الرابع (1) :
   في نسب معاوية : روى ابو المنذر هشام بن محمد بن السائب (2) الكلبي في كتاب المثالب قال (3) : كان معاوية لأربعة : لعمارة (4) بن وليد بن المغيرة المخزومي ، ولمسافر بن عمر (5) ، ولابي سفيان ، ولرجل آخر سماّه ، وكانت هند أمّه من المغيلمات (6) ، وكان أحبّ الرجال إليها السودان ، وكانت إذا ولدت أسود قتلته (7) .
   [ قال ] (8) : وكانت حمامة بعض (9) جدّات معاوية لها رآية في « ذي المجاز » (10)
____________
(1) في نسخة (ر) : القول .. بدلا من : الرابع .
(2) لا توجد في الطبعة الحجرية : بن السائب ، كما لا توجد كلمة : الكلبي في نسخة (ر) ، وكلمة (بن) الأخير في نسخة ( ألف ) .
(3) مثالب العرب : 72 ـ من نسختنا ـ . وقال الزمخشري في ربع الأبرار 3|549 : .. وكان معاوية يعزى الى أربعة .. وقد حكاه عن كتابنا هذا العلامة المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار 33|198 برقم 485 ، وكذا عن كتاب كشف الحق للعلامة الحلي رحمه الله .
(4) في نسخة ( ر) : لعثمان : .. بدلا من : لعمارة .
(5) في المصدر والبحار : .. ابن عمرو ، وهو الصواب .
(6) في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) : المعلمات وفي بحار الأنوار : المغلمات ، وفي نسخة (ر) : العاهرات ، وكلّ محتمل ، إذ كونها من المعلمات ـ أي صاحبات العلم والرآية ـ حيث كانت ممن تضع علما على دارها كي تقصد بالفاحشة والزنا ، والغُلمة : شهوة الضراب ، والمغيلم : المرأة التي غُلبت شهوة . لاحظ : لسان العرب 439|12 ، تاج العروس 9|4 .
(7) في نسخة (ر) : خنقته ، بدلا من : قتلته .
(8) مثالب العرب : 85 ـ من نسختنا ـ . وانظر ما ذكره ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة في نسب معاوية وجّدته حمامة 2|125 ، 135 و 3|245 ، وجاء فيه 1|336 : .. وكانت هند تذكر في مكة بفجور وعهر .
(9) في بحار الأنوار : إحدى .. بدلا من : بعض .
(10) قال في معجم البلدان 5|55 : .. وذو المجاز موضع سوق بعرفة على ناحية كبلب ، عن

=


( 167 )

تغنّي (1) من ذوات الرايات (2) في الزنا .
   وروى الحافظ أبو سعد (3) اسماعيل بن علي السماّن (4) الحنفي (5) ـ من علماء السنّة (6) ـ ذكر في كتاب مثالب بني أمية ، والشيخ أبو الفتوح محمد بن جعفر الهمداني (7) من علماء السنّة في كتاب بهجة (8) المستفيد : أن مسافر بن أبي عمر [و] بن أمية بن عبد الشّمس كان ذا مال (9) وسخاء (10) ، فعشق هندا وجامعها
____________
=
يمين الإمام على فرسخ من عرفة كانت تقوم في الجاهلية ثمانية أيام .. وقال الأصمعي : ذو المجاز ماء في أصل كبلب وهو لهذيل ، وهو خلف عرفة ، وانظر : مراصد الإطلاع 3|1229 .
   وفي الطعبة الحجرية : ذي المجار ..
(1) لا توجد كلمة : تغنّي .. في نسخة (ر) .
(2) كذا في نسخة (ر) ، وفي المطبوع من الكتاب ونسخة ( ألف ) : الغايات ، وكذا في نسخة ( ن ) .
(3) في الطبعة الحجرية : أبو سعيد .. وفي نسخة (ر) : أبو سعد بن ..
(4) في نسخة ( ألف ) و (ر) والبحار : السمعاني .
(5) هو إسماعيل بن علي بن الحسين زنجوية الرازي أبو سعد السمان ، الحافظ المعتزلي ، وهو شيخهم في وقته ، له جملة كتب في الإمامة والحديث وغيرهما مات بالري سنة 447 هـ ، وقيل غير ذلك ، انظر عنه : لسان الميزان 1|321 ، الأعلام 1|319 عن عدة مصادر ، وغيرها .
(6) وحكاه عنه العلامة المجلسي في بحار الأنوار 33|198 برقم 485 ، وكذا عن العلامة الحلي رحمه الله في كتابه كشف الحق .
(7) هو المعروف بـ : ابن المراعي ، أبو الفتح المتوفى سنة 371 هـ أديب سكن بغداد ، وكتابه البهجة على نمط كتاب الهامل للمبرد ، وله مؤلفات أخر ، انظر عنه : بغية الوعاة : 28 ، تاريخ بغداد 2|152 ، الأعلام 6|71 عن عدة مصادر ، وغيرها .
(8) في الطبعة الحجرية : كتابه نهجة .. وهو سهو .
(9) في نسخة ( ألف ) ، و (ر) والبحار : جمال .. بدلا من : مال .
(10) لا توجد : وسخاء .. في نسخة ( ألف ) .

( 168 )

سفاحا ، فاشتهر (1) ذلك في قريش وحملت ، فلما ظهر السّفاح (2) هرب مسافر خوفا (3) من أبيها عتبة ، ثمّ أتى (4) الحيرة ، وكان فيها سلطان العرب عمرو (5) بن هند ، وطلب (6) أبوها عتبة أبا سفيان و وعده بمال جزيل ، وزوّجه هنداُ ، فوضعت بعد ثلاثة أشهر معاوية (7) ، ثمّ ورد أبو سفيان على عمرو ابن هند أمير العرب (8) ، فسأله مسافر عن حال هند ، فقال : أني تزوّجتها (9) ، فمرض مسافر ومات (10) .
   فلينظر العاقل الى (11) معاوية ، والى (12) شهادة علماء (13) السنّة عليه أنه
____________
(1) في نسخة (ر) والبحار : واشتهر .
(2) في نسخة (ر) : الحمل .. بدلا من : السّفاح .
(3) كلمة : خوفا .. أخذت من نسخة ( ألف ) .
(4) وردت كلمة : ثمّ أتى .. من نسخة ( ألف ) ، وفي غيرها : الى .
(5) كذا في البحار عنه ، وفي نسخة ( ألف ) ، وفي سائر النسخ : عمر .
(6) في نسخة (ر) : فطلب .
(7) في نسخة (ر) : بتقديم وتأخير : .. معاوية بعد ثلاث أشهر .
(8) لا توجد : أمير العرب ، في نسخة (ر) .
(9) في الطبعة الحجرية : أنا تزوّجتها [ كذا ] ، وفي نسخة ( ألف ) : تزوّجتها .
(10) كذا في مثالب العرب : 72 ـ 73 ، ولاحظ : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 1|336 ، ربيع الأبرار للزمخشري : 3|549 ، الأغاني : 9|49 ، تذكرة الخواص : 184 العقد الفريد : 6|86 ـ 88 ، الكامل للبهائي : 2|202 .. وغيرها .
(11) لا توجد : العاقل الى .. في نسخة (ر) ، وهي سقط قطعا .
(12) في الطبعة الحجرية : على ، بدلا من : والى ، وفي (ر) بدون واو .
(13) لا توجد في مطبوع الكتاب ونسخة ( ألف ) كلمة : علماء .

( 169 )

   لخمس (1) نفر كلّ يدعي (2) أنه ابنه ، وأنه (3) ولد على فراش أبي سفيان لثلاث أشهر ، وان أمه هند ، الامة الزانية (4) وجدّتها (5) حمامة ، كانتا (6) من العواهر الناصبات الرآيات ـ علامة للعهر (7) لتعرف (8) بذلك ليقصدها (9) الزناة ـ . ومع ذلك يجعلونه خليفة وواسطة بينهم وبين ربهم . !!
   الخامس (10) :
   في نسب يزيد بن معاوية : قاتل الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام .
   قد رووا (11) أن أمّه ميسون (12) بنت بجدل (13) الكلبية ، أمكنت عبد أبيها من
____________
(1) في الطبعة الحجرية : خمسة ، وقد وضع عليها رمز نسخة بدل : لأربعة ، وجاءت في نسخة ( ألف ) من دون رمز نسخة بدل .
   أقول : بعد أن عد الكلبي آباء معاوية أربعة ، قال : وكان مسافر بن أمية بن عبد مناف يتهم بهند .. ومن هنا جاء عدّهم لهم بخمسة . انظر : مثالب العرب : 72 ـ 73 .
(2) في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية : يدّعيه .
(3) لا توجد : وأنه .. في الطبعة الحجرية .
(4) لا توجد : الأمة الزانية .. في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية .
(5) في نسخة ( ألف ) : وجدته .
(6) حذفت من نسخة (ر) كلمة : كانتا .
(7) العهر : الزنا ، والعاهر : الزاني ، لاحظ : صحاح اللغة 2|762 مادة ( عهر ) .
(8) في الطبعة الحجرية : لمتعرّف .
(9) في بعض النسخ : فيقصدها .
(10) في نسخة (ر) : القول .. بدلا من : الخامس .
(11) في نسخة (ر) : روى . وقد نقله العلامة المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار 44|309 بعنوان ( تذنيب ) عن هذا الكتاب وغيره .
(12) لا توجد كلمة : ميسون في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) .
(13) في الطعبة الحجرية : نجدل .

( 170 )

نفسها فحملت بيزيد لعنة الله عليه (1) ، والى هذا المعنى (2) أشار النسابة البكري (3) ـ من علماء السنة ـ يقول (4) :

فـان يكـن الزمـان أتى عـلينا
بقتل (5) الترك والمـوت الوحيـيّ (6)
فـقد قـتل الدّعـيّ وعـبد كلب
بأرض الطــف أولاد النّــبي (7)

   أراد بـ : الدّعيّ : عبيد الله بن زياد ، فإن أباه زياد (8) بن سميّة ، كانت أمه سميّة (9) مشهورة بالزنا ، وولد على فراش أبي عبيد عبد (10) بني علاج من ثقيف ، فادّعى معاوية أن أبا سفيان زنى بأم زياد فأولدها زيادا (11) ، وأنه أخوه ، فصار
____________
(1) مجالس المؤمنين 2|547 عن مثالب الصحابة .
(2) كلمة : المعنى ، أخذت من نسخة ( ألف ) .
(3) في بحار الأنوار : الكلبي ، وهو الظاهر .
(4) لا توجد في نسخة (ر) : من علماء السنة يقول .. وفيه بدلا من ذلك : بقوله .
(5) في الطبعة الحجرية : لقبل .
(6) الوحي : بمعنى الخفي ومنه الوحي ، ويأتي بمعنى السريع ـ يمد ويقصر ـ يقال : موت وحيّ .. أي سريع ، وهو المراد هنا ، لاحظ : الصحاح 9|252 ، والنهاية 5|163 ، وغيرهما .
(7) مجالس المؤمنين : 2|547 عن مثالب الصحابة .
   وجاء البيت الأول فيه هكذا :
فــإن يكن الزمان أبى علينا * بقتل الشرك ! والموت الوصي !
(8) لا توجد في نسخة (ر) : فإن أباه زياد .
(9) حذفت جملة : كانت أمه سمية ، من نسخة (ر) .
(10) لا توجد كلمة : عبد ، في الطبعة الحجرية .
(11) لا توجد كلمة : فاولدها زيادا ، في الطبعة الحجرية ، وفي نسخة ( ألف ) : زنى بأم ولدها

=


( 171 )

إسمه : الدّعيّ ، فكانت عائشة تسميّه : زياد بن أبيه ، أو ابن أمه (1) ، لأنه ليس له أب معروف (2) .
   ومراده بـ : عبد كلب : يزيد بن معاوية لعنه الله (3) ؛ لأنه من عبد بجدل (4) الكلبي (5) .
   فلينظر (6) العاقل الى أصول هؤلاء القوم الذين كانوا (7) يقدّمونهم على آل محمد [ صلى الله عليه وآله وسلام ] الذين أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا .
   السادس (8) :
   في نسب عمر بن سعد : الذي قاتل الحسين عليه السلام ، وقد نسبوا أباه
____________
=
زياد أو أنه ..
(1) حذفت من نسخة ( ألف ) ومطبوع الكتاب والبحار : أو ابن أمّه .
(2) انظر : تارخ الطبري 4|164 ، اسد الغابة 2|215 ، تاريخ ابن عساكر 9|64 ، تاريخ اليعقوبي 2|218 ـ 219 ، تاريخ ابن كثير 8|28 ، مروج الذهب 3|15 و 191 ـ 194 ، ربيع الأبرار 3|547 ، الكامل لابن الأثير ؟؟ |461 ـ 471 .. وغيرها .
(3) لا توجد لعنه الله .. في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية .
(4) في الطبعة الحجرية : نجدل .
(5) أنساب الأشراف 1|1149 القسم الرابع . والى هنا ما في بحار الأنوار 44|309 .
(6) في الطبعة الحجرية : فينظر .
(7) لا توجد في نسخة ( ألف ) و (ر) : كانوا .
(8) لا توجد في نسخة (ر) : السادس ، وكذا في البحار ، وحكاه فيه 44|309 بعد كلامه السالف .

( 172 )

سعدا (1) الى غير أبيه ، وأنه من (2) رجل من بني عذرة (3) ، كان خدنا لأمه (4) ، ويشهد بذلك (5) قول معاوية له (6) حين قال سعد لمعاوية : أنا أحق بذلك الأمر منك ، فقال له (7) معاوية : يأبى عليك ذلك بنو عذرة ، .. وضرط له (8) ! ، روى (9) ذلك النوفل بن سلمان (10) ـ من علماء السنّة ـ .
   ويدل على ذلك قول السيد الحميري (11) في سعد (12) :

قـوم تـداعـوا زنـيما ثمّ سـادهم (13)
لولا خمول بـني سـعد (14) لمـا سـادا
____________
(1) حذفت كلمة : سعدا من نسخة (ر) .
(2) كلمة : من ، من زيادات الطبعة الحجرية .
(3) في الطبعة الحجرية : غدرة .
(4) في مطبوع الكتاب : ضراء بالأمية .. ولا نعرف معناها ، ولعلها مصحفة أو محرفة . والخدن : الصاحب ، لاحظ معجم مقاييس اللغة 2|163 .
(5) جاء هنا على النسخة الحجرية ، ونسخة بدل : بهذا .
(6) لا توجد : له ، في الطبعة الحجرية . ولا في بحار الأنوار .
(7) لا توجد : له ، في نسخة ( ألف ) و (ر) .
(8) مروج الذهب 3|203 .
(9) في المطبوع من الكتاب : وروى ، ولا ضرورة للواو .
(10) في الطبعة الحجرية : ابن سماّن [ كذا ] بغير ( نوفل ) ، وفي نسخة ( ألف ) : وروى ذلك ابن سليمان ، وهو الذي جاء في بحار الأنوار .
(11) ديوان السيّد الحميري : 163 ، وهي كم قصيدة ذات (11) بيتا هذا آخرها يمدح فيها أمير المؤمنين عليه السلام ويعرّض بمن توقف أو تخلف عن بيعته وقعد عن نصرته ، وقد جاءت في مروج الذهب 3|24 ، وأعيان الشيعة 12|136 , 239 وغيرهما .
(12)في نسخة (ر) : شعره .. بدلا من : سعد . ولا يوجد : سعد ، في بحار الأنوار .
(13) في الطبعة الحجرية : ساد بهم .
(14) في المصدر : بين زهر : بدلا من : بني سعد ، ويقصد بهم بنو زهرة قبيلة سعد بن

=


( 173 )

   السابع (1) :
   في نسب طلحة بن عبيد الله : روى أبو المنذر هشام بن محمد بن (2) السائب الكلبي (3) : أن (4) من جملة البغايا وذوي الرآيات صعبة (5) بنت الحضرمي (6) ـ أم طلحة ـ كان لها رآية بمكة ، [ واستبضعت بأبي سفيان ] (7) فوقع عليها أبو سفيان ، وتزوجّها عبيد الله (8) بن عثمان ـ من بني تميم ـ فجاءت بطلحة لستة اشهر ، فاختصم أبو سفيان وعبيد الله في طلحة ؛ فجعلا أمرهما الى صعبة فالحقته بعبيد الله ، فقيل لها : كيف تركت أبا سفيان ؟ فقالت : يد عبيد الله طلقة ، ويد أبي سفيان نكدة (9) .
____________
=
أبي وقاص .
(1) لا توجد كلمة : السابع ، في نسخة (ر) .
(2) لا توجد : بن .. في الطبعة الحجرية .
(3) مثالب العرب : 85 ـ 86 ، وحكاه عنه العلامة المجلسي في بحار الأنوار 32|218 ، وقبله العلامة الحلي في كتابه كشف الحق : 356 ، وكذا صاحب كتاب تحفة الطالب كما قاله الأول .
(4) لا توجد : أن ، في نسخة ( ألف ) .
(5) في المصدر : صفية فهي بنت الحضرمي .
(6) في نسخة (ر) : الخضرمي .
(7) جاء في بحار الأنوار زيادة : واستبضعت بأبي سفيان .. ألحقت بالمتن .
(8) في المصدر : عبدالله .
(9) في مطبوع الكاب : مكرة ، وفي نسخة ( ألف ) وبحار الأنوار : نكرة ، وفي المصدر : كره .
   أقول : حكى العلامة المجلسي عن العلامة الحلي في كشف الحق ـ أواخر المسألة الخامسة في الإمامة تحت عنوان نسب طلحة ـ : 356 من طبعة بيروت قال : .. وممن كان يلعب به ويتخنث عبيد الله أبو طلحة . ثم قال : فهل يحلّ لعاقل المخاصمة مع هؤلاء لعلي عليه السلام ..؟!

=


( 174 )

   الثامن (1) :
   في نسب الزبير بن العوام : فقد رووا (2) أن العوام كان عبدا لخويلد ، ثم اعتقه وتبنّاه (3) ، ولم يكن من قريش ، وذلك أن العرب في الجاهلية إذا كان لأحدهم عبد وأراد ان ينسبه الى نفسه ويلحقه بنسبه أعتقه وزوّجه كريمة من العرب ، فيلحق بنسبه ، فكان هذا من سنن الجاهلية (4) .
   وقد فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بزيد بن حارثة ، وكان زيد قد سُرق من أبيه حارثة الكلبي ، فبيع في سوق عُكاظ ، فاشتراه (5) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمال خديجة عليها السلام ، فلما أظهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الدعوة سارعت خديجة الى الإسلام ، فسارع (6) زيد أيضا (7) إليه (8) ، فاستوهبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم من خديجة ليعتقه ،
____________
=
   وقال أيضا في 32|218 : وقول عثمان لطلحة ـ وقد تنازعا ـ : والله إنك أول أصحاب محمد تزوج بيهودية ، فقال طلحة : وانت والله ، لقد قلت : ما يحبسناها هنا ألا نلحق بقومنا .. ثم قال : وقد روي من طريق موثوق به ما يصحح قول عثمان لطلحة . فروي أن طلحة عشق يهودية فخطبها ليتزوجها فأبت إلا ان يتهود ففعل .
(1) لا توجد كلمة : الثامن .. في نسخة (ر) .
(2) في نسخة (ر) : روي .. وفي بحار الأنوار : قد ورد ، وقد أورده في بحار الأنوار 32|219 وحكاه عن صاحب كتاب تحفة الطالب .
(3) جاء على حاشية الطبعة الحجرية هنا : أي أخذه ابنا .
(4) في نسخة (ر) والبحار : العرب ، بدلا من : الجاهلية . وتعرض في البحار بعد ذلك الى قصة عدي بن حاتم الآتية .
(5) في المطبوع : واشتراه .
(6) كذا في الطبعة الحجرية ، وفي نسخة (ر) : فأسلم .
(7) توجد هنا كلمة : إليه ، حذفت من نسخة (ر) ، وهو أولى .
(8) كلمة : إليه ..مزيدة من نسخة ( ألف ) .

( 175 )

ففعلت خديجة ذلك .
   فبلغ (1) أباه الخبر أنه أسلم (2) مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بمكة (3) فأقبل أبوه الى مكة في طلبه . وكان أبوه حارثة (4) من وجوه بني كلاب ، فصار (5) الى أبي طالب في جماعة من العرب يتوجّه (6) بهم الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليردّ عليه ابنه زيدا بعتق أو بيع ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « زيد حرّ فليذهب حيث يشاء (7) » ، فقال له (8) أبوه : ألحق يا بُنيّ بقومك وحسبك ونسبك ، فقال زيد : ما كنت لأفارق حضرة (9) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. فجهد به أبوه ، فقال : إني ما أتبرّء من رقّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (10) ، فقال له (11) أبوه : إني أتبرء منك ! ، فقال زيد (12) : ذلك إليك ، فقال حارثة : يا معشر قريش
____________
(1) في نسخة ( ألف ) والمطبوع : وبلغ .
(2) لا توجد كلمة : أسلم ، في المطبوع من الكتاب ، ولا في نسخة ( ألف ) .
(3) لا توجد : بمكة ، في الطبعة الحجرية .
(4) حذفت كلمة : حارثة ، من نسخة (ر) .
(5) في نسخة (ر) : فجاء .. بدلا من : فصار .
(6) في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية ، فتوجه .
(7) في نسخة (ر) : يشاء .
(8) لا توجد كلمة : له .. من نسخة ( ألف ) .
(9) لا توجد كلمة : حضرة .. في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) .
(10) من قوله : فجهد .. الى هنا لا يوجد في المطبوع في الكتاب ، وجاء بدلا منها في نسخة ( ألف ) : فقال ما أفارق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
(11) لا توجد كلمة : له ، في الطبعة الحجرية ، كما لا يوجد في نسخة ( ألف ) : له أيوه .
(12) لاحظ : قصة زيد في التفسير المنسوب للإمام العسكري عليه السلام : 268 ـ 271 ـ

=


( 176 )

و (1) العرب ! إشهدوا أني برئت (2) من زيد ، فليس هو ابني ولا أنا ابوه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « يا معشر قريش ! إن (3) زيد إبني وأنا أبوه » ، فدُعي : زيد بن محمد على رسمهم الذي كان في الجاهلية في أدعيائهم ، وكان زيد كذلك حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم تزوّج بامرأة زيد (4) ، فأنكر ذلك جماعة من الصحابة (5) ، فأنزل الله تعالى في محكم كتابه (6) : ( ما كان محمد أبا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) (7) .
   وقال تعالى (8) : ( وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم .. ) الآية (9) .
____________
=
290 ـ 296 ، مجمع البيان للطبرسي 8|336 ـ 337 ذيل الآية الشريفة ، تفسير علي بن إبراهيم القمي 514 ـ 516 من الطبعة الحجرية .. وغيرهما .
   وجاءت مكررا في بحار الأنوار 22|82 و 172 ـ 173 ، و 97|60 وغيرها عن عدة مصادر .
(1) لا يوجد في الطبعة الحجرية : قريش و ..
(2) في نسخة (ر) : تبرّءت .
(3) لا توجد : إن ، في نسخة (ر) ، وفي نسخة ( ألف ) : ويكون زيدا .
(4) في نسخة (ر) : بأمرته .
(5) انظر : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 11|68 ، اُسد الغابة 2|224 ، السيرة النبوية لابن هشام 1|264 ، الإصابة 1|563 ، الكامل للبهائي : 269 .
(6) لا توجد : في محكم كتابه .. في نسخة ( ألف ) و الطبعة الحجرية .
(7) سورة الأحزاب (33) : 40 .
(8) في المطبوع من الكتاب : ثم قال .. بدلا من : قال تعالى .
(9) سورة الأحزاب (33) : 4 .

( 177 )

   فالعوام ؛ أبو الزبير إنما نسب الى خويلد على هذه الحالة لا (1) على أنه ابنه لصلبه (2) ..
   وتصديق ذلك (3) ؛ شعر عديّ بن حاتم في عبد الله [ بن ] الزبير (4) بحضرة معاوية ، وذلك (5) أن عديّ بن حاتم (6) ذهبت كلتا عينيه (7) يوم الجمل ـ وهو مع علي عليه السلام ـ ، ثم قدم على معاوية وعنده (8) جماعة من قريش ـ وفيهم عبدالله بن الزبير ـ فقال عبدالله لمعاوية : ذرنا نكلم عدّيا ، فقد زعموا أن عنده (9) جوابا حاضرا (10) .
   فقال معاوية (11) : إني أُحذركموه .
   فقالوا (12) : لا عليك ؛ دعنا وإياه . فقال ابن الزبير (13) : يا أبا طريف (14) ! متى
____________
(1) لا توجد كلمة : لا ، في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) .
(2) في المطبوع من الكتاب : بصلبه .
(3) كذا في نسخة ( ألف ) ، وفي سائر النسخ : ذا .
(4) في نسخة (ر) : ويصدق ذلك عدي بن حاتم بشعره بأبنه الزبير ..
(5) كذا في نسخة ( ألف ) ، وفي سائر النسخ : وذا .
(6) لا يوجد : بن حاتم .. في نسخة (ر) . وقد نقل هذه الواقعة العلامة المجلسي في بحار الأنوار 32|219 ـ 220 ، عن كتابنا هذا ، ذيل ما مرّ منه سلفا .
(7) في نسخة ( ألف ) و (ر) : عينه ، بدلا من : كلتا عينيه .
(8) في نسخة ( ألف ) : ومعه ، بدلا من : وعنده .
(9) جاء في نسخة (ر) : قيل إن له ..
(10) لا توجد كلمة : حاضرا ، في الطبعة الحجرية والبحار ، وكذا نسخة ( ألف ) .
(11) لا توجد كلمة : معاوية .. في مطبوع الكتاب .
(12) في نسخة ( ألف ) والبحار : فقال .
(13) في نسخة (ر) : عبد الله بن الزبير .
(14) كذا في النسخ ، والصواب : يا أبا الطريف ـ كما في البحار ـ لأنه كان أبو الطرفاء .. رحمهم

=


( 178 )

فقيت (1) عينك ؟ قال (2) : يوم فرّ أبوك ، وقتل شرّ قتلة ، وضربك الأشتر على إستك فوليت (3) هاربا من الزحف (4) ، قم أنشد شعرا :

أمـا ـ وأبي ـ يـابن الزبـير لو أنـني
لقيتك يوم الزحـف ما رمت لي سخطا (5)
وقد (6) كان (7) في طي ّ(8) أبي وأبو أبي (9)
صـحيحين لـم تنزع عروقهم (10) القِبطا
ولو رمت شـتمي عـند عـدل قـضاؤه
لرمت به ـ يابن الزبير ـ مدى سخطا (11)
____________
=
الله وأياه .
(1) في الطبعة الحجرية : فقدت .. بدلا من : فقيت .
(2) في نسخة (ر) : فقال .
(3) في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية : فوقعت .
(4) لا يوجد في نسخة (ر) : من الزحف .
(5) جاء العجز في بحار الأنوار : لقيتك يوم الزحف زمت مدى شحطا .. ولكن بنصه كما هنا فيه 33|252 عن كشف الحق .
(6) لا توجد : قد .. في الطبعة الحجرية ولا بحار الأنوار .
(7) في المطبوع هنا كلمة : أبي ، حذفت من نسخة ( ألف ) و (ر) .
(8) في نسخة ( ألف ) : وكان أبي في طيّها .
(9) في المطبوع : من الإلزام في طيّ وأبو أبي .. وجاء الصدر في بحار الأنوار : وكان أبي في طيّ وأبو أبي .
(10) في نسخة (ر) : عروقها .
(11) في الطبعة الحجرية : بذي شحطا ، وفي نسخة ( ألف ) : شخطا ، وفي بحار 33|252 : مدى مشحطا .. إلاّ أنه قد سقط البيت الثالث في المجلد 32 من بحار الأنوار وقال فيه بعد

=


( 179 )

   فقال معاوية : قد كنت حذّرتكموه فأبيتم .
   فقوله : صحيحين لم تنزع عروقهم القبطا .. تعريض بابن الزبير بأن أباه وأبا أبيه ليسا صحيحي النسب (1) ، وأنهما من القبط (2) ، ولم يستطع (3) ابن الزبير إنكار ذلك في مجلس معاوية .
   وشأن أميّة (4) بن عبد الشمس شأن (5) العوام ، فإنه لم يكن من صلب عبد الشمس بن عبد مناف (6) ، وإنما هو عبد من الروم فاستخلفه (7) عبد الشمس فنسب إليه كما نسب العوام الى خويلد ، فبنوا أمية جميعهم (8) ليسوا من
____________
=
ذلك .
   أقول : وروى صاحب كتاب تحفة الطالب الأبيات هكذا :

[ أما وأبي يا ابن الزبير او انني ] * لقيتك يـوم الزحف ما رمت لي سخطا
ولو رمت شقي عند عدل قضاؤه * لرمت به ـ يابن الزبير ـ مدى شحطا

   وقد أورد القصة هذه العلامة الحلي في كتابه كشف الحق ونهج الصدق : 313 ( من طبعة بيروت ) ، ونقله عنه العلامة المجلسي في بحار الأنوار 33|251 ـ 252 برقم 525 عنه ، كما ورواه الأربيلي في آخر وقعة الجمل من كتاب كشف الغمة 1|244 .. وغيرهم .
   وقال الأول : قال الجوهري : الشحط : البعد ، يقال : شحط المزار .. أي بعد ، وتشحط المقتول بدمه .. أي اضطراب فيه ..
(1) لا توجد : النسب ، في نسخة ( ألف ) .
(2) من قوله : بأن .. الى هنا لا توجد في الطبعة الحجرية .
(3) في المطبوع ، : لم يمكنه ، بدلا من : لم يستطع .
(4) في نسخة (ر) : القول في نسب أميّة ..
(5) في نسخة (ر) : سيّان .. بدلا من : شأن .
(6) لا يوجد : بن عبد مناف .. من نسخة (ر) .
(7) كذا ، وقد تقرء في نسخة (ر) : استلحقه ، وهو الظاهر ، وفي نسخة ( ألف ) : فاستحلقه ، وجاء على حاشيتها : فاستحلقه ، وهو الظاهر .
(8) في نسخة (ر) : كلهم .. بدلا من : جميعهم .

( 180 )

صلب (1) قريش ، وانما هم ملحقون بهم (2) ، وتصديق ذلك جواب أمير المؤمنين عليه السلام لمعاوية لما كتب اليه (3) : انما نحن وأنتم بنو عبد مناف ـ فكتب في جوابه عليه السلام (4) ـ « ليس المهاجر كالطليق ، وليس (5) الصريح كاللصيق » (6) .
   وهذا شهادة من أمير المؤمنين عليّ عليه السلام على بني أمية أنّهم لصايق (7) ، وليسوا بصحيح النسب الى عبد مناف ، ولم يستطع معاوية إنكار ذلك .
   فهذا بعض ما أورده أصحابهم في أنسابهم (8) ، والذي أورده الشيعة أكثر من ذلك ، ولكن لم (9) نورد منه شيئا ، لأن الحجة بما أورده (10) أصحابهم أقطع ، وللعاقل المنصف أردع .
____________
(1) كذا في الحجرية ، وفي نسخة (ر) : صميم .
(2) لا توجد كلمة : بهم ، في نسخة (ر) .
(3) جاء في نسخة (ر) بتقديم وتأخير واختلاف ، وفيها : ويصدق ذلك قول أمير المؤمنين عليه السلام في جواب كتاب معاوي ، وذلك أن معاوية كتب الى عليّ عليه السلام : .. الى آخره .
(4) في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية : فكان في جواب علي عليه السلام ..
(5) في نسخة ( ألف ) و (ر) : لا .. بدلا من : ليس .
(6) نهج البلاغة لمحمد عبده : 3|17 ، وانظر : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 15|117 ، الكامل للبهائي : 269 ، والمثالب للكلبي : 28 .. وغيرها .
(7) في نسخة ( ألف ) : لصقا .
(8) لا توجد في الطبعة الحجرية : في أنسابهم ، وفي نسخة ( ألف ) : من ، بدلا من : في .
(9) في نسخة (ر) : ولم .
(10) في نسخة ( ألف ) : أوردوا .

( 181 )

   من العجيب (1) أنهم يشهدون على أئمتهم انهم أولاد الزنا ، وأولاد مخانيث ، ثمّ يقدّمونهم على من ليس فيهم عيب ولا في أنسابهم ريب !!

*  *  *
____________
(1) في نسخة (ر) : العجب ، وفي نسخة ( ألف ) : التعجّب .