ما فعله الرسول بعد نزول الآية :

1- عن أبي سعيد الخدري([74]) :

قال : كان النبي (ص) يأتي باب علي أربعين صباحاً حيث بنى فاطمة فيقول : « السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أهل البيت (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)أنا حربٌ لمن حاربتم و سلمٌ لمن سالمتم » .

2- عن أبي الحمراء([75]) :

قال : خدمت رسول الله (ص) تسعة أشهر أو عشرة أشهر ، فأمّا التسعة فلست أشكّ فيها ، و رسول الله (ص) يخرج من طلوع الفجر فيأتي باب فاطمة و عليّ و الحسن و الحسين (ع) فيأخذ بعضادتي الباب فيقول : « السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، الصلاة يرحمكم الله » ، قال : فيقولون : « و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته يا رسول الله » ، فيقول رسول الله (ص) : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) .

و ورد عن أبي الحمراء([76]) بألفاظ أُخرى ، و في بعضها : أخذ بعضادتي الباب .

3- عن أمير المؤمنين (ع) :

عن الحارث ، عن علي (ع)([77]) قال : « كان رسول الله (ص) يأتينا كلّ غداة فيقول : الصلاة رحمكم الله الصلاة ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) » .

4- عن أبي جعفر (ع)([78]) :

عن أبيه (ع) ـ أي السجّاد (ع) ـ في قوله عزّ و جلّ : ( وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْهَا ) (طه/132) ، قال : « نزلت في عليّ وفاطمة و الحسن و الحسين (ع) ، كان رسول الله (ص) يأتي باب فاطمة كل سحرة فيقول : السلام عليكم أهل البيت و رحمة الله وبركاته ، الصلاة يرحمكم الله ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) » .

لفظ آخر للخبر :

في تفسير الآية ( وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْهَا ) قال فرات القمي([79]) :

فإنّ الله أمره أن يخصّ أهله دون الناس ، ليعلم الناس أنّ لأهل محمّد (ص) عند الله منزلة خاصّة ، فلمّا أنزل الله تعالى هذه الآية كان رسول الله (ص) يجيء كلّ يوم عند صلاة الفجر حتى يأتي باب عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين (ع) فيقول : « السلام عليكم و  رحمة الله و بركاته » ، فيقول علي و فاطمة و الحسن والحسين  (ع) : « و عليك السلام يا رسول الله ورحمة الله وبركاته » ، ثمّ يأخذ بعُضادتي الباب و يقول : « الصلاة الصلاة يرحمكم الله(إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) ، فلم يزل يفعل ذلك كل يوم إذا شهد المدينة حتى فارق الدنيا ، و قال أبو  الحمراء خادم النبي (ص) أنا شهدته يفعل ذلك([80]) .

5- عن الإمام الصادق (ع) :

عن الصادق جعفر بن محمد([81]) ، عن أبيه ، عن آبائه (ع) قال: «كان النبي (ص) يقف عند طلوع كل فجر على باب علي وفاطمة  (ع) فيقول : الحمد لله المحسن المجمل المنعم المفضل ، الذي بنعمته تتمّ الصالحات ، سمع سامع بحمد الله و نعمته و حسن بلائه عندنا ، نعوذ بالله من النار ، نعوذ بالله من صباح النار ، نعوذ بالله من مساء النار ، الصلاة يا أهل البيت ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) ([82])

و روى ـ أيضاً ـ أبو سعيد الخدري قال : لما نزلت هذه الآية كان رسول الله (ص) يأتي باب فاطمة و علي تسعة أشهر وقت كلّ صلاة فيقول : « الصلاة يرحمكم الله ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) .

قال : و قال أبو جعفر (ع) : « أمره الله تعالى أن يخصّ أهله دون الناس ليعلم الناس أنّ لأهله عند الله منزلة ليست للناس ، فأمرهم مع الناس عامة و أمرهم خاصّة »([83]) .

قال المجلسي([84]) : و رواه ابن عقدة بإسناده من طرق كثيرة عن أهل البيت (ع) و غيرهم ، مثل أبي برزة و أبي رافع .

و ورد بلفظ آخر عن الإمام الصادق (ع)([85]) :

و كذلك ورد نظير ما سبق في تفسير الرازي و غيره بتفسير الآية الكريمة ( وَ أْمُرْ أَهْلَكَ ... ) .


([74]) تفسير فرات : 122 ; و البحار 35:208 .
([75]) تفسير فرات : 123 و 124 ; و البحار 35:214 .
([76]) أمالي الشيخ 1:257 ; و البحار 35:209 ; و كشف الحق للعلامة الحلي 1:88 ; والعمدة  لابن  بطريق : 16ـ23 .
([77]) مجالس المفيد :188 ; و أمالي الشيخ : 55 ; و البحار 35:208 .
([78]) كنز الفوائد :161 و 162 و 178 ; و البحار 25 : 220 .
([79]) في تفسيره : 530 و 531 .
([80]) البحار 35:207 .
([81]) البحار 37:36 .
([82]) في مادة سمع من نهاية اللغة لابن الأثير 2:181ـ182 في الحديث «سمع سامع بحمد الله و حسن بلائه علينا»أي ليسمع السامع و ليشهد الشاهد حمدنا لله تعالى على ما أحسن إلينا و أولانا من نعمه ، و حسن البلاء النعمة و الاختبار بالخير ليتبيّن الشكر و بالشرّ ليظهر الصبر .
([83]) البحار 25:212 ; و مجمع البيان للطبرسي 7:37 .
([84]) البحار 25:212 .
([85]) تفسير فرات : 126 .