ثم إنه ذكر المجلسي العظيم كلاما عن السيد الداماد رفع الله مقامه ينبغي الرجوع إليه لمناسبته للمقام كما في شرح الحديث: (46) من الباب: (87) من فضائل أمير المؤمنين من بحار الانوار ج 39 ص 271.

 (3) كذا في حرف الراء من الديوان الذي جمعه السيد الامين نقلا عن جواهر المطالب، وفي أصلي: " وفي كنز صرها... وإنصار إلى زمن اليسر... واسعي العذر ".

 


[ 137 ]

كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله ورآى عليه السلام رجلا من قريش يمشي بالتبختر ؟ في مشيته فقال: يا مؤثر الدنيا على دينه التائه الحيران في قصده أصبحت ترجو الخلد فيها وقد ابرز باب ؟ الموت عن حده هيهات إن الموت ذو أسهم من يرمه يوما بها يرده لا يشرح الواعظ صدر امرئ لم يعزم الله على رشده وله أيضا رضي الله عنه: تأدب إن عبرت محل قوم وأنزل منزل الرجل الاقل فإن رفعوك فافعل ما أرادوا وإن تركوك (قل هذا) محلي (1) وله أيضا كرم الله وجهه: يمثل ذو اللب في نفسه مصائبه قبل ان تنزلا فإن نزلت بغتة لم يرع (2) لما كان في نفسه مثلا رآى الامر يفضي إلى آخر فصير آخره أولا وذو الجهل يهمل أيامه وينسى مصائب من قد خلا (فإن بدهته صروف الزمان ببعض عجائبه أعولا)


(1) ما وضعناه بين المعقوفين مما يقتضيه السياق، وكان محله بياضا في أصلي.

 وهذه الاشطر الاربعة من الابيات لم يذكرها السيد الامين رحمه الله، فيما جمعه من ديوان أمير المؤمنين عليه السلام.

 كما أن الكيدري رحمه الله أيضا لم يوردها فيما جمعه من أبيات أمير المؤمنين عليه السلام وإني أيضا ما عثرت على مصدر لها في غير جواهر المطالب، (2) هذا هو الظاهر الموافق لما رواه السيد الامين رحمه الله في حرف اللام من ديوان أمير المؤمنين عن هذا الكتاب ثم قال في هامشه وفي نسخة بدله هكذا: " فإن نزلت بابه لم ترعه " أقول: ومثل ما ذكره في الهامش كان في أصلي.

 والابيات أوردها سبط بن الجوزي في أواخر الباب: (6) من تذكرة الخواص ص 169.

 


[ 138 ]

ولو مثل الحزم في نفسه لعلمه الصبر عند البلا (1) ومما ينسب إليه رضي الله عنه: لئن كنت محتاجا إلى الحلم إنني إلى الجهل في بعض الاحايين أحوج ولي فرس للحلم بالحلم ملجم ولي فرس للشر بالشر مسرج فمن شاء تقويمي فإني مقوم ومن شاء تعويجي فإني معوج (2) وله أيضا عليه السلام: إني أقول لنفسي وهي ضيقة وقد أناخ عليها الدهر بالعجب صبرا على شدة الايام إن لها عقبى وما الصبر إلا عند ذي الحسب وله رضي الله عنه إذا ما عرى خطب من الدهر فاصطبر فإن الليالي بالخطوب حوامل وكل الذي يأتي به الدهر زائل سريعا فلا تجزع لما هو زائل (3)


(1) ومثله فيما جمعه السيد الامين من ديوان أمير المؤمنين ص 111، ط 1، وفي تذكرة الخواص: " لعلمه الصبر حسن البلا " وما وضع بين المعقوفين أخذ منه ومن جمع السيد الامين.

 (2) والابيات نسبها أحمد بن يحيى ثعلب إلى أمير المؤمنين عليه السلام كما رواها ابن عساكر بسنده عن ثعلب في الحديث: (2346) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج 3 ص 307 ط 2.

 ولكن أوردها الحافظ ونسبها إلى صالح بن جناح اللخمي الشاعر كما في ترجمته من تاريخ دمشق ج 17 ص 190 وفي مختصره: ج 11، ص 28 ط 1، فراجعه وكلماته المفيدة.

 وأوردها السيد الامين في أول حرف الجيم مما جمعه من أبيات أمير المؤمنين وقال: وقيل: إنها موجودة في الديوان المنسوب إلى عنترة، المطبوع وما أحراها أن تكون (ظ) من نفس عنترة، ومن ذلك يتطرق الشك الى نسبتها إليه عليه السلام وإن كان من جيد الشعر ؟ ! (3) ورواها أيضا التنوخي في الباب: (14) من الفرج بعد الشدة ص 435.

 ورواه السيد الامين عنه وعن جواهر المطالب فيما أورده فيما جمعه من ديوان أمير المؤمنين ص 31.

 ومن هنا نقله السيد الامين في حرف اللام فيما جمعه حول ديوان أمير المؤمنين ص 108، ط 1.

 ولم يذكر المصنف ما أنشده أمير المؤمنين عليه السلام في مرثية النبي صلى الله عليه وآله وسلم مما رواه عنه عليه السلام عمر بن محمد بن خضر المعروف ب‍ " ملا " في الباب العاشر من كتابب المتعبدين