وكتب عمر بن عبد العزيز (1) الى ميمون بن مهران :
   عليك سلام ؛ فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلاّ هو (2) .
   أما بعد ؛ فإني قد (3) فهمت كتابك ، و ورد الرجلان والمرأة ، وقد صدّق الله (4) يمين الزوج (5) و (6) أبرّ قسمه ، وأثبته على نكاحه ، فاستيقن ذلك واعمل عليه ، والسلام عليك ورحمة الله (7) وبركاته (8) . انتهى الخبر .
   قوله : تصيّدت الدنيا رجالا بفخّها .. اعتراف منه أنه : إنما تقدم على غيره ؛ لأن الدنيا تصيّدتهم فمالوا إليها ، وأعرضوا عن الآخرة حبّا للعاجل على الآجل (9) ..
   اُنظروا ـ رحمكم الله تعالى ـ كيف اعترف عمر بن عبد العزيز أن الحق لغيرهم ، وإنما توالى الخلافة (10) هو وغيره على أهل الحقّ (11) لأنّ (12) الدنيا تصيّدتهم
____________
(1) كلمة : بن عبد العزيز .. مزيدة في نسخة (ر) .
(2) قوله : عليك السلام .. الى هنا لا يوجد في نسخة ( ألف ) و (ر) ولا الطبعة الحجرية .
(3) في نسخة ( ألف ) : فقد .. بدلا من : فإني قد .
(4) في نسخة (ر) : وصدق ، وفي الطبعة الحجرية : صادق .. بدلا من : وقد صدّق الله .. ، ولا يوجد لفظ الجلالة في نسخة ( ألف ) .
(5) في نسخة (ر) : الرجل والزوج ، ولا توجد كلمة : الرجل ، في المطبوعة .
(6) كذا في المصدر ونسخة ( ألف ) ، ولا توجد الواو في غيرهما .
(7) في المطبوع : ورحمته .. بدلا من : ورحمة الله .
(8) الى هنا كلام ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة : 20|222 ـ 225 .
(9) من قوله : قوله : .. الى هنا ، لا يوجد في مطبوع الكتاب ونسخة (ر) .
(10) كلمة الخلافة مزيدت في نسخة (ر) .
(11) جملة : على أهل الحق . لا توجد في نسخة (ر) .
(12) من قوله : أن الحق .. الى : لأن ، لا توجد في مطبوع الكتاب ، وفيه : إن الدنيا .

( 236 )

وأعماهم حبّها ، وأصمتهم ومالوا الى لذّتها العاجلة (1) ؟ ! ولا لذّة في الدنيا (2) أعظم من الأمر والنهي ، كما قال الشاعر (3) :

لقد صبرت عن لذّة المال أنفس
وما صبرت عن لذّة الأمر والنهي

   فقوله : يا بني عبد مناف (4) ! والله ما نجهل ما يعلمه غيرنا .. اعتراف منه أنه يعلم الحقّ لهذا الرجل (5) ، فأعمتهم الدنيا وأصمّتهم كما ذكر في شعره (6) ، وأذا كان هذا شأن (7) عمر بن عبد العزيز ـ وهو المشهور بالورع والعبادة ، وهو الذي رفع السبّ عن أمير المؤمنين عليه السلام ، وهو الذي ردّ فدك والعوالي على أولاد فاطمة صلوات الله عليها ، وانكر على أبي بكر وعمر فعلهما في منعهما (8) من الإرث ، واعترف أنه تصيّدته الدنيا ، وتولّى الخلافة لحبّ (9) الدنيا (10) على من هو أحق بالأمر منه ـ فما ظنّكم بغيره الذي لم يبلغ من الزهد والورع مبلغه ، بل

____________
(1) في نسخة (ر) : ومالوا الى الدنيا .
(2) في نسخة (ر) : فيها بدلا من : في الدنيا .
(3) في نسخة (ر) : كما قيل شعر .. بدلا من : كما قال الشاعر .
(4) في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية : والله يا بني عبد مناف .. بدلا من : يا بني عبد مناف والله .. ولا يوجد في نسخة (ر) : والله .. وقد جمع بين الندائين .
(5) في نسخة (ر) : ان الحقّ لعلي عليه السلام .
(6) لا يوجد في نسخة (ر) : كما ذكر في شعره ..
(7) لا يوجد في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية كلمة : شأن .
(8) في نسخة (ر) : منعها .
(9) في المطبوع : بحب ، ولا توجد : الخلافة .
(10) لا يوجد من قوله : وتولى .. الى هنا في نسخة ( ألف ) .

( 237 )

ولا تورّع بورعه (1) ؟!!
   فهل يظنّ عاقل أنّ أحدا من هؤلاء العلماء (2) العرافين ـ الذين رووا هذه الأخبار المتضمّنة لمناقب أمير المؤمنين عليه السلام ، ومثالب من تقدّمه ـ يعتقدون أن الأمر لغيره ؟!! ولا يتوّهم ذلك عاقل ، ولكن الدنيا تصيّدتهم ، كما قال عمر بن عبد العزيز (3) .
   ثمّ جاءت بنو العباس (4) بعد بني أميّة فنسجوا على منوالهم ، واقتدوا بأفعالهم في تتبّع أولاد أمير المؤمنين عليه السلام وشيعته ، وقتلهم في كل فجّ ومخرج ، بحيث لا يقدر أحد (5) على التظاهر بولايتهم ، ولا يقول (6) بإمامتهم ، وأمروا (7) العلماء بإحداث مذاهب غير مذهبهم ، فأحدثوا هذه المذاهب الأربعة التي لم تكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (8) ، ولا عهد أحد من الصحابة ، ولا على عهد (9) بني أميّة ، وعملوا فيها بالقياس والرأي والإستحسان ، مع أنهم قد رووا عن الخطيب الخوارزمي (10) ، وابن شيرويه
____________
(1) في نسخة (ر) : ولا تورع تورعه .. ولا توجه كلمة : الورع ( الأولى ) . والعبارة كلا لا توجد في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية ، وفيها : ورعه .
(2) كلمة : علماء ، مزيدة من نسخة ( ألف ) .
(3) من قوله : فهل يظنّ .. الى هنا لا يوجد في نسخة (ر) .
(4) في نسخة (ر) بدلا من : ثم جاءت بنو العباس .. قال : وأما الذين تخلفوا ..
(5) في نسخة (ر) : ما صار أحدا يقدر .. ، وفي نسخة ( الف ) : بحيث لا صار أحد يقدر ..
(6) في نسخة (ر) : والقول .
(7) في المطبوع : وافرط .. بدلا من : وأمروا .
(8) في المطبوع : الرسول .
(9) في نسخة (ر) : في زمن ، بدلا من : علا عهد .. في كلا الموضعين .
(10) في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية : في تاريخه .. بدلا من : الخوارزمي . وقد سلفت

=


( 238 )

الديلمي (1) وهما من أكابر (2) علماء السنة ـ أن النبيّ عليه وآله السلام قال : « ستفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور (3) فيحرّمون الحلال ويحلّلون الحرام (4) » .
   ولقد أحدثوا في مذاهبهم الأربعة اشياء تنكرها (5) العقول ، ولم يرد بها (6) المنقول ، وإنما أخذوها بالقياس والإستحسان فُذهبوا الى أشياء قبيحة (7) شنيعة ، مثل : سقوط الحدّ عن منْ لفّ على ذكره (8) خرقة ونكح أمّه وأخته أو بنته (9) مع علمه بالنسب والتحريم ، ومثل إلحاق نسب المغربي بالمشرقية ، كما إذا زوّج الرجل ابنته ـ وهي في المشرق والأب والزوج (10) في المغرب ـ ، ثمّ أتت بولد بعد ستة أشهر حين العقد ـ وهي
____________
=
مصادره عنه وعن غيره في أول الكتاب ، فراجع
(1) فردوس الأخبار : 2|63 ، 98 ـ 99 ، حديث 2176 ، 2177 ، 2179 ، وكذا حديث 2180 .
(2) لا توجد كلمة : أكابر .. في مطبوع الكتاب ، ولا نسخة ( الف ) .
(3) في الطبعة الحجرية : يفسدون الأمر ، وفي نسخة ( ألف ) : يقيسون الأمر . وقد جاء الذيل في سنن الدارمي كتاب المقدمة حديث 190 ، فلاحظ .
(4) تاريخ بغداد : 3|307 ، فردوس الأخبار للديلمي : 2|63 حديث 2357 باختلاف يسير .
(5) في المطبوع ونسخة ( ألف ) : ما تنكره ، بدلا من : أشياء تنكره .
(6) في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية : لم يرد به .
(7) لا توجد كلمة : قبيحة ، في نسخة ( ألف ) و (ر) .
(8) في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية : من لف ذكره في ..
(9) كما جاء في الكشاف : 2|573 ، والفصول المختارة : 1|122 .. وغيرهما .
(10) في نسخة (ر) : بالمشرف والزوج والأب .

( 239 )

في مشرق والزوج في المغرب (1) ـ إلتحق نسب ذلك الولد (2) بالرجل وهو (3) لم يرها ولم تره (4) ، ولو وصل الى بلد المرأة بعد خمسين سنة فرأى جماعة كثيرة (5) من أولادها وأولاد أولادها إلتحقوا كلّهم به ، وهو لم يجتمع بالمرأة ولم يرها (6) .
   فهل هذا المذهب تقبله العقول ، أو يرضى به الله تعالى والرسول ؟
   ومثل إلحاق الولد بأبين (7) وبمائة أب ، وبأمّين (8) ، وكيف يتفق ان يكون الولد من أمّين ؟!!
   ومثل قولهم : إن الولد يبقى في بطن أمّه سنتين عند أبي حنيفة ، وأربع سنين عند الشافعي ، وسبع سنين عند مالك (9) .. فهل هذا تقبله العقول ، أو يرضى به الله والرسول (10) ؟!
   ووصف بعض الفقهاء لبعض الملوك صفة (11) صلاة الحنفي ـ وعنده بعض
____________
(1) من قوله : ثمّ أتت .. الى هنا لا يوجد في مطبوع الكتاب ، ولا نسخة ( ألف ) .
(2) في الطبعة الحجرية : نسبه ، بدلا من : نسب ذلك الولد .
(3) هنا زيادة كلمة : بالمغرب ـ بعد : وهو ـ في المطبوع ، ولها وجه .
(4) انظر : تاريخ بغداد : 13|373 ، الصراط المستقيم : 3|216 .. وغيرهما .
(5) لا توجد كلمة : كثيرة ، في نسخة (ر) .
(6) الصراط المستقيم : 3|216 .
   وهنا فرق ليس بمهم بين نسخة (ر) والمطبوع من الكتاب وسائر النسخ ، ذكرنا المهم منه .
(7) في الطبعة الحجرية : باثنين ، وفي بعض النسخ : بأمّين ، وفي نسخة ( ألف ) : بأبوين .
(8) لا توجد كلمة : بأمّين ، في المطبوع من الكتاب ، ولا نسخة ( ألف ) .
(9) لاحظ : وفيات الأعيان : 4|135 ، وقم 550 ، وفيه : ثلاث سنين .
(10) من قوله : أو يرضى .. الى هنا لا يوجد في الطبعة الحجرية ، ولا نسخة ( ألف ) .
(11) لا توجد في نسخة (ر) كلمة : صفة .

( 240 )

فقهاء الحنفية ـ وهو : أن يصلي الانسان في الدار المغصوبة على جلد كلب ـ وهو لابس جلد كلب (1) ، وبيده قطعة من لحم كلب بعد أن يتوضّأ بنبيذ التمر المغصوبة ، والثمن مغصوب (2) ، ثمّ يغسل رجليه أوّلا ، ثمّ يديه ثانيا ، ثمّ وجهه ثالثا (3) ـ عكس ما ورد في القرآن ـ ثمّ يقوم وعليه نجاسة ، ثمّ يكبّر بالفارسية (4) ويقرأ ، ( مدهامّتان ) (5) لا غير ، بالفارسية (6) ، يطأطئ رأسه يسيرا من غير ذكر ولا طمأنينة ، ثمّ يهوي الى السجود من غير رفع ، ثمّ يسجد بغير ذكر ولا طمأنينة ، ثمّ يقوم الى (7) الثانية كذالك ، ثمّ يجلس قليلا بغير تشهّد (8) ، ثمّ يخرج فسوة أو ضرطة ليخرج بها من الصلاة (9) .. ! .
   ولاشكّ أنّ مثل هذه الصلاة التي دخل فيها (10) تناسب الخروج منها بالفساء والضراط .. ! فتبرّأ ذلك (11) الملك من هذا المذهب ومقته (12) ، وعلم أنهم إنما
____________
(1) لا يوجد في مطبوع الكتاب : وهو لابس جلد كلب .. كما لا توجد كلمة : على ، في نسخة (ر) .
(2) قوله : بنبيذ .. الى هنا لا توجد في نسخة ( ألف ) و (ر) .
(3) لا توجد كلمة : ثانيا .. ثالثا .. في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية .
(4) في نسخة (ر) : بالعجمية .. والمعنى مقارب .
(5) سورة الرحمن (55) : 64 .
(6) قوله : ويقرأ .. الى هنا لا يوجد في مطبوع الكتاب ، ونسخة ( ألف ) .
(7) في نسخة (ر) : يفعل ، بدلا من : يقوم الى ..
(8) في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية : يجلس بقدر التشهد بغير تشهد .
(9) انظرا مثلا : مرآة الجنان لليافعي : 3|24 حوادث سنة 410 ، وفيات الأعيان : 5|180 .
(10) لا يوجد في نسخة (ر) : التي دخل فيها .
(11) لا توجد : ذلك ، في مطبوع الكتاب ، ولا نسخة ( ألف ) .
(12) لا يوجد : ومقته ، في نسخة ( ألف ) .

( 241 )

عملوا (1) على خلاف مذهب آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم تبعا لأمر الملوك ، وطمعا في الأموال الّتي بذلوها (2) لهم ، والولايات الّتي قلّدوهم (3) إيّاهم ، وغرّوا العامّة (4) فقلّدوهم دينهم ، وانتسخ (5) ما كان عليه دين الله ورسوله من عهد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم الى عهد (6) المنصور العباسي الذي أمر بإحداث هذه المذاهب الأربعة (7) ، ولم يبق عندهم الحقّ غير المذاهب الحادثة (8) بعد مائة وعشرين سنة فصاعدا من زمان النبي صلى الله عليه وآله وسلم الى زمان المنصور .
   وممّن اعترف بأنّ الحقّ لعليّ بن أبي طالب عليه السلام ، الخليفة الناصر ـ من بني العباس ـ [ وعبد الله بن المعتزّ بالله من بني العباس ] (9) والسلطان عليّ بن نور الدين يوسف (10) ، ذكر النافعي الشافعي في تاريخه أن السلطان علي بن نورالدين
____________
(1) لا يوجد في المطبوع : ومقته .. الى هنا ، وفيه : فعملوا .
(2) في الطبعة الحجرية : ولوها ، بدلا من : بذلوها .
(3) في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية : قلّدوها .
(4) في نسخة (ر) : العوام بدلا من : العامة .
(5) في الطبعة الحجرية : ونسخ .
(6) في نسخة (ر) : عصر .. بدلا من : عهد .
(7) لا توجد كلمة : الأربعة .. في نسخة ( ألف ) .
(8) لا يوجد في المطبوع من الكتاب : الأربعة ، ولم يبق .. الى هنا ، وفيه كلمة : الحادثة .
(9) ما بين المعكوفين جاء في نسخة جامعة طهران تحت رقم 1632 لاحظ 3|2139 الهامش من فهرست الكتب المهداة الى مكتبة جامعة طهران من قبل السيد محمد مشكاة .
(10) كذا ، والظاهر : صلاح الدين يوسف ، إذ نور الدين لقب محمود بن زنكي خادمه .

( 242 )

   يوسف (1) تسلطن بدمشق (2) ، وتملك أخوه العزيز (3) الديار المصرية و [ كان ] اسمه : أبو بكر ، ثمّ ابن أخاه (4) : العزيز ، وعمّه العادل واسمه : عثمان ، حاصرا (5) دمشق وأخذاها من علي بن نور الدين ، فكتب الى الخليفة الناصر يشكو عمّه (6) العادل المسمى بـ : عثمان (7) ، وأخاه العزيز المسمى بـ : أبي بكر (8) هذه الأبيات :

مــولاي إن أبــا بكر وصــاحبه * عثمان قد غـصبا بـالسيف حقّ علي
وهو الذي كـان قـد ولاّه صـاحبه (9) * عـليهما فـاستقام الأمـر حـين ولي
فـخالفاه وحـلاّ (10) عـقـد بـيعته * فالأمر (11) بينهمـا والنّصّ فيه جـلي
____________
(1) من قوله : ذكر .. الى هنا ، لا يوجد في نسخة ( ألف ) .
(2) في نسخة ( ألف ) و (ر) : سلطان دمشق .
(3) لا يوجد في نسخة (ر) كلمة : العزيز .
(4) في النسخة السلافة من نفس المصدر : وأخاه العزيز ، وفي نسخة ( ألف ) و (ر) : ثمّ أخوه العزيز ، وفي الطبعة الحجرية : ثمّ إن أخاه وعمه ، واسمه : عثمان .. ، والصواب فيها : وأبن أخيه .
(5) في الطبعة الحجرية : حضرا ، وفي نسخة : حصرا ، وفي نسخة ( ألف ) : خضراء .
(6) لا توجد كلمة : عمه ، في نسخة (ر) .
(7) في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية : أبي بكر .. بدلا من : عثمان .
(8) في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) : عثمان .. بدلا من أبي بكر ، وفي نسخة (ر) : من أخيه المسمى ابابكر وعمّه المسمى : عثمان .
   كما وإن في النسخة السالفة جاءت العبارة معكوسة أي : عمه العادل المسمى بـ : أبي بكر ، وأخاه العزيز المسمى بـ : عثمان .. وهو غلط قطعا .
(9) في المطبوع ونسخة ( ألف ) : والده ، وما جاء في نسخة (ر) هو الصواب .
(10) في الطعبة الحجرية : وخلاّ .
(11) في نسخة (ر) : بالأمر .

( 243 )

فانظر الى حظّ هذا الإسم كيف لقي (1) * مـن الأواخـر مـا لاقى مـن الأولي

   فأجابه الخليفة الناصر بجواب أوّله (2) :

وافى كـتابك يـابن يـوسف مـعلنا * بـالوّد يخـبر أنّ أصـلك طـاهر
غـصبوا عـليا حـقّه إذ لـم يكـن * بـعد النّـبيّ لـه بـيثرب نـاصر
فاصبر (3) فإنّ غدا عـليا خصمهم (4) * وابشر (5) فناصرك الإمام النّـاصر

   فقد اعترف الخليفة الناصر ـ من ملوك (6) بني العباس ـ أنّ عليا عليه السلام قد غصبه حقّه المتقدّمون عليه (7) ، وكذلك اعترف به السلطان علي بن نور الدين يوسف (8) .

*  *  *
____________
(1) في بعض النسخ : بقي ، وفي المطبوع : لقى ، وما هنا جاء في نسخة (ر) ، وكذا في النسخة المهداة الى جامعة طهران السالفة .
(2) في نسخة (ر) : فاجابه الملك الناصر بقول ..
(3) في نسخة ( ألف ) والمطبوع : فابشر .
(4) في الطبعة الحجرية : عليه حسابهم .
(5) في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) : واصبر ، بدلا من : وابشر ، وما أثبت هو الظاهر .
(6) في نسخة الجامعة : اعترف الإمام الناصر ، وهوخليفة من ملوك ..
(7) من الطعبة الحجرية : المتقدم عليه .
(8) لا توجد كلمة : يوسف ، في نسخة (ر) .
   أقول : في هذه القصة إشارة الى ما كان من حروب طاحنة بين ملوك الشام قبل الملك علي بن صلاح الدين يوسف الايوبي ( 582 ـ 592 هـ ) ، واخوه عثمان الملك العزيز على مصر ( المتوفى سنة 589 ) . وعمهم سيف الدين أبو بكر الجريرة ( المتوفى سنة 589 ) ، وقد شكى علي الى الخليف الناصر العباسي ( 575 ـ 622 هـ ) .

( 244 )


( 245 )

خاتمة (1)

   قال الرجل الكتابي الذي هداه الله تعالى (2) الى الإسلام :
   لمّا وقفت على ما أوردوه (3) السنّة في عليّ عليه السلام من المناقب المتضمّنة لأعلى المراتب ، و وقفت على ما أوردوه (4) في حقّ اصحابهم (5) من المثالب المتضمّنة للتفسيق والتكفير ، والأصول الرديّة المتضمنة للتنفير (6) ، والأفعال القبيحة الشنيعة ، وإقرارهم بالإقدام على تغيير الشريعة معاندة للشيعة ـ كما مرّ ذكره (7) في هذه الرسالة ـ عن علماء السنّة ، مع أن الشيعة يروون من قبائح السنة وفضائحهم (8) أكثر من ذلك ، ولكن لم أعتمد إلاّ على (9) ما روته السنّة دون (10)
____________
(1) لا توجد كلمة : الخاتمة في نسخة (ر) .
(2) حذف كلمة : الرجل الكتابي .. وتعالى .. من نسخة (ر) .
(3) في الطبعة الحجرية : أورده .
(4) في الطبعة الحجرية : أورده .
(5) في المطبوع من الكتاب : الصحابة .. بدلا من : في حق أصحابهم .
(6) الكلمة مشوشة في نسخة (ر) وكذا في المطبوع من الكتاب ، وأثبت ما استظهر منها .
(7) جاء في المطبوع من الكتاب بدلا من : معاندة للشيعة .. الى آخره : كما هو مذكور .
(8) لا توجد في الطبعة الحجرية من : قبائح .. الى هنا .
(9) في نسخة (ر) : أذكر مدبرا من : اعتمد إلاّ على .. وعليه نسخة بدل مشوشة لم نستطع قراءتها .
(10) جملة : السنة دون .. لا توجد في نسخة (ر) . وجاءت بعد كلمة : الشيعة ، أبي ـ بتقديم وتأخير ـ .

( 246 )

الشيعة لعدم التزامهم (1) بها ، وإنما يلزمهم ما أعترفوا به ، والذي رواه السنّة من كلام الشيخين (2) وعائشة عند الإختصار فيه كفاية و (3) عبرة لأولي الأبصار ..
   فعملت أنّ الحقّ مع عليّ (4) يدور معه (5) حيث ما دار ، كما أخبر به النبيّ المختار (6) ( فويل للّذين كفروا من النار ) [ وغضب عليهم الجبار ] (7) وصلى الله على محمد وآله الأطهار [ ورزقنا وجميع المؤمنين الجنّة بغير حساب بحق النبيّ
____________
(1) في نسخة (ر) : الزامهم .. بدلا من : التزامهم .
(2) في نسخة (ر) : أبي بكر وعمر .. بدلا من : الشيخين .
(3) لا توجد في الطبعة الحجرية : كفاية و ..
(4) في نسخة (ر) : لعلي .. بدلا من : مع عليّ .
(5) لا توجد في الطبعة الحجرية : معه .
(6) انظر الحديث في : الجامع الصحيح للترمذي : 5|632 حديث 3712 | تاريخ بغداد للخطيب : 14|321 ، مجمع الزوائد : 9|134 ، فرائد السمطين 1|176 حديث 138 ، تاريخ ابن عساكر ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام : 3|151 حديث 1169 ، 20|157 ، المستدرك على الصحيحين للحاكم : 3|124 ، المناقب للخوارزمي : 111 ، التفسير الكبير لفخر الدين الرازي : 1|207 .. وغيرها كثير .
   قال الرازي في بحث الجهر بالتسمية في الصلاة : 1|210 : وأما علي بن أبي طالب عليه السلام كان يجهر بالتسمية فقد ثبت بالتواتر ، ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب فقد اهتدى ، والدليل عليه قوله صلى الله عليه وآله وسلم : « اللهم أدر الحقّ مع علي عليه السلام حيث دار » .
   وقال في صفحة : 212 : السابع : إن الدلائل العقلية موافقة لنا ، وعمل علي بن أبي طالب عليه السلام معنا ، ومن أتخذ عليا إماما لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقى في دينه ونفسه .
   أنظر الى ما جاء في السفر القيّم للعلامة الأميني رحمه الله « الغدير » : 3|17 ـ 179 .
(7) سورة ص(38) : 27 .

( 247 )

والوليّ وأولادهم الأطهار ] (1) ، والحمد لله ربّ العالمين .
وهذا مـا اخـترنا إيـراده في هـذه الرسـالة ، وقـصدنا جمـعه في
هذه المقالة ، حامدين لله الواحد القهّار ، مصلّين على سيّدنا
وشفيعنا محمد المختار وصفوه حيدر الكرّار ، وآلهم
الغرر الأطهار .. صلاة وسلاما دائمين كدوام
الليـل والنهـار والعشيّ والأبكـار،
والحمـد لله وحده ، وصلّى الله
على محمد الذي لا نبيّ
بعده وآله وسلّم
تسليما كثيرا (2).
____________
(1) ما بين المعكوفين من ما جاء في المخطوطة المرقمة بـ : (1632 ) من ما اهداه السيد محمد مشكاة الى مكتبة جامعة طهران ، كما جاء في فهرستها 6|2141 .
(2) من قوله : وهذا ما .. الى هنا لا يوجد في مطبوع الكتاب وغيره ، وجاء فقط في نسخة (ر) .

( 248 )

   ونعم ما انشد السيد محمد باقر الطباطبائي رحمه الله اذ قال :

وبـعد فـالشريـف أمّــا وأبــا * الفـاطمـي من بنـي طـباطبــا
يتلو عليك مـا عـن المـختــار * مضمون ما شاع مــن الأخبــار
تفترق الأمة ـ بعـد مــا ضحى * ظِل النبي ـ فرقا لــن تبرحــا
واحــدة نــاجيــة والبـاقيـة * هــالكة وفـي الجـحيم هـاويه
فاصغ لمـا أقول ـ يا عمرو ـ فما * نقول فــي آل النبي الكرمــا ؟!
هل هَلكوا ؟! أستغفر الله ! وقــد * قام لفسطاط الهدى بهــم عَمَــد
لا ، بل نجوا فمن عداهم هلكــوا * وقد نجى مـن بهــم تمسكــوا
ونحن ممــن بهــم تمسكــا * ولــم يـزل بحبلهم مستمسكــا
فقـد أخذنــا قولهــم ففزنــا * وعــن ســرى آل النبي جزنا
متخذيـن مذهــب الأطــائب * من آلــه لا سائــر المذاهـب
فمذهب الصادق خيـر مذهــب * وهو ـ وبيت الله ـ أولـى بالنبي

« الشهاب الثاقب » ، نقلا عن « النصائح الكافية لمن يتولى معاوية »