والله (7) ما جهل الأقوام موضعها | * | لكنّهم ستروا وجه الذي علموا (8) |
يـا قـاتـل الله وردانـا وفـطنتـه | * | لقد أصاب الذي في القلب (5) وردان |
لمّا تعرّضت للـدّنيا (6) عرضت لها | * | بحرص نفس وفي الأطباع أذهــان |
نفس تعفّ وأخرى الحرص يغلبها (7) | * | والمرء يأكل تبناً (8) وهو غرْثان (9) |
أمـّا عـليّ فـدين ليـس يـشركه | * | دنــيا وذاك لـه دنـيا وسـلطان |
فاخترت من طمعي دنـيا على بصر | * | ومـا معي بـالّذي اختـار برهـان |
أني لأعرف ما فيهـــا وأبصـره | * | وفيّ أيضا لمن (10) أهواه ألــوان |
لكنّ نفسي تحــبّ العيش في شرف | * | وليش يرضى بــذلّ العيش إنسان |
إذا مـا المـشكـلات وردن يـوماً | * | فـحـارت (6) في تأمّـلها العـيون |
وضاق القوم ذرعـا عن (7) نـباها | * | فأنت لهـا ـ أبـا حفص ـ أمـين |
لأنك قـد حـويت العـلم طـرّا | * | وأحـكمك التـجارب والشـؤون (8) |
وخـلّفك الإلـه عـلى البرايـا (9) | * | فـحظّك فـيهـم الحـظّ الّثمـين |
إذا ولّى الحكـومـة بـين قــوم | * | اصـاب الحـقّ والتمـس السـدادا |
ومـا خـير الأنـام (5) إذا تـعدّى | * | خـلاف الحـقّ واجـتنب الرشـادا |
دعـيتم الى أمـــر فلمــا عـجزتم | |
تـناولــه مـن لا يـداخـلــه عـجز | |
فـلما رأيـتــم ذاك ابـدت نفوسكـم | |
نداما (7) وهل يغني عن (8) القدر الحذر ؟ |
تــصيّدت الدنـيا رجـالا بـفخّها | |
فلم يدركوا خيرا بل أستقبحوا (10) الشرّا | |
وأعــماهم حبّ الغـنى وأصـمّهم | |
فـلم يـدركــوا إلاّ الخسـارة والوزرا |
![]() |
![]() |