سيدي ابا حسن ...

انت الذي ملكت مقاليد العلوم، طارفها وتليدها، فاضحت علومك ومعارفك على اكف المجد مرفوعة. وصارت المعضلات امام جواهر معادنك راكعة، فلجا الصحابة الى عجائب احكامك، والكل يشير:

ناد عليا مظهر العجائب سيدي امير المؤمنين...

اضع مجهودي المتواضع هذا امام دوحة فضلك واحسانك، راجيا منك القبول.

فارس

 

مقدمة التحقيق

 الحمد للّه رب العالمين، والصلاة والسلام على اشرف رسله محمد نبيه الامين، صلوات اللّه عليه وعلى اهل بيته الائمة الميامين، معدن التقى، والعروة الوثقى.

وبعد:

ان تراثنا الثري الذي وصلنا من سلفنا صانعي المجد والمعبر عن نهضة
امتنا وهويتها قد ضم في ثناياه ما لا يحصى كثرة من الكنوزالتي تكشفت لنا ولا تزال تتكشف يوما بعد يوم، وذلك يستدعينا ان نرفع دوما رؤوسنا باعتزاز وشعور ملؤه الفخر والكبرياء، حيث ان تراثنا لم يكن يوما ما ترفا فكريا، وفيه تجلت حضارتناونجت من الاضمحلال.

ولا يخفى على كل متتبع كثرة الصرخات التي اطلقها اعداء التراث الاسلامي، وكم سعوا في تجريد المسلمين عما يملكه الاسلام من مقومات حضارية؟ وكم ارادوا من زعزعة ثقتنا في تراثنا الثمين والتجاوز على ذخائره؟ وكم وجهوا الينا من مطاعن ومثالب؟وكم...؟ غير ان تلك الصرخات لم تكن الا صيحة في واد، لانها مغرضة لم يرد منها الا الشر، ولم يبعثها الا الشر، فيوم يوجهون سهامهم نحوكتابنا العزيز، وفي آخر نحو سنتنا الثابتة، وفي آخر نحو لغتناالاصيلة، وفي آخر نحو علمائنا الاعلام واساطين المذهب، وفي آخر نحو عقولنا السليمة، وهكذا دواليك، وما فتئوا يحاربوننا بكل ما اوتوا من قوة، لكنهم عادوا في خزيهم تعلوهم الخيبة، وبقي تراثنا مشعلا للتراث الانساني، ومنارا للعلم والفضيلة، ودعامة قوية في صرح الحضارات العالمية، وفيضا يغذي الارض بالحياة والهدى والنور المرقرق الدفاق(1).

واستتبع مواضع اقدام اولئك الاعداء من حسب علينا من ضعاف اليقين وسذج التفكير، او ممن امتاز بضحالة معرفته بتاريخ تراثناالاسلامي، فاخذ يضرب على وتر نغماتهم، وبدا يقتنص تلك النغمات وينظمها بتنظيم جديد، محاولا القطع بين ماضيناوحاضرنا، متعمدا الغاء الوعي الجماهيري، مسايرا اهواء ورغبات زعمائه واربابه.

ومن هنا يتوجب علينا في ظل الفترة الدقيقة الراهنة التي تجتازهاامتنا تعبئة كل الجهود والامكانات للرقي بوجودنا الى وجود اعزوافضل، وصحيح ان امتنا قد مرت بعصور ازدهار وانحطاط الا انهاامة عريقة، ولا تستطيع ان تحمي وجودها وتتابع سيرها على مراقي تقدمها ما لم تستقرىء ماضي خطواتها على درب الزمن،وتدرك سر قوتها وبقائها، وعوامل ضعفها وتخلفها.

وان قضية تراثنا في جوهرها قضية وجود ومصير تتسع ابعادهازمانا فتستوعب الماضي والحاضر والمستقبل، واذا اردنا لتراثنا ان ياخذ مكانه المرموق بين قضايانا الحيوية ما علينا الا التصدي لنشره ووضعه في موضعه الصحيح من هذه الحرب العلمية، فانه بمثابة العامل الحي الذي يحيط بكل فعاليات الامة ومكتسباتها.

ومما يؤسف له ان لفظ «التراث» قد حد بحدود لدى الكثيرين ممن تقع على عاتقهم مسؤولية اقامته وصيانته، بل والنهل من هذا البحرالمعطاء، واصبح التراث لديهم وكانه مخطوطات قديمة في علوم العربية والاسلام قد اكل عليها الزمن وشرب، تحتاج لمن ينفض عنها الغبار قبل ان يقوم باي شيء آخر.

فقد غاب عنهم ان تراثنا هو معاد معنوي، وهو غذاء وضياء، قداستوعب ثمار عقول سلفنا الصالح في مختلف مجالات العلم والمعرفة، من رياضيات ونجوم وكيمياء وطب، وغيرها من العلوم التي تكمن في اعماق جذور ذاتنا، والتي لاتجد من يعنى بها، وان تلك النهضة الجبارة قد سبقت ظهور المطبعة واجهزة الاعلام والنشر، فاعتمد الكتاب على الخط والنسخ في الجمع والتدوين والتاليف والنشر، وان صرف النظر عن الماضي من المحال، لانه صرف عن الزمان، وصرف عن الذات، والزمان قطعة منا وعبثا نرتبه في الذات الى ماض وحاضر ومستقبل، ونقسمه الى ساعات وايام،فنحن نعيش الزمان كله، شئنا ذلك ام ابينا، بالقوة او بالفعل، يقول ذلك علم النفس، ويحكيه علم الاجتماع(2).

ولا يغيب عن بالنا ان امتنا في الوقت الذي كانت تعيش فيه نهضتهاالمباركة كان الغرب الاوربي يعيش في ظلمات عصوره الوسطى.

تقول الدكتورة عائشة عبدالرحمن «بنت الشاطىء»:

كانت النهضة العلمية تساير عصور القوة للدول الثلاث، وكان بيت الحكمة في بغداد، ومكتبة العزيز في القاهرة، ومكتبة الزهراء في قرطبة، عنوان هذه النهضة، ورمزا معبرا عنها، وآية من آيات عزها.

كما كانت دور الكتب العامرة في المشرق، ومن اشهرها:

مكتبة المدرسة النظامية، وخزائن كتب النجف الاشرف، وخزانة سيف الدولة في حلب، والمدرسة النورية، ومكتبة ابي الفدا في حماة، والظاهرية في دمشق، وبني عمار في طرابلس...

وفي المغرب مكتبات: الجامع الاعظم في القيروان، وجامع الزيتونة في تونس، وجامع القرويين في فاس، والحكمة في مراكش،والجامع الاعظم في مكناس...

كانت هذه الدور الثقافية وامثالها مما لا يتسع المجال لاستيعابه،تعطي تفسيرا تاريخيا لهذه النهضة التي حملت امتنا لواءها في العصر الوسيط(3).

ومن ثم لا تلبث جيوش هولاكو ان تندفع الى المشرق كالاعصارالمارد، فتتهاوى حينئذ حصون الشرق الاسلامي حصنا في اثرحصن، وانهدت صروحنا العلمية وكنوز ثقافتنا ومعالم حضارتنا،حتى قيل: ان الكتب قد سدت مجرى دجلة، وجاز الناس عليها مابين شطيه كانها جسر معقود.

وهناك في اقصى المغرب لقيت مكتبة الزهراء ودور العلم بالاندلس نفس المصير الذي لقيته دور المشرق، وان اختلفت الاسباب.

وفي ظلمة الليل الغاشي هان تراثنا على قومنا وهم في سباتهم ابان العصر التركي، وجهلوا قدره، فلم يعودوا يرون فيه وفي ماضيناسوى ركام هين لا قيمة له، او اكفان موتى واضرحة قبور خاوية.

وتزامنت افاقة اوربا من سباتها المظلم مع ذلك التدهور التاريخي لتراثنا، وقد انار فكرنا الاسلامي مسرى اوربا الى عصر نهضتها الحديثة.

وما ان تمت عملية انتقال الحضارة من المشرق الى المغرب ازدادحرص اهل الغرب على تراثنا الراحل عنا والحال لديهم، ولم يكتفوا بما وصل اليهم من ذخائرنا بل اخذوا بتجنيد الشياطين والابالسة ممن عد منهم او منا لسلب ما تبقى في ايدينا كي يتسنى لهم اكتشاف سر وجودنا، وطبيعة مزاجنا، وملامح عقليتنا،فيسهل استعمارنا عند ذلك، هذا من جهة.

ومن جهة اخرى ان هذا تراث مشترك لا يصح ان يتخلى عنه من تحضر عن مسؤوليته في الكشف به عن معالم التطور البشري مابين الماضي والحاضر، وقد قيل: ان نابليون جاء معه بجنود من العلماء لدراسة احوال الشعب المصري والكشف عن اسرار تاريخه القديم.

وفي نفس الوقت لا ننكر ان لهم الفضل ولا زالوا في حفظ تراثناالواصل اليهم والمساهمة بنشره ايضا، الا ان تعصبهم لدينهم وقومياتهم ترك آثارا فيما نشروا، فنشاهد الكثير من التواء الاساليب واضطراب المناهج والاعتساف في تاويل النصوص،وكنتيجة لذلك فانها تعطي نتائج محرفة تخدش عقيدتنا، وتؤيد تلك المزاعم التي يتبجح بها اعداؤنا.

 

اليقظة الجديدة

يمكننا القول بان بوادر يقظتنا من ليلنا الطويل قد لاحت في الافق في القرن الثاني او الثالث عشر الهجري القرن التاسع عشرالميلادي ، وبالرغم مما كان يشوبها من مظاهر القلق والاضطراب فقد برزت طائفة من رواد الفكر الاسلامي اخذت على عاتقهاصيانة تراثنا والعناية بدقة في تدوين الحديث الشريف وروايته، لذاكان السبب في وصول نسخ خطية كثيرة الينا كتبت في العصورالمتقدمة وفي شتى انواع العلوم، كالفلسفة والحديث والقرآن والفلك... الخ.

ومن اولئك الرواد الجهابذة مؤلفنا السيد محسن الامين قدس سره الذي افرزته حضارتنا ونصبته قمة سامقة للتاريخ، ونجما زاهرايضيء السماء يهتدى به في ظلمات الليل الحالك، ويكفي لمؤرخ الحضارة الانسانية ان يمجد هذه الامة المرحومة حين وصوله لهذه العبقرية التي رفدت البشرية بانواع اللالىءالتي لا يستغني عنهاالفقيه والباحث والمتكلم و... فان التمجيد الحقيقي يتجسد بشكل تام في العظماء من بني البشر.

وفي الوقت الذي كان فيه السيد(قده) يشعر بمسؤولياته الكبرى وواجباته المتعددة الجوانب فانه كان يعرف العالم الاسلامي والانسانية بمذهب اهل البيت(ع) من خلال مؤلفاته التي اغنت التراث الاسلامي كموسوعته «اعيان الشيعة» و «اقناع اللائم» و «كشف الارتياب» وغيرها ياتيك ذكرها في فقرة«مؤلفاته(قده)». واذا تتبعنا وطالعنا مؤلفات السيد ومقالاته(قده) وما اكثرهاوانفعها لا نملك الا ان نكبر هذه العبقرية النادرة، وقد قال(قده) عن نفسه: له مؤلفات كثيرة بعضها قد طبع مرتين او مرارا، وبعضها قدترجم الى غير العربية وطبع، واكثرها تزيد على 500 صفحة الى 800 صفحة، وحسبك ان يكون «اعيان الشيعة» قد بلغ 100 مجلد، ولو قسم ما كتبناه تسويدا او تبييضا ونسخا وغيرها على عمرنا لما نقص كل يوم عن كراس مع عدم المساعد والمعين غير اللّه تعالى(4).

وقد الف (قده) واكثر ونوع حسبما تمليه الحاجة، فقد تناول الادب ونقده واجاد فيه، وهكذا في الفقه والاصول والحديث والعقائد و...كلها تدل على موهبته وذكائه وتفطنه الى ما لا يتفطن له سواه.

وساعدته مواهبه اللامحدودة من التاليف المبكر، ونظم الشعر،والجمع بين الموضوعية والدقة، والعمق والرفعة.

ويطل علينا السيد(قده) من خلال كتابه هذا اطلالة مشرقة مباركة،فاضافة الى دقته الفائقة في انتقاء الصحيح من الاخبار والاثار اذنراه قد اكتشف لنا كنزا قديما من كنوزنا الثمينة الا وهو «كتاب قضايا امير المؤمنين(ع)» لابي اسحاق ابراهيم بن هاشم القمي الكوفي(5)، اول من نشر حديث الكوفيين بقم، وهو والد علي بن ابراهيم الذي هو من اعظم مشايخ ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني صاحب «الكافي»، واكثر روايات كتابه عنه وسياتيك الكلام عنه خلال فقرة «حول الكتاب» فاورده(قده) كاملا ضمن كتابه، ملتزما بموضوعيته، بعيون مفتوحة وحس نقدي مرهف، فلم يكتف بايراده بل رد ما يرد من اخباره، وصحح ما يحتاج منهاللتصحيح، وفسر ووجه ما كان فيها من غموض او غرابة، مجسدااصالة الروح العلمية فيها ليبقيه ميراثا عتيدا راسخا، فللّه دره.

وبعد ان ادى هؤلاء الافذاد دورهم احسن اداء وبحسب ما تيسرت لهم من امكانات في ذلك الوقت تركوا الامانة ثقيلة في اعناقنا،ويحدونا الامل في ان نستوعب كل ما ترك لنا اسلافنا في شتى فروع العلم والمعرفة. (6)

 

 ترجمة المؤلف

اسمه ونسبه:

 هو ابو محمد الباقر محسن ابن الصالح العابد السيد عبدالكريم ابن العلامة الفقيه السيد علي بن محمد الامين ابن السيد ابي الحسن موسى ابن السيد حيدر ابن السيد احمد ابن السيد ابراهيم المنتهي نسبه الى الحسين ذي الدمعة ابن زيد الشهيد ابن الامام علي زين العابدين ابن الامام الحسين الشهيد ابن الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع)، العلوي الفاطمي الهاشمي الحلي العاملي الشقرائي.

ولادته:

 قال(قده): ولدت في قرية شقراء من بلاد جبل عامل سنة 1284ه،هذا هو الصواب في تاريخ مولدي، وما ذكرته في غير هذا الموضع من ان ولادتي سنة 1ه او غير ذلك فهو خطا.

ولم يكن مولدي مؤرخا، لكن والدي اخبرني ان ولادتي كانت سنة بناء جسر القاقعية الجديد، وقد قرات تاريخ بنائه على الصخرة التي كانت موضوعة عليه وسقطت، فاذا هو سنة 1284ه.

اصل عشيرته:

 قال(قده): الذي سمعناه متواترا من شيوخ العشيرة ان الاصل من الحلة، جاء احد الاجداد منها الى جبل عامل بطلب من اهلها ليكون مرجعا دينيا ومرشدا، ولسنا نعلم من هو على التحقيق، بل هو مرددبين السيد ابراهيم وابنه السيد احمد وابنه السيد حيدر.

والسيد حيدر سكن شقراء وتوفي سنة 1175ه كما هو مرسوم على لوح قبره في مقبرتها الشرقية القديمة، وولد له في شقراء عدة اولاد ذكور واناث نبغ منهم السيد ابوالحسن موسى.

وكانت العشيرة قبل هذا الوقت تعرف بقشاقش او قشاقيش، ولايعرف ان ذلك نسبة الى اي شيء، واحتمل بعض العلماء ان يكون ذلك تصحيف (الاقساسي) نسبة الى اقساس مالك قرية قرب الكوفة، والاقساسيون طائفة كبيرة هم من ذرية جدنا الحسين ذي العبرة ينسبون الى هذه القرية.

ثم عرفت العشيرة بل الامين نسبة الى السيد محمد الامين ابن السيد ابي الحسن موسى ووالد جدنا السيد علي الامين فصار يقال لذريتنا: آل الامين.

نشاته:

 كان لابويه الفضل الاكبر في تربيته وتفريغه لطلب العلم وحثه على ذلك ومراقبته في سن الطفولة، فقد بدا بدراسة القرآن وهو في سن السابعة اي في سنة 1291هـ حيث تولت والدته تعليمه، وتعلم كذلك الكتابة من بعض شيوخ العائلة.

وبعد ان ختم القرآن تعلم علمي النحو والصرف على يد السيدمحمد حسين عبداللّه وغيرهم، ثم هاجر مع عائلته الى كربلاءفالنجف حيث استقر هناك.

وفي النجف حضر دروس الاخلاق عند الشيخ الملا حسين قلي الهمذاني، وقد ترك هذه الدروس وعكف على دروس الاصول والفقه. وقد ندم بعد وفاة الشيخ الهمذاني ندما كبيرا لعدم استمراره الحضور في دروسه الاخلاقية.

وقد توفي والده سنة 1315هـ في النجف الاشرف ودفن فيها، اماوالدته وهي ابنة العالم الصالح الشيخ محمد حسين فلحة الميسي فقد توفيت في حدود سنة 1300هـ.

العلماء المعاصرون له في النجف :

قال(قده) خلال ذكره هؤلاء الاعاظم: فمن العجم: الشيخ ملا كاظم الخراساني، والشيخ آقا رضا الهمداني، والشيخ عبداللّه المازندراني، والسيد كاظم اليزدي، والميرزا حبيب اللّه الرشتي،والميرزا حسن بن الميرزا خليل الطهراني.

ومن الترك: الشيخ حسن المامقاني، والملا محمد الشهرابياني، وكلهم مدرسون، وغيرهم كثيرون يعسر احصاؤهم.

ومن العرب: الشيخ محمد طه نجف النجفي، والشيخ علي رفيش،والسيد محمد محمد تقي الطباطبائي آل بحر العلوم، والشيخ عباس الشيخ علي... وغيرهم.

اساتذته ومشايخه في جبل عامل:

1- السيد محمد حسين عبداللّه، وهو ابن عمه واول مشايخه، درس عنده النحو والصرف.

2 -السيد جواد مرتضى، درس عنده القطر والالفية وشيئا من المغني.

3 -السيد نجيب الدين فضل اللّه العاملي العينائي، حيث قرا عنده المنطق والاصول.

ب في النجف الاشرف:

1- السيد علي بن محمود، وهو ابن عمه، قرا عليه شرح اللمعة.

2- الشيخ محمد باقر النجمابادي، قرا عليه القوانين والرسائل.

3- الشيخ ملا فتح اللّه الاصفهاني المعروف بشيخ الشريعة، قرا عليه اكثر الرسائل في مرحلة السطوح.

4- الشيخ ملا كاظم الخراساني صاحب الكفاية في  الاصول وحاشية الرسائل، قرا عليه دورة الاصول خارجا.

5- الشيخ آقا رضا الهمذاني صاحب مصباح الفقيه، قرا عليه في الفقه خارجا في كتابه مصباح الفقيه.

6- الشيخ محمد طه نجف، قرا عليه في الفقه خارجا.

7- السيد احمد الكربلائي.

تلامذته:

 كان له(قده) الكثير من التلامذة، نذكر منهم:

1- السيد حسن بن محمود ابن عم المؤلف .

2- السيد مهدي بن حسن آل ابراهيم الحسيني العاملي.

3- الشيخ منير عسيران.

4- السيد امين بن علي بن احمد الحسيني العاملي.

5- الشيخ خليل الصوري.

6- الشيخ علي الصوري.

7- الشيخ علي الجمال الدمشقي.

8- الشيخ علي بن محمد عروة العاملي الحداثي.

مؤلفاته:

1- ابو تمام الطائي.

2- ابو فراس الحمداني(7).

3- ابو نواس(8).

4- احكام الاموات.

5- ارجوزة في النكاح.

6- ارشاد الجهال الى مسائل الحرام والحلال(9).

7- اساس الشريعة في الفقه الاستدلالي(10).

8- اصدق الاخبار في قصة الاخذ بالثار(11).

9- اعيان الشيعة(12).

10- اقناع اللائم على اقامة المتم(13).

11- البحر الزخار في شرح احاديث الائمة الاطهار(14).

12- البرهان على وجود صاحب الزمان(ع)(15).

13- تاريخ جبل عامل.

14- تحفة الاحباب في آداب الطعام والشراب(16).

15- التقليد آفة العقول.

16- التنزيه لاعمال التشبيه(17).

17- جناح الناهض الى تعلم الفرائض(18).

18- جوابات المسائل الدمشقية(19).

19- جوابات المسائل الصافيتية.

20- جوابات المسائل العراقية.

21- حاشية الغرر والدرر.

22- حاشية القوانين.

23- حاشية المطول.

24- حاشية مفتاح الفلاح.

25- حذف الفضول عن علم الاصول.

26- الحصون المنيعة في رد ما كتبه صاحب المنار في حق الشيعة(20).

27- حق اليقين(21).

28- حواشي امالي المرتضى.

29- حواشي العروة الوثقى.

30- حواشي المعالم.

31- الدر الثمين(22).

32- الدر المنظم في حكم تقليد الاعلم(23).

33- الدر النضيد في مراثي السبط الشهيد(24).

34- درر العقود في حكم زوجة الغائب والمفقود.

35- الدرر المنتقاة لاجل المحفوظات(25).

36- الدرة البهية في تطبيق الموازين الشرعية(26).

37- دروس الحيض والاستحاضة والنفاس.

38- الدروس الدينية(27).

39- الرحلات.

40- الرحيق المختوم في المنثور والمنظوم(28).

41- رسالة الردود والنقود(29).

42- الروض الاريض في احكام تصرفات المريض(30).

43- سفينة الخائض في بحر الفرائض مختصر من كشف الغامض (31).

44- شرح الايساغوجي(32).

44- شرح التبصرة(33).

45- الصحيفة السجادية الخامسة(34).

46- صفوة الصفوة في علم النحو.

47- عجائب احكام امير المؤمنين(ع) هذا الكتاب .

48- عين اليقين في التاليف بين المسلمين.

49- قصة المولد النبوي(35).

50- القول السديد في الاجتهاد والتقليد.

51- كاشفة القناع في احكام الرضاع(36).

52- كشف الارتياب في اتباع محمد بن عبدالوهاب(37).

53- كشف الغامض في احكام الفرائض(38).

54- لواعج الاشجان في مقتل الحسين (ع)(39).

55- المجالس السنية في مناقب ومصائب العترة النبوية(40).

56- معادن الجواهر ونزهة الخواطر(41).

57- المفاخرات(42).

58- مفتاح الجنات.

59- مناسك الحج واعمال المدينة(43).

60- المنيف في علم التصريف(44).

61- نقض الوشيعة(45).

ولا يخفى ان للسيد (قده) كتبا ورسائل اخرى في مختلف انواع العلوم.

وفاته ومدفنه:

 بعد معاناة مع المرض استمرت اكثر من عامين توفي(ره) منتصف ليلة الاحد 4 رجب سنة 1371هـ (1952م) في بيروت، ونقل جثمانه بتشييع عظيم الى دمشق حيث دفن بقرية الست من اعمالها .

ففي الليالي الاخيرة لمرضه(ره) اعلن الاطباء ان كل شيء فيه قدانتهى، وانه لم يبق حيا الا قلبه، وان هذا القلب يصمد للموت صموداعجيبا يدهش الاطباء، وبعد اربع وعشرين ساعة من الاحتضاروقبيل الليل همد القلب الجبار، ليرحل من هذه الدنيا فيستقر هناك في جنان الخلد عند مليك مقتدر بعد ان قام بتلك الخدمات العظيمة للاسلام، فسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا.

حول الكتاب:

 كتاب ثمين ضمنه المؤلف (قده) طائفة من عجائب احكام اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب(ع) انتخبها من مصادر الخاصة والعامة المعتبرة ك : مناقب ابن شهراشوب، ارشاد المفيد، الكافي للكليني،السياسة الشرعية واعلام الموقعين وكلاهما لابن قيم الجوزية،الاذكياء لابن الجوزي، ورتبها حسب تسلسها الزمني، اي: قضاياه في حياة رسول اللّه(ص)، قضاياه في زمن خلافة ابي بكر، قضاياه في زمن خلافة عمر بن الخطاب، قضاياه في زمن خلافة عثمان بن عفان، قضاياه في زمن خلافته(ع)، واخيرا. المسائل التي سئل عنهاواجوبته(ع) العجيبة لها مرتبة ايضا على التسلسل الزمني المتقدم.

وكان المؤلف(قده) قد وجد كتاب «عجائب احكام امير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع)»، او «قضايا امير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع)» رواية محمد بن علي بن ابراهيم بن هاشم القمي، عن ابيه، عن جده(46)، فادرجه ضمن كتابه هذا الا انه ليس في مكان واحد، وذلك لان المؤلف اعتمد الترتيب الزمني وهو ما لم يكن موجودا في كتاب القمي.

والجدير بالذكر انا قد اشرنا في المقدمة الى انه(قده) قد رد بعض اخبار كتاب القمي، وصحح وعلق على غيرها، كما هو ديدنه في سائر كتبه.

طبعاته:

 لقد وقفنا على طبعتين للكتاب، هما:

1- طبعة مركز انتشارات الاعلمي في طهران سنة 1394ه.ق بالحجم الرقعي، وهي طبعة ثانية بالافست على طبعة اقدم منهاطبعت في زمن المؤلف(ره)، كتب في اسفل صفحتها الاولى: مطبعة الاتقان لصاحبها عارف الصوص دمشق سنجقدار عام 1366ه 1947م، وصدر الكتاب ضمن سلسلة احياء تراث اهل البيت عليهم السلام رقم 2 بتقديم العلامة السيد محمد حسين الحسيني الجلالي حفظه اللّه.

2 طبعة مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، بيروت لبنان، بالحجم الرقعي ايضا، ولم يذكر فيها تاريخ الطبع.

ترجماته:

 ذكر الشيخ آقا بزرك الطهراني ان هناك ترجمة فارسية للكتاب باسم «قضاوتهاى محير العقول» للسيد محمود بن جعفر الموسوي الزرندي المعروف ب «محرمي». طبع بطهران سنة 1369 في 378 صفحة(47).

 

منهج التحقيق

 لما كانت الطبعة المذكورة اولا للكتاب هي الاكمل في اولهاوآخرها لذا جعلناها هي الاصل، ومن ثم قابلناها مع الطبعة الاخرى فلم نر من الاختلاف الا ما ندر.

الايات القرآنية اثبتناها كما هي في القرآن.

اما الاحاديث فقد ارجعناها الى مصادرها وقابلناها، وما وجدنا من اختلاف اشرنا اليه في محله، وما اضفناه من المصادر جعلناه بين [ ].

واتماما للفائدة واعانة للباحث على البلوغ الى مرامه صنعنا عدة فهارس فنية جعلناها في آخر الكتاب.

وآخر دعوانا ان الحمد للّه رب العالمين.

فارس حسون كريم قم المقدسة 21 رمضان المبارك 1419ه.ق ذكرى استشهاد امير المؤمنين (ع) الحمد للّه رب العالمين، وصلى اللّه على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

وبعد:

 

فيقول العبد الفقير الى عفو ربه الغني محسن ابن المرحوم السيدعبدالكريم الحسيني العاملي الشهير بالامين، نزيل دمشق الشام صينت عن طوارق الايام: هذا كتاب جمعنا فيه قضايا امير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع) واحكامه واجوبة مسائله العجيبة، وادرجنافيه كتاب عجائب احكامه رواية محمد بن علي بن ابراهيم بن هاشم القمي، عن ابيه، عن جده، وعلى اللّه نتوكل، وبه نستعين.

 

الكتب المؤلفة في قضايا

اميرالمؤمنين علي (ع) واحكامه

 

 (1) ما ذكره الشيخ البهائي في شرح الحديث 28 من اربعينه(48) ان بعض العلماء افرد كتابا ضخما في قضايا امير المؤمنين(ع) واحكامه وقال: اطلعت عليه بخراسان.

انتهى.

(2) كتاب محمد بن قيس البجلي، من اصحاب الصادق والكاظم (ع)، فان له كتاب قضايا امير المؤمنين (ع)، يرويه عنه النجاشي والشيخ الطوسي بسنديهما.

(3) كتاب المعلى بن محمد البصري، قال النجاشي(49): له كتاب قضايا امير المؤمنين(ع).

(4) كتاب الترمذي، المحدث الشهير صاحب الصحيح، في الحلقة الاولى من سيرة الحسين(ع) للفاضل الشيخ عبداللّه العلايلي المعاصر ص 142 وقد عني بها اي باقضية علي اميرالمؤمنين(ع) الامام الترمذي فجمعها، ونقل قسما كبيرا منها العلامة ابن قيم الجوزية في كتاب السياسة الشرعية.

انتهى.

(5) كتاب عجائب احكامه رواية محمد بن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن ابيه، عن جده، عندنا مجموعة نفيسة بخط واحد كتبت عدة من محتوياتها سنة 410 و420 هجرية، ومن محتوياتها «كتاب عجائب احكام امير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع)» (50) لكنه لم يكتب تاريخ كتابته، الا ان كونه مع بقية المحتويات بخط واحد وورق واحد وقطع واحد وشكل واحدحتى كانها كلها كتاب واحد يفيد ان تاريخ كتابته هو تاريخ كتابتها،وكتب على ظهره ما صورته:

نسخ منه ابو النجيب الكرخي في سنة ثمان وعشرين وخمسمائة.ومما كتب على ظهر باقي محتوياته بذلك التاريخ علم ان ابا النجيب الكرخي هذا اسمه عبدالرحمن بن محمد بن عبدالكريم الكرخي.واستظهرنا تشيعه وكونه من اهل العلم من نسخه من هذا الكتاب،ومن كونه من اهل الكرخ المعروفين بالتشيع في ذلك العصر، فلذلك ادرجناه في بابه من كتابنا اعيان الشيعة(51) وان لم نجد له ترجمة.

والكتاب يقع في 61 صفحة، وفيه اكثر من 145 قضية وحكم لاميرالمؤمنين(ع)، لكن جامعه قد ادرج فيه اجوبة امير المؤمنين(ع) عن المسائل الغامضة فجعلها من جملة احكامه مع انها ليست من احكامه، فلذلك افردنا ما كان من هذا القبيل عن الاحكام وادرجناه في المسائل، وهو من جمع ابراهيم بن هاشم الكوفي القمي فقدذكروا ان له كتاب قضايا امير المؤمنين(ع)، ويرويه عن ابراهيم ولده علي، وعن علي ولده محمد، فجميع احاديثه هي رواية محمد، عن ابيه، عن جده ابراهيم بن هاشم.

فقد كتب في اوله ما صورته: «عجائب احكام علي بن ابي طالب صلوات اللّه عليه» رواية محمد بن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن ابيه، عن جده، ثم ابتدا فقال: علي بن ابراهيم، عن ابيه، عن محمدبن الوليد، عن محمد بن الفرات، عن الاصبغ(52) بن نباتة،قال: احضر عمر بن الخطاب خمسة نفر اخذوا في زنا الخ.. ثم ذكرعدة احاديث ابتداها بقوله : وعنه وعنه، ثم قال: وحدثني ابي، عن النوفلي، عن السكوني، عن ابي عبداللّه(ع)، الخ.

ثم قال: وعنه، عن النوفلي، عن السكوني، الخ.

ثم قال: وعنه.

ثم قال: وحدثني ابي، عن عثمان بن عيسى، عن ابن مسكان، عن ابي عبداللّه(ع).

ثم قال: وحدثني ابي، عن محمد بن ابي عمير، عن عبدالرحمان بن الحجاج، الخ.

ثم قال: وعنه، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة، الخ.

وعنه، عن خلف النواء، عن الاصبغ.

وحدثني ابي، عن محمد بن ابي عمير، عن عمر بن يزيد، عن ابي المعلى، عن ابي عبداللّه(ع)، الخ.

وعنه، عن ابي اسحاق السبيعي، عن عاصم بن ضمرة.

وعن سعد بن طريف، عن الاصبغ.

حدثني ابي، عن الحسن بن محبوب، عن عبدالرحمن بن الحجاج.

وحدثني ابي، عن ابي الحسن العسكري محمد بن فضيل «فضل»،عن ابي الصباح الكناني، عن ابي عبداللّه، الخ.

حدثنا احمد بن عمر بن سلمة البجلي، عن الحسن بن اسماعيل،عن بعض مشايخ اصحابه.

وعنه، عن ابراهيم بن ابي يحيى المدني، عن ابي عبداللّه(ع).

سعد بن ابي رزين، عن ابي حازم، عن ابي جعفر(ع).

حدثنا جعفر بن شريح الحضرمي، عن مالك بن اعين الجهني، عن ابي عبداللّه(ع).

حدثنا محمد بن داود الغنوي، عن الاصبغ بن نباتة.

فضالة، عن ابي بكر الحضرمي، عن ابي عبداللّه(ع).

ابن ابي عمير، عن معاوية بن وهب، عن ابي عبداللّه(ع).

حدثني ابي، عن ابن ابي عمير، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، عن ابي جعفر(ع).

وعنه، عن ابي الجارود، عن الحارث الاعور.

وحدثني ابي، عن جدي، رفعه الى عدي بن حاتم.

وحدث عبدالعزيز بن سهل، رفع الحديث.

هذا مجمل الاسانيد التي في الكتاب.

ولا يخفى ان قوله: وعنه، وعنه، في اول الاحاديث التي بعدالحديث الاول يعود الضمير فيه كله الى الاصبغ بن نباتة، المذكورفي آخر سند الحديث الاول، وتلك الاحاديث مروية بهذا السندعن الاصبغ.

والقائل: حدثني ابي، عن النوفلي، عن السكوني، هو علي بن ابراهيم، المذكور في اول سند الحديث الاول، وقد ذكر الرجاليون ان علي بن ابراهيم يروي عن النوفلي، عن السكوني، وكذا القائل:حدثني ابي، عن عثمان بن عيسى. حدثني ابي، عن محمد بن ابي عمير. حدثني ابي، عن الحسن بن محبوب.

حدثني ابي، عن ابي الحسن العسكري(ع). حدثني ابي، عن ابن ابي عمير، المراد به علي بن ابراهيم.

اما القائل: حدثني ابي، عن جدي فهو محمد بن علي بن ابراهيم. وقوله: و عنه، عن النوفلي، عن السكوني، اي: عن ابيه ابراهيم، عن النوفلي. وقوله: وعنه، عن سعد بن طريف، اي: عن ابيه ابراهيم عن سعد. وقوله: وعنه، عن النوفلي، عن السكوني، اي: عن ابيه. وقوله بعده: وعنه، اي: عن ابيه. وقوله: وعنه، عن سعد بن طريف، اي: عن ابيه، عن سعد وكذا قوله: وعنه عن خلف وعنه، عن ابي اسحاق السبيعي. وعنه، عن ابي الجارود يراد به: عن ابيه، عمن ذكره.وقوله: وعنه، عن ابراهيم بن ابي يحيى، اي: عن احمد بن عمر بن سلمة، عن ابراهيم بن ابي يحيى.

وفي آخر النسخة المخطوطة التي عندنا ما صورته: تم الكتاب بحمد اللّه، وصلواته ورحمته على نبيه محمد وعترته الطاهرين،وحسبنا اللّه ونعم الوكيل.

ونحن ندرج جميع احاديث هذا الكتاب هنا كما هي في الاصل كلا مع مناسبه الا ما كان من اجوبة المسائل فندرجه في اجوبة المسائل.

ثم ان قضاياه واحكامه منها ما وقع في حياة الرسول(ص)، ومنها ماوقع في خلافة ابي بكر، ومنها ما وقع في خلافة عمر، ومنها ما وقع في خلافة عثمان، ومنها ما وقع في خلافته هو(ع).

 

قضاياه (ع) في حياة الرسول (ص)

1- في مناقب ابن شهراشوب(53): عن فضائل احمد(54)، عن اسماعيل بن عياش باسناده عن علي(ع):قضى في عهد رسول اللّه(ص) فاعجب رسول اللّه، فقال: الحمد للّهالذي جعل الحكمة فينا اهل البيت(55).

 

قضاياه (ع) في حياة الرسول (ص) وهو باليمن

 2- قال المفيد في الارشاد(56): مما جاءت به الرواية في قضاياه والنبي(ص) حي موجود، انه لما اراد رسول اللّه(ص) تقليده قضاء اليمن وانفاذه اليهم ليعلمهم الاحكام، ويبين لهم الحلال من الحرام(57)، ويحكم فيهم باحكام القرآن، قال له اميرالمؤمنين(ع): ندبتني(58) يا رسول اللّه للقضاء و انا شاب ولا علم لي بكل القضاء.

فقال له: ادن مني، فدنا منه، فضرب على صدره بيده، وقال:

اللهم اهد قلبه وثبت لسانه.

قال: فما شككت في قضاء بين اثنين بعد ذلك المقام(59).

 

فيمن وقعوا على جارية في طهر واحد

3- ولما استقرت به الدار باليمن، ونظر فيما ندبه اليه رسول اللّه(ص) من القضاء والحكم بين المسلمين رفع اليه رجلان بينهماجارية يملكان رقها على السواء، قد جهلا حظر وطئها، فوطئاهامعا في طهر واحد(60) جهلا بالتحريم،فحملت [الجارية] (61) ووضعت غلاما، فاختصما اليه(62) [فيه]، فقرع على الغلام باسميهما فخرجت القرعة لاحدهما، فالحق به الغلام، والزمه نصف قيمته لانه كان عبدا لشريكه، وقال: لو علمت انكما اقدمتما على ما فعلتماه بعد الحجة عليكما بحظره لبالغت في عقوبتكما.

وبلغ ذلك رسول اللّه(ص) فامضاه واقر الحكم به في الاسلام، وقال: الحمد للّه الذي جعل فينا اهل البيت من يقضي على سنن داود(ع) وسبيله في القضاء، يعني به القضاء بالالهام. انتهى(63).

4- وفي مناقب ابن شهراشوب(64): ابوداود(65) وابن ماجة (66) في سننهما، وابن بطة في الابانة، واحمد في فضائل الصحابة، وابوبكر(67) بن مردويه في كتابه، بطرق كثيرة عن زيد بن ارقم انه قيل للنبي(ص): اتى الى علي(ع) باليمن ثلاثة نفر يختصمون في ولد لهم، كلهم يزعم انه وقع على امه في طهر واحد وذلك في الجاهلية.

فقال علي(ع): انهم شركاء متشاكسون، فقرع على الغلام باسمهم فخرجت لاحدهم، فالحق الغلام به واءلزمه ثلثي الدية لصاحبيه، وزجرهما عن مثل ذلك.

فقال النبي(ص) الحمد للّه الذي جعل فينا اهل البيت من يقضي على سنن داود(ع).

 

فيمن وقعوا في زبية الاسد

 5- قال المفيد(68): ثم رفع اليه(ع) وهو باليمن خبر زبية(69) حفرت للاسد فوقع فيها، فغدا الناس ينظرون اليه، فوقف على شفير الزبية رجل فزلت قدمه فتعلق بخر، وتعلق الاخر بثالث، وتعلق الثالث برابع، فوقعوا في الزبية، فدقهم الاسد وهلكوا جميعا، فقضى (ع) بان الاول فريسة الاسد وعليه ثلث الدية للثاني، وعلى الثاني ثلثا الدية للثالث، وعلى الثالث الدية الكاملة للرابع، فانتهى الخبر بذلك الى رسول اللّه(ص)، فقال: لقد قضى ابوالحسن فيهم بقضاء اللّه عز وجل فوق عرشه.

وفي مناقب ابن شهراشوب(70): احمد بن حنبل في المسند(71)، واحمد بن منيع في اماليه، باسنادهما الى حمادبن سلمة، عن سماك، عن حبيش بن المعتمر.

قال: وقد رواه محمد بن قيس، عن ابي جعفر(ع) واللفظ له انه قضى امير المؤمنين(ع) في اربعة نفر اطلعوا على زبية الاسد فخراحدهم فاستمسك بالثاني، واستمسك الثاني بالثالث، واستمسك الثالث بالرابع، فقضى(ع) بالاول فريسة الاسد، وغرم اهله ثلث الدية لاهل الثاني، وغرم اهل الثاني لاهل الثالث ثلثي الدية، وغرم اهل الثالث لاهل الرابع الدية كاملة، وانتهى الخبر الى النبي(ص)بذلك فقال: لقد قضى ابو الحسن فيهم بقضاء اللّه فوق عرشه.

وروى هذه الحكاية ابراهيم بن هاشم في كتاب عجائب احكام اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب صلوات اللّه عليه(72) بما يخالف ما مر، ففي الكتاب المذكور ما لفظه: وعنه اي عن ابراهيم بن هاشم،عن النوفلي، عن السكوني، عن ابي عبداللّه(ع)، قال: بعث النبي(ص) عليا الى اليمن واذا زبية قد وقع فيها الاسد، فاصبح الناس ينظرون اليه ويتزاحمون ويتدافعون حول الزبية، فسقط رجل في الزبية وتعلق بالذي يليه، وتعلق الاخر بالاخر، حتى وقع فيها اربعة، فجرحهم الاسد، وتناول رجل الاسد بحربة فقتله فاخرج القوم موتى، فانطلقت القبائل الى قبيلة الرجل الاول الذي سقط وتعلق فوقه ثلاثة، فقالوا لهم: ادوا دية الثلاثة الذين اهلكهم صاحبكم، فلولا هو ما سقطوا في الزبية.

فقال اهل الاول: انما تعلق صاحبنا بواحد فنحن نؤدي ديته، واختلفوا حتى ارادوا القتال، فصرخ رجل منهم الى امير المؤمنين آوهو منهم غير بعيد فاتاهم ولامهم و اظهر موجدة، وقال لهم: لاتقتلوا انفسكم ورسول اللّه حي وانا بين اظهركم فانكم تقتلون اكثرممن تختلفون فيه، فلما سمعوا ذلك منه استقاموا، فقال: اني قاض فيكم قضاء فان رضيتموه فهو نافذ والا فهو حاجز بينكم من جاوزه فلاحق له حتى تلقوا رسول اللّه(ص) فيكون هو احق بالقضاءمني.

فاصطلحوا على ذلك، فامرهم ان يجمعوا دية تامة من القبائل الذين شهدوا الزبية ونصف دية وثلث دية وربع دية، فاعطى اهل الاول ربع الدية من اجل انه هلك فوقه ثلاثة، واعطى الذي يليه ثلث الدية من اجل انه هلك فوقه اثنان، واعطى الثالث النصف من اجل انه هلك فوقه واحد، واعطى الرابع الدية تامة لانه لم يهلك فوقه احد،فمنهم من رضي ومنهم من كره.

فقال لهم علي(ع): تمسكوا بقضائي الى ان تاتوا رسول اللّه(ص) فيكون القاضي فيما بينكم.

فوافقوا رسول اللّه(ص) بالموقف، فثاروا اليه فحدثوه حديثهم، فاحتبى(73) ببرد عليه، ثم قال: انا اقضي بينكم ان شاءاللّه.

فناداه رجل من القوم: ان علي بن ابي طالب قد قضى بيننا.

فقال النبي(ص): ما هو؟ فاخبروه.

فقال: هو كما قضى، فرضوا بذلك. انتهى(74).

والاختلاف بين ما في هذه الرواية وبين ما في رواية المفيد السابقة و غيرها ظاهر. والظاهر انهما واقعتان، اذ في الرواية الاولى ان الاول زلت قدمه فوقع ولم يرمه احد، فلذلك لم يكن له شيء و عليه ثلث الدية للثاني لتعلقه به وتعلق الثاني بالثالث، وعلى الثاني الثلثان للثالث لتعلقه به و تعلق الثالث بالرابع،و على الثالث دية كاملة للرابع لتعلقه به و عدم تعلق الرابع باحد، وبعد انقاص ما اخذكل واحد مما دفعه يكون قد دفع كل واحد ثلثا فقط للرابع، والرابع لم يدفع شيئا.

وفي هذه الرواية ان المجتمعين تزاحموا وتدافعوا فيكون سقوط الاول بسببهم فكانت له عليهم الدية، لكن سقط عنهم ثلاثة ارباعها من حيث انه سقط فوقه ثلاثة وكان هو السبب في سقوط الاول منهم وسقط عنهم ثلثا الدية للثاني من حيث سقط فوقه اثنان كان هو السبب في سقوط اولهما وسقط عنهم نصف الدية للثالث من حيث سقط فوقه واحد كان هو السبب في سقوطه واعطي الرابع دية كاملة لانه لم يسقط بسببه احد، واللّه اعلم.

 

القارصة والقامصة والواقصة

6- قال المفيد(75): ثم رفع اليه خبر جارية حملت جارية على عاتقها عبثا ولعبا، فجاءت جارية اخرى فقرصت الحاملة فقمصت(76) لقرصتها فوقعت الراكبة فاندقت [عنقها](77) وهلكت، فقضى(ع) على القارصة بثلث الدية، وعلى القامصة بثلثها، واسقط الثلث الباقي [بقموص الراكبة](78) لركوب الواقصة(79) عبثا القامصة، وبلغ الخبر بذلك الى رسول اللّه(ص)، فامضاه وشهد له بالصواب.

وفي مناقب ابن شهراشوب(80) ما لفظه: ابوعبيد في غريب الحديث(81)،وابن مهدي في نزهة الابصار، عن الاصبغ بن نباتة انه قضى علي(ع) في القارصة والقامصة والواقصة، وهن ثلاث جوار كن يلعبن فركبت احداهن صاحبتها فقرصتها الثالثة فقمصت المركوبة فوقعت الراكبة فوقصت عنقها، فقضى بالدية اثلاثا، واسقط حصة الراكبة لما اعانت على نفسها، فبلغ ذلك النبي(ص) فاستصوبه.

وفي النهاية الاثيرية في مادة قرص(82): في حديث علي انه قضى في القارصة والقامصة والواقصة بالدية اثلاثا هن ثلاث جواركن يلعبن فتراكبن فقرصت السفلى الوسطى فقمصت فسقطت العليافوقصت عنقها فجعل ثلثي الدية على الثنتين، واسقط ثلث العليا لانها اعانت على نفسها.

ثم قال: جعل الزمخشري هذا الحديث مرفوعا وهو من كلام علي(ع). انتهى. وذلك اءن الزمخشري في الفائق(83) ارسله عن النبي (ص)(84).

 

في قوم وقع عليهم حائط

 7- قال المفيد(85): وقضى(ع) في قوم وقع عليهم حائط فقتلهم، وكان في جماعتهم امراة مملوكة واخرى حرة، وكان للحرة[ولد](86) طفل من حر، وللجارية المملوكة ولد طفل من مملوك، ولم يعرف الطفل الحر من الطفل المملوك، فقرع بينهماوحكم بالحرية لمن خرج عليه سهم الحرية منهما، وحكم بالرق لمن خرج عليه سهم الرق [منهما](87)، ثم اعتقه وجعله مولاه وحكم به في ميراثهما بالحكم في الحر ومولاه، فامضى رسول اللّه(ص) هذا القضاء وصوبه.

وفي مناقب ابن شهراشوب(88) بعد ذكر خبر القارصة والقامصة والواقصة المتقدم قال: وقضى في قوم وقع عليهم حائط فقتلهم، وكان في جماعتهم امراة مملوكة واخرى حرة، وكان للحرة ولد طفل من حر وللجارية المملوكة طفل من مملوك، فلم يعرف الحر من الطفلين من المملوك، فقرع بينهما و حكم بالحرية لمن خرج سهم الحرية عليه، و حكم في ميراثهما بالحكم في الحرومولاه، فامضى النبي(ص) ذلك. انتهى. وفيه بعض التفاوت عما رواه المفيد(89).

 

في فرس نفح رجلا فقتله

 8- في البحار(90) عن كتاب قصص الانبياء(91):

روى الصدوق عن ابن موسى، عن الاسدي، عن النخعي، عن ابراهيم بن الحكم، عن عمرو بن جبير، عن ابيه، عن الباقر(ع)، قال: بعث النبي(ص) عليا الى اليمن فانفلت فرس لرجل من اهل اليمن فنفح رجل(92) فقتله، فاخذه اولياؤه ورفعوه الى علي(ع) فاقام صاحب الفرس البينة ان الفرس انفلت من داره فنفح الرجل برجله،فابطل علي(ع) دم الرجل، فجاء اولياء المقتول من اليمن الى النبي(ص) يشكون عليا فيما حكم عليهم فقالوا: ان عليا ظلمناوابطل دم صاحبنا.

فقال رسول اللّه(ص): ان عليا ليس بظلام، ولم يخلق علي للظلم،وان الولاية من بعدي لعلي، والحكم حكمه، والقول قوله، لايردحكمه وقوله الا كافر، ولا يرضى بحكمه وولايته الا مؤمن.

فلما سمع الناس قول رسول اللّه (ص) قالوا: يا رسول اللّه، رضينا بقول علي وحكمه.

فقال: هو توبتكم مما قلتم(93).

 

قضاياه (ع) في حياة الرسول(ص) في غير اليمن

 

 بقرة قتلت حمارا

 

9- قال المفيد(94): وجاءت الاثار ان رجلين اختصما الى النبي(ص) في بقرة قتلت حمارا، فقال احدهما: يا رسول اللّه، بقرة هذا قتلت حماري. فقال: اذهبا الى ابي بكر فاسالاه عن ذلك، فذهبا اليه فقال:

كيف تركتما رسول اللّه وجئتماني؟ قالا: هو امرنا بذلك.

قال: بهيمة قتلت بهيمة لا شيء على ربها.

فعادا الى رسول اللّه(ص) فاخبراه، فقال: امضيا الى عمر.

فمضيا اليه، فقال: كيف تركتما رسول اللّه وجئتماني؟ قالا: انه امرنا بذلك.

قال: كيف لم يامركما بالمصير الى ابي بكر؟ قالا: قد امرنا بذلك وقال لنا كيت وكيت.

فقال: ما ارى الا ما راى ابو بكر.

فعادا الى النبي فاخبراه، فقال: اذهبا الى علي بن ابي طالب.

فذهبا اليه فقال: ان كانت البقرة دخلت على الحمار في مامنه فعلى ربه(95) قيمة الحمار لصاحبه، وان كان الحمار دخل على البقرة في مامنه(96) فقتلته فلاغرم على صاحبها.

فعادا الى النبي (ص) فاخبراه، فقال: لقد قضى علي بن ابي طالب بينكما بقضاء اللّه، ثم قال: الحمد للّه الذي جعل فينا اهل البيت من يقضي على سنن داود في القضاء.

قال المفيد: وقد روى بعض العامة ان هذه القضية كانت من اميرالمؤمنين(ع) بين الرجلين باليمن، وروى بعضهم حسبما قدمناه. انتهى.

ويمكن تعدد الواقعة فاحداهما وقعت باليمن والاخرى بالمدينة.

وفي مناقب ابن شهراشوب(97) ما صورته : مصعب بن سلام، عن الصادق(ع) ان رجلين اختصما الى النبي(ص) في بقرة قتلت حمارا، فقال(ص): اذهبا الى ابي بكر واسالاه [عن ذلك](98)، فلما سالاه قال: بهيمة قتلت بهيمة لا شيء على ربها.

فاخبرا رسول اللّه (ص) فاشار بهما الى عمر فقال كما قال ابو بكر.

فاخبرا رسول اللّه (ص) بذلك، فقال: اذهبا الى علي، فكان قوله (ع): ان كانت البقرة دخلت على الحمار في مامنه(99) فعلى ربها قيمة الحمار لصاحبه، وان كان الحمار دخل على البقرة في(100) مامنها فقتلته فلا غرم على صاحبها، فقال رسول اللّه (ص): لقد قضى بينكما بقضاء اللّه.

ورويت هذه الواقعة في كتاب عجائب احكام اميرالمؤمنين(ع) (101) فانه بعد ما قال: وعنه، عن النوفلي،عن السكوني، وذكر حديثا، قال: وعنه انه رفع الى النبي (ص) ان ثورا قتل حمارا على عهد النبي(ص)، فرفع ذلك اليه وهو في رهط من اصحابه فيهم ابو بكر وعمر، فقال النبي(ص): يا ابا بكر، اقض بينهم.

فقال: يا رسول اللّه، بهيمة قتلت بهيمة ما عليها شيء.

فقال لعمر: اقض بينهم.

فقال مثل مقالة (102) ابي بكر.

فقال: يا علي، اقض بينهم.

قال: نعم، يا رسول اللّه، ان كان الثور دخل على الحمار(103) في مستراحه ضمن اصحاب الثور ثمن الحمار، وان كان الحماردخل على الثور في مستراحه فلا ضمان عليهم.

فرفع النبي(ص) يده الى السماء، وقال: الحمد للّه الذي جعل مني من يقضي بقضاء النبيين(104).

 

في محرم اوطا بعيره ادحي (105) نعام فكسر بيضها

10- في المناقب(106): في احاديث البصريين عن احمد(107)، قال(108) معاوية بن قرة عن رجل من الانصار ان رجلا اوطا بعيره ادحي نعام فكسر بيضها، فانطلق الى علي(ع)، فساله عن ذلك، فقال له: عليك بكل بيضة جنين ناقة اوضراب ناقة:

فانطلق الى رسول اللّه(ص) فذكر ذلك له، فقال رسول اللّه(ص) قدقال علي بما سمعت، ولكن هلم الى الرخصة، عليك بكل بيضة صوم يوم او طعام مسكين(109).

قال المؤلف: فاعل ذلك قد كان حاجا والنبي(ص) قد امضى فيه حكم علي، ولكنه افتى السائل بما هو رخصته وكانه علم انه غيرقادر على غيره.

وياتي في قضاياه في امارة عمر نظير هذا.

قضاياه (ع) في امارة ابي بكر

 

فيمن شرب خمرا ولا يعلم تحريمها

 11- قال المفيد(110): ومن قضاياه في امارة ابي بكر ما جاء به الخبر عن رجال من العامة والخاصة ان رجلا رفع الى ابي بكر وقدشرب الخمر فاراد ان يقيم عليه الحد، فقال: اني شربتها ولا علم لي بتحريمها، لاني نشات بين قوم يستحلونها، ولم اعلم بتحريمها حتى الان، فارتج(111) على ابي بكر الامر بالحكم عليه، فاشير عليه بسؤال امير المؤمنين(ع) عن ذلك، فارسل اليه من ساله.

فقال(ع): مر رجلين ثقتين من المسلمين يطوفان به على مجالس المهاجرين والانصار يناشدانهم [اللّه](112) هل فيهم احد تلاعليه آية التحريم(113) او اخبره بذلك عن رسول اللّه(ص)؟فان شهد بذلك رجلان منهم فاقم عليه الحد، وان لم يشهد احد بذلك فاستتبه وخل سبيله، ففعل ذلك ابو بكر، فلم يشهد [عليه](114) احد فاستتابه وخلى سبيله. انتهى.

وفي مناقب ابن شهراشوب(115): روت الخاصة والعامة ان ابابكر اراد ان يقيم الحد على رجل شرب الخمر، وذكر نحوا مما  ذكره المفيد.

وروى الكليني في الكافي(116)، عن علي، عن ابيه، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن ابي عبداللّه (ع) قال: شرب رجل الخمرعلى عهد ابي بكر فرفع الى ابي بكر، فقال له: اشربت خمرا؟ قال: نعم. قال: ولم وهي محرمة؟ فقال الرجل: اني اسلمت ومنزلي بين ظهراني قوم يشربون الخمر ويستحلونها، ولو علمت انها حرام اجتنبتها.

فالتفت ابو بكر الى عمر، فقال: ما تقول؟ فقال عمر: معضلة وليس لها ابو حسن(117).

فقال ابو بكر: ادع لنا عليا.

فقال عمر: يؤتي الحكم في بيته، فقاما والرجل معهما ومن حضرهما من الناس حتى اتوا امير المؤمنين(ع) فاخبراه بقصة الرجل.

فقال: ابعثوا معه من يدور به على مجالس المهاجرين والانصار من كان تلا عليه آية التحريم فليشهد عليه، ففعلوا ذلك ولم يشهد عليه احد بانه قرا عليه آية التحريم، فخلى عنه، وقال له:

ان شربت بعدهااقمنا عليك الحد.

وفي كتاب عجائب احكامه(118) المقدم ذكره :

وحدثني ابي، عن عثمان بن عيسى، عن ابن مسكان، عن ابي عبداللّه(ع) قال:قضى امير المؤمنين(ع) بقضية ما قضى بها احد كان قبله. وكان اول قضية قضى بها بعد رسول اللّه(ص)، وذلك لما افضى الامر الى ابي بكر اتي برجل قد شرب خمرا.

فقال له ابو بكر: اشربت الخمر؟ فقال الرجل: نعم.

فقال: ولم شربتها وهي محرمة؟ فقال: اني اسلمت ومنزلي بين ظهراني قوم يشربون الخمرويستحلونها، ولم اعلم انها حرام فاجتنبها.

فالتفت ابو بكر الى عمر، فقال: ما تقول يا ابا حفص في امره؟ فقال عمر: معضلة وابو حسن لها.

فقال ابو بكر: يا غلام، ادع عليا.

فقال عمر: بل يؤتي الحكم في منزله، فاتوه في منزله وعنده سلمان،فاخبروه بقصة الرجل، وقص الرجل عليه قصته.

فقال علي لابي بكر: ابعث من يدور معه على مجالس المهاجرين والانصار، فمن كان تلا عليه آية التحريم فليشهد عليه، وان لم يكن احد تلا عليه آية التحريم فلا شي ء عليه.

ففعل ابو بكر بالرجل ما قال علي(ع) فلم يشهد عليه احد، فخلى سبيله، ثم قرئت عليه آية التحريم.

فقال سلمان لعلي(ع): ارشدتهم.

فقال: انما اردت ان اجدد تاكيد هذه الاية في وفيهم: (افمن يهدي الى الحق احق اءن يتبع اءم من لا يهدي الا اءن يهدى فما لكم كيف تحكمون)(119).

ورواه الكليني في الكافي(120): عن العدة، عن احمد بن ابي عبداللّه، عن عمرو بن عثمان، عن علي بن ابي حمزة، عن ابي بصير،عن ابي عبداللّه(ع)، مثله(121).

الهوامش

1 - نفائس المخطوطات بتحقيق الشيخ محمد حسن آل  ياسين: 5.
2 - من وحي الحسين للدكتور مهدي فضل اللّه: 38.
3 - تراثنا بين ماض وحاضر: 28 29.
4 - اعيان الشيعة: 10/371.
5 - ويسمى ايضا: «عجائب احكام امير المؤمنين (ع)».
6 - لقد كان المصدر الرئيسي لهذه الترجمة هو ما كتبه (قده) مترجما نفسه في «اعيان  الشيعة »: 10/333 446.
7 - الذريعة: 7/114 رقم 601.
8 - الذريعة: 7/114 رقم 602.
9 - الذريعة: 1/513 رقم 2512.
10 - الذريعة: 2/7 رقم 14.
11 - الذريعة: 2/120 رقم 486.
12 - الذريعة: 2/248 رقم 996.
13 - الذريعة: 2/275 رقم 1115.
14 - الذريعة: 3/41 رقم 85.
15 - الذريعة: 3/91 رقم 287.
16 - الذريعة: 3/411 رقم 1476.
17 - الذريعة: 4/455 رقم 2027.
18 - الذريعة: 5/152 رقم 652.
19 - الذريعة: 5/220 رقم 1050.
20 - الذريعة: 7/25 رقم 117.
21 - الذريعة: 7/41 رقم 212.
22 - الذريعة: 8/66 رقم 226.
23 - الذريعة: 8/78 رقم 276.
24 - الذريعة: 8/82 رقم 297.
25 - الذريعة: 8/135 رقم 508.
26 - الذريعة: 8/92 رقم 332.
27 - الذريعة: 8/145 رقم 561.
28 - الذريعة: 10/173 رقم 352.
29 - الذريعة: 10/239 رقم 762.
30 - الذريعة: 11/273 رقم 1686.
31 - الذريعة: 12/196 رقم 1309.
32 - الذريعة: 13/117 رقم 373.
33 - الذريعة: 13/136 رقم 454.
34 - الذريعة: 15/20 رقم 99.
35 - الذريعة: 17/98 رقم 533.
36 - الذريعة: 17/243 رقم 78.
37 - الذريعة: 18/9 رقم 420.
38 - الذريعة: 18/43 رقم 598.
39 - الذريعة: 18/357 رقم 466.
40 - الذريعة: 19/360 رقم 1610.
41 - الذريعة: 21/176 رقم 4494.
42 - الذريعة: 21/311 312 رقم 5227 5230.
43 - الذريعة: 22/271 رقم 7044.
44 - الذريعة: 23/213 رقم 8670.
45 - الذريعة: 24/291 رقم 1514.
46 - لقد اتممنا تحقيقه وطبع بعنوان «قضايا امير المؤمنين.علي بن ابي طالب (ع)» وذلك وفقا لما سماه النجاشي (ره).
47 - الذريعة: 17/151 رقم 788.
48 - ص 360.
49 - رجال النجاشي: 418.
50 - لقد مرت الاشارة اليه في فقرة «حول الكتاب ».
51 - لقد ترجمه المؤلف (قده) في اعيان الشيعة: 7/464 قائلا:وجدنا خطه على كتاب «عنوان المعارف وذكر الخلائف » للصاحب بن اسماعيل بن عباد بما صورته: نسخ منه ابوالنجيب عبدالرحمن بن محمد بن عبدالكريم الكرخي في شهور سنة ثمان وعشرين وخمسمائة بلغ مناه في آخرته ودنياه.
52 - قال المؤلف (قده): اشتقاق الاصبغ من قولهم: فرس اصبغ، والانثى: صبغاء، وهوالذي في طرف اذنيه بياض.
53 - 2/355.
54 - فضائل الصحابة: 2/654 ح 1113 (فضائل امير المؤمنين لاحمد: 168 ح 235).
55 - مناقب علي بن ابي طالب (ع) لابن المغازلي: 288 ح 329، ذخائر العقبى: 20 و 85،الرياض النضرة: 3 / 169 170،
جواهر المطالب: 1/207، احقاق الحق: 8/47، بحارالانوار: 104/412 ح 19، ينابيع المودة: 1/225 ح 54.
56 - 1/194.
57 - كذا في المصدر، وفي الاصل: الحلال والحرام.
58 - في المصدر: تنفذني.
59 - مسند الامام زيد: 262، مسند ابي داود الطيالسي: 19، الطبقات الكبرى: 2/337،المصنف لابن ابي شيبة: 10/176 ح 9147، مسند احمد بن حنبل: 1/83 و88 و111و136 و149، فضائل الصحابة م لاحمد: 2/580 ح 984 وص 646 ح 1096، سنن ابي داود: 3/301 ح 3582، سنن ابن ماجة: 2/774 ح 2310، انساب الاشراف: 2/100 آ102 ح 32 و33، مناقب امير المؤمنين علي (ع) لمحمد بن سليمان الكوفي: 2/605ح 1104، خصائص النسائي: 91 97 ح 32 37، اخبار القضاة لوكيع: 1/84 88،مسند ابي يعلى الموصلي: 1/268 ح 316 وص 323 ح 401، المستدرك على الصحيحين: 3/135، حلية الاولياء: 4/381 382، السنن الكبرى للبيهقي: 10/86و140 و141، دلائل النبوة للبيهقي: 5/397، تاريخ بغداد: 12/444، مناقب علي بن ابي طالب (ع) لابن المغازلي: 248 250 ح 296 299، المقنع في الامامة: 81،مصابيح السنة: 3/24 ح 2816، المناقب للخوارزمي: 83 ح 71، ترجمة الامام علي (ع)من تاريخ مدينة دمشق: 2/490 497 ح 1011 1018، الخرائج والجرائح: 1/53ح 83، مناقب ابن شهراشوب: 1/84، وج 2/129، تذكرة الخواص: 44، كشف الغمة:1/114، المستجاد: 119، فرائد السمطين: 1/167 ح 129، تهذيب الكمال: 20/485،البداية والنهاية: 5/107، جواهر المطالب: 1/204 و205، الصواعق المحرقة: 123،كنز العمال: 13/113 ح 36369، احقاق الحق: 8/47، بحار الانوار: 18/12 ح 29، وج 40/177 ح 61 وص 244، مناقب اهل البيت (ع) للشرواني: 191، ينابيع المودة:1/228 ح 62، معادن الجواهر: 2/28 ح 1.
60 - كذا في الارشاد، وفي الاصل: يملكان رقها على السواء فوطئاها في طهر واحد.وفي الارشاد بدل «جهلا بالتحريم »: على ظن منهما جواز ذلك لقرب عهدهما بالاسلام  وقلة معرفتهما بما تضمنته الشريعة من الاحكام.
61 - من الارشاد.
62 - من الارشاد.
63 - ارشاد المفيد: 1/195.
64 - 2/353.
65 - سنن ابي داود: 2/281 ح 2269 2271.
66 - سنن ابن ماجة: 2/786 ح 2348.
67 - 2/645 ح 1095.
68 - ارشاد المفيد: 1/196.
69 - الزبية: حفرة في موضع عال تغط ى فوهتها، فاذا وطئها الاسد وقع فيها. «المعجم الوسيط: 1/389».
70 - 2/353 354 وص 378.
71 - 1/77.
72 - قضايا امير المؤمنين (ع): ح 98 و192.
73 - احتبى: جلس على اليتيه وضم فخذيه وساقيه الى بطنه بذراعيه ليستند، ويقال:احتبى بالثوب: اداره على ساقيه وظهره وهو جالس على نحو ماسبق ليستند «المعجم الوسيط: 1/154».
74 - فضائل الصحابة لاحمد: 2/722 ح 1239، الام: 7/177، المصنف لابن ابي شيبة:9/400 وج 10/175، اخبار القضاة لوكيع: 1/95، مشكل الاثار: 3/58، الكافي:7/286 ح 2 و3، من لا يحضره الفقيه: 4/116 ح 5234، المقنعة: 750، السنن الكبرى  للبيهقي: 8/111، تهذيب الاحكام: 10/239 ح 951 و952، العمدة لابن البطريق: 316ح 411 و412، مصباح الانوار: 182 (مخطوط)، تذكرة الخواص: 44، ذخائر العقبى:84، ميزان الاعتدال: 1/619، مجمع الزوائد: 6/287، جواهر المطالب: 1/206، احقاق الحق: 8/67 70، وسائل الشيعة: 19/176 ح 2، بحار الانوار: 104/385 ح 1وص 393 ح 30، معادن الجواهر: 2/28 ح 2 وص 45 ح 37، قضاء امير المؤمنين (ع)للتستري: 35 ح 3.
75 - ارشاد المفيد: 1/196.
76 - في المصدر: فقفزت، وفي بعض نسخه: فقعصت.
77 - من المصدر.
78 - من المصدر.
79 - الوقص: كسر العنق. «النهاية: 5/214 وقص ».
80 - 2/354.
81 - الغريبين: 1038 وقص .
82 - 4/40. وفي ص 108 مادة قمص.
83 - 3/170.
84 - الام: 7/177، من لا يحضره الفقيه: 4/169 ح 5388، المقنعة: 750، السنن الكبرى للبيهقي: 8/112، تهذيب الاحكام: 10/241 ح 960، احقاق الحق: 8/86، وسائل الشيعة: 29/240 ح 1 و2، بحار الانوار: 40/245 246 وج 104/385 ح 2 وص 393ذح 30، معادن الجواهر: 2/29 ح 3.
85 - ارشاد المفيد: 1/197.
86 - من المصدر.
87 - من المصدر.
88 - 2/354.
89 - بحار الانوار: 40/246 وج 104/357 ح 16، معادن الجواهر: 2/29 ح 4.
90 - بحار الانوار: 21/362 ح 5 وج 104/400 ح 1.
91 - قصص الانبياء للراوندي: 286 ح 352.
92 - اي ضربه برجله.
93 - الكافي: 7/352 ح 8، امالي الصدوق: 285 ح 7، تهذيب الاحكام: 10/228ح 900، مناقب ابن شهراشوب: 2/33، وسائل الشيعة: 29/257 ح 1، بحار الانوار:38/101 ح 2 وج 40/150 وص 316 ح 74 وج 104/389 ح 19، قضاء امير المؤمنين(ع) للتستري: 192 ح 3.
94 - ارشاد المفيد: 1/197.
95 - كذا في المصدر، وفي الاصل: منامه.
96 - كذا في المصدر، وفي الاصل: منامها.
97 - 2/354.
98 - من المصدر.
99 - كذا في المصدر، وفي الاصل: منامه.
100 - كذا في المصدر، وفي الاصل: منامها.
101 - قضايا امير المؤمنين (ع): ح 5 و244.
102 - في المصدر : ما قال.
103 - كذا في المصدر، وفي الاصل: حماره.
104 - الكافي: 7/352 ح 6 و7، خصائص الائمة (ع): 81، تهذيب الاحكام: 10/229ح 901 و902، مقصد الراغب: 43 (مخطوط)، الفضائل لشاذان: 167، المستجاد: 120،الفصول المهمة لابن الصباغ: 34، الصواعق المحرقة: 123 ح 10، احقاق الحق: 8/48وص 84 85 عن عدة مصادر للعامة، غاية المرام: 529 ح 1 وص 530 ح 2، بحارالانوار : 40/246 247 وج 104/400 401 ح 2 6، ينابيع المودة: 1/228 ح 63،معادن الجواهر: 2/29 ح 5، قضاء امير المؤمنين (ع) للتستري: 189 ح 1.
105 - الادحي: هو الموضع الذي تبيض فيه النعامة وتفرخ، وهو افعول من دحوت لانهاتدحوه برجلها اي تبسطه ثم تبيض فيه . (المؤلف).
106 - 2/354 355.
107 - مسند احمد بن حنبل: 5/58.
108 - كذا في المصادر، وفي الاصل والمصدر: عن احمد، عن جابر، قال.
109 - المصنف لابن ابي شيبة: 4/14، سنن الدارقطني: 2/248 ح 55 وص 249 ح 59،كنز العمال: 5/42 ح 11972، بحار الانوار: 99/147 ح 5.
110 - ارشاد المفيد: 1/199.
111 - اي استبهم عليه الامر.

112 - من المصدر.
113 - اي قوله تعالى في سورة الاعراف 33: (قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها ومابطن والا ثم والبغي بغير الحق...).
114 - من المصدر.
115 - 2/356.
116 - 7/216 ح 16.
117 - اي: وليس لها مثل ابي حسن كما جاء في رواية اخرى: قضية ولا ابو حسن لها. قال النحويون: اي ولا مثل ابي حسن لها، واستشهدوا به على اقامة المضاف اليه مقام المضاف. «المؤلف ».
118 - قضايا امير المؤمنين (ع): ح 99 و156.
119 - سورة يونس: 35.
120 - 7/249 ح 4.
121 - خصائص الائمة (ع): 81، تهذيب الاحكام: 10/94 ح 361، المستجاد: 122،بحار الانوار: 40/298 ح 55 وص 299 ح 56 وج 79/159 ح 13 وص 164 ح 21،معادن الجواهر: 2/30 ح 6، قضاء امير المؤمنين (ع) للتستري: 52 ح 1.