الفصل 8

في أن الله عز وجل ألقى الحقائق على لسان المخالف

قال إبن أبي الحديد - عند شرح كلام علي عليه السلام (خطبة 154 من نهج البلاغة: (نحن الشعار والأصحاب، والخزنة والأبواب، ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها، فمن أتاها من غير أبوابها سمي سارقا -: (واعلم أن أمير المؤمنين عليه السلام لو فخر بنفسه، وبالغ في تعديد مناقبه وفضائله بفصاحته التى آتاه الله تعالى إياها واختصه بها وساعده على ذلك فصحاء العرب كافة لم يبلغوا إلى معشار ما نطق به الرسول الصادق - صلوات الله عليه - في أمره، ولست أعني بذلك الأخبار العامة الشائعة التي يحتج بها الأمامية على إمامته كخبر الغدير، والمنزلة، وقصة براءة، وخبر المناجاة، وقصة خيبر، وخبر الدار بمكة في ابتداء الدعوة، ونحو ذلك، بل الأخبار الخاصة التي رواها فيه أئمة الحديث التى لم يحصل أقل القليل منها لغيره.

 وأنا أذكر من ذلك شيئا يسيرا مما رواه علماء الحديث الذين لا يتهمون فيه، وجلهم قائلون بتفضيل غيره عليه، فروايتهم فضائله توجب سكون النفس ما لا توجبه رواية غيرهم - ثم قال: -.

 الخبر الاول: (قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم): (يا على ! إن الله قد زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إليه منها، هي زينة الأبرار عند الله تعالى: الزهد في الدنيا، جعلك لا ترزأ من الدنيا شيئا، ولا ترزأ الدنيا منك شئ، ووهب لك حب المساكين،


[91]

فجعلك ترضى بهم أتباعا، ويرضون بك إماما).

 رواه أبو نعيم الحافظ في كتابه المعروف بـ(حلية الأولياء).

 وزاد فيه أبو عبد الله أحمد بن حنبل في المسند: (فطوبى لمن أحبك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب فيك).

 الخبر الثاني: (قال لوفد ثقيف): (لتسلمن أو لأبعثن إليكم رجلا منى - أو قال: عديل نفسي - فليضربن أعناقكم، وليسبين ذراريكم، وليأخذن أموالكم، قال عمر: فما تمنيت الامارة إلا يومئذ، وجعلت أنصب له صدري رجاء أن يقول: هو هذا.

 فالتفت فأخذ بيد علي وقال: هو هذا - مرتين -).

 رواه أحمد في المسند.

 الخبر الثالث: (إن الله عهد إلي في علي عهدا، فقلت: يا رب بينه لي.

 قال: اسمع، إن عليا راية الهدى، وإمام أوليائي، ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبه فقد أحبني، ومن أطاعه فقد أطاعني، فبشره بذلك، فقلت: قد بشرته يا رب، فقال: أنا عبد الله وفي قبضته، فإن يعذبني فبذنوني، لم يظلم شيئا، وإن يتم لي ما وعدني فهو أولى بي.

 وقد دعوت له فقلت: اللهم اجل قلبه، واجعل ربيعه الأيمان بك، قال: قد فعلت ذلك غير أني مختصه بشئ من البلاء لم أختص به أحدا من أوليائي، فقلت: رب ! أخي وصاحبي، قال: إنه سبق في علمي أنه لمبتل ومبتلى).

 ذكره أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء عن أبي برزة الأسلمي، ثم رواه بإسناد آخر بلفظ آخر عن أنس بن مالك: (إن رب العالمين عهد في علي إلي عهدا أنه راية الهدى، ومنار الأيمان، وإمام أوليائي، ونور جميع من أطاعني.

 إن عليا أميني غدا في القيامة، وصاحب رايتى، بيد علي مفاتيح خزائن رحمة ربي).

 الخبر الرابع: (من أراد أن ينظر إلى نوح في عزمه، وإلى آدم في علمه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى موسى في فطنته، وإلى عيسى في زهده، فلينظر إلى علي بن أبي طالب).

 رواه أحمد بن حنبل في المسند، ورواه أحمد البيهقي في صحيحه.

 


[92]

الخبر الخامس: (من سره أن يحيي حياتي، ويموت ميتتي، ويتمسك بالقضيب من الياقوتة التي خلقها الله تعالى بيده ثم قال لها: كوني، فكانت، فليتمسك بولاء علي بن أبي طالب).

 ذكره أبو نعيم الحافظ في كتاب حلية الأولياء.

 الخبر السادس: (والذى نفسي بيده، لو لا أن تقول طوائف من امتي فيك ما قالت النصارى في ابن مريم، لقلت اليوم فيك مقالا لاتمر بملاء من المسلمين إلا أخذوا التراب من تحت قدميك للبركة).

 ذكره أبو عبد الله، أحمد بن حنبل في المسند.

 الخبر السابع: (خرج صلى الله عليه وآله على الحجيج عشية عرفة فقال لهم: إن الله باهي بكم الملائكة عامة، وغفر لكم عامة، وباهي بعلي خاصة وغفر له خاصة.

 إنى قائل لكم قولا غير محاب فيه لقرابتي: إن السعيد، كل السعيد، حق السعيد من أحب عليا في حياته وبعد موته).

 رواه أبو عبد الله أحمد بن حنبل في كتاب فضائل علي عليه السلام وفي المسند أيضا الخبر الثامن: رواه أبو عبد الله أحمد بن حنبل في الكتابين المذكورين: (أنا أول من يدعى به يوم القيامة، فأقوم عن يمين العرش في ظله، ثم اكسى حلة، ثم يدعى بالنبيين بعضهم على أثر بعض، فيقومون عن يمين العرش، ويكسون حللا، ثم يدعى بعلي بن أبي طالب لقرابته منى ومنزلته عندي، ويدفع إليه لوائي لواء الحمد، آدم ومن دونه تحت ذلك اللواء.

 ثم قال لعلي: فتسير به حتى تقف بيني وبين إبراهيم الخليل، ثم تكسى حلة وينادي مناد من العرش: نعم العبد أبوك إبراهيم، ونعم الاخ أخوك على.

 أبشر فإنك تدعى إذا دعيت، وتكسى إذا كسيت، وتحيا إذا حييت).

 الخبر التاسع: (يا أنس ! اسكب لي وضوءا.

 ثم قام فصلى ركعتين، ثم قال: أول من يدخل عليك من هذا الباب إمام المتقين، وسيد المسلمين، ويعسوب الدين، وخاتم الوصيين، وقائد الغر المحجلين.

 قال أنس: فقلت: اللهم اجعله رجلا من


[93]

الأنصار، وكتمت دعوتي، فجاء علي عليه السلام فقال صلى الله عليه وآله وسلم: من جاء يا أنس ؟ فقلت: علي، فقام إليه مستبشرا، فاعتنقه، ثم جعل يمسح عرق وجهه، فقال علي: يا رسول الله - صلى الله عليك وآلك - لقد رأيت منك اليوم تصنع بي شيئا ما صنعته بي قبل ! قال: وما يمنعني ؟ وأنت تؤدي عني، وتسمعهم صوتي، وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي).

 رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء.

 الخبر العاشر: (ادعوا لي سيد العرب عليا، فقالت عائشة: ألست سيد العرب ؟ فقال: أنا سيد ولد آدم، وعليا سيد العرب.

 فلما جاء، أرسل إلى الأنصار، فأتوه، فقال لهم: يا معشر الأنصار ! ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدا ؟ قالوا: بلى، يا رسول الله ! قال: هذا على، فأحبوه بحبي، وأكرموه بكرامتي، فإن جبرئيل أمرني بالذي قلت لكم عن الله عز وجل).

 رواه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء.

 الخبر الحادى عشر: (مرحبا بسيد المؤمنين، وإمام المتقين، فقيل لعلى عليه السلام كيف شكرك ؟ فقال: أحمد الله على ما آتاني، وأسأله الشكر على ما أولاني، وأن يزيدني مما أعطاني).

 ذكره صاحب الحلية أيضا.

 الخبر الثاني عشر: (من سره أن يحيى حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن التى غرسها ربي، فليوال عليا من بعدي، وليوال وليه، وليقتد بالأئمة من بعدي، فإنهم عترتي، خلقوا من طينتي، ورزقوا فهما وعلما، فويل للمكذبين من امتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي).

 ذكره صاحب الحلية أيضا.

 الخبر الثالث عشر: (بعث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم خالد بن الوليد في سرية، وبعث عليا عليه السلام في سرية اخرى، وكلاهما إلى اليمن، وقال: إن اجتمعتما فعلي على الناس، وان افترقتما فكل واحد منكما على جنده.

 فاجتمعا وأغارا، وسبيا نساء، وأخذا أموالا، وقتلا ناسا.

 وأخذ علي جارية فاختصها لنفسه، فقال خالد لأربعة من المسلمين منهم بريدة الأسلمي: اسبقوا إلى رسول الله، فاذكروا له كذا، واذكروا له كذا لأمور عددها على علي عليه السلام.

 


[94]

فسبقوا إليه، فجاء واحد من جانبه، فقال: إن عليا فعل كذا، فأعرض عنه، فجاء الآخر من الجانب الآخر فقال: إن عليا فعل كذا، فأعرض عنه، فجاء بريدة الأسلمي فقال: يا رسول الله إن عليا فعل ذلك، فأخذ جارية لنفسه.

 فغضب صلى الله عليه واله وسلم حتى احمر وجهه، وقال: دعوا لي عليا - يكررها - إن عليا مني، وأنا من علي، وإن حظه في الخمس أكثر مما أخذ، وهو ولي كل مؤمن من بعدي).

 رواه أبو عبد الله أحمد في المسند غير مرة، ورواه في كتاب فضائل علي، ورواه أكثر المحدثين.

 الخبر الرابع عشر: (كنت أنا وعلى نورا بين يدي الله عز وجل قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام.

 فلما خلق آدم قسم ذلك فيه وجعله جزئين، فجزء أنا، وجزء علي عليه السلام).

 رواه أحمد في المسند وفي كتاب فضائل علي عليه السلام.

 وذكره صاحب كتاب الفردوس وزاد فيه: (ثم انتقلنا حتى صرنا في عبد المطلب، فكان لي النبوة، ولعلي الوصية).

 الخبر الخامس عشر: (النظر إلى وجهك، يا على، عبادة.

 أنت سيد في الدنيا، وسيد في الآخرة، من أحبك أحبني، وحبيبي حبيب الله، وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله، الويل لمن أبغضك)، رواه أحمد في المسند.

 الحديث السادس عشر: (لما كانت ليلة بدر قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: من يستقي لنا ماء ؟ فأحجم الناس (1)، فقام علي فاحتضن قربة (2)، ثم أتى بئرا بعيدة القعر مظلمة، فانحدر فيها، فأوحى الله إلى جبرئيل وميكائيل وإسرافيل أن تأهبوا (3) لنصر محمد أخيه وحزبه، فهبطوا من السماء، لهم لغط يذعر من يسمعه (4)، فلما حاذوا البئر سلموا عليه من عند آخر هم إكراما له وإجلالا).

 رواه أحمد في كتاب فضائل


1 - الاحجام: ضد الاقدام وأحجم أي كف.

 2 - الاحتضان: احتمالك الشئ.

 3 - أي تهيأوا والاهبة: العدة.

 4 - اللغط: الصوت المبهم وذعر: فزع.

 


[95]

على عليه السلام.

 الحديث السابع عشر: (خطب صلى الله عليه واله وسلم الناس يوم الجمعة، فقال: أيها الناس ! قدموا قريشا ولا تقدموها، وتعلموا منها ولا تعلموها، قوة رجل من قريش تعدل قوة رجلين من غيرهم، وأمانة رجل من قريش تعدل أمانة رجلين من غيرهم.

 أيها الناس ! اوصيكم بحب ذي قرباها أخي، وابن عمي علي بن أبي طالب، لا يحبه إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق، من أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني، ومن أبغضني عذبه الله بالنار).

 رواه أحمد في كتاب فضائل علي عليه السلام.

 الحديث الثامن عشر: (الصديقون ثلاثة: حبيب النجار الذي جاء من أقصى المدينة يسعى، ومؤمن آل فرعون الذى كان يكتم إيمانه، وعلى بن ابي طالب، وهو أفضلهم).

 رواه أحمد في كتاب فضائل على عليه السلام.

 الحديث التاسع عشر: (اعطيت في على خمسا هن أحب إلى من الدنيا وما فيها: أما واحدة فهو كاب (أو متكاي) بين يدي الله عز وجل حتى يفرغ من حساب الخلايق.

 واما الثانية فلواء الحمد بيده، آدم ومن ولد تحته.

 وأما الثالثة فواقف على عقر حوضي (1) يسقي من عرف من امتى.

 وأما الرابعة فساتر عورتي ومسلمي إلى ربي.

 وأما الخامسة فإني لست أخشى عليه أن يعود كافرا بعد إيمان، ولا زانيا بعد إحصان).

 رواه أحمد في كتاب الفضائل.

 الحديث العشرون: كانت لجماعة من الصحابة أبواب شارعة في مسجد الرسول صلى الله عليه واله وسلم، فقال - عليه الصلاة والسلام - يوما: (سدوا كل باب في المسجد إلا باب على، فسدت.

 فقال في ذلك قوم حتى بلغ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، فقام فيهم فقال: إن قوما قالوا في سد الأبواب، وتركي باب على، إنى ما سددت ولا فتحت، ولكني امرت بأمر فاتبعته).

 رواه أحمد في المسند مرارا وفي كتاب الفضائل.

 


1 - العقر: مؤخر الحوض.

 


[96]

الحديث الحادي والعشرون: (دعا صلى الله عليه واله وسلم عليا في غزاة الطائف فانتجاه، وأطال نجواه حتى كره قوم من الصحابة ذلك، فقال قائل منهم: لقد أطال اليوم نجوى ابن عمه.

 فبلغه - عليه الصلاة والسلام - ذلك، فجمع منهم قوما، ثم قال: إن قائلا قال: لقد أطال اليوم نجوى إبن عمه، أما إني ما انتجيته ولكن الله انتجاه).

 رواه أحمد في المسند.

 الحديث الثاني والعشرون: (يا على ! أخصمك (1) بالنبوة، فلا نبوة بعدي، وتخصم الناس بسبع لا يجاحد فيها أحد من قريش.

 أنت أولهم إيمانا بالله، وأوفاهم بعهد الله، وأقومهم بأمر الله، وأقسمهم بالسوية، وأعدلهم في الرعية، وأبصبرهم بالقضية، وأعظمهم عند الله مزية).

 رواه أبو نعيم، الحافظ، في حلية الأولياء.

 الخبر الثالث والعشرون: قالت فاطمة عليها السلام: (إنك زوجتني فقيرا لا مال له ! فقال صلى الله عيه واله وسلم: زوجتك أقدمهم سلما، وأعظمهم حلما، وأكثرهم علما، ألا تعلمين أن الله اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها أباك، ثم اطلع إليها ثانية فاختار منها بعلك ؟) رواه أحمد في المسند.

 الحديث الرابع والعشرون: لما انزل إذا جاء نصر الله والفتح بعد انصرافه عليه السلام من غزاة حنين جعل يكثر من سبحان الله، أستغفر الله، ثم قال: (يا على ! إنه قد جاء ما وعدت به، جاء الفتح ودخل الناس في دين الله أفواجا، وإنه ليس أحد أحق منك بمقامي لقدمك في الاسلام، وقربك مني، وصهرك وعندك سيدة نساء العالمين، وقبل ذلك ما كان من بلاء أبي طالب عندي حين نزل القرآن، فأنا حريص على أن اراعى ذلك لولده).

 رواه أبو إسحاق الثعلبي في تفسير القرآن.

 واعلم، أنا إنما ذكرنا هذه الأخبار هيهنا لأن كثيرا من المنحرفين عنه عليه السلام إذا مروا على كلامه في نهج البلاغة وغيره المتضمن للتحدث بنعمة الله عليه من


1 - أي أغلبم.

 


[97]

إختصاص الرسول صلى الله عليه واله وسلم له وتميزه إياه عن غيره ينسبونه إلى التيه والزهو والفخر، وقد سبقهم بذلك قوم من أصحابة، قيل لعمر: ول عليا أمر الجيش والحرب، فقال: (هو أتيه من ذلك (1).

 وقال زيد بن ثابت: (ما رأينا أزهى من علي واسامة).

 فأردنا بإيراد هذه الأخبار هيهنا عند تفسير قوله (نحن الشعار والأصحاب) أن ننبه على عظم منزلته عند الرسول صلى الله عليه واله وسلم، وأن من قيل في حقه ما قيل لورقى إلى السماء، وعرج في الهواء، وفخر على الملائكة والأنبياء تعظما وتبجحا لم يكن ملوما، بل كان بذلك جديرا، فكيف وهو عليه السلام لم يسلك قط مسلك التعظم والتكبر في شيء من أقواله ولا من أفعاله، وكان ألطف البشر خلقا، وأكرمهم طبعا، وأشدهم تواضعا، وأكثرهم إحتمالا، وأحسنهم بشرا، وأطلقهم وجها حتى نسبه من نسبه إلى الدعابة والمزاح، وهما خلقان ينافيان التكبر والأستطالة.

 وإنما كان يذكر أحيانا ما يذكره من هذا النوع نفثة مصدور وشكوى مكروب وتنفس مهموم، ولا يقصد به إذا ذكره إلا شكرا للنعمة وتنبيه الغافل على ما خصه الله به من الفضيلة (2).

 


1 - رجل تائه: أي جسور في الامور.

 2 - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 9: ص 166 بتحقيق محمد أبي الفضل ابراهيم.

 


[98]

 

الفصل 9

في الأخبار التي جاءت في فضائل على عليه السلام المشتملة على كلمة (والذي نفسي بيده) عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه

1 - عن أنس بن مالك، قال: (صلى بنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يوما صلاة العصر، فأبطأ في الركعة الأولى حتى ظننا أنه سهى أو غفل، ثم رفع رأسه فقال: سمع الله لمن حمده، ثم أوجز في صلاته، ثم أقبل علينا بوجهه كأنه القمر ليلة البدر، ثم قال: ما لى لا أرى أخي وابن عمى علي بن أبي طالب ؟ فقلنا: ما رأيناه يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم بأعلى صوته: يا علي، يا ابن عم ! فأجابه علي من آخر الصفوف: لبيك يا رسول الله.

 فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم: ادن مني.

 فقال أنس: فما زال يتخطى أعناق المهاجرين والأنصار حتى دنا المرتضى من المصطفى، فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم: ما الذي خلفك عن الصف الأول ؟ قال: شككت أني على غير وضوء فأتيت إلى منزل فاطمة (عليه السلام) فناديت: يا حسن، يا حسين، فلم يجبني أحد، فإذا بهاتف يهتف بي من ورائي وهو ينادي: يا أبا الحسن ! التفت وراءك، فالتفت فإذا بطشت فيه سطل وفيه ماء وعليه منديل، فوضعت المنديل وتوضأت، فوجدت الماء في لين الزبد وطعم الشهد ورائحة المسك، ثم التفت فلا أدري من وضع السطل والمنديل ولا من أخذه.

 فتبسم النبي صلى الله عليه واله وسلم في وجهه، وضمه إلى صدره، وقبل ما بين عينيه، ثم قال: ألا ابشرك ؟ أن السطل من الجنة و


[99]

ان الماء من الفردوس الأعلى، والذي هيأك للصلاة جبرئيل عليه السلام، والذي مندلك ميكائيل عليه السلام: والذي نفس محمد بيده، ما زال إسرافيل قابضا على منكبي حتى لحقت الصلاة، وقال، أصبر لنفسك وابن عمك (1)).

 2 - عن جابر رضي الله عنه، قال: كنا عند النبي صلى الله عليه واله وسلم، فأقبل على ابن أبي طالب عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: قد أتاكم أخي، ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده، ثم قال، والذي نفسي بيده، إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة، ثم قال: إنه أولكم إيمانا معي، وأوفاكم بعهد الله تعالى، وأقومكم بأمر الله، وأعدلكم في الرعية، وأقسمكم بالسوية، وأعظمكم عند الله مزية.

 قال: وفي ذلك الوقت نزلت فيه: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية (2)، وكان أصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم إذ أقبل علي عليه السلام قالوا: قد جاء خير البرية (3).

 3 - (والذي نفسي بيده، لولا أن تقول فيك طائفة من امتي ما قالت النصارى في المسيح، لقلت اليوم فيك مقالا لا تمر بملأ إلا أخذوا التراب من تحت قدميك ومن فضل طهورك، يستشفون به، ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك 3).

 4 - (والذي نفسي بيده، إن فيكم لرجلا يقاتل الناس من بعدي على تأويل القرآن - كما قاتلت المشركين على تنزيله - وهم يشهدون أن لاإله إلا الله، فيكبر قتلهم على الناس حتى يطعنون على ولي الله (4).

 5 - (والذي نفسي بيده، لا يدخلون الجنة حتى يؤمنوا، ولا يؤمنوا (لا يؤمنون


1 - كفاية الطالب الباب 72 ص 290 ط نجف.

 2 - البينة: 7.

 3 - المناقب للخوارزمي صص 62.

 96 ورواه في البحار ج 40 صص 81 و105 ورواه الهيتمي.

 في مجمع الزوائد ج 9: ص 131.

 4 - كنز العمال ج 5: ص 613 من طرق العامة.

 


[100]

- ظ) حتى يحبوكم لله ولرسوله (1).

 6 - (والذي نفسي بيده، لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله النار 5).

 7 - (والذي بعثني بالحق نبيا، لو أخذت بحلقة الجنة ما بدأت إلا بكم (2).

 8 - (والذي نفسي بيده، لا يزول قدم عبد يوم القيامة، حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن ماله مم كسبه وفيم أنفقه، ومن حبنا أهل البيت (3).

 ورواه الخوارزمي في المناقب، وفيه: (فقال عمر بن الخطاب: فما آية حبكم من بعدكم ؟ فوضع يده على رأس على عليه السلام - وهو إلى جانبه - وقال: إن حبي من بعدي حب هذا، وطاعته طاعتي، ومخالفته مخالفتي (4).

 9 - لما آخى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بين أصحابه فقال على عليه السلام: (يارسول الله، آخيت بين أصحابك، ولم تواخ بيني وبين أحد.

 فقال: والذي بعثني بالحق نبيا، ما اخرتك إلا لنفسي، فأنت معي بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وأنت أخى ووارثى، وأنت معي في قصري في الجنة مع إبنتي فاطمة، وأنت أخي ورفيقي (5).

 10 - قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: (يا علي، والذي نفسي بيده، إن على باب الجنة مكتوبا لاإله إلا الله، محمد رسول الله، علي بن أبي طالب أخو رسول الله، قبل أن يخلق الله السموات والأرض بألفي سنة (6).

 


1 - الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي طبع مكتبة القاهرة: صص 172 و174 و232 وروى الحاكم الخبر الذي تحت رقم 6 في المستدرك ج 3 ص 150.

 2 - الصواعق المحرقة ابن حجر الهيتمي طبع مكتبة القاهرة صص 172 و174 و232: وروى الحاكم الخبر الذي تحت رقم 6 المستدرك ج 3 ص 150.

 3 - ينابيع المودة: ص 106.

 (4) - المناقب للخوارزمي، ص 35.

 (5) - ينابيع المودة ص 55.

 (6) - تذكرة الخواص، ص 22.

 


[101]

11 - قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: (والذي نفسي بيده، ما استوجب آدم أن يخلقه الله وينفخ فيه من روحه، وأن يتوب عليه، ويرده إلى جنته، إلا بنبوتي، والولاية لعلى بعدي (1).

 12 - (والذي نفسي بيده، ما أرى إبراهيم ملكوت السموات والأرض ولااتخذه خليلا، إلا بنبوتي، والأقرار لعلي بعدي (2) 13 - (والذي نفسي بيده، ما كلم الله موسى تكليما، ولا أقام عيسى آية للعالمين، إلا بنبوتي، ومعرفة على بعدي (3).

 14 - (والذي نفسي بيده، ما تنبأ نبي، إلا بمعرفتي، والأقرار لنا بالولاية (4).

 15 - (والذي نفسي بيده، لو عمل أحدكم عمل سبعين نبيا لم يدخل الجنة، حتى يحب هذا أخى عليا وولده.

 إن لله حقا لا يعلمه إلا أنا وعلي، وإن لي حقا لا يعلمه إلا الله وعلى، وله حق لا يعلمه إلا الله وأنا (5).

 16 - (والذي نفس محمد بيده، إن فيها لشجرا يصفقن بالتسبيح بصوت لم يسمع الاولون والآخرون بمثله - إلى أن قال - والمؤمنون، يا على، على كراسي من نور، وأنت إمامهم (6).

 17 - عن جبرئيل عليه السلام: (يا محمد ! والذي بعثك بالحق نبيا، لو أن أهل الأرض يحبون عليا كما يحبه أهل السماوات لما خلق الله نارا (7).

 18 - (والذي بعثني بالحق، لقد زوجتك (يا فاطمة) سيدا في الدنيا، وسيدا


(1) - البحار، ج 40: ص 96.

 (2) - البحار، ج 40: ص 96.

 (3) - المصدر.

 (4) - المصدر.

 (5) - البحار، ج 27: ص 196.

 (6) - البحار، ج 27: ص 127.

 (7) - البحار، ج 39: صص 248 و278.

 


[102]

في الآخرة، فلا يحبه إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق (1).

 19 - قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: (والذي بعثني بالحق، لا يقبل الله عزوجل من عبد فريضة من فرائضه، إلا بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام، فمن والاه قبل منه سائر الفرائض، ومن لم يواله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، ومأواه جهنم وساءت مصيرا (2).

 20 - قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: (والذي نفس محمد بيده، لو أن عبدا جاء يوم القيامة بعمل سبعين نبيا ما قبل الله ذلك منه، حتى يلقاه بولايتي، وولاية أهل بيتي (3).

 21 - قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم (والذي نفسي بيده، إنك (يا علي) لذواد عن حوضي يوم القيامة (4).

 22 - قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: (والذي نفس محمد بيده، ما زال إسرافيل قابضا بيدي على ركبتي حتى لحقت (يا علي) معي الصلاة، وأدركت ثواب ذلك، أفيلومني الناس على حبك ؟ والله تعالى وملائكته يحبونك من فوق السماء (5).

 23 - (والذى نفسي بيده، ما أنا أخرجتكم ولا أدخلتهم، ولكن الله أدخلهم وأخرجكم، ثم قال: لا ينبغي لا حد يؤمن بالله، واليوم الآخر أن يبيت في هذا المسجد جنبا إلا محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (6).

 24 - (والذى نبأ محمدا وأكرمه إنك (يا علي) الذائد عن حوضي، تذود عنه


(1) - البحار ج 39 صص 248 و278.

 (2) جامع احاديث الشيعة، ج 1: ص 125.

 (3) - البحار ج 27: ص 172.

 (4) - الحقاق الحق، ج 4: ص 380.

 والذائد: الدافع، والذواد للمبالغة.

 (5) - البحار ج 39: ص 117.

 (6) - البحار، ج 39: ص 23.

 


[103]

رجالا كما تذاد البعير الصادي عن الماء، بيدك عصا من عوسج، كأني أنظر إلى مقامك من حوضي (1).

 25 - (والذى نفسي بيده، لايدخل عبد الجنة حتى يحبني، ألا وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض هذا - وأخذ بكف علي عليه السلام (2).

 26 - (والذى نفسي بيده، ما وجهت عليا قط في سرية إلا ونظرت إلى جبرئيل عليه السلام في سبعين ألفا من الملائكة في يمينه، وإلى ميكائيل عن يساره في سبعين ألفا من الملائكة، وإلى ملك الموت أمامه، وإلى سحابة تظله حتى يرزق حسن الظفر (3).

 27 - قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: (والذي بعثني بالحق، يا علي، لو أحبك أهل الأرض كمحبة أهل السماء لك لما عذب أحد بالنار (4).

 28 - (والذى نفسي بيده، لا تفارق روح جسد صاحبها حتى تأكل من ثمار الجنة، أو من شجرة الزقوم، وحين ترى ملك الموت تراني وترى عليا وفاطمة وحسنا وحسينا، فإن كان يحبنا قلت: يا ملك الموت ارفق به، إنه كان يحبني، ويحب أهل بيتي، وإن كان يبغضنا قلت: شدد عليه، إنه كان يبغضني، ويبغض أهل بيتى (5).

 29 - (والذى نفسي بيده، لتقيمن الصلاة، وتؤتن الزكاة، أو لابعثن عليكم رجلا هو مني كنفسي (6).

 


(1) - البحار، ج 39: ص 270.

 (2) - المصدر.

 (3) - البحار، ج 39: ص 95.

 (4) البحار ج 39 ص 270.

 (5) - البحار، ج 6: ص 194.

 (6) - البحار، ج 38: ص 297، وينابع المودة، ص 38.

 


[104]

30 - (والذي بعثني بالحق نبيا، إن النار لاشد غضبا على مبغض علي منهم على من زعم أن الله ولدا (1).

 31 - (والذي بعثني بالحق نبيا، لا يقبل الله من عبد حسنة حتى يسأله عن حب علي بن أبي طالب عليه السلام (2).

 32 - (والذي بعثني بالنبوة، واصطفاني على جميع البرية، لو أن عبدا عبد الله ألف عام ما قبل ذلك منه إلا بولايتك وولاية الائمة من ولدك، وإن ولايتك لا تقبل إلا بالبراءة من أعدائك وأعداء الأئمة من ولدك، بذلك أخبرني جبرئيل عليه السلام (3).

 33 - (والذي بعثني بالحق، ما بعث الله نبيا أكرم عليه مني، ولا وصيا أكرم عليه من وصيي (4).

 34 - (والذي بعثني بالحق، نبيا لا يخرج أحد خالفه (يعني عليا) من الدنيا وأنكر حقه حتى يغير الله تعالى ما به من نعمة (5).

 35 - (والذي بعثني بالحق، نبيا إنكم لم تؤمنوا حتى يكون محمد وآله أحب إليكم من أنفسكم وأهليكم وأموالكم ومن في الأرض جميعا (6).

 36 - (والذي بعثني بالحق، بالنبوة واصطفاني على جميع البرية ما نصبت عليا علما لامتي في الأرض حتى نوه الله باسمه في سماواته، وأوجب ولايته على ملائكته (7).

 


(1) - البحار، ج 39: ص 160.

 (2) - المصدر.

 (3) - البحار، ج 27: ص 63.

 (4) - البحار، ج 39: ص 160.

 (5) - المصدر.

 (6) - المصدر.

 (7) - البحار، ج 37: ص 109.

 ونوه به: شهره ورفعه.

 


[105]

37 - (والذي بعثني بالحق، بشيرا ما استقر الكرسي ولا العرش ولا دار الفلك، ولاقامت السماوات والأرض إلا بأن كتب عليها: لاإله إلا الله محمد رسول الله، علي أمير المؤمنين (1).

 38 - (والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية، إني وإياهم (يعنى عليا والأئمة من ولده) لأكرم الخلق على الله عز وجل، وما على وجه الأرض نسمة أحب إلي منهم (2).

 39 - (والذى نفسي بيده، لا ينتفع عبد بعمله إلا بمعرفتنا (3).

 40 - (والذى نفسي بيده، لو أن رجلا صفن بين الركن والمقام صائما، وراكعا، وساجدا ثم لقي الله عز وجل غير محب لأهل بيتي، لم ينفعه ذلك (4).

 41 - بحذف الاسناد، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت عبد الله بن مسلم يقول: رأيت عمار بن ياسر شيخا آدما طويلا آخذا الحربة (يوم صفين) بيده ويده ترعد قال: (والذى نفسي بيده، لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلى اله عليه واله وسلم ثلاث مرات، وهذه الرابعة.

 (والذى نفسي بيده، لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أن شيخنا عليه السلام على الحق، وأنهم على الضلالة (5).

 42 - عن سعد بن وقاص: والذى نفس سعد بيده، لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم شيئا يقول في علي: (لو وضع المنشار على رأسي على أن أسبه ما سببته (6).

 43 - عن معاوية بن ثعلبة، قال: (جاء رجل إلى أبي ذر، وهو جالس في


(1) - البحار، ج 38: ص 121.

 (2) - البحار، ج 28: ص 37.

 والنسمة: ذو روح وذو نفس.

 (3) - البحار، ج 27: ص 101.

 (4) - البحار، ج 47: ص 105.

 وصفن ارجل: صف قدميه وقام عليهما.

 (5) - المناقب للخوارزمي، ص 126.

 (6) - تاريخ إبن عساكر، ج 3: ص 55.

 


[106]

المسجد، وعلي عليه السلام يصلي أمامه فقال: يا أبا ذر ألا تحدثني بأحب الناس إليك ؟ فوالله، لقد علمت أن أحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أحبهم اليك، قال: أجل، والذى نفسي بيده، أن أحبهم إلى أحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهو ذلك الشيخ، وأشار إلى علي عليه السلام (1).

 44 - (والذي نفس عبد الله بن العباس بيده، لو كانت بحار الدنيا مدادا، وأشجارها أقلاما، وأهلها كتابا فكتبوا مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام وفضائله ما أحصوها (2).

 45 - وقال عليه السلام: (والله، لا أحثكم على طاعة إلا وأسبقكم إليها، ولا أنهاكم عن معصية إلا وأتناهى قبلكم عنها (3).

 46 - (والله، لا يبغضني عبد أبدا يموت على بغضي إلا رآني عند موته حيث يكره، ولا يحبني عبد أبدا فيموت على حبي إلا رآني عند موته حيث يحب (4).

 47 - عن أنس بن مالك قال: (والله، الذي لاإله إلا هو سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول: عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب (5).

 48 - عن عمرو بن الحمق الخزاعي، قال له عليه السلام: (والله، لو كلفتني نقل الجبال الرواسي، ونزح البحور الطوامي حتى يأتي علي يومي وفي يدي سيفي أهز به عدوك واقوي به وليك ما ظننت أني أديت حقك الذي يجب علي (6).

 49 - عن جبرئيل عليه السلام: (والله الذى بعثك بالنبوة، واصطفاك بالرسالة، ما هبطت


(1) - المناقب للخوارزمي، ص 29 من طرق العامة.

 ورواه في البحار، ج 39: ص 275.

 (2) - ينابيع المودة، ص 122.

 (3) - البحار، ج 40: ص 191.

 (4) - البحار، ج 6: ص 199.

 (5) - البحار، ج 27: ص 142، وينابيع المودة، ص 91، وتاريخ بغداد، ج 4: ص 410.

 (6) - الأختصاص، ص 11.

 


[107]

في وقتي هذا الا لهذا: يا محمد ! الله العلي الأعلى يقرئ عليكما السلام، وقال: محمد نبي رحمتي، وعلي مقيم حجتي، لا اعذب من والاه وإن عصاني، ولا أرحم من عاداه وإن أطاعني (1).

 50 - قال أمير المؤمنين عليه السلام: (والذي نفسي بيده، لا تسألوني عن شيء فيما بينكم وبين الله إلا أنباتكم به (2).

 51 - (والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لأقمعن بيدي هاتين عن الحوض أعداءنا، ولاوردنه أحباءنا (3).

 52 - (ورب العباد والبلاد والسبع الشداد لأذودن يوم القيامة عن الحوض بيدي هاتين (4).

 53 - عن ام سلمة: والذي نفس ام سلمة بيده، إني لسمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول: (علي مع القرآن، والقرآن مع علي، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض (5).

 54 - عن حذيفة: (والذي نفس حذيفة بيده، لعمله في ذلك اليوم أعظم أجرا من عمل أصحاب محمد صلى الله عليه واله وسلم إلى يوم القيامة (6)، يعنى يوم الخندق.

 55 - عن أمير المؤمنين عليه السلام: (والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الامي إنه لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق (7).

 56 - عن علي أمير المؤمنين عليه السلام: (والله، لرجل على يقين من ولايتنا أهل البيت خير ممن له عبادة ألف سنة.

 ولو أن عبدا عبد الله ألف سنه ثم جاء بعمل سبعين


(1) - البحار، ج 8: ص 3.

 (2) - البحار، ج 40: ص 152.

 (3) - البحار، ج 39: ص 216.

 (4) - المصدر.

 (5) - البحار، ج 38: ص 36.

 (6) - البحار، ج 39، ص 2.

 (7) - البحار، ج 39: ص 262.

 


[108]

نبيا ما يقبل الله منه حتى يعرف ولايتنا أهل البيت وإلا أكبه الله على منخريه في النار (1).

 57 - (والله، لو ثنيت لي وسادة فجلست عليها لأفتيت لأهل التوراة بتوراتهم، ولأهل الأنجيل بإنجيلهم حتى ينطق الله التوراة والأنجيل فيقول صدق علي، قد أفتاكم بما انزل في وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون (2).

 58 - (والله، لو شئت أن اخبر كل رجل منكم بمخرجه ومولجه وجميع شأنه لفعلت، ولكن أخاف أن تكفروا في برسول الله صلى الله عليه واله وسلم.

 ألا وإني مفضيه إلى الخاصة ممن يؤمن ذلك منه (3).

 59 - (والله، ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم انزلت، وأين انزلت، إن ربي وهب لي قلبا عقولا، ولسانا سؤولا (4).

 60 - عن النبي صلى الله عليه واله وسلم (والذي بعثني بالحق، لا يقبل الله من عبد حسنة حتى يسأله عن حب علي بن أبي طالب عليه السلام (5).

 61 - عن النبي صلى الله عليه واله وسلم (أما والذى نفسي بيده، لئن أطاعوه (عليا عليه السلام) ليدخلن الجنة أجمعين أكتعين (6).

 62 - عن علي عليه السلام (والذي فلق الحبة وبرئ النسمة وتردى بالعظمة إنه لعهد النبي صلى الله عليه واله وسلم إلي أنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق (7).

 


(1) - مستدرك الوسائل، ج 1: ص 23.

 (2) - البحار، ج 40: ص 178.

 وثنى الشئ: رد بعضه على بعض.

 (3) - البحار، ج 40: ص 190.

 (4) - البحار، ج 40: ص 178.

 (5) - البحار، ج 37: ص 37.

 (6) - فرائد السمطين، ج 17: ص 123.

 (7) - فرائد السمطين، ج 1: ص 167.

 


[109]

63 - عن علي عليه السلام (فو الذي فلق الحبة، ما شككت بعد في قضاء بين اثنين (1).

 64 - عن فاطمة الزهراء عليها السلام (والله، لو تركوا الحق على أهله واتبعوا عترة نبيه ما اختلف في الله إثنان (2).

 65 - عن الحسن بن علي عليهما السلام (اقسم بالله، لو أن الناس سمعوا قول الله، وقول رسوله صلى الله عليه واله وسلم لأعطتهم السماء قطرها، والأرض بركتها، ولما اختلف في هذه الامة سيفان (3).

 66 - عن سلمان عليه السلام (والذي نفس سلمان بيده، لو وليتموها عليا لأكلتم من فوقكم ومن تحت أقدامكم، ولو دعوتم الطير لأجابتكم في جو السماء، ولو دعوتم الحيتان لأتتكم من البحار ولما عال ولي الله ولا طاش لكم سهم من فرائض الله ولا اختلف إثنان، ولكن أبيتم فوليتموها غيره فأبشروا بالبلاء (4).

 67 - عن أبي جعفر عليه السلام (والله، إنا لخزان الله في أرضه لا على ذهب ولا على فضه إلا على علمه (5).

 68 - عن أنس بن مالك (والله، الذي لاإله إلا هو لسمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول: عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب (6).

 عن حذيفة اليماني (والذى نفسي بيده، إن آية الجنة والهداة إليها إلى يوم القيامة وأئمة الحق، لآل محمد صلى الله عليه واله وسلم، وإن آية النار وأئمة الكفر والدعاة إلى النار إلى يوم القيامة، لغيرهم (7).

 


(1) - البحار، ج 36: ص 353.

 (2) - البحار، ج 36: ص 353.

 (3) - بهج الصباغة، ج 3: ص 348.

 (4) - الاحتجاج، ج 1: ص 111، ط بيروت.

 (5) - بصائر الدرجات، ص 104.

 (6) - تاريخ بغداد، ج 4: ص 410.

 (7) - أمالى المفيد رحمه الله، المجلس التاسع والثلاثون.

 


[110]

الاستدراك عن الله عزوجل: ان عليا عليه السلام إمام الهدى ومصباح الدجى والحجة على أهل الدنيا فإنه الصديق الاكبر والفاروق الاعظم وإني آليت بعزتي أن لا ادخل النار أحدا تولاه وسلم له وللاوصياء من بعده (1).

 عن النبي صلى الله عليه واله وسلم: والذي نفس محمد بيده لو أن رجلا عبد الله ألف عام ثم ألف عام ما بين الركن والمقام ثم أتى جاحدا بولايتهم لاكبه الله في النار كائنا ما كان (2).

 وعنه صلى الله عليه واله وسلم يا علي والله ! لو أن رجلا صلى وصام حتى يصير كالشن البالي إذا ما نفع صلاته وصومه إلا بحبكم يا علي من توسل إلى الله بحبكم فحق على الله أن لا يرده يا علي من أحبكم وتمسك بكم فقد تمسك بالعروة الوثقى (3).

 وقال صلى الله عليه واله وسلم لعلي عليه السلام: والله ثم والله ثم والله ! لم أن الرجل جاء يوم القيامة وذنوبه أكثر من ورق الجنة وقطر المطر وما في الارض من حجر أو مدر ثم لقي الله محبا لك ولاهل بيتك لادخله الله الجنة (4).

 قال الصادق عليه السلام: والله ! لو أن عابد وثن وصف ما تصفون عند خروج نفسه ما طمعت النار من جسده شيئا (5).

 عن علي عليه السلام: والذي رفع السماء بغير عمد لو أن أحدهم يعني الملائكة رام أن يزول من مكانه بقدر نفس واحد حتى آذن له وكذلك يصير حال


(1) المجلسي: بحار الانوار ج 27: ص 113.

 (2) الخزار القمي: كفاية الاثر ص 85 ط قم المقدسة.

 (3) المصدر ص 71.

 (4) منتخب الدين الاربعون حديثا / الحديث التاسع.

 (5) الهمداني: كتاب الطهارة ص 327.

 


[111]

ولدي الحسن وبعده الحسين وتسعة من ولد الحسين عليهم السلام تاسعهم قائمهم (1).

 عن أبي عبد الله عليه السلام: والله لا يموت عبد يحب الله ورسوله ويتولى الائمة فتمسه النار (2).

 عن إبن عباس: والذي نفس ابن عباس بيده ! لو كان بحار الدنيا مدادا، والاشجار أقلاما وأهلها كتابا فكتبوا مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام من يوم خلق الله عزوجل الدنيا إلى أن يفنيها ما بلغوا معشار ما آتاه الله تبارك وتعالى (3).

 


(1) البحراني: مدينة المعاجز، ص 92 (الحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة).

 (2) رجال النجاشي / في ترجمة الحسن الوشاء.

 (3) درر بحار الانوار ج 3: ص 349.