شأن نزول آية التطهير و حديث الكساء :

 1- رواية أمّ المؤمنين أمّ سلمة([61]) :

أ ـ عن شهر بن حوشب قال :

أتيت أمّ سلمة زوجة النبي (ص) لأسلّم عليها ، فقلت : أما رأيت هذه الآية يا أمّ المؤمنين : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) ؟

قالت : أنا و رسول الله على منامة لنا تحت كساء خيبري ، فجاءت فاطمة (ع) و معها الحسن و الحسين (ع) ، فقال : « أين ابن عمّك ؟ » قالت : « في البيت » ، قال : « فاذهبي فادعيه » ، فقالت : «  فدعوته ، فأخذ الكساء من تحتنا فعطفه ، فأخذ جمعه بيده فقال : اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيراً » ، و  أنا جالسة خلف رسول الله (ص) ، فقلت : يا رسول الله بأبي أنت و  أمّي فأنا ؟ قال : « إنّك إلى خير » ، و نزلت هذه الآية ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ ... ) في النبي (ص) و عليٍّ و فاطمة و الحسن و الحسين (ع) . 

سند آخر للرواية :

نزلت هذه الآية في النبي و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين بسند آخر عن أمّ سلمة([62])، قالت : في بيتي نزلت هذه الآية (إِنَّمَا...) ، و ذلك أنّ رسول الله جلّلهم([63]) في مسجده([64]) بكساء ثمّ رفع يده فنصبها على الكساء و هو يقول : « اللّهمّ إنّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس كما أذهبت عن آل إسماعيل و إسحاق و  يعقوب ، و طهّرهم من الرجس كما طهّرت آل لوط و آل عمران و  آل هارون » ، قلت : يا رسول الله لا أدخل معكم ؟ قال : « إنّك على خير و إنّك من أزواج النبيّ » ، قالت بنته : سمّيهم يا أمة ، قالت: فاطمة و عليّ و الحسن و الحسين (ع) .

 ب ـ عن أبي عبد الله الجدلي([65]) ، قال :

دخلت على عائشة فقلت : أين نزلت هذه الآية : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ ... ) ؟

قالت : نزلت في بيت أمّ سلمة ، قالت أمّ سلمة : لو سألت عائشة لحدّثتك انّ هذه الآية نزلت في بيتي ، قالت : بينما رسول الله (ص) إذ قال : «لو كان أحد يذهب فيدعوا لنا عليّاً وفاطمة وابنيها» ، قال : فقلت : ما أحد غيري ، قالت : قد قنعت([66]) فجئت بهم جميعاً ، فجلس عليّ بين يديه ، و جلس الحسن و الحسين عن يمينه و  شماله ، و أجلس فاطمة خلفه ، ثمّ تجلّل بثوب خيبري ثمّ قال : «  نحن جميعاً إليك ـ فأشار رسول الله (ص) ثلاث مرّات : إليك لا إلى النار ـ ذاتي و عترتي أهل بيتي من لحمي و دمي » ، قالت أمّ سلمة : يا رسول الله أدخلني معهم ، قال : يا أمّ سلمة إنّك من صالحات أزواجي ، فنزلت هذه الآية : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) .

ج ـ عن عبد الله بن معين مولى أمّ سلمة([67]) أنّها قالت :

نزلت هذه الآية في بيتها : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) ، أمرني رسول الله (ص) أن أرسل إلى علي و فاطمة و الحسن و الحسين (ع) ، فلمّا أتوه اعتنق عليّاً بيمينه و الحسن بشماله و الحسين على بطنه و فاطمة عند رجليه ثمّ قال : « اللّهمّ هؤلاء أهلي و عترتي فأذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيراً » قالها ثلاث مرّات ، قلت : فأنا يا رسول الله ؟ فقال  : إنّك على خير إن شاء الله .

 د ـ بإسناد أخي دعبل([68]) ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن عليّ بن الحسين (ع) ، عن أمّ سلمة قالت : نزلت هذه الآية في بيتي و في يومي ، و كان رسول الله (ص) عندي ، فدعا عليّاً و فاطمة و الحسن و الحسين (ع) ، و جاء جبرئيل فمدّ عليهم كساءً فدكياً ، ثمّ قال : « اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي ، اللّهمّ أذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيراً  » ، قال جبرئيل : و أنا منكم ؟ فقال النبيّ (ص) : « و أنت منّا يا جبرئيل » ، قالت أمّ سلمة : فقلت : يا رسول الله و أنا من أهل بيتك ؟ و جئت لأدخل معهم ، فقال : « كوني مكانك يا أمّ سلمة إنّك على خير ، أنت من أزواج نبيّ الله » ، فقال جبرئيل : إقرأ يا محمد : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )في النبي و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين (ع) .


([61]) تفسير فرات بن ابراهيم الكوفي :121 ; و تفسير مجمع البيان 8:356 ; والبحار 35:213 .
([62]) تفسير فرات الكوفي : 126 ; و البحار 35 : 215 .
([63]) جلّلهم بالثوب : غطّاهم به .
([64]) لعلّ الرواي أراد أنّ الرسول (ص) كان في (مصلاه) بدار أمّ سلمة .
([65]) تفسير فرات : 124 ; و البحار 35:215 .
([66]) قد قنعت : أي لبست القناع ، و هو ما تغطي به المرأة نفسها .
([67]) أمالي الشيخ 1:270 ; و البحار 35:209 .
([68]) أمالي الشيخ : 235 ; و البحار 35:208 .