إلزام النواصب
بإمامة علي بن أبي طالب عليه السلام





( 70 )


( 71 )

وبه نستعين

   الحمد لله ربّ العالمين ، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
   [ والحمد لله الواصل الحمد بالنعم ، والنعم بالشكر ، نحمده على آلائه كما نحمده على بلائه ، ونستعينه على هذه النفوس البطا [ كذا ، ولعلها : البطاء ] عمّا أُمرت به ، الراع الى ما نهيت عنه .. ] (1) .

   وبعد ؛
   فإنه يجب عل كل بالغ (2) عاقل أن ينظر لنفسه قبل حلول رمسه ، ويعمل لـ ( يوم يفر المرء من أخيه * واُمه وأبيه * وصاحبته وبنيه ) (3) ، [ و ] ( يوم لا
____________
(1) الزيادة جاءت في المخطوطة المهداة من قبل السيد محمد مشكاة الى مكتبة جامعة طهران ، كما جاء هذا القسم منها في فهرستها 6|2140 تحت رقم 1632 .
   ولاحظ الفهرست نفسه 3|538 نقلها بنصها .
(2) لا توجد كلمة : بالغ ، في الطبعة الحجرية وكذا في نسخة ( ألف ) .
(3) سورة عبس (80) : 34 ـ 36 .

( 72 )

ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم ) (1) .
   وإعلم (2) إني رجل من أهل الكتاب ، سألت الله الهداية الى الصواب ، فهداني الله (3) الى دين (4) الإسلام ـ الذي أوجبه على جميع الأنام ـ دين محمد المصطفى عليه الصلاة والسلام ، فلمّا صرت منهم وفيهم ، وصار لي ما لهم وعليّ ما عليهم ؛ جالست علماءهم ، وصاحبت فضلاءهم ، فرأيت بينهم اختلافا كثيرا ، وتفسيقا وتكفيرا ، حتى أنهم رووا عن نبيهم عليه الصلاة والسلام أنه قال : « ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، فرقة ناجية والباقون في النار » (5) فاجتهدت في
____________
(1) سورة الشعراء (26) : 88 ـ 89 .
(2) لا توجد كلمة : إعلم ، في نسخة (ر) .
(3) لفظ الجلالة غير موجود في نسخة (ر) .
(4) في الطبعة الحجرية : لدين .
(5) حيث كان محور كتابنا هو هذا الحديث ، لذا نسهب في عد بعض مصادره ، إذ جاء هذا الحديث بشكل مستفيض في كتب القوم ـ بل كاد ان يكون متواترا ـ ، منها : سنن أبي داود 4|198 ، 199 ، كتاب السنة ، حديث 4596 و 4597 باب شرح السنة ، سنن ابن ماجة 2|1321 ، 1322 حديث 3991 ـ 3993 ، سنن الترمذي 5|25 ، 26 كتاب الفتن حديث 3991 باب افتراق الأمم ، كتاب الإيمان 2642 ، سنن الدارمي 2|241 [ 2|241 في السير ، باب افتراق هذه الأمة ] مسند أحمد بن حنبل 2|32 ، 48 ، 332 ، 3|120 ، 145 ، 4|102 ، مستدرك الحاكم النيسابوري 1|6 ، 128 ، 2|20 ـ 21 ، صحيح ابن حبّان حديث 1824 ، كما في ترتيبه الإحسان 8|258 ، كتاب السنة لابن أبي عاصم 1|7 ، 25 ، 32 ، 33 ، الجامع الصغير للسيوطي 1|184 ، الدر المنثور له : 2|289 ، السنن الكبرى للبيهقي 10|208 ، شرح السنة للبغوي 1|213 ، مشكاة المصابيح للخطيب التبريزي 1|61 ، المطالب العلية لابن حجر 3|86 ، 87 ، مجمع الزوائد 7|257 ـ 258 ، 260 ، المقاصد الحسنة للسخاوي : 158 .. العقد الفريد 2|404 ، إحياء علوم الدين 3|230 ، وغيرهم كثير .
   وقد صححه غالب من أدرجه وأخرجه كالذهبي والسيوطي والترمذي وغيرهم ، بل

=


( 73 )

____________
=
ادعى السيوطي تواتره كما في فيض القدير 2|21 ، والكتالي في نظم المتناثر : 57 وغيرهما .
   كما وقد جاء في تاريخ بغداد أيضا 11|216 ، وفيه عن علي عليه السلام أنه قال : « مما عهد اليّ النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أن الأمة ستغدر بك من بعدي » ، وأورد الحديث مكررا .
   ولا بأس بنقل النص من طرقنا من أقدم ما وصلنا من مصنفات الأصحاب حيث جاء في كتاب سليم بن قيس عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة ، سبعون منها في النار وواحدة في الجنة ، وهي التي اتبعت يوشع بن نون وصي موسى ، وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة ، إحدى وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة ، وهي التي اتبعت شمعون وصي عيسى عليه السلام ، وتفترق هذه الأمة عني ثلاث وسبعين فرقة ؛ اثنتان وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة ، وهي التي اتبعت وصي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ..
   ثم قال : ثلاث عشرة فرقة من الثلاث والسبعين كلها تنتحل مودتي وحبي [ واحدة منها في الجنة ] واثنتا عشرة منها في النار . لاحظ : كتاب سليم بن قيس 2|803 الحديث الثاني والثلاثون ، وحكاه عن رسول الله (ص) فيه 2|913 ـ 914 الحديث الخامس والستون .
   وقد فسر الأثنين وسبعين فرقة بقوله عليه السلام في 2|607 ضمن الحديث السابع ، حيث قال : .. إنما عني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بـ : الثلاث والسبعين فرقة : الباغين الناصبين الذين قد شهروا أنفسهم ودعوا الى دينهم ، ففرقة واحدة منها تدين بدين الرحمن ، واثنتان وسبعون تدين بدين الشيطان ، وتتولى على قبولها وتتبرأ ممن خالفهم .. الى آخره ، لاحظ : كتاب سليم بن قيس 2|607 حديث 7 .
   وجاء في أمالي الشيخ الطوسي 2|137 ، والإحتجاج 1|391 ، وخصال الشيخ الصدوق رحمه الله 2|381 حديث 11 ، وفي البحار 28|4 ، 5 وغيرها .
   وعنه ؛ في الفضائل لشاذان بن جبرئيل : 140 ، والصراط المستقيم 2|37 ، وفي البحار 28|130 حديث 20 ، وجاء أيضا في الإحتجاج 1|391 ، والخصال باب 70 حديث

=


( 74 )

تفسير الفرقة الناجية التي عناها النبي المختار ، لأفوز بالجنة وأنجو من النار ، فرأيت نبيهم واحدا ، وكتابهم واحدا ، وقبلتهم واحدة .. وقد أجمعوا على وجوب الصلاة ، والصيام (1) ، والزكاة ، والحج والجهاد (2) لمن استطاع إليه سبيلا .. فعلمت أن هلاكهم ليس بإنكار (3) شيء من ذلك ، ورأيت بينهم الإختلاف (4) ـ الذي لا معه ائتلاف ، والشّقاق الذي ليس بعده إتفاق ، والمحاربة التي ليس بعدها مصالحة (5) ، والعداوة التي ليس بعدها مصادقة ـ في الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
   فرقة تقول : هو علي بن أبي طالب عليه السلام بالنص من الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، ويسمون : « الشيعة » .
   وفرقة تقول : هو أبو بكر بن أبي قحافة ؛ لاختيار (6) الناس له ، ويسمون : « السنة » .
   فعلمت أن هذا الإختلاف هو أصل افتراق أمة محمد صلى الله عليه وآله
____________
=
11 .. وغيرهم .
   ولاحظ : بحار الأنوار 28|13 حديث 6 ، وبصائر الدرجات للصفار : 83 حديث 6 ، وإكمال الدين 1|240 حديث 63 ، والكافي 1|191 حديث 5 ، وكذا بحار الأنوار 23|343 و26|250 و 28|14 و68|287 وغيرها .
   وسنرجع للحديث قريبا ونزيده مصدرا ومدركا .
(1) في نسخة (ر) : الصوم .
(2) لا توجد : والجهاد ، في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) ، وبين فروع الدين تقديم وتأخير .
(3) في نسخة ( ألف ) : ارتكاب .. بدلا من : بإنكار ..
(4) في نسخة ( ألف ) : اختلاف .
(5) في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) : مصاحبة ، وما في نسخة (ر) أولى .
(6) في الطبعة الحجرية : واختيار .

( 75 )

وسلم ؛ لأنهم لو أتبعوا إماما واحدا ـ يهيديهم الى الحق ، ويردهم عن الضلالة ـ لم يفترقوا ولم يهلكوا ، فاشغلت الفكر (1) في معرفة أن (2) الحق مع أي الفرقين (3) والفرقة الناجية مع (4) أي الحزبين ؟ وعلمت أن كل قوم يدّعون أنهم هم (5) الناجون ، لقوله تعالى : ( كلّ حزب بما لديهم فرحون ) (6) فلابد من النظر الصحيح المؤدي الى الحق (7) الصريح ، وذلك يقتضي عدم الإعتماد على دليل لم يوافق الخصم عليه ، لأن ما انفرد به أحد الخصمين لايجب على الآخر التسليم له ، ولا (8) الرجوع اليه ، فما جعلت اعتمادي على ما أورده الشيعة من الأخبار الدّالة على خلافة علي بن أبي طالب عليه السلام ولم يوافقهم عليه السنة (9) ، ولا على ما أورده السنة مما يدل على خلافة أبي بكر ولم يوافقهم عليه الشيعة (10) ، لحصول التهمة فيما أورده الصاحب دون ما أورده (11) الخصم ، بل اعتمدت على ما (12) يكون مجمعا
____________
(1) في نسخة (ر) : فكري .
(2) لا توجد : أن ، في نسخة ( ألف ) .
(3) كذا ، والظاهر : الفريقين أو الفرقتين .
(4) جاء في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية : من ، بدلا من : مع .
(5) زيادة : هم ، من نسخة ( ألف ) .
(6) سورة المؤمنون (23) : 53 .
(7) جاء في الطبعة الحجرية : « النظر » ، والصحيح ما أثبتناه ، كما يستفاد من الصفحة السالفة .
(8) لا توجد : (لا) في نسخة (ر) ، والمعنى واحد .
(9) لا توجد عبارة : ولم يوافقهم عليه السنة .. في نسخة (ر) .
(10) في نسخة (ر) : ولم يوافق الشيعة عليه .
(11) كلمة : ما أورده .. من زيادات نسخة ( ألف ) .
(12) في الطبعة الحجرية جاءت العبارة هكذا : ولأن ما أورده الخصم . ولا توجد في نسخة

=


( 76 )

عليه فيجب العمل به والرجوع إليه (1) .
   ثم نظرت أخبار السنة (2) وتتبعت آثارهم ؛ فلم أجد لهم خبرا واحدا تدل على خلافة أبي بكر وصاحبيه ، ولا وجدت خبرا واحدا يدل على الطعن على أحد من الأئمة الإثني عشر بشيء من الرذائل ، بل يعتقدون عصمتهم ووجوب طاعتهم (3) .
   ثم نظرت أخبارهم (4) وتتبعت آثارهم ؛ فوجدت أكثرها بدل على امامة
____________
=
( ألف ) : بل اعتمدت على ما ..
(1) في المطبوعة : عليه بدلا من : إليه .
(2) في الحجرية و (ر) : الشيعة بدل السنة ، وهو غلط .
(3) وهذا هو ابن تيمية ـ مع شدة نصبه وعداوته للأئمة عليهم السلام وشيعتهم ، ومع سعيه لإنكار فضائل أهل البيت عليهم السلام ـ يعترف ويقول : « ولا يعاونون ( أهل البيت ) أحدا على معصية ، ولا يزيلون المنكر بما هو أنكر منه ، ويأمرون بالمعروف ، فهم وسط في عامة الأمور ، ولهذا وصفهم النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم بأنهم : الطائفة الناجية ، لما ذكر اختلاف أمته وافتراقهم » . حقوق آل البيت لابن تيمية : 44 .
   ثمّ يقول في صفحة : 45 : وقد روى الشافعي في مسنده أن النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم لما مات ، واصاب أهل بيته من المصيبة ما أصابهم ، سمعوا قائلا يقول : « يا آل بيت رسول الله ! إن في الله عزاء من كل مصيبة ، وخلفا من كل هالك ، ودركا من كل فائت : فبالله فثقوا ، وإياه فارجوا ، فإن المصاب من حرم الثواب .. » .
   ثمّ ها هو يقول في صفحة : 61 وهذا رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم قد أمرنا أن نصلي عليه ونسلم تسليما في حياته ومماته وعلى آل بيته .
   فانظر في قول الرجل ! كيف ترك الصلاة على آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في نفس عبارته التي ينقل أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليها !!
   وله في طيّ كتابه : « حقوق آل البيت » كلمات جليلة في أهل البيت عليهم السلام ، فراجعها ؛ فإن الفضل ما شهدت به الأعداء .
(4) في نسخة (ر) : أخبار السنة .

( 77 )

علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام ، وتضمن مدحه نظما ونثرا ، وتذكر فضائله شفعا ووترا ..
   ووجدت لهم أخبارا كثيرة تتضمن الطعن على أئمتهم ، والقدح في إمامتهم ..
   ووجدت مذاهبهم في المعقول والمنقول مخالفة لحكم (1) القرآن ونص الرسول عليه وآله السلام . .
   ووجدت أصولهم تتضمن ظلم الباري تعالى ، وتكذيب القرآن ، وتتضمن حدوثه (2) تعالى وحلوله في المكان (3) ، وتتضمن إبطال الشرائع والأحكام ، وإفحام الأنبياء عليهم السلام من (4) رد جواب الخصام (5) ..
   ووجدت أخبارهم تتضمن تكذيب أئمتهم وتفسيقهم ومع ذلك يعتقدون خلافتهم ، ويسلكون طريقتهم (6) ..
   ووجدتهم يقرّون على أنفسهم بتغيير (7) الشريعة معاندة للشيعة (8) ..
   فتعوّذت بالله من هذه المذاهب الفاسدة ، ومن اتّباع هذه الفرق المعاندة .
____________
(1) في نسخة (ر) : لمحكم .
(2) في الطبعة الحجرية من الكتاب : تجسّمه . ونسخة ( ألف ) : تسجيمه .
(3) في نسخة ( ألف ) : مكان .
(4) في نسخة (ر) : عن .. بدلا : من .
(5) في نسخة ( ألف ) : الأخصام .
(6) في الطبعة الحجرية : طريقهم .
(7) في الطبعة الحجرية : بتغيّر .
(8) راجع الكشاف : 3|273 ، الوجيز : 1|78 ، فتح الباري : 11|142 ( في مسألة السلام على غير الأنبياء ) ، رحمة الأمة : 1|102 ، الصراط المستقيم : 3|206 .. وغيرها ، وسنذكر ما عداها فيما بعد .

( 78 )

   فلما ظهر لي (1) الحق الصريح بالنظر الصحيح ، علمت أن الفرقة الناجية هم أتباع علي بن أبي طالب عليه السلام ، والفِرَق الهالكة من (2) عداهم من مذاهب الإسلام (3) ، ولا بد (4) من إيراد رسالة وجيزة من طرق الأخصام (5) تتضمن جميع ما ادّعيناه في (6) هذا المقام ، وليس لهم بحمد الله خلاص من هذا الإلتزام (7) بما ذكرناه لك من الكلام إلاّ بتكذيب ما أوردوه في صحاحهم ، أو بالتبرّي من أئمتهم وإطراحهم ، ونقتصر على ايراد اليسير دون الكثير ، لأن وجود البعرة تدلّ على وجود البعير ، وسمّيت هذا الرّسالة (8) :
____________
(1) لا توجد : لي ، في المطبوع من الكتاب ولا نسخة ( ألف ) .
(2) في نسخة ( ألف ) : ما ، بدلا من : من .
(3) في نسخة (ر) : العوام .
(4) في نسخة (ر) : فلابد .
(5) في الحجرية : الإختصام .
(6) لا توجد : في ، في نسخة (ر) .
(7) في نسخة ( ألف ) : الإلزام .
(8) في نسخة (ر) : أقول هذه رسالة .. الى آخره .

( 79 )

إلزام النّواصب

بإمامة (1) علي بن أبي طالب

عليه السلام


وهي (2) مشتملة على :

مقدمة . . .

وأبواب . . .

وفصول . . .

____________
(1) في نسخة (ر) : لإمامة ، وفي بعض النسخ : في إمامة .
(2) لا توجد : وهي ، في نسخة (ر) .

( 80 )


( 81 )

   أما المقدمة (1) :
   إعلم أنه (2) قد (3) وقع الإتفاق ـ من المخالف والمؤالف ـ على أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : « افترقت أمة أخي موسى عليه السلام على إحدى وسبعين فرقة ؛ فرقة ناجية والباقون في النار ، وافترقت أمة أخي عيسى عليه السلام على اثنيين (4) وسبعين فرقة ؛ فرقة ناجية والباقون في النار ، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ؛ فرقة ناجية والباقون في النار » (5) .
____________
(1) في الطبعة الحجرية : مقدمة ـ بدون أما وألف ولام ـ . وكذا في نسخة ( ألف ) .
(2) كلمة : أنه .. مزيدة من نسخة ( ألف ) .
(3) لا توجد : قد .. في نسخة (ر) .
(4) في الطبعة الحجرية : إثني .. وهو خلاف الظاهر . ولعله : اثنتين .
(5) لقد سبق وإن أدرجنا لها عدة مصادر ، وتزيد عليها هنا : الفرق بين الفرق : 4 ، والمعجم الكبير للطبراني : 18|70 ، كنز العمال : 11|114 ( باب الفتن والهرج ) ، سنن البيهقي : 10|208 ، كفاية الأثر : 155 ، إحقاق الحق : 7|186 ، نفحات اللاهوت : 141 ، مسند الطيالسي 2|211 حديث 2754 ، المطالب العالية حديث 2956 ، و6|342 ذيل حديث 3668 ، عن عدة مصادر ، و 10|317 ، 381 ، 502 ، المعرفة والتاريخ للبسوي 2|331 ، واليواقيت والجواهر 2|123 ، كشف الخفاء 1|169 ، 369 ، حلية الأولياء 3|52 ـ 53 ، وكذا في : 226 ـ

=


( 82 )

   فقد اتّفق جماعة المسلمين على صدور هذا الخبر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم الصادق الأمين ، فلا بدّ (1) من وقوع افتراق الأمة على ثلاث وسبعين فرقة ، وأن الناجي منها فرقة واحدة ، والضرورة قاضية بأن كل فرقة تدّعي أنه على الحق ، وأنها الفرقة الناجية ، والخبر الصحيح (2) ـ المجمع عليه ـ يدل على كذب (3) دعوى اثنين (4) وسبعين فرقة ، وصحة دعوى فرقة واحدة ، فإذا ثبت هذا فلا يجوز (5) أن يقال : جميع المسلمين على الحق ! لأن النبي المبعوث بهذا الدين
____________
=
277 ذيل حديث ذي الثدية ، فردوس الأخبار 2|63 ، 98 ـ 99 حديث 2176 ، 2177 ، 2179 ، والصريح جدا فيه هو حديث 2180 ، ولاحظ : ما جاء في مسند أبي يعلى الموصلي 4|342 حديث 3668 ، 7|32 حديث 3938 ، و 7|36 حديث 3944 ـ 3945 ، وأورده الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 13|307 بإسناده عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : « تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة ، أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم ؛ فيحلّون الحرام ويحرّمون الحلال .. » وكرّره بأسانيد متعدد في صفحة : 308 , 309 ـ 310 وفي مجلداته الأخر ، كما جاء في تاريخ بغداد ـ أيضا ـ 11|216 عن علي عليه السلام أنه قال : « مما عهد إليّ النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم إن الأمة ستغدر بك من بعدي » ، وحلية الأولياء للإصفهاني 3|52 ـ 53 و 226 ـ 227 ، وانظر ما ذكره السيوطي في كتابه الكنز المدفون والفلك المشحون : 39 ـ 41 حول الحديث ؛ وكيف فسّر فيه الفرقة الناجية ! وغيره .
   بل يعد الخبر من الروايات المستفيضة عند الفريقين ، بل المتواترة كما سلف ، لم نجد من خدش فيه سندا مع وضوح دلالته وصراحة عبارته .
(1) لا توجد كلمة : الصادق الأمين فلابدّ .. في نسخة (ر) .
(2) لا توجد كلمة : الصحيح .. في الطبعة الحجرية ، ولا في نسخة ( ألف ) .
(3) في نسخة ( ألف ) و (ر) : بطلان .. بدل : كذب .
(4) في الطبعة الحجرية : اثنتي .. وهو سهو ، وفي نسخة ( ألف ) : على بطلان اثنتي ، ولعله : اثنتين .
(5) لا توجد الفاء في نسخة ( ألف ) ، ولا في الطبعة الحجرية .

( 83 )

جعل الحق مع فرقة (1) واحدة من ثلاث وسبعين ، ولا يجوز التقليد (2) لفرقة دون فرقة اُخرى ، لأن ذلك ترجيح من غير مرجّح ، فوجب على كل عاقل النظر الصحيح في أديان المسلمين واتّباع الحق المبين ، وأن يعرض عن التعصب (3) لدين الآباء والأُمهات ، لأن ذلك يوجب الوقوع (4) في الهلكات ، ولقد ذمّ الله تعالى التقليد (5) في كثير من الآيات (6) .
   قال الرجل الكتابي الذي هداه الله الى الإسلام : لما وقفت على هذا الخبر المجمع عليه ، ووقفت على كتاب (7) الملل والنحل لبعض علماء السنة (8) ، وقد ذكر فيه فرق المسلمين من السنة والشيعة ، فإذا هي عنده (9) ثلاثة وسبعين فرقة ـ كما تضمنه الخبر المجمع عليه ـ نظرت (10) في أصول فرق المسلمين وفروعهم ، فرأيت الحق في فرقة من فرق الشيعة ، وهم القائلون : بإمامة إثني عشر إماما بالنّص
____________
(1) في المطبوع من الكتاب : المبعوث بعد النبيين جعل الحق في فرقة .. وفي نسخة ( ألف ) : في فرقة .
(2) في مطبوع الكتاب : التقييد .
(3) في نسخة (ر) : وترك التعصّب .
(4) لا توجد كلمة : الوقوع في المطبوع من الكتاب .
(5) لا توجد كلمة : التقليد في الطبعة الحجرية ، وجاءت في نسخة (ر) ، ونسخة ( ألف ) : ذلك .. بدلا من : التقليد .
(6) كما جاء في سورة التوبة (9) : 23 ، سورة الأعراف (7) : 170 ـ 173 ، سورة هود (11) : 62 .. وعدة آيات اُخر .
(7) جاء في نسخة ( ألف ) : كتب ، وما ذكر هنا نسخة بدل هناك .
(8) الملل والنحل للشهرستاني : 1|29 ، و 1|207 ، المناقب للخوارزمي : 63 وغيرهما .
(9) لا توجد كلمة : عنده في نسخة (ر) و ( ألف ) .
(10) في نسخة (ر) و ( ألف ) : فنضرت ، ولعله : فنظرت .

( 84 )

الجلّي من الله ورسول الله (1) ، ومن الإمام المنصوص عليه ، وهو (2) : علي بن ابن أبي طالب عليه السلام ، ثم ولده الحسن الزكي ، ثم الحسين الشهيد ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد الباقر ، ثم جعفر الصادق ، ثم موسى الكاظم ، ثم علي بن موسى (3) الرضا ، ثم محمد الجواد ، ثم علي الهادي ، ثم الحسن العسكري ، ثم القائم (4) المهدي صلوات الله عليهم أجمعين (5) .
   وبيان ذلك من طرق العقل : أنه لما أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الناجي من أمته فرقة واحدة من ثلاث وسبعين فرقة ، دلّ العقل على أن الفرقة الناجية لا يشاركها غيرها من الفرق الهالكة في الإعتقاد من جميع الوجوه والإعتبارات ، لانه لو شاركها غيرها من كل الوجوه لحصل (6) الإتحاد ، وكان الناجي أكثر من فرقة ، وهو باطل للخبر المجمع عليه (7) ، ولم أر (8) فرقة من فرق
____________
(1) في نسخة (ر) و ( ألف ) : ورسوله .
(2) لا توجد الواو في الطبعة الحجرية ، وكذا في نسخة ( ألف ) ، وفي الحجرية ، وسائر النسخ : هم ، بدلا من : هو .
(3) كلمة : بن موسى .. من زيادة نسخة (ر) .
(4) في نسخة (ر) بدلا من : القائم : المنتظر .
(5) لاحظ : حول الفرق وتعددها وتعدادها كتب الملل والنحل ، مثل : كتاب الفَرق بين الفرق : لعبد القاهر البغدادي : 4 وما بعده ، وترجمته لمحمد جواد المشكور : 3 وما يليها ، والتبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين ، لابي المظفر السمعاني ، وتلبيس إبليس ؛ لجمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي : 18 ، وغيرها .
(6) في نسخة ( ألف ) و (ر) : لم يحصل ، وهو غلط .
(7) لا توجد عبارة : وهو باطل للخبر المجمع عليه .. في نسخة (ر) .
(8) لا توجد : ولم أر .. في الحجرية وفي نسخة ( ألف ) : ولا يوجد في ..

( 85 )

الإسلام متحدة (1) باعتقاد ـ لا يشاركها (2) فيه غيرها من (3) جميع الوجوه ـ غير الشيعة الإثني عشرية ، وهم القائلون بإمامة الإثني عشر (4) ، فهم يفارقون جميع الفرق في الأصول والفروع ..
   ولا بد من إشارة خفيفة (5) الى بيان اختلاف المذاهب ، وبيان أصولهم وفروعهم (6) ، ليعتبر المنصف العاقل ، ويفرّق بين الحق والباطل .

*  *  *
____________
(1) في المطبوع من الكتاب : فرقة واحدة متحدة ..
(2) في الطبعة الحجرية : لا يشابهها ، وفي نسخة ( ألف ) : لا يشبهها .
(3) في نسخة ( ألف ) : في بدلا من : من .
(4) لا توجد في نسخة (ر) : وهم القائلون بإمامة الإثني عشر .
(5) في الحجرية : حقيقة .. كذا ، ولا توجد في نسخة (ر) ، وفي نسخة ( ألف ) : خفية .
(6) في نسخة ( ألف ) : أصول وفروع .