من احتجّ بالآية في فضائلهم :

 1- أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (ع)([86])

عن جعفر بن محمد ، عن أبيه (ع) قال : قال علي بن أبي طالب (ع) : « إنّ الله عزّ و جلّ فضّلنا أهل البيت ، و كيف لا يكون كذلك و الله عزّ و جلّ يقول في كتابه : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) ؟ فقد طهّرنا من الفواحش ما ظهر منها و ما بطن ، فنحن على منهاج الحق » .

 2- الحسن بن علي (ع) :

احتجّ بها الإمام الحسن في اليومين الآتيين :

أ ـ يوم بويع بعد شهادة أبيه الإمام علي (ع) حيث قال في خطبته :

« أيّها الناس من عرفني فقد عرفني ، و من لم يعرفني فأنا الحسن بن علي ، و أنا ابن البشير النذير الداعي إلى الله بإذنه و  السراج المنير ، أنا من أهل البيت الذي كان ينزل فيه جبرائيل و  يصعد ، و أنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس و  طهّرهم تطهيراً »([87]) .

ب ـ عند صلحه مع معاوية حين خطب بعد معاوية و قال في  خطبته :

« و أقول معشر الخلائق فاسمعوا ، و لكم أفئدة و أسماع فعوا ، إنّا أهل بيت أكرمنا الله بالإسلام و اختارنا و اصطفانا و اجتبانا فأذهب عنّا الرجس و طهّرنا تطهيراً ، و الرجس هو الشكّ ، فلا نشكّ في الله الحق و دينه أبداً ، و طهّرنا من كل ّ أفن و غيّة مخلصين إلى آدم نعمة منه ـ إلى قوله : ـ و قد قال الله تعالى :( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) ، فلما نزلت آية التطهير جعلنا رسول الله (ص) أنا و أخي و أُمّي و أبي فجلّلنا و نفسه في كساء لأُمّ سلمة خيبريّ ، و ذلك في حجرتها و يومها ، فقال : اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي ، و هؤلاء أهلي و عترتي فأذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيراً ، فقالت أمّ سلمة (رض) : أدخل معهم يا  رسول الله ؟ قال لها رسول الله (ص) : يرحمك الله أنت على خير و  إلى خير و ما أرضاني عنك و لكنّها خاصّة لي و لهم .

ثمّ مكث رسول الله (ص) بعد ذلك بقية عمره حتى قبضه الله إليه ، يأتينا في كلّ يوم عند طلوع الفجر فيقول : الصلاة يرحمكم الله، ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً  ) ([88]) .

 3- أمّ سلمة :

في تفسير فرات و الخصال و أمالي الصدوق و البحار و اللّفظ للأوّل : عن عمرة الهمدانية إبنة أفعى ، قالت أمّ سلمة : أنت عمرة ؟ قالت : نعم ، قالت عمرة : ألا تخبريني عن هذا الرجل الذي أُصيب بين ظهرانيكم فمحبّ و مبغض ؟ قالت أمّ سلمة : فتحبّينه ؟ قالت : لا أحبّه و لا أبغضه ـ تريد عليّاً ـ قالت أمّ سلمة : أنزل الله تعالى : (  إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )و ما في البيت إلاّ جبرائيل و ميكائيل و محمّد و عليّ و فاطمة و  الحسن و الحسين (ع) و أنا ، فقلت : يا رسول الله أنا من أهل البيت ؟ فقال : « من صالح نسائي » ، يا عمرة فلو كان قال : نعم كان أحبّ إليّ ممّا تطلع عليه الشّمس([89]) .

4- عليّ بن الحسين السجّاد (ع) :

في أمالي الصدوق و الاحتجاج للطبرسي و اللّهوف :

لمّا أدخل سبايا أهل البيت إلى الشام فأُقيموا على درج المسجد حيث يقام السبايا و فيهم عليّ بن الحسين (ع) و هو يومئذ فتى شاب ، فأتاهم شيخ من أهل الشام فقال لهم : الحمد لله الذي قتلكم و أهلكم ، و قطع قرن الفتنة فلم يألوا عن شتمهم ، فلمّا انقضى كلامه ، قال له عليّ بن الحسين : « أما قرأت كتاب الله عزّ و جلّ ؟» قال : نعم ، قال : « أما قرأت هذه الآية : ( قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) » (الشورى/23) قال : بلى، قال «فنحن أُولئك» ، ثمّ قال : « أما قرأت ( وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) » (الاسراء/26) ، قال : بلى ، قال : « فنحن هم ، فهل قرأت هذه الآية : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) ؟ » قال : اللّهمّ إنّي أتوب إليك ـ ثلاث مرّات ـ اللّهمّ إنّي أبرأ إليك من عدوّ آل  محمّد و من قتلة أهل بيت محمّد ، لقد قرأت القرآن فما شعرت بهذا قبل اليوم([90]) .

5- زيد بن عليّ بن الحسين (ع) :

قال أبو الجارود : و قال زيد بن علي بن الحسين : إنّ جُهّالاً من الناس يزعمون إنّما أراد الله بهذه الآية أزواج النبي (ص) و قد كذبوا و أثموا ، و أيم الله لو عنى بها أزواج النبي (ص) لقال : ليذهب عنكنّ الرجس و يطهّركنّ تطهيراً ، و لكان الكلام مؤنّثاً كما قال : (  وَ اذْكُرْنَ مَا يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ ) ، ( وَ لاَ تَبَرَّجْنَ ) و ( وَلَسْتُنَّ كَأَحَد مِنَ النِّسَاءِ ) .


([86]) كنز الفوائد : 236 ; و البحار 25:213ـ214 .
([87]) البحار 25:214 و 43:361 و 362 ; و كنز الفوائد : 236 و 238 .
([88]) البحار 10:141ـ142 ; و أمالي ابن الشيخ 10:14 .
([89]) في تفسير فرات : 126 روايتان هذه إحداههما ; و الخصال ، باب البيعة ح113 ; وكنز  الفوائد : 237 ; و البحار 25:214 و 35:209 عن أمالي الصدوق ، و 219 منه .
([90]) أمالي الصدوق ، المجلس 31 ح3 ; و الاحتجاج للطبرسي :157 ; و اللّهوف ; والبحار  45:156 و 166 .